المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حـــلــم الــخــطـيـئــة



bassem_1974
04-24-2008, 07:51 PM
تــقــوقـــع كل منهما منزوياً بأحد أركان الحجرة 000 تلك الغرفة التي يسمونها بالصومعة 000 صومعة خاصة جداً 00 تجمعهما دائماً
فرغم أنها حجرة متهالكة تبدو للوهلة الأولي لمن يراها أن أصحاب أمرها قد فاتهم هدمها منذ زمن بعيد لانقضاء عمرها الافتراضي
وأن كان ذلك لا ينطبق عليها كمبنى فقط 00 بل أن جميع الأثاثات التي تحتويها لم تعد تصلح للاستعمال الآدمي 00 ومع ذلك لم يعيروا كل هذه الأمور أي أهمية 00 ولما لا ما دام لا يشعران بالأمان آلا بين جنباتها وفي أحضان جدرانها عندما تحتضنهما معاً بدف بالغ 00 بحنان أم لأبناها 00 بلوعة عاشقة لحبيبها 00 فهي ماؤهما وقت الحاجة00 هي ملتقاهم حين يحسن الملتقي 00 أجل فقد عاشا فيها أحلي سنوات العمر وأصبح العشق المتأصل بينهما وبين الحجرة يقيناً كاملاً مع مرور الأيام والاصطدام بصخور الحياة .
لقد حضرا معاً من قرية واحدة إلي المدينة الصاخبة قاصدين سبل العلم وكان أول ما فكروا فيه البحث عن مأوى لهما معاً00 وطافا كثيراُ في جنبات المدينة حتى وجدوا مرادهما في تلك الصومعة فكانت نعم المأوى 00 ومع مرور الأيام 00 ومع مرور الأيام ازدادت صلة الترابط بينهم ليس لجمالها أو رفاهيتها ولكن لأنها تضمهما معاً00 وفقط
بل زاد الأمر إلي الصلة القوية التي كانت بين كل منهما وبين محتويات الغرفة 00 فهذه الذكريات والأحلام بالمستقبل التي لا يعرف عنها أحد سوى مخدع كل منهما الذي يعطيه الراحة حتى ولو كان علي حساب عمره الإفتراضي00 المنتهي أساساً ، أصبحت الطاولة التي تتوسط الغرفة والمقاعد من حولها شهود عيان علي رسم المستقبل من خلال سهر الليالي لطلب العلا المنتظر000 حتى باب الغرفة والنافذة الوحيدة بها كانا
يمـثلان لهـما الإقـبال علي الحياة ومحـاربة والتغـلب علي كل الصعـــــاب
نعم لقد عاشا سنوات الكفاح الأولي مع كل جماد في هذه الغرفة الدافئة ولذلك لم يستطيعا تركها حتى بعد أن ابتسمت لهما الحياة حاملين لها أسمي معاني الوفاء والعرفان بالجميل 00 بل أنهما لم يقوما بتغير أي شيء بداخلها من تلك الأشياء المتهالكة وفاءاً منهما لكل جماد صامت شاركهما حياة الصبر والمثابرة و اتخذا منها ملجأً في جميع الأوقات 00 وقت الضيق 00 وقت أن تعلن الأيام التحدي لأي منهما 00 أصبحت مزاراهما بين الحين والأخر لاستعادة الذكريات الجميلة أو لمناقشة امورهما الهامة التي قد تحتاج لتبادل الآراء .
كان بداخلهما يقين تام بأن هذا المكان هو الوحيد القادر علي إيجاد الحل لآي مشكلة مهما بلغت درجة صعوبتها 00 لم يتغير بهما الحال رغم زواج كل منهما واستقلاله بحياته الخاصة والبدء في تدرج السلم المرموق
إلي أن جاء اليوم الذي وجدا نفسهما أمام أمر لا يحسدان عليه 00 يتعلق بهما معاً أمر لا يجدان له أي حل أو مخرج 00 بل أن صومعتهما وملهمة أفكارهما لم تقوى علي إيجاد أي خاطر لأي منهما للحل الأمثل
فبعد أن دخلا في الموعد المحدد والمتفق عليه000 أنزوي كل منهما عن الأخر 00 ولأول مرة لم تضج الحجرة بضجيج الضحكات التي كانت تصاحب دخولهما لتنفض عن الغرفة الصمت القابع بداخلها 000 ولكن هذه المرة لم يتغير الحال وبقي الوضع كما هو ، وظلت الغرفة في ثباتها وموتها الساكن يخيم علي جميع أرجائها .
