السبائك القرآنية الجزء الثاني

[•||bassem_1974||•]

السبائك القرآنية الجزء الثاني

بقلم الأستاذ الدكتور مصطفى الجمال

ثانيا: في خصائص سبائك الحديد وتقنيات إستخلاص سبائك الحديد:
تقول كلمات الله سبحانه وتعالي أن الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس، وأجملت هذه العبارة كافة أنواع الحديد وسبائكه المعروفة لنا حتي الآن أو تلك التي قد يتوصل الإنسان اليها بهدي من الله في المستقبل. كما وصفت الآيات من أن داود عليه السلام قد إهتدي بهدي الله الي طرق وتقنيات إستخلاص الحديد بالصهر وسباكة الحديد وتوصل الي سبائك الحديد المطروق "Wrought iron" وتصفها الكلمات العطرة باللين، وهي الطراوة والممطولية"Ductility" والجثاءة"Toughness" وهي مجموعة من الخواص التي إختص بها الله سبحانه وتعالي الحديد وسبائكه بها، وأن هذه الخواص نلاحظ تواجدها في باقي سبائك الحديد مثل الصلب بأنواعه وعائلاته الكثيرة ذات الإستخدامات المتعددة والتي لا تحصي لكثرتها، فالممطولية شرط أساسي للمتانة ومقاومة شروخ المادة "Crack initiation and propagation"،ودليل علي مدي إستطاعة السبيكة لمقاومة مظاهر التصدع والإنهيار، بينما أن الجثاءة هي ضرورة من الضرورات الهندسية لمقاومة المعدن للأحمال الفجائية التصادمية "Impact loads"والقوي الديناميكية "Dynamical forces"والأحمال المتكررة "Repetitive loads"وحدوث الكسورالهاشةالإنهيارية "Brittle failures"فهي جميعها خصائص في مجملها تعرف بإسم خاصية السن الجثئ "Notch tough"فكلما إزدادت قيمة جثاءة السبيكة كلما زادت قيمتها في الثمن وفي الإستخدام معا، حيث يتطلب الأمر في بعض المناطق من سطح الكرة الأرضية في المناطق الباردة من البحار والمحيطات إستخدام سبائك تتحلي بمقاومة كبيرة للهاشية عند درجات الحرارة المنخفضة، وكذلك فقد يتطلب الأمر في بعض المناطق من القشرة الجانبية من أعلي السفينة من ناحية السطح الرئيسي وكذا مناطق القاع خاصة منطقة لوح حافة جوف السفينة "Bilge strake"وكذلك القرينة "Keel"مع عارضة الطول القاعية المركزية "Bottom center girder"وكذا لوح أعلي القاع الداخلي الجانبي "Margin plate"فيجب تصنيع هذه المكونات الرئيسية للسفينة الضخمة من مادة من سبائك الحديد ذات ممطولية كبيرة وتتحلي بمقاومة السن الجثئ بدرجة كبيرة حتي يتسني للسفينة أن تقاوم أمواج البحر والتي من عتوها وعلي الرغم من كثافة الحديد النوعية هي ثماني أضعاف كثافة المياة النوعية إلا أن حكمة الله أرادت أن تعطينا السند علي مقدرة الله سبحانه وتعالي حيث أن سبائك الحديد بالرغم من متانتها تنبعج في منطقة مقدم السفينة وتصبح في حالة من اللدونة "Plasticity"مما يؤدي الي حدوث تحطم مفاجئ لمقدم السفينة ومما يعجل بغرقها نتيجة التيارات المائية وحركة الأمواج الديناميكية والتي تتغير مع الوقت من قيمة دنيا الي قيم قصوي لا يمكن التبؤ بها فهي مثل حال البحر إما هادئ وإما عاتي وإما غادر. فالنوع الأول يعبر عن سكون المياة والإبحار الآمن، بينما النوع الثاني فهو الإبحار في مناطق متقلبة بين الحالة الإستاتيكية والحالة الديناميكية، بينما النوع الثالث فهو الإبحار في مناطق الأعاصير ومناطق تعرف بإسم مناطق الكوارث.


ومن عجب القول أن جميع أنواع الصلب الطري بدرجاتها المختلفةنجد أنها تجتمع لنفس العائلة في قيم حد الخضوع "Yield Strength"ولها نفس معامل المرونة المرن
"Elastic Modulus ofElasticity" "وتختلف فقط في قيم كلا من حد الكسر الأقصي للشد
"Ultimate tensile strength"ومن ثم في قيمة الجثاءة"Toughness"وتختلف في قيم الصلادة "Hardness"وعلي النحو المبين بالشكل رقم (4) والذي يوضح العلاقة بين نسبة الكربون في سبيكة الحديد وقيمة معامل الصلادة وهذا المعامل يعطي دلالة علي مقاومة المعدن لحدوث الخدش ومن ثم الشروخ وكلما زاد كلما زادت مقاومة المعدن لظاهرة إنتشار الشروخ ويلاحظ من هذا الشكل أن قيمة الزيادة تثبت مهما كانت نسبة الكربون في السبيكة في حالة أن تصل هذه النسبة الي خوالي 75 ر0%

