bassem_1974
04-25-2008, 01:27 AM
تسويق ونشر الأفكار
إن الأفكار في تداولها وانتقالها من فكر لآخر يمكن أن تطبق عليها خصائص السلعة, فالعرض والطلب و السعر أو القيمة, والجودة , والموثوقية أوالضمان , و الانتشار...., كل هذا ينطبق على تداول الأفكار والمعارف والمعلومات كما ينطبق على تداول أي سلعة.
أي أن للأفكار قيمة استعمالية وقيمة تداولية أو تبادلية - قيمة عامة- وقيمتها الاستعمالية هي قيمتها الذاتية أو قيمتها عند من يتبناها , وقيمتها التبادلية هي قيمتها العامة أي قيمتها لدى الجماعة التي تتبناها .
والمعارف والأحكام تنتقل وينتشر تداولها حسب خصائصها وخصائص مصدرها ومرجعها .
فكما ذكرنا المصدر الموثوق يسوق وينشر المعلومات والأفكار التي يصدرها بسهولة وسرعة , مثله مثل التاجر أو الشركة الموثوقة بجودة إنتاجها.
وتقبل أو عدم تقبل أفكار معينة مثله مثل تقبل أو عدم تقبل أي سلعة أخرى.
وللتقليد والمحاكاة تأثير كبير على تقبل و انتشار الأفكار, وبالنسبة للأفكار ذات المصدر الموثوق يكون تسويقها وانتشارها ليس بالأمر الصعب وبغض النظر عن دقتها أو حتى فائدتها , ويمكن للمصادر الموثوقة أن تسوق وتنشر حتى الأفكار الجديدة- والتي يصعب نشرها غالباً- بسهولة وسرعة.
فخصائص مصدر الأفكار له التأثير الأكبر في نشر هذه الأفكار, فخصائص المفكر أو المدرسة أو العقيدة ....الخ بالنسبة للمتلقي لها الدور الأكبر في تقبل أو عدم تقبل تلك الأفكار .
ويستخدم أغلب المفكرين- إن لم يكن كلهم- في نشر وتسويق أفكارهم- بضاعتهم أو سلعهم الفكرية- عبارة قال فلان أو المصدر كذا كإثبات لجودة أو موثوقية ودقة أفكارهم فيقولون : حسب ما قال فرويد أو حسب ما قال بافلوف أو حسب ما قال كانت أو حسب ما قال ماركس أو حسب ما قال أرسطو أو حسب الشرائع أو العقائد كذا وكذا...... أو حسب المدرسة كذا أو المنهج كذا, وهم بذلك يوثقون ويدعمون ما يقولونه.
وأيضاً الذي يقرر تسويق وانتشار الأفكار بشكل أساسي هو المتلقي وخصائصه كما ذكرنا , فدوافعه الفكرية و النفسية والاجتماعية والمادية .. الخ هي التي تحدد وتقرر ما يقبل وما لا يقبل مما يقدم إليه.
فمثلاً : الأفكار والعقائد البوذية تسوق وتنشر في المجتمع البوذي بسهولة ويصعب نشرها في مجتمع مسيحي, والأفكار الماركسية يصعب نشرها في أمريكا, والأفكار الفلسفية لا يمكن نشرها بسهولة.
وكذلك القدرة على تقبل وهضم وتمثل الأفكار, بالنسبة للمتلقي لها دورها أيضاً.
فالأفكار التي تناقض أو تعيق تحقيق أهدافي أو مصالحي غالباً ما أجد مبرراً لرفضها, وأجد صعوبة في تناولها وهضمها, فأنا غالباً أسعى لتناول الوجبات الفكرية التي تمتعني وأتوقع أن تفيدني , وأستطيع هضمها وتمثلها- فهمها , وضمها, وانسجامها مع باقي أفكاري- .
من هذا نجد أن الصحة أو الدقة الموضوعية للأفكار أو المعلومات لا تقرر جودتها في التسويق والانتشار, فكما الكثير من وجبات الطعام المثبت فائدتها لا يتقبلها الكثيرون و يرفضونها ولعدة أسباب منها صعوبة تناولها أو عدم استساغة مذاقها أو عدم جودة مظهرها أو رائحتها أو عدم التعود عليها أو بسبب ارتفاع سعرها....الخ, كذلك الوجبات الفكرية.