لم ينطق أيهما للأخر بكلمة وأن كان الصراع دائر بداخل كل منهما وبأسى بالغ ، وإنقضى وقت ليس بالقليل حتى خرجت منهما صرخة واحدة في آناً واحد متسألين عن الحل 000 خرج التساؤل غاضباً 00 محيراً 00 ولكن
لم يشفع ذلك لإيجاد الحل التائه منهما ، حتى الإجابة علي التساؤل المطروح لم يجدا لها أي بصيص من الأمل وسط الحيرة والحزن المسيطران عليهما ، تنقلت نظراتهما بين الأشياء الماثلة أمامهما تستعطف كل شئ سائلين إياه عن سبيل لإزاحة العذاب عن طريقهما
وفجاءة إنتفض أحدهما معلناً توصله للحل الأمثل ، فما كان من الأخر إلا أن هرع اليه مسرعاً ليستمع لرايه السديد 000 ولكنه ما أن سمع ما قاله صديقه حتى إستدار مرة أخرى غير مقتنع بما سمعه ، فحاول الأخر إقناعه بأنه ليس أمامهما سوي العودة إلي ماؤهما الوحيد ولو مؤقتاً حتى يتوصلا لحلاً أفضل ، وتملكهما الصمت مرة أخرى وأدار كل منهما ظهره عن الأخر متسائلاً مع نفسه أو بالأحرى متبادلاً معها الراي فيما توصلا اليه محاولاً إقناعها وسائلاً إياها عن كيفية العودة إلي منزله 00 منزل الزوجية وقد علم بما لا يريد أن يصدقه 00 فكم كانت الصدمة قاسية 00 ولكنها الحقيقة العارية التي لا مواربة فيها ولا تجمل .
ويا له من تدخل صارخ للقدر الذي جمع بينهما وهما يحملان نفس الإحساس بالعذاب والحرمان 000 قد يكون ذلك هو السبب الرئيسي في تقاربهما من البداية ، أو قد تكون تلك هي الحكمة في عدم عذاب أحدهما دون الأخر 00 قد تكون هذه أو تلك ولكن النتيجة واحــدة الأ وهى 000 عـدم الـقـدرة عـلي الإنـجـاب 000 أجل فنلك هي المصيبة التي ابتلت كليهما معاً ، إحساس بالعجز والمرارة التي تتلاشى بجانبها مرارة الصبار شعور بعدم جدوى الحياة ، وتفضيل الموت عليها في بعض الأحيان
نعم فلما العيش مادامت الدنيا قد بخلت عليهما بأبسط حقوقهما في التواصل والاستمرارية 00 حتى وبعد أن توصلا إلي أنها قد تكون حكمة القضاء الإلهي 00 فأنها كانت مصحوبة بدهشة التحديد واستنكار الحكم الصادر عليهما بالإختبار في المحنة وتفضيل أي محنة وحكم غير تلك المصيبة التى تصيب الكرامة الرجولية في مقتل لا علاج له ولا شفاء منه
وبعد أن إتفقا علي الإقامة في ماؤهما الوحيد لعل وعسى 000 ذهب كل منهما لإحضار حاجياته التى لا تثير الشكوك من منزله متعللاً بأسباب واهية خاصة بالعمل
وكان معنى الإقامة بهذه الغرفة هو الإضراب عن الحياة والزهد فيها 00 ناقمين علي دنياهم الغادرة 00 ومرت الأيام ثقلي لا جديد فيها ولا يميزها عن بعضها شئ ، فالليل مثل النهار ، واليوم ما هو الأ تكرار للبارحة 00 حتى تلك الفتاة التى أحضرها لهما أحد الأشخاص لتنظيف الغرفة وإعداد الطعام اللازم لهما بين الحين والآخر كانت بمثابة جماد متحرك شأنها شأن أي جماد بالغرفة وأصبحت عادة من العادات التي يلاحظان وجودها في بعض الأحيان
لم يتبقى لهما سوى الشرود الدائم واستعادة شريط الحياة الماضية حتى الوصول لنهايته الراهنة وكأن الحياة فد انتهت عند هذا الحد من العمر 00 بل زاد الأمر بهما إلي السخط علي الجميع والحقد علي كل ما هو جميل وبدأ التغير يزحف كالحية ويجور علي أفكارهما ومبادئهما 00 وإن كان من أبرز أسباب التغير المفاجئ هذه الفتاة المترددة عليهما 00 فبعد أن كانت تؤدي عملها صامتة مسرعة في الانتهاء مما تؤديه والخروج تاركة إياهما 00 بدأت تهتم بمظهرها 00 وتقوم ببعض الحركات المدروسة بغـرض الإغواء والإغراء 00 حتى أنها كانت لا تحضر سوى يومان في الأسبوع 00 فأصبحت لا تدع يوماً آلا وتأتى عارضة خدماتها00 أو قد يكون لشيء أخر .