ثالثا: في القيمة العملية والصناعية وتعدد المنافع والإستخدام لسبائك الحديد:
إستخدامات سبائك الحديد الصلب بأنواعها المختلفة لاقت تفوقا ملموسا في التطبيقات الصناعية في كافة صنوف الحياة، وتطورت المعدات وتنوعت التطبيقات، فلننظر الي ماجاء في كلمات سورة الكهف الآية رقم (96) حتي يتبين لنا حقيقة إستخدام هذه السبائك في تقنيات معينة فإن هذه السبائك متنوعة في الخواص وتفرعت في الإستخدام الي حدود مكنت الإنسان من التجول بإذن ربه في الفضاء الخارجي والنزول الي قاع المحيطات بحثا عن الثروات في قاع البحار، ومن المعروف هندسيا أن السبيكة وهي الخليط المعدني لمجموعة الفلزات تنصهر جميعها وتذوب ذوابانا كاملا في بعضها البعض مكونة سبيكة متجانسة وقوية، وقد يتم التجانس والإذابة في مراحل معينة بأن تكون هذه العناصر مثلا تذوب بالإنصهار ولا يحدث التجانس في السبيكة في الحالة الصلبة وقد يحدث العكس بأن تكون التجانس في الحالة الصلبة ولا يحدث ذوبان في الحالة السائلة ومن ثم لا يمكن إستخدام هذا النوع من السبائك إلا في الأغراض الإستاتيكية والتي تحدد الخواص ومن ثم تحديد الإستخدام، حينئذ تكون هذه السبيكة من نوعية يمكن إستخدامها في موضع معين لخدمة غرض معين. إلا أن سبائك داود الحديدية كانت من النوع الأول وهو النوع المتجانس في حالة الإذابة المنصهرة وكذا في حالة الصلابة ومن ثم فقد وصفتها الكلمات العطرة باللين"Tenderness".
ومن التطبيقات التي أدت الي كوارث في حياتنا بإستخدام هذه السبائك في مواضع خاطئة هو ماحدث للسفينة "التيتانيكm.s. Titanic "والتي غرقت في رحلتها الأولي علي الرغم من قيام مصممها المهندس الألماني آنذاك ومعه مجموعة من المهنسين البريطانيين من عمل حسابات نعرفها نحن الآن بإسم حسابات التغريق وفيها يتم دراسة تقسيم السفينة الي أجزاء وعنابر بأطوال مسموحة، إلا أن ما حدث في هذه الباخرة إنما هو شئ جدير بالدراسة وإلقاء الضؤ عليه نظرا لحجم الكارثة والتي أودت بما لايقل عن 1500 من ركاب السفينة فقدوا أرواحهم في لحظات.
نقول عن أسباب الغرق أنه لم يكن إرتطامها بجبل من الجليد كما أشيع وكما يظن البعض إنما كان نتيجة حدوث مرحلة إنتقال للمادة من حالة الممطولية الي حالة الهاشية مما أدي إلي حدوث صوت شديد مدوي وهي إحدي خصائص ونتاج عملية التحول نتيجة الإنخفاض الشديد في درجة حرارة الوسط المحيط والتي وصلت الي -32 درجة مئوية آنذاك، وكان الحديد الصلب الذي تم تصنيع بدن السفينة منه يتحول الي الهاشية عند درجة حرارة إنتقالية حرجة قدرها -10 درجات، ونتيجة القرار الخاطئ الذي أعطاه ضابط أول السفينة بإصداره الأوامر بتحويل وتغيير مسار السفينة فجأة من قيمة الصفر الي أقصي قيمة لوضع الدفة مما نتج عنه إجهادات عصر فجائية للبدن نتج عنها حدوث شرخ والذي هيأت الظروف له الإنتشار بسرعة الصوت في المادة مما أدي الي إنشطار السفينة الي جزئين غرق الجزء الأمامي منها في التو وفي اللحظة بينما ظل الجزء الخلفي يقاوم الغرق لمدة حوالي ساعتين كانت كافية لإنقاذ نصف عدد الركاب والذي كا يقدر بنحو 3000 راكب بينما غرق جميع من كانوا جهة المقدم من السفينة. وغرقت السفينة في مياة المحيط في المسافة بين سواحل نيويرك وكندا، وقد ظن البعض خطئا أن السفينة قد إرتطمت بجبل من الجليد مع أن موضع غرقها كان يبعد عن أقرب جبل للجليد في المنطقة بقيمة تقدر بخمسة أميا بحرية أي مسافة تقدر بأكثر من تسعة كيلومترات.
وكان الغرق بسبب تعرض مادة الصلب الي ظاهرة لم تكن معروفة آنذاك وهي فقد الصلب للمطولية وتحوله الي حالة الهاشية الفجائية مما يؤدي بالمنشأ الي حدوث صوت يشبه صوت الإرتطام "Colliding Bang"ثم يحدث إنفصالا وإنشطارا للبدن مما يؤدي الي الغرق أو دمار وفقد المنشأ بالكامل.
معني هذا هو أن الكمال لله وحده، فإن مادة الصلب تعاني فقرا في الممطولية يصل الي درجة الإضمحلال عند درجات حرارة منخفضة أقل من تلك المعروفة بإسم درجة حرارة الإنتقال الحرجة"Critical Transformation temperature " .
كما وأن هذا هـو ليس العيب الوحيد في إستخدام هذه السبائك فقد إتضح أثناء الحرب العالمية الثانية أن سفن الحرية "Liberty ships"والتي كانت قد بنيت آنذاك بغرض نقل المؤونة والطعام والشراب والأسلحة والعتاد فيما بين دول الحلفاء بعضهم مع بعض أن تم بناء مايزيد عن 3000 سفينة من هذا النوع وماأن إنتهت الحرب حتي تبين لهم غرق جميع هذه السفن فيما عدا ثلاثة سفن بقيت في المتاحف كي تروي وتشهد أن قول الله صدق في مسألة ضرورة تساوي حافتي اللوحين في منطقة اللحام في المناطق من الوصلات التناكبية"Butt Joints" في منطقة اللحام، والتي وصفتها الآية الكريمة من سورة الكهف حيث أن إحدي الضرورات الهندسية هي ضرورة مساواة حافتي اللوحين"Edge preparation" في منطقة الإنصهار من الوصلة تجنبا لحدوث الشروخ بأنواعها الساخنة منها والباردة والشروخ المتــــأخرة"Delayed Cracks"وهي جميعها كان يمكن تجنبها بتطبيق هذه التقنيات الإلهية والتي وصفتها هذه الكلمات العطرة، فتعالوا بنا نستقرأ ونستخلص من هذه الآيات ماهو شفاء للناس وعلاج لشقاء البشرية فهو كتاب رحمة، نقول أن الله قد أعطانا في وميض هذه الآية مانقوم نحن بتدريسه لطلابنا في كليات الهندسة في عدد من المواد يصل الي سبعة عشر علما مختلفا. الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
لقد كان ينبغي علينا نحن من يمتلك كتاب الله بالحق أن ندرك السبق العلمي وأن نحوز إمتلاك التقنيات لو أن علماؤنا في ذاك الزمان قد قرأوا هذه الآية الكريمة وحولوا مكنون كلماتها الي
علوم وتقنيات، إلا أن الغشاوة وعدم فهم المعاني القرآنية والجهل بمقومات العلم قد جعلت من التأخر في التفكير والتدبر فيما وراء الآيات من علم نافع وبفيد البشرية جمعاء فتعالوا بنا ننهل من علم الله قطرات لعل الله يغفر لنا الخطايا ونحمده سبحانه وتعالي علي عطاءه بلا حدود وعلي العبرات.