وكثير من الوجبات السيئة والضارة ينتشر تناولها نتيجة العادات والتقليد - التدخين مثال على ذلك - أو نتيجة الظروف التي تفرض تناولها وهي كثيرة جداً , ويجب أن نذكر أن عرض الأفكار- الإعلان عنها- يأتي في المقدمة من حيث أهميته في تسويقها وانتشارها
إن صانع أو منتج أي وجبة بحاجة إلى مستهلك هذه الوجبة , فأكبر عبقري في الأدب أو في الموسيقى أو في الرسم أو في الطبخ أو أي فن آخر هو بحاجة إلى الذي يتناول وجبته ويستطيع هضمها وتذوقها, ولن تطلب وجبته إذا لم يوجد من يسعى لاستهلاكها ويكون قادراً على هضمها و تذوقها ويشعر ويدرك عبقرية إنتاجه .
لذلك فإن انواع وطبيعة المتلقين أو المستهلكين هي التي تحدد و تقرر أي الوجبات تسوق وتنتشر, فالفنان مهما كان مبدعاً ولكن لا يسوق إنتاجه هو مبدع غير مؤثر ويبقى مهملاً- يمكن أن يأتي من يتذوق إنتاجه بعد زمن , أو يسوق إنتاجه في مكان آخر- .
لذلك يجب على أي مبدع إذا أراد أن لا يهمل إنتاجه , وأن ينجح في تسويقه ونشره , أن يقدم ما يمكن أن يقبل ويهضم ويتم تذوقه من قبل المقدم لهم.
وهناك تشابه كبير بين مبادئ وآليات الاتصال وآليات تسويق الوجبات , فالوجبة هي بمثابة رسالة إلى الزبون أو المستهلك ولا يكفي تقديمها له فيجب:
أولاً : أن يريدها أو يقبل بتناولها, وأن يعتبر نفسه قادر على تناوله.
وثانياً : يجب أن يكون قادر على دفع الجهد والمال مقابل تناولها.
وبالنسبة للرسالة إن كانت نص أدبي أو علمي يكون الدفع مقابلها نقود أوشيء آخر إذا كانت مرغوبة لما تحدث من لذة الفكرية , وكذلك بذل الجهد والوقت في تناولها وهضمها , وهذا دفع من نوع آخر.
وهذا معناه أنه يجب تحضير متلقي الرسالة - أومتلقي الوجبة- لكي يقبل باستلامها ويدفع مقابلها, وهنا يظهر دور الإعلان والدعاية, ويظهر تأثير المعرفة التي تسمح لنا بتحديد إلى من نوجه رسائلنا أو وجباتنا ويقبلوا باستلامها والدفع مقابل ذلك.
لذلك إن أي رسالة أو نص أو وجبة مهما كانوا مفيدين أو ممتعين لا يمكن تسويقهم إذا لم يقبل المرسل لهم باستلامهم ويقبل أن يدفع مقابلهم
والآن أصبح هناك من يملك المهارة والقدرة التي تمكنه من تسويق أغلب الوجبات الفكرية والفنية وبغض النظر عن طبيعتها, فقد أصبح الآن للتسويق علم يتحكم به وبغض النظر عن قيمة أو نوع السلعة المراد تسويقها, فالتأثير الإعلامي المتاح الآن في التسويق يمكٌن مستخدميه من تسويق أغلب السلع سواء كانت فكرية أو فنية أو مادية.
وصار بالامكان خلق أو تكوين دوافع ورغبات وحاجات لأغلب السلع التي نريد تسويقها, أي بالإمكان تسويق أي نوع من الوجبات مهما كانت مناسبة أو غير مناسبة لمستهلكيها أو مشتريها, وذلك بخلق الدافع أو الحاجة إلى هذه الوجبات بطريق من الطرق الكثيرة المتاحة في التحكم بدوافع المستهلكين وجذبهم إليها, وهذا صار له تأثيراته الكبيرة على الكثير من البنيات الاجتماعية .