إلي أن جاءت في يوم من الأيام وشرعت في القيام بعملها المعتاد مصحوباً بافتعال حركات زائدة أيقظت شيئاً ما بداخل كل منهما حاول أن يفضي به للأخر ولكن الخوف تملكهما وأخذت العيون الساكنة تتحرك مختلسة النظرات الحيوانية 00 وهي00 كأنها أدركت ما يدور بخلدهما فزادت من الجرعة المتقنة شيئاً فشئ حتى وصلت إلي ذروتها عند القيام بمسح أرضية الحجرة رافعة جلبابها 00 كاشفة عن أكبر قدر من سيقانها 00 تاركة لشيطانهما العنان ، وفي لحظة زمنية محدودة اختلس كل منهما نظرة سريعة متفحصاً إياها 00 متبادلاً نظراته مع صديقه وبدون ترتيب متفق عليه 000 أو أي سابق إنذار قفز أحدهما من مكانه وأمسك بتلابيب الفتاة جاذباً إياها ومحاولاً شل حركتها المفتعلة مما جعله يعتقد أنها تقاومه بكل ما تملك من قوة 00 وبعد أن رسمت علي وجهها علامات الدهشة والرعب التي تقصد بها زيادة إثارتهما وإصرارهما وإيقاظ غرائزهم الشهوانية وأن دل علي شيء فيدل علي أنها تدرك ما تريده تمام الإدراك
وبعد أن قام أحدهما بالسيطرة عليها00 هرع الأخر جاذباً ثيابها كاشفاً عن عورتها ، وحدث ما أملاه عليهما الشيطان 00000
الشيطان الذي لم يجد أي صعوبة تذكر في السيطرة عليهما في تلك العزلة وأوحى لهما بلذة الخطيئة00 ونشوة الانتصار الشهواني 00والذي انتهى في دقائق معدودات وبعدها اختلس كل منهما النظر للأخر متنقلاً ببصره ليري هول جريمته علي وجه الضحية الجانية 00 التي بدأت تلملم نفسها أو شتات ما تبقى منها مع تواصل البكاء الأقرب إلي بكاء التماسيح الكاذب 00 والغريب أنها خرجت دون أن تنطق بحرف تائه بين الكلمات الضائعة 00 ذهبت تاركة الصمت القاتل يملأ المكان فلم يجرؤ أحدهما التحدث ولا حتى النظر لصاحبه ليسأله عما حدث 0000 ولما حدث ؟؟ وإن كانت أسئلة النفس توالت سريعة 00 ملتهبة لا تتوقف كلاً يسأل نفسه ويطالبها بإيجاد أي مبرر ولو كان خادعاً فلم يجدا
فلزما الصمت واكتفى كليهما بتأنيب الضمير العائد من غفوته 0000 واكتست الوجوه بالندم و تأنيب الضمير 000 ورغم ذلك لم يعرف الحديث طريقه إليهما وكان الاتفاق غير المعلن عبر الشفاه ألا يتذكرا ما حدث وألا يلعب برأسيهما مرة أخري لعمل تلك الأفعال المزرية
وكان القرار الأكثر حزماً وشدة هو عدم دخول هذه الفتاة اللعينة عليهما مرة 00 حتى لا يتذكرا جريمتهما الشيطانية 000 تلك كانت قراراتهم00 ولكن ترى ماذا قررت هي بعد ما حدث أو بالأحرى بعد ما تم ما أرادته
00 وما أكثر الأغراض والنوايا التي تحملها كل نفس بشرية متخذة كل السبل للوصول لغايتها وهدفها