رابعا في : التقنيات في علوم هندسة اللحام ووصل المواد المصنعة من سبائك الحديد: -

لقد كان يصاحب هذه السفن والتي بنيت كما ذكرنا أثناء الحرب العالمية الثانية والتي بدأت عام 1939 وأنتهت عام 1944 وكان هناك نقصا ملحوظا في عدد الرجال الذين حملوا السلاح وذهبوا للقتال تاركين النساء كي يبنوا هذا العدد الهائل من السفن، ولما كانت طريقة البناء وتوصيل بدن السفينة آنذاك بإستخدام البرشام وهي عملية مرهقة للمرأة ولا تتناسب مع تكوينها البض وجسدها الذي لا يستطيع رفع الأثقال والأوزان أثناء عملية وضع المسمار ثم تشكيل رأسه بالطرق وهي تحتاج الي مجهود عضلي لا تستطيع المرأة مهما أوتيت من القوة من القيام به. لذلك فقد تم إستخدام طريقة اللحام لتوصيل الأجزاء المختلفة من البدن فهي طريقة غير مجهدة ويسهل علي المرأة إستخدامها بتفوق ملحوظ، إلا أن الوصلات التي كانت للبرشام لم يتم تعديلها كي تتناسب مع عملية اللحام، وأدي ذلك لحدوث ظواهر هندسية وأخطاء تراكمية أودت بهذا العدد وهذا الكم الهائل من السفن والذي كان يظن أن السبب فيه كان نتيجة عمل عدائي من البحرية الألمانية أو ضرب طوربيد من غواصة ألمانية، أو إرتطام القاع بأحد الألغام البحرية فقد كان الإدراك الهندسي حينذاك قليل وكانت المعلومات الهندسية الخاصة بموضوع التحول من الممطولية الي الهاشية لم تكن معروفة آنذاك. ومأن وضعت الحرب أوزارها حتي ظل الحال كما هو عليه، إذ تبني السفينة ويتم إنزالها ويسمع صوت إنفجار هائل ينتج عنه إنقسام السفينة الي شطرين وغرقها في قاع المحيط، حتي يوم 18 أغسطس من عام 1948، وكانت إحدي الترسانات في بريطانيا تقوم بعمل التجهيزات لتدشين إحدي السفن والتي كانت مازالت في طور التجهيزات علي أحد أحواض البناء وكان مفترضا أن تقوم ولية العهد البريطانية آنذاك بتدشينها إلا أن ماحدث يخرج عن نطاق المنطق ويجرنا الي دراسة علمية دقيقة لما حدث. فقد سمع العمال في موقع البناء صوت يشبه الإنفجار أعقبه حدوث إنقسام للسفينة وحدوث فتحة في منتصفها علي النحو الموضح بالصورة بالشكل رقم(5) وما أن حدث هذا الحادث حتي أصدرت الحكومة مرسوما بتشكيل لجنة علي أعلي مستوي من العلم شملت مجموعة من أساتذة الجامعات البريطانية وضمت في تشكيلها عدد من التخصصات من قطاعات البناء والنقل والقوات البحرية البريطانية وكذا قوات حرس