يتكلمون عن الصراع العقائدي والفكري سواء كان دينياً أو سياسياً أو حتى أدبياً أو علمياً, وعن تأثير الفكر الغربي أو تأثير الفكر العلمي أو المادي أو السياسي أو الفلسفي أو الرأسمالي......الخ, إن كل ذلك هو بمثابة سوق للأفكار.
فالأفكار والمعلومات تتفاعل وتتنافس وتتصارع فتموت أفكار- وموت الأفكار هو عدم تداولها- وتولد وتسيطر وتنتشر أفكار, وهذا مثل أي سوق أخرى .
والأفكار والمعارف لها قيمتها وثمنها , وارتفاع أو انخفاض الطلب عليها , وصارت تنافس بقوة باقي أنواع السلع المادية.
وجبة الأفكار والمعلومات التي يستطيع عقل الإنسان تناولها وهضمها.
إننا ننظر إلى الانفجار الإعلامي نظرة غير واقعية فنتكلم عن كم المعلومات والمعارف الهائل ودقة بعضها العالية جداً وتوفرها في أي مجال نظري أم عملي , ولكننا ننسى قدراتنا الجسمية والعقلية التي تسمح لنا بالتناول والهضم والتمثل - المحدود جداً- لهذا الكم الهائل من المعلومات.
إن استطاعتنا للتعامل مع هذا الكم من المعارف والأفكار هزيلة جداً , فنحن نظن أننا قادرين على التعامل مع هذه المعارف, ولا ننتبه إلى قدرات جسمنا وعقلنا وذاكرته المحدودة جداً, وغير الدقيقة.
لذا فإن أصعب مهمة تواجهنا هي اختيار المجال الذي سوف يمتص أو يستهلك قدراتنا الفكرية- أي استطاعتنا على التناول والهضم والتمثل الفكري- .
فنحن كأفراد لن ولا نستطيع التعامل إلا مع كمية صغيرة جداً جداً مما هو موجود من معارف, وبقول آخر إننا نملك القليل من القدرات التي نستطيع بها تناول وامتلاك كمية المعارف.
فالمشكلة الأساسية هي ماذا نختار وكيف نختار صرف قدراتنا للحصول على أفضل وأمتع ما يمكن لنا
إن الأفكار في تداولها وانتقالها من فكر لآخر يمكن أن تطبق عليها خصائص السلعة, فالعرض والطلب و السعر أو القيمة, والجودة , والموثوقية أوالضمان , و الانتشار...., كل هذا ينطبق على تداول الأفكار والمعارف والمعلومات كما ينطبق على تداول أي سلعة.
أي أن للأفكار قيمة استعمالية وقيمة تداولية أو تبادلية - قيمة عامة- وقيمتها الاستعمالية هي قيمتها الذاتية أو قيمتها عند من يتبناها , وقيمتها التبادلية هي قيمتها العامة أي قيمتها لدى الجماعة التي تتبناها .
والمعارف والأحكام تنتقل وينتشر تداولها حسب خصائصها وخصائص مصدرها ومرجعها .
فكما ذكرنا المصدر الموثوق يسوق وينشر المعلومات والأفكار التي يصدرها بسهولة وسرعة , مثله مثل التاجر أو الشركة الموثوقة بجودة إنتاجها.
وتقبل أو عدم تقبل أفكار معينة مثله مثل تقبل أو عدم تقبل أي سلعة أخرى.
وللتقليد والمحاكاة تأثير كبير على تقبل و انتشار الأفكار, وبالنسبة للأفكار ذات المصدر الموثوق يكون تسويقها وانتشارها ليس بالأمر الصعب وبغض النظر عن دقتها أو حتى فائدتها , ويمكن للمصادر الموثوقة أن تسوق وتنشر حتى الأفكار الجديدة- والتي يصعب نشرها غالباً- بسهولة وسرعة.
فخصائص مصدر الأفكار له التأثير الأكبر في نشر هذه الأفكار, فخصائص المفكر أو المدرسة أو العقيدة ....الخ بالنسبة للمتلقي لها الدور الأكبر في تقبل أو عدم تقبل تلك الأفكار .