نعود إلي أصحاب النفي الإرادي فالأيام تمر عليهما ثقيلة يوماً بعد يوم دون جديد إلي أن حدث بعض التغير علي تصرفاتهما 00 فبدا الخروج 00 وعاد الحديث المتبادل يعرف طريقه إليهما بعد طول غياب 00 حديث في جميع الموضوعات ولكنه لا يقترب من قريب أو بعيد لما حدث قانعين بكم الحزن والندم علي ما بدر منهما 000 وأعقب ذلك قرارهما المفاجئ والجريء 00 آلا وهو العودة إلي الحياة مرة أخرى ومواصلة حياتهما بشكل طبيعي كما كانت هذا القرار لم يتخذ آلا بعد مرور ما يقرب من شهرين علي رحلة الهروب إلي دنيا الخوف من الواقع ، وقبل الرجوع في القرار أتم كل منهما تجهيز حقيبته في لحظات ناظراً ومتفحصاً محتويات الصومعة 00 مودعين إياها 00 حاملين لها كل الذكريات المتضادة 00 الخير والشر 00 الأفعال الطيبة والفعل المشين 00 عفة النفس والسقوط في بئر الانحدار 0000
لقد أصبحت الحجرة تحمل التضاد في كل شيء .
نظر كل منهما للأخر يريد أن يفصح لصديقه عن آلامه ولكن الاتفاق غير المعلن علي النسيان كان هو سيد الموقف 000 وقاما بحمل الحقائب وشرعا بالخروج فأذ بهما يسمعان طرقات علي باب الحجرة 00 فعلت الدهشة الوجوه وتبادلا النظرات ، قبل أن يتجه أحدهما ناحية الباب متسائلاً عن الطارق القادم في هذاالوقت ه ولكنه وقبل أن يكمل تساؤله إذ به يجدها أمامه 00 نعم لقد كانت هي 00 خطيئتهم التي يحاولان الهروب منها ومحوها من الذاكرة ونسيانها إلي الأبد
نظر فاتح الباب لها بدهشة ملتفتاً إلي صديقه ليجده أكثر دهشة وذهولاً00 ولم تنتظر هي بدورها الإذن بالدخول وتقدمت لمنتصف الغرفة متبادلة معهما النظرات ومتسائلة عن سبب كل هذا الوجوم
فما كان من أحدهما آلا أن نظر إليها مستجمعاً شتات نفسه سائلاً إياها عن سبب مجيئها 00 مذكرها بطردهما السابق لها بل وموحياً إليها باحتمال تكراره إذا لم تنسحب بهدوء وبدون إثارة المشاكل 0000 مكملاً بأنهما يتأهبان للخروج
فما كان منها آلا أن توجهت لأحد المقاعد المتهالكة متخذة منه مجلساً مما زاد من ذهولهما وإثارتهما في الوقت ذاته00 واتجه إليها أحدهما ليطردها شر طرد 00 وقبل أن ينطق بحرف واحد من كلماته كانت المفاجأة له وللأخر بكلمات منها أخرست ألسنتهم بل وشلت جميع مراكز التفكير والإحساس بداخلهما
فما كان آلا أن ألقى كل منهما بجسده علي أقرب مكان يصلح مستقراً له عند سماع مقولتها التي نزلت عليهما كالصاعأقة 0000 فـقد ألـقت بقـنـبـلـتهـا و أخبرتهما بحملها00 نعم حامل 00 قالتها وانتظرت برهة لترى رد الفعـل الذي لم يصدر لقوة الفعـل نفسه مخالفاً كل النظريات التي تؤكد علي أن لكل فعل رد فعل مساوي له قوته ومضاد في الاتجاه 000 ولكن المفاجأة هنا كانت قاتلة مما زادها ثقة وإحساس بالقوة
لم يدر بخلد أي منهما في تلك اللحظة سوي سؤال واحد ألح علي كليهما وهو كيف ؟؟؟ كيف يكون ؟ وهما ما زالا يحفظان عن ظهر قلب ما قاله الأطباء لكلاً منهما علي حده من صعوبة القدرة علي الإنجاب
وتوقف فجأة كلاً بينه وبين ذاته عند كلمة صعوبة 000 وبدا التفسير سريعاً بأنه وحسب كلام الطبيب صعب ولكنه ليس مستحيلاً 0 ونظر كل منهما للأخر يريد أن يخبره بما توصل له00 ولكن شيئاً ما بداخلهما جعل التراجع عن الإفصاح هو السائد بين الطرفين