السواحل الأمريكية ورأس هذه اللجنة الأستاذ موت أستاذ تكنولوجيا المواد في إحدي الجامعات
البريطانية العريقة. وكان ماتوصلت إليه هذه اللجنة من قرارات وتوصيات نجده متمشيا تماما مع أنباء ماجاء بكلمات الله العطرة في سورة الكهف، إنها المعجزة بعينها. إذ أوصت اللجنة بضرورة مساواة حافتي اللوحين في منطقة اللحام للوصلات التراكبية، والتقليل من إستخدام الوصلات التنراكبية والتي يتسبب عنها أن تصبح المناطق الملحومة تحت تأثير قوي القص والتي لا تتحملها الوصلات الملحومة مما أدي الي حدوث ظاهرة الشد الثلاثية لجزيئات المعدن مما أدي الي حدوث فقد في الممطولية وتحول المادة الي الهاشية، وأدي هذا كله الي حدوث شروخ ساعدت في تكوينها مناطق التمركز الإجهادي حول فتحات العنابر والتي أوصلت المعدن في تلك المناطق لقيمة اللدونة مما أدي الي حدوث الإنقسام وإنشطار السفن المبنية نتيجة حدوث ظواهر الإنتقال الحراري وتغير الجزيئات المعدنية في التوزيع وفقا لدرجات حرارة معل التبريد والذي من المفروض تجنب حدوثه فجائيا حتي لا يحدث تقسية للمعدن المنصهر وتلك في المنطقة المتأثرة حراريا. حتي أن هذه الآية لو تمعنا فيها لأدركنا أنها تعطي لنا نفس الإستنتاجات ونفس الدلالات التي أشارت إليها هذه اللجنة والتي إختتمت تقريرها بالقول بالمطالبة بأن تكون الوصلات الملحومة تصميميا غير تلك المبرشمة، وأن تتلافي جهات البناء عملية التمركز الإجهادي في مناطق الإتصال بأن يتك وضع وصلة إستدارة حول الفتحات حتي لا يحدث الشروخ والتي تؤدي الي كوارث غير محمودة والي نتائج غير محدودة.
ثم نأتي الآن الي دراسة علم ميتاليرجيا اللحام "Welding Metallurgy" الذي تشير إليه هذه الآية الكريمة بلفظ "حتي إذا جعله ناراStill hot metal " أي قبل أن تقل درجة حرارة المعدن الي درجة مايسمي بالإنتقال الصلب وهي أن تتحول المادة المنصهرة عند تبريدها من جزيئات من النوع "a-iron"ذي التمركز في الوسط"Body Centered Cubic=BCC"الي النوع" g- iron" ذي التمركز في الوجه"Face CenteredCubic=FCC" ثم كلما زدنا درجة الحرارة فإن سبيكة الحديد تتحول مرة أخري الي الوضع الفراغي الأول وهو التمركز في الوسط"Body Centered Tetragonal=BCT"ولكن بأبعاد مختلفة وفي صورة أخري تعرف بإسم "d- iron".
والمعروف هندسيا هو أن المادة الحديدية إنما هي مادة بيضاء اللون إذا كانت نقية ولا تصلح للإستخدام ولا يمكن أن تتحمل أي قوي خارجية، إلا أن عنصر الحديد عندما يتم خلطه بالكربون فيتم إكتسابه للون الأسود ويعرف هذا التكوين بإسم الحديد من النوع "ألفا" وحسب نسبة تواجد الكربون والعناصر السبائكية الأخري فإن الحديد الصلب يمكن تقسيمه الي أنواع ثلاثة رئيسية هي علي الترتيب النوع منخفض الكربون والنوع متوسط الكربون والنوع الثالث الصلب عالي الكربون، حتي إذا مازادت قيمة الكربون في السبيكة عن حد معين فإننا نحصل علي الحديد الزهر والمعروف هندسيا بإسم كربيد الحديد أو السيمنتايت والذي ماأن يحدث له عملية إختلاط بالحديد ألفا فإن المشتق حينئذ يعرف بإسم البريلايت. وهو من المواد ذات الممطولية العالية والجثاءة الكبيرة، ويتميز بمقاومته للشروخ بأنواعها المختلفة. فلقد أثبتت التجارب المعملية أن سبيكة الحديد بسمك 5ر9 مم إذا ماتمت تغطيتها بمعدن سبيكة النحاس بسمك 5ر0 مم فإن هذا السمك وقدره 10مم يستطيع مقاومة إجهادات الشد والثني والتصادم بما مقداره خمسين ضعفا لسبيكة الحديد العادية لنفس السمكونفس الأبعاد ومائة ضعف لسبائك النحاس لنفس السمك ونفس الأبعاد. لذلك فإن لفظ "إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذن أبدا" – الكهف [18:20]تعني أن معني ظهور الشئ أي تحطيمه وإخضاعه لقوة الطاغي، والمعني المقصود "فما أســـــــطعوا أن يظهروه" الكهف [20:97] هنا هو أن هذه السبيكة هي من القوة بمكان بحيث أنها سبيكة شبه خالدة حيث أن الإنسان ليس بإستطاعته تحطيم هذه السبيكة نظرا لمتانتها ولقوة بناءها، وهذا التعبير نراه في إختفاء حرف التاء من كلمة الفعل "استطاع" حيث أنها كتبت كي تنطق بالفعل "اسطاع" بمعني الطاعة والخضوع وحرف السين يعني المستقبل، لهذا كله فإن إستخدام هذه السبيكة صناعيا نراه الآن وقد تعدد وأصبحت هذه السبيكة تستعمل في مجالات الدروع والأسلحة وقمصان الواقيات ضد المقذوفات، كما وأننا نراها وقد تم تعميم إستخدامها في قاع الزوارق السريعة والمعروفة الآن بإسم "زوارق السطح المتأثر" نتيجة لما تجابهه هذه الوحدات من قوي ديناميكيةعاتية لا قبل بأي سبيكة معدنية أو غير معدنية أخري من أن تتحملها، فسبحان الله الذي أعطي لنا كلمات بالعلم تنطق ومنحنا آيات العبر كي نتفهم المعاني وأن نقوم بتطبيقها صناعيا وأن ننتفع بها، إلا أننا نسينا الله ونسينا التدبر في كلمات الفرقان فحق علينا نسيان الله لنا، والله سبحانه وتعالي أعلم.