ويستخدم أغلب المفكرين- إن لم يكن كلهم- في نشر وتسويق أفكارهم- بضاعتهم أو سلعهم الفكرية- عبارة قال فلان أو المصدر كذا كإثبات لجودة أو موثوقية ودقة أفكارهم فيقولون : حسب ما قال فرويد أو حسب ما قال بافلوف أو حسب ما قال كانت أو حسب ما قال ماركس أو حسب ما قال أرسطو أو حسب الشرائع أو العقائد كذا وكذا...... أو حسب المدرسة كذا أو المنهج كذا, وهم بذلك يوثقون ويدعمون ما يقولونه.
وأيضاً الذي يقرر تسويق وانتشار الأفكار بشكل أساسي هو المتلقي وخصائصه كما ذكرنا , فدوافعه الفكرية و النفسية والاجتماعية والمادية .. الخ هي التي تحدد وتقرر ما يقبل وما لا يقبل مما يقدم إليه.
فمثلاً : الأفكار والعقائد البوذية تسوق وتنشر في المجتمع البوذي بسهولة ويصعب نشرها في مجتمع مسيحي, والأفكار الماركسية يصعب نشرها في أمريكا, والأفكار الفلسفية لا يمكن نشرها بسهولة.
وكذلك القدرة على تقبل وهضم وتمثل الأفكار, بالنسبة للمتلقي لها دورها أيضاً.
فالأفكار التي تناقض أو تعيق تحقيق أهدافي أو مصالحي غالباً ما أجد مبرراً لرفضها, وأجد صعوبة في تناولها وهضمها, فأنا غالباً أسعى لتناول الوجبات الفكرية التي تمتعني وأتوقع أن تفيدني , وأستطيع هضمها وتمثلها- فهمها , وضمها, وانسجامها مع باقي أفكاري- .
من هذا نجد أن الصحة أو الدقة الموضوعية للأفكار أو المعلومات لا تقرر جودتها في التسويق والانتشار, فكما الكثير من وجبات الطعام المثبت فائدتها لا يتقبلها الكثيرون و يرفضونها ولعدة أسباب منها صعوبة تناولها أو عدم استساغة مذاقها أو عدم جودة مظهرها أو رائحتها أو عدم التعود عليها أو بسبب ارتفاع سعرها....الخ, كذلك الوجبات الفكرية.
وكثير من الوجبات السيئة والضارة ينتشر تناولها نتيجة العادات والتقليد - التدخين مثال على ذلك - أو نتيجة الظروف التي تفرض تناولها وهي كثيرة جداً , ويجب أن نذكر أن عرض الأفكار- الإعلان عنها- يأتي في المقدمة من حيث أهميته في تسويقها وانتشارها
إن صانع أو منتج أي وجبة بحاجة إلى مستهلك هذه الوجبة , فأكبر عبقري في الأدب أو في الموسيقى أو في الرسم أو في الطبخ أو أي فن آخر هو بحاجة إلى الذي يتناول وجبته ويستطيع هضمها وتذوقها, ولن تطلب وجبته إذا لم يوجد من يسعى لاستهلاكها ويكون قادراً على هضمها و تذوقها ويشعر ويدرك عبقرية إنتاجه .
لذلك فإن انواع وطبيعة المتلقين أو المستهلكين هي التي تحدد و تقرر أي الوجبات تسوق وتنتشر, فالفنان مهما كان مبدعاً ولكن لا يسوق إنتاجه هو مبدع غير مؤثر ويبقى مهملاً- يمكن أن يأتي من يتذوق إنتاجه بعد زمن , أو يسوق إنتاجه في مكان آخر- .
لذلك يجب على أي مبدع إذا أراد أن لا يهمل إنتاجه , وأن ينجح في تسويقه ونشره , أن يقدم ما يمكن أن يقبل ويهضم ويتم تذوقه من قبل المقدم لهم.
وهناك تشابه كبير بين مبادئ وآليات الاتصال وآليات تسويق الوجبات , فالوجبة هي بمثابة رسالة إلى الزبون أو المستهلك ولا يكفي تقديمها له فيجب:
أولاً : أن يريدها أو يقبل بتناولها, وأن يعتبر نفسه قادر على تناوله.
وثانياً : يجب أن يكون قادر على دفع الجهد والمال مقابل تناولها.