وانتفض أحدهما في حركة تمثيلية معلناً سخطه ورفضه لما قالته 00 وأعقبه صاحبه بالتأكيد علي ذلك حاملاً حقيبته كالأخر خارجين من الحجرة تاركين إياها فانتفضت صارخة متوعدة كليهما إن لم يجدا حلا لما هي فيه
لم يعيروها أهمية وواصلا الخروج من مقبرتهما اللعينة إلي الحياة مرة أخرى لمواصلة العيش ونسيان ما قد كان 0000 00 ولكن هيهات 000 هيهات أن ينسي أي منهما أو حتى يحاول النسيان 00
بل لقد حدث العكس تماماً فقد بدا التفكير 00 ولأول مرة يفكر كل منهما علي حده 00 بمفرده 00 وكانت البداية هي استرجاع كل ما حدث من بدايته حتى نهايته 00 وبدأ يفكر 00 يفكر فيما يعتقد أنه اعتزل الحياة من بسببه أوقد يكون من أجله الغريب في الأمر أن العقل لم يبدأ العمل ومعاودة نشاطه وفقط 00 بل كان هناك من يملى عليه تفكيره ونمت إليه في لحظة حاسمة فكرة استمرارية تواجده وأمله الذي فضل الموت علي الحياة عند ضياعه00
وهاهو يعثر عليه مرة أخرى 00 هل يتركه يضيع منه أم يستميت من أجل امتلاكه حتى وإن عثر عليه في سراديب الخطايا الدنيوية وتتلاشى جميع المبادئ أمام مبدأ واحد وهو الغاية تبرر الوسيلة فما دامت الغاية والهدف لابد عنهما فلن يتوقف الشخص كثيراً عند وسيلة التحقيق بل عليه أن يحارب حرب ضروس من أجل هدفه المنشود وحلم حياته مع أي شخص مهما كان 0000 لم يكن ذاك تفكير أحدهما فقط 00 بل إن ما دار في خاطر أحدهما خطر ببال الأخر في نفس الوقت 00 أيقن أنه لأبد من الدخول في معارك شرسة من أجل الحصول علي تأشيرة الاستمرارية في الحياة مع أي مخلوق في الوجود حتى ولو كان صديق العمر
انصب التفكير الشيطاني الذي تملك كل منهما علي كيفية الاغتنام 00 اغتنام فرصة العمر المواتية وعدم التفريط فيها
وبقي السؤال الممزوج بسم الوسيلة الشيطانية عن كيفية التخلص من جميع عوائق طريق الأحلام 00 المحفوف بالخطيئة التي تلاشت أمامها الأمنيات الحالمة التي جمعتهما 00 قتلت كل لحظات الفرح والسعادة 00 الخطيئة التي كانت السبب في نسيان الماضي بأكمله عدا00 عدا ما اعتقدا أنه أشرف خاطئة 0 إن كان للخطايا شرف في دنيا انقلبت فيها المبادئ رأساً علي عقب وأصبحت ( الأنــــا ) سيدة الموقف 00 أصبح المبدأ السائد 00 (أنا ومن بعدي الطوفان ) ولكن أين هو الطوفان الذي يبيد من يأتي بعدي 00 0 كان هذا ما انصب تفكير كل منهما عليه وبكل تأكيد توصلا إليه في نفس اللحظة تقريباً مما يؤكد علي توارد الأفكار بينهما وأن كان الاتصال التليفوني الذي تم بينهما يدل علي أن أحدهما سبق الأخر في التنفيذ 00 وكان الاتفاق بكلمات باردة عبر الخط التليفوني الملتهب00 اتفاق لم يحتوي بين طيا ته علي شيء سوي تحديد موعد للقاء وتناول الغذاء 00 هناك 00 حيث المقر الدائم للقاءات الحاسمة
ومع وضع سماعة التليفون كانت البداية 00 نهض كل منهما وقام بارتداء ملابسه في الوقت الذي تختمر فيه فكرته ويزينها له شيطانه