خامسا، في مسألة التقنيات المستخدمة لمقاومة الصدأ لسبائك الحديد
"Corrosion & Protection": -
طبقا لمنطوق كلمات القرآن والذي يفسر نفسه بنفسه نجد المعجزة والتقنيات الإلهية لحفظ المنشآت المصنعة من سبائك الحديد تتجلي في لفظ "وماأستطعوا له نقبا" الكهف [20-97]،فالمقصود هنا بالنقب هو حدوث الثقوب في سبائك الحديد وهو فعل عرفناه نحن الآن بإسم الصدأ بأنواعه المختلفة، فمن المعروف أن هناك عدة أنواع رئيسية لصدأ الحديد، منها مانعرفه الآن بإسم الصدأ العام، وفيه يتكون أكسيد الحديد في صورة قشور علي سطح السبيكة، مما يؤدي الي نقص سمك المعدن ومع طول الفترة الزمنية اللازمة لحدوث ظاهرة الإختراق للسمك فإن هذا النوع من الصدأ يؤدي الي إنهيار المنشأ المعدني المصنع من سبائك الصلب بعد فترة من الإستخدام بحسب مدي عدوانية الوسط"Aggression" ونشاط الصدأ فيه، وهي كلها عوامل تتداخل في بعضها البعض، والنوع الثاني من الصدأ هو الصدأ الجلفاني"Galvanic corrosion" حيث تتكون دائرة كهربائية تعرف هندسيا بإسم دائرة الصدأ "Corrosion cell circuit"يتم من خلالها تخليق تياريعرف بإسم تيار الصدأ ينتج عن طريق حدوث مصعد "Anode""سبيكة الحديد" ومهبط"Cathode" مثلا "سبيكة النحاس" ويؤدي ظهورسريان هذا التيارفي ظل تواجد المحلول الكهربائي "المحلول الأليكتروليتيElectrolyte " إلي إغلاق الدائرة الكهربائية مسببا تآكل الحديد وحدوث الصدأ الجلفاني نتيجة فرق الجهد فيما بين المصعد والمهبط، ثم الصدأ الثالث والذي نعرفه نحن الآن بإسم الصدأ النقري"Pitting corrosion" وفيه يحدث تكون خلية صدأية في منطقة عيب من عيوب التصنيع لسبيكة الحديد مثل حدوث مانعرفه نحن الآن بإسم التوريق "Lamination"أو حدوث عيب في سطح المعدن أثناء لحامه مثل حدوث كرات معدنية نتيجة طرطشة المعدن المنصهر من قطب معدن سيخ اللحام"Spatter"،وهذه جميعها تتسبب في حدوث صدأ موضعي في أماكن حدوث العيب، والنوع الرابع نعرفه نحن الآن بإسم الصدأ البكتيري"Bacterium corrosion"، وهذا النوع من الصدأ يؤثر في كافة السبائك الحديدة بما فيها سبائك الصلب الغير قابل للصدأ "Stainless steel"والصلب الجلفاني "Galvanized steel"وهي سبائك كانت لا تصدأ حتي وقت قريب، ومنذ أن قام الإنسان بصرف نفاية المصانع ونفاية المزروعات وكذا نفايته هو ذاته في البحر حتي تكونت نوع من البكتريا تقوم بعملية فصل الماء وتحليلها الي عنصر الهيدروكسيل وذرة واحدة نشطة من الهيدروجين مما يتسبب في حدوث ظاهرة الإستقطاب"Polarization" الكهربائي والتي إن حدثت فإن السبيكة تبدأ في فقد ألكتروناتها وحدوث نواة من الصدأ"Corrosion Cell" تنشط في ظل تواجد عنصر غاز الأكسجين في الماء مكونة نوع من الشروخ الإنقسامية داخل المعدن، وكي يتم مقاومة جل أنواع الصدأ فإننا نحتاج الي أموال طائلة وتكاليف باهظة، حتي في حالة إستخدامنا للطريقة المعتادة من طلاء المعدن بطبقة من الدهانات الواقية والتي ماأن تتعرض للحرارة مثل أشعة الشمس حتي تتكسر ومتي حدثت هذه الظاهرة فإن سبيكة الحديد تصبح معراة ومعرضة لتكون الصدأ، لهذا فإن الإنسان متي قام بإضافة مجموعة من العناصر السبائكية مثل عنصر الكروم والفانديوم والزنك الي سبيكة الحديد فإننا نحصل بهذا عليعدة أنواع من السبائك التي تقاوم الأنواع الثلاث الأولي فقط أما النوع الرابع فيظل حدوث الصدأ قائما في هذه السبائك والتي تصدأ من الداخل نتيجة حدوث التصدع لجزيئات المعدن وتحلل قيمةالقوي الرابطة فيما بين هذه الجزئيات بعضها مع بعض، مما يؤدي في نهاية الأمر الي إنهيار المنشأ المصنوع من سبيكة الحديد المضادة والغير قابلة أصلا للصدأStainless steel"خاصة إذا كانت تخدم أو أقيمت في منطقة صرف صحي أو في منطقة الماء العكر أو في منطقة مصبات الأنهار، فهذه المناطق تنشط فيها بكتريا الصدأ دون غيرها من المناطق وذلك علي النحو المبين بالشكل رقم (6) ويعرف هذا النوع من الصدأ بإسم التصدع الداخلي لجزيئات المعدن "Crevice corrosion" .

شكل رقم(6): يوضح الشكل التكوين الميكروسكوبي لصدأ الصلب غير قابل للصدأ"Stainless steel" - توضح الصورة مدي ماأصاب جزيئات السبيكة من تصدع وإنهيار داخلي.
لذلك فقد قام الباحث بإستنباط طريقة لحماية سبائك الحديد أيا كان نوعها وأيا كانت عناصرها الكيميائية إستقاها من هذه الآية الكريمة وتم تطبيقها في بعض المشاريع الهامة بعد نشرها في مجلد الجمعية الكيميائية البريطانية في عدة مشاريع هامة تخدم البشر وتساعد علي عدم إنهيار المنشآت ومن ثم إطالة العمر الإقتصادي والتشغيلي للمنشأ وهذه الطريقة مستقاة من الآية الكريمة رقم [20 :96] والتي تصف لنا إحدي التقنيات الهندسية العظيمة فهي تجمع علوم تكوين السبائك المعدنية الحديدية، وتعطي دلالات في كيفية عمليات وتقنيات هندسة اللحام، كما تعطي لنا مانعرفه نحن الآن بإسم علوم المعالجة الحرارية لسبائك الحديد، وتعطي إشارات هندسية في كيفية تلافي الشروخ طبقا لنظريات توصل إليها إنسان الحاضر وأسميناها بإسم "نظريات مكائن الشروخ"، كما تتجلي هذه الآية الكريمة في إعطاء علوم الجودة للمنتج والمنشآت الهندسية، وتعطي ومضات في كيفية مقاومة السبيكة الحديدية للأحمال الديناميكية والإستاتيكية وتعطي لنا في إيجاز بديع علي تفصيل علوم الفيزياء المعدنية وتشير لنا إلي علوم الفلزات وتقنياتها، ونعطي لنا إشارات لعلوم كيميائية، وتعطي لنا طريقة في نهاية الأمر لمقاومة الصدأ بأنواعه المختلفة بطريقة تغطية أو رش سبيكة القطر بحسب درجة عدوانية الوسط، وهي كلها علوم هندسية بحتة ذات طبيعة لا يستوعبها ولا يتفهمها إلا ذوات الإختصاص كل في تخصصه، إلا أن هذه الآية الجامعة في علوم شملت الكون كله تسبيحا بحمد الله قد أعطت في صورة بسيطة ما إذا قمنا بتغليف الكون كله بمعاني وإستخدام هذه العلوم لأحتجنا الي مداد من البحر والذي سيجف وينفذ وتبقي كلمات الله هي الباقية دون نفاذ.
أليسهذا هو مضمون القرآن الكريم وفلسفة نزوله، علي سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وأنصاره وكل من والاه الي يوم الدين. إنها معجزة واحدة من بلايين المعجزات التي تتحدث بها آات الله وكلماته في القرآن المبين، وتتجلي عظمة القرآن الكريم في ذكر هذه الكلمات العطرة والتي تحمل في طياتها كافة العلوم المستقبلية والحاضرة والسالفة، تأتي في قصص عبر الأولين مصداقا لقوله سبحانه وتعالي في سورة الكهف [20: 109] "قل لو كان البحر مدادا لكـــــــــــلمت ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كــــــــلمت ربي ولو جئنا بمثله مددا" صدق الله العظيم.
ولقد قام العلماء منذ فترة وجيزة بدراسة طريقة حدوث الصدأ في المعادن وبخاصة سبائك الحديد، واستنبطوا نظرية تعرف بإسم "الكيماء الكهرائية Electrochemistry"والتي ساهمت في فهم أسباب حدوث ظاهرة الصدأ، وعلي النحو المبين بالشكل رقم (7)، حيث