وبالنسبة للرسالة إن كانت نص أدبي أو علمي يكون الدفع مقابلها نقود أوشيء آخر إذا كانت مرغوبة لما تحدث من لذة الفكرية , وكذلك بذل الجهد والوقت في تناولها وهضمها , وهذا دفع من نوع آخر.
وهذا معناه أنه يجب تحضير متلقي الرسالة - أومتلقي الوجبة- لكي يقبل باستلامها ويدفع مقابلها, وهنا يظهر دور الإعلان والدعاية, ويظهر تأثير المعرفة التي تسمح لنا بتحديد إلى من نوجه رسائلنا أو وجباتنا ويقبلوا باستلامها والدفع مقابل ذلك.
لذلك إن أي رسالة أو نص أو وجبة مهما كانوا مفيدين أو ممتعين لا يمكن تسويقهم إذا لم يقبل المرسل لهم باستلامهم ويقبل أن يدفع مقابلهم
والآن أصبح هناك من يملك المهارة والقدرة التي تمكنه من تسويق أغلب الوجبات الفكرية والفنية وبغض النظر عن طبيعتها, فقد أصبح الآن للتسويق علم يتحكم به وبغض النظر عن قيمة أو نوع السلعة المراد تسويقها, فالتأثير الإعلامي المتاح الآن في التسويق يمكٌن مستخدميه من تسويق أغلب السلع سواء كانت فكرية أو فنية أو مادية.
وصار بالامكان خلق أو تكوين دوافع ورغبات وحاجات لأغلب السلع التي نريد تسويقها, أي بالإمكان تسويق أي نوع من الوجبات مهما كانت مناسبة أو غير مناسبة لمستهلكيها أو مشتريها, وذلك بخلق الدافع أو الحاجة إلى هذه الوجبات بطريق من الطرق الكثيرة المتاحة في التحكم بدوافع المستهلكين وجذبهم إليها, وهذا صار له تأثيراته الكبيرة على الكثير من البنيات الاجتماعية .
يتكلمون عن الصراع العقائدي والفكري سواء كان دينياً أو سياسياً أو حتى أدبياً أو علمياً, وعن تأثير الفكر الغربي أو تأثير الفكر العلمي أو المادي أو السياسي أو الفلسفي أو الرأسمالي......الخ, إن كل ذلك هو بمثابة سوق للأفكار.
فالأفكار والمعلومات تتفاعل وتتنافس وتتصارع فتموت أفكار- وموت الأفكار هو عدم تداولها- وتولد وتسيطر وتنتشر أفكار, وهذا مثل أي سوق أخرى .
والأفكار والمعارف لها قيمتها وثمنها , وارتفاع أو انخفاض الطلب عليها , وصارت تنافس بقوة باقي أنواع السلع المادية.
وجبة الأفكار والمعلومات التي يستطيع عقل الإنسان تناولها وهضمها.
إننا ننظر إلى الانفجار الإعلامي نظرة غير واقعية فنتكلم عن كم المعلومات والمعارف الهائل ودقة بعضها العالية جداً وتوفرها في أي مجال نظري أم عملي , ولكننا ننسى قدراتنا الجسمية والعقلية التي تسمح لنا بالتناول والهضم والتمثل - المحدود جداً- لهذا الكم الهائل من المعلومات.
إن استطاعتنا للتعامل مع هذا الكم من المعارف والأفكار هزيلة جداً , فنحن نظن أننا قادرين على التعامل مع هذه المعارف, ولا ننتبه إلى قدرات جسمنا وعقلنا وذاكرته المحدودة جداً, وغير الدقيقة.
لذا فإن أصعب مهمة تواجهنا هي اختيار المجال الذي سوف يمتص أو يستهلك قدراتنا الفكرية- أي استطاعتنا على التناول والهضم والتمثل الفكري- .
فنحن كأفراد لن ولا نستطيع التعامل إلا مع كمية صغيرة جداً جداً مما هو موجود من معارف, وبقول آخر إننا نملك القليل من القدرات التي نستطيع بها تناول وامتلاك كمية المعارف.
فالمشكلة الأساسية هي ماذا نختار وكيف نختار صرف قدراتنا للحصول على أفضل وأمتع ما يمكن لنا