وفي الوقت المحدد وصلا معاً 00 لم يتبادلا التحية00 تم تأجيل كل شيء لحين الصعود 00 إلي قمة الهاوية وما أن دخلا حتى اقترح أحدهما تناول الطعام أولا ثم يفضي كلاً بما عنده00 ونال هذا الاقتراح استحسان الأخر 00 بل أنه اقترح إعداد كوبان من العصير الطازج لزوم الغذاء 00 ونهض بالفعل لأعداد ما اقترحه في حين بدأ الأخر في إعداد الطعام علي المنضدة التي طالما اقتسما عليها قطعة الخبز التي لا تكاد تسد الرمق 00
ومرت لحظات أعد كل منهما مهمته في غفلة من الأخر وأحضر صانع المشروب ما صنعه وأصبح كل شيء جاهز تماماً علي المنضدة 00 ولكنهما سمعا همسات تقترب من باب الغرفة فأنصتا ليستمعا ما يدور بالخارج ولكنهما لم يجدا بد من الاقتراب أكثر من الباب ليستوضحا الحديث الهامس والتعرف علي الأشخاص الهامسة 00 وكان لهما ما أرادا واتضحت المعالم وأصبح الشك يقيناً 00
أجل أنه صوتها هي ولكن هناك من يحدثها ويؤكد عليها بأن تفعل ما تم الاتفاق عليه فيما بينهما 000
ويبدو أنه قد ألح في ذلك مما جعلها تنفعل وترفع من صوتها وكأنها تعيد عليه ما حفظته من تعليمات أملاها عليها00 بأنها ستدخل الحجرة بالمفتاح الذي نسياه معها وتنتظر وصول أحدهما أي إن كان 00وتغتنم الفرصة مرة أخري وتجره لعمل شيطاني مع إقـناعه بأن من تحمله بين جنباتها ما هـو إلا ولده هـو وليس الأخر
وما أن أكملت كلماتها حتى علت ضحكتهما معاً 00 ضحكات مليئة بالسخرية ، مصحوبة بتبادل قبلات حارة 000 مؤكدة لمن تـحدثه بأن من
تحمله ابنه هو مذكرة إياه بما حدث بينهما منذ أكثر من ثلاثة أشهر وما تلاها من مرات الحب المحرم وليس كما أوحت لهذأن المغفلان000 وعلت وجهها مسحة حزن متقنة متسائلة عن موعد زواجهما كي يصلحوا ما حدث بينهما ونتج عنه حملها سفاحاً بريئاً
وكان رده صريحاً بأنه من باب أولى أن يحاولان الاستيلاء علي ما يستطيعان من هذان المخدوعان عن طريق ابتزاز كل منهما علي حده ثم يتوجان خطتهما بالزواج بعد ذلك .
لم يتمالك الوقفان خلف الباب بعد سماع ما قيل نفسيهما وتحولا إلي تمثالان من الشمع 00 مرت عليهما اللحظات كأنها الدهر كله حتى إستطاع أحدهما أن يخطو خطوات متثاقلة واقترب من الأكواب الموضوعة أمامه 00 فرفع أحدها وشرع في الارتشاف منها علها تعيد إليه بعضاً من نفسه 00 وإذ بالأخر وما أن راءه حتى قفز في اتجاهه ضارباً الكوب مطيراً إياه من يده قبل أن يلمس شفتاه ، ولم يسعفه الوقت حتى للاندهاش فما أن التفت لصاحبه ، حتى وجد الباب يفتح وتدخل منه لتجدهما 00 فتقف كالدمية الخشبية لا تحرك ساكناً من هول المفاجأة ، ولم ينتظرا طويلا حتى انهالت عليها الكلمات متلاحقة بكل ما تحويه من سباب وشتائم 00 مليئة بالتهديدات 00 معلنين لها سماع كل ما دار خارج الحجرة بينها وبين عاشقها الملعون طاردين إياها شر طردة 000 في الوقت الذي كان يقف العاشق المخادع علي بعد خطوات جعلته يسمع ما قالاه لها فترك لساقيه العنان وأنطلق مسرعاً 00 متخذا قرار الهروب 00 وتركها بفعلته معها تواجه مصيرها
وخرجت حاملة ذيول الهزيمة وفشل خطتها الجهنمية تبحث عن شريكها الهارب00 الذي لم تجد له