شكل رقم (7): يوضح الشكل حدوث الصدأوفقد الألكترنات من سطح السبيكة الحديدية

طبقا لنظرية "الكيمياء الكهرائية Electrochemistry".

تمكن هؤلاء العلماء بدراسة التغير في الخواص الفلزية للمعدن أو السبيكة مما مكنهم الي وضع حلول عملية للمشكلة تكمن بها المهندسون من الحفاظ علي المنشآت المعدنية في حدود وقت معين يتم بعده الكشف علي المنشأ الهندسي ودخوله فيما يسمي بإسم العمرة التوقفية الكلية كي يتم تغيير وإستبدال المناطق التي تأثرت بالصدأ أو المناطق التي حدث فيها عيوبا تشغيلية بما يجعل إستخدام المنشأ الهندسي مرة أخري بل عدة مرات وهذه الطريقة أسماها الباحث وطرحها في عدة مؤتمرات دولية بإسم "طريقة الأداء التشغيلي الأمثل
approach"وتم تسميتها حديثا عن طريق علماء الغرب بإسم ""Fitness for service approach.وعلي النحو المبين بالشكلين رقمي (8) فإن الصدأ يعتبر علي وجه العموم مرض العصر في المنشآت الأرضية والبحرية علي حد سواءويعد من مصادر الإزعاج والتي قد تتكلف أموالا طائلة لحماية تلك المنشآت ضده.

شكل رقم(8-ا):صورة توضح أحد الإستخدامات الهامة

لسبائك الحديد والصلب في مجال تصنيع أنابيب المياه

"السحارات المائية" في بعض مشروعات استصلاح

واستزراع الأراضي والتي تحتاج الي نظام خاص من

نظم الحماية حتى لا تصدأ.

نقول أن من يتفهم أسباب ذكر "زبر الحديد" ولم تقل الآية "الحديد" ذلك أن لفظ "زبر" يعني الحديد السابق للإستخدام وهو الحديد المطروق والذي ماأن تم برصه ووضعه بطريقة معينة تسمح للغازات أن تتخلله أثناء عملية الإنصهار كي يحدث نتيجتها مانعرفه هندسيا بإسم عملية الإختزال ويتحول هذا الحديد المطروق الي فولاذ أو مادة الصلب، ومتي تحول الي هذه المادة ذات المتانة العالية فإن السبيكة تصبح معرضة حال برودتها الي أنواع متعددة من الشروخ منها علي سبيل المثال شروخ هيدروجينية تحدث داخل السبيكة وتؤدي في نهاية الأمر الي إنهيار المنشأ، ومنها مانعرفه باسم الشروخ المتأخرة والتي تنتج عن حدوث مسام يتخللها غاز الهيدروجين الذري ويحدث بعا إنفجارا يشبه في حدوثه الإنفجار الهيدروجيني، ومنها شروخ تنتج عن ظاهرة التبريد ومرور السبيكة بعدة صور ميتاليرجية تؤثر في تجميع وحجم جزيئات السبيكة ومن ثم في خواصها ومتانتها ومقدرتها علي مقاومة الأحمال والإجهادات في أثناء الخدمة، لهذا وقبل أن تبرد سبيكةالحديد وهي مازالت ساخنة الي حد الإحمرار وهي درجة نعرفها نحن المهندسون بدرجة اليتكتويد وقدرها 720 درجة مئوية وعندها يحدث مرور للمادة من حالةالوجه ذي المركز السطحي الي حالة الوجه ذي المركز الوسطي، فإن المادة حينئذ حسب معدل التبريد ونوع المعالجة الحرارية قد تمر الي مرحلة تكون المارتنسايت وهي مادة هاشة ولا يمكن التعويل عليها أو إستخدام المنشأ الهندسي المصنع منها، لذلك وقبل أن تمر المادة أثناء التبريد بهذه الدرجة فإن ذو القرنين قام بتغطيتها بمادة القطر وهي سبيكة من النحاس المنصهر والمذاب فيه تسعة وثلاثين عنصرا كيميائيا مما أعطي السبيكة المعدنية طبقة واقية ضد الصدأ، ومما حسن من الخواص الميانيكية للسبيكة حيث تم التحكم في معدل التبريد عن طريق وضع السبيكة النحاسية كطبقة خارجية وككسوة وكغطاء لمادة الأساس والكور وهي سبيكة الصلب، مما يجعل المادة في حالة طبيعية متماسكة ومتجانسة في الخواص وفي معدلات التبريد والتكوين الميتاليرجي والفلزي لجزيئات السبيكة يعطي في نهاية الأمر خاصية الممطولية ويزيد من جثاءة المعدن ويعطي السبيكة

مناعة ضد حدوص ظاهرة الهاشية وحدوث الكسور الفجائية، وتقاوم أشعة الشمس نتيجة أن طبقة النحاس هي طبقة عاكسة لأشعة الشمس مانعة لحدوث تمدد في جسم المنشأ الهندسي ومن ثم فإن السبيكة تصبح معمرة، كما وأن النحاس مادة غير قابلة للصدأ ويمكننا بها مقاومة الصدأ بأنواعه المختلفة، فالنحاس يقتل البكتريا ويقتل الكائنات التي تقترب من سطحه هذا فضلا عن أن النحاس ينصهر ويتجمد عند درجة حرارة 950 درجة مئوية وهي بدرجة أقل من درجة إنصهار سبيكة الحديد والتي تصل إلي 1550 درجة مئوية، فسبحان من أبدع علما وأعطي قرآنا ملئ بالآيات المعجزة والفرقان الذي أعطي مسحا من علم الله الذي لا ينفذ في آية واحدة، وعدد آيات القرآن الكريم يصل الي 6236 آية جميعها ينطق بالحق، فسبحان الله أحسن الخالقين وصلي الله وسلم علي إمام النبيين وعالم العلماء وخاتم الأنبياء والرسل أجمعين من حمل الأمانة وختم الرسالة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وعلي آله وأصحابه والتابعين الي يوم الدين.

