bassem_1974
04-24-2008, 07:58 PM
عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، قال: جلسنا يوماً إلى المقداد بن عمرو، فمرّ به رجل فقال للمقداد: طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت. فغضب المقداد، وجعلتُ أعجب من غضبه، وقلت له: ما لك غضبت؟ والله ما قال إلا خيراً. فقال المقداد: ما يحمل الرجل على أن يتمنى محضراً غيّبه الله عنه، ما يدري لو شهده كيف كان يكون فيه؟ لقد حضر رسول الله أقوام لم يجيبوه ولم يصدّقوه فكبّهم الله في جهنم أفلا تحمدون الله إذ أخرجكم لا تعرفون إلا ربكم، مصدّقين بما جاء به نبيكم، وقد كُفيتم البلاء بغيركم؟ لقد بُعث النبي في جاهلية وقوم لا يرون أن ديناً أفضل من عبادة الأوثان، فجاء بفرقان فرّق به بين الحق والباطل، وبين الوالد وولده، فكان الرجل لَيرى والده وولده وأخاه كافراً وقد فتح الله قلبه للإيمان، يعلم أنه إن هلك دخل النار، فلا تقرّ عينه وهو يعلم أن حبيبه في النار. من كتاب "صفة الصفوة" لابن الجوزي