الاستخدامات وتعدد المنافع لأنواع السبائك الحديديةطبقا لمنطوق الآيات القرآنية
كماهوموضح بالأشكال رقم (9) فإن سبائك الحديد لاقت رواجا وإستخدمت إستخدامات عديدة. حيث طوعها الإنسان في إستعمالات مدنية كما طوعها للإستخدامات العسكرية والحربية.

شكل رقم (9-ا): بعض أهم المنافع التي إستخدم فيها إنسان الحاضر سبائك الحديد الصلب في مجال وسائل النقل البرية المختلفة الحديث منها والقديم

شكل رقم (9-ب): بعض أهم المنافع التي إستخدم فيها إنسان الحاضر سبائك الحديد الصلب في مجال وسائل النقل الجوية المدنية منها والعسكرية.

شكل رقم (9-جـ): بعض أهم المنافع التي إستخدم فيها إنسان الحاضر سبائك الحديد الصلب في مجال وسائل النقل البحرية المدنية منها والعسكرية.

الخلاصة: -
سبائك الحديد متعددة المنافع طبقا لخصائصها ونسب عناصرها الكيميائية فنراها من الإبرة الي الصاروخ مرورا بحشد من المنافع مثل صناعة القطارات والسيارات والبواخر والسفن بتجهيزاتها ومخاطيفها وماعليها من معدات توجيه وأجهزة وألات دافعة وأوناش ومعدات الحفر البعيدة عن الشاطئ وسحارات المياة وأنابيب البترول وبعض معدات الري والكباري الحديدية والقناطر المعدنية فكل تلك الإستخدامات مع تعددها فقد تعددت وأختلفت نسب العناصر الكيميائية في السبيكة المستخدمة وفقا لمبدأ المنفعة الذي وصفته كلمات القرآن الكريم.
نخلص مما سبق الي عدة حقائق نورانية نجدها تتجلي في الآيات القرآنية والتي إذا ماكنا قد تدبرنا معانيها ووعينا مضمونها وعملنا بم جاء بها لكان لنا السبق في مضمار التقنيات ولكنا بحق خير أمة أخرجت للناس، إلا أننا إستهترنا وهان علينا ديننا ونسينا الله وكلماته العطرة فحق علينا أن قلت البركة وزادت الغمة وعشنا في هوان الجهل وأرتضينا بالضعف والمذلة وهان علينا ديننا الوهاج فهانت علينا أنفسنا، نقول أن كلمات الآيات تزدان بمقدرة الخالق جل وعلي وإنعامه علي بني الإنسان بعنصر الحديد كسبيكة تمكن الإنسان من تعديد طرق تصنيعها ومن ثم في في تعدد منافعها وطرق إستخدامها وتنوع الإستخدام والمنافع، فهي أدت بمن يملكها الي الإنتصار في الحرب وساعدت الإنسان علي تحقيق وتسيير سبل معيشته فهي الآن تستخدم في كافة وسائل النقل ويتحقق بها الخير وتسود بإستخدامها آيات المنافع وتتنوع المنشآت الهندسية طبقا لمنظومة التصميم وأعمال التنفيذ، لهذا كله فقد وصفته الآيات القرآنية بأنه ذو بأس شديد وأن نتيجة هذا البأس تتلخص في المنفعة لكافة البشر، ويمكننا تلخيص الخاتمة في النقاط الآتية: -
1- أن الله قد خلق الحديد وأنزله من الفضاء السحيق الي الأرض في أثناء عصر الإنفجار العظيم.
2- تتعدد سبائك الحديد حسب النوع وبحسب الإستخدام وتتنوع الصناعات فمنها الصناعات السلمية وتلك الحربية، فالأولي تنقسم بالتبعية الي صناعات دقيقة وأخري ثقيلة، وصدق الله العظيم حينما أنزل الحديد ذو البأس الشديد وجعل منها منافع للناس.
3- ذكرت الآيات القرآنية سبائك الحديد في عدد خمسة مواقع قرآنية صريحة بينما الذكر الخامس كان بالحدة مثل نصل السكاكين والسيوف والأسلحة البيضاء، ليصبح العدد الإجمالي لعدد ذكر الحديد وسبائكه هو ستة مرات بعدد ستة صور. والذكر الأخير إنما هو للدلالة علي قيمة الحديد والذي إستخدمه الإنسان منذ القدم فصنع منه الرماح وأدوات الطعام وأدوات الصيد والقنص ولهذا فقد شبهته هذه الكلمات العطرة في كناية بحدة البصر.
4- وتصفه الآيات الكريمة في سورة سبأ حيث أمر الله الجبال ومعها الطير والحديد كي تسبح الله سبحانه وتعالي، وهذا التعبير تعبيرا مجازيا يحمل في طياته معني الطيران وهذا لإستخدام هذه السبيكة نظرا لمتانتها في تصنيع بعض أجزاء رئيسية من بدن الطائرات.
5- أما ماجاء في سورة الكهف من تقنيات صب وتشكيل وسباكة السبائك الحديدية وتحويلها الي فولاذ الصلب وهندسةاللحام وتقنيات تغطية السبيكة الحديدية بمعدن القطر لهي المعجزة الحقة في علوم الهندسة. فالله وصف هذه الحقائق العلمية وجمعتها كلمات هذه الآية القرآنية في أسلوب علمي عال المستوي ودقائق علم الله الذي أفاض به علي بني البشر تسبيحا وذكرا، اللهم أعنا علي ذكرك وطاعتك وحسن عبادتك، وأسترها معنا في الدنيا ولا تعذبنا في الآخرة وكن بنا رحيم ياألله ياألله ياألله.
6- إننا نري المعجزة القرآنية في سورة الكهف ذات الجامعة العلمية في وصف طريقة تقنية إستخدمها الباحث وقام بوضع معادلات رياضية وتم إخضاع هذه الطريقة الفلزية في أكثر من مشروع صناعي ببركة الله ووحدانية الوهيته وأتت بنتائج مبهرة سواء علي الصعيد التطبيقي أو الصناعي مما أفاض الله به علينا من زخم العلم قطرات في بحور علم الله المحيط بكل شئ علما.
7- من مميزات هذه الطريقة أنها تحافظ علي خواص السبيكة وتتعامل معها بأسلوب هندسي وتقني عالي المستوي حيث وضعت لنا أسسا علميا وهندسية تملاء الكون كله من أوراق وأبحاث دون الوصول الي نهاية واحدة. فهذا هو علم الله يتجلي في كتابه وقرآنه يصف لنا ظواهر هندسية وطرق تقنيات عالية المستوي فهو أعطي لنا بضرورة مساواة حافتي اللوحين كضرورة من الضرورات الهندسية كي نتجنب بها حدوث الشروخ وتشعبها وتصدعاتها سواء تلك التي تحدث والمعدن مازال ساخنا أو تلك التي تحدث بعد برودة السبيكة، وتعطي لنا دلالات عن أسباب وطرق المعالجة الحرارية قبل وأثناء وبعد عمليات الصب وعمليات السباكة وعمليات اللحام، فقد أعطت طريقة عملية نستخدمها نحن المهندسون الآن بكثرة في حماية المنشآت الهندسية العملاقة ضد الصدأ، وأعطت دلالات تفوق الوصف في وقاية السبائك الحديدية بتغطيتها بطبقة واقية مانعة تعطي السبيكة مظاهر الخلود والبقاء فهي تقاوم أشعة الشمس التي تحمي الحديد وتتسبب في تصدع المنشأ الهندسي حال تعرض أحد جانبيه لأشعة الشمس بينما يظل الجزء الآخر باردا مما يتسبب في حدوث إجهادات حرارية نتيجة التمدد في إتجاه والإنكماش في الإتجاه الآخر وينتج عن هذه الظاهرة حدوث ظاهرة الإنحراف"Dislocation"مما يؤدي في نهاية الأمر الي تكون الشروخ وتصدع وإنهيار المنشأ الهندسي. إلا أن رحمة الله الواسعة قد شملت الكون كله قد أعطت لنا تقنية تغطية السبائك الحديدية بمعادن أخري كي تكتسب خواصا معينة يتم بها مقاومة الإنهيار والتصدع، وتقليل الإنحراف والتشوه في جزيئات المعدن هو إحدي الضرورات الفلزية والميتاليرجية حتي لا يؤدي معدل التبريد السريع الي تكون جزيئات هاشية تعرف بإسم جزيئات حالة فيدمان الإنشائية، فهي معجز الله وكلماته التامة والعطرة الزكية المليئة بغرائب العلوم ومعجزات التقنية.
8- ماجاء بسورة الحج حينما أوجز الله سبحانه وتعالي طرق تصنيع ومبادئ تشكيل الحديد بالطرق عليه لهو العلم ذاته، فهذه السورة قد وضعت كلماتها أسسا علميا لما يسمي بنظرية الحدادة للمعادن والتي ينتج عن عملية الطرق حدوث إجهادات متبقاة من النوع السالب ناحية طبقات ألياف السطح ،مما يساعد علي زيادة العمر الهندسي للمنشأ وزيادة كفاءة إستخدامه، كما تتسبب هذه الظاهرة في حدوث التصلد للسطح نتيجة الإنفعال وهي خاصية تقاوم إجهادات الكلل وتطيل العمر الإستخدامي للمنشأ الهندسي.
9- المقامع والدرافيل وطرق الضغط والمكابس التي تحدثنا عنها كلمات الله القرآنية قد وضعت لنا أسسا لكيفية تطويع الحديد وسبائكه وتحويله من فلز الي فلز آخر نتيجة الإختلاف في المعالجة الحرارية من ناحية ونتيجة لذلك يحدث التعدد في الإستخدام خاصة إذا ماقمنا بتغطية السبيكة بمعدن آخر.
وللحديث بقية في مسألة السبائك القرآنية المعدنية منها وغير المعدنية، إن شاء الله تعالي حيث سنتناول بالذكر الحكيم معني القطر وعلاقته بالنحاس وآيات الله في ذكر النحاس وسبائكه في بحث آخر، إن شاء الله قريب، ويرجو الباحث من كل من يقرأ هذا البحث أن يدعو الله لكاتبه بالرحمة والستر في الدنيا والآخرة.
وصلي الله وسلم علي النبي الحبيب أشرف الخلق أجمعين أكبر علماء الكون علما وأدبه الله أدبا جما، وأنار بكلماته الكون كله نورا ساطعا وعلي آله وصحبه وكل من والاه وأتبع سنته الي يوم الدين وسلم، وأن آخر دعوانا هي الحمد لله رب العالمين.
مع تحيات الأستاذ الدكتور مهندس/ مصطفي محمد الجمال

الموضوع الأصلي: السبائك القرآنية الجزء الثاني || الكاتب: bassem_1974 || المصدر: منتديات بانى ستار

https://forum.b7st.com/

كلمات البحث

افلام,افلام عربى,افلام اجنبى,افلام هندى,افلام هندية,افلام كرتون,افلام عربية,افلام مصرية,افلام جديدة,اغاني,العاب,اغاني mp3,اغاني عربية,اغاني شعبيه,اغاني اجنبية,اغاني طرب,اغاني تامر حسني,عمرو دياب , فيديو,فيديو كليب,فيديو كليبات,فيديو رقص,فيديو بنات,مقاطع فيديو,مقاطع فيديو بنات,مقاطع مضحكة,مقاطع بلوتوث,مقاطع اغاني,تعليم لغات,قاموس,قانون,شعر,سلمى حايك,هيفاء وهبى,نانسى عجرم,نور,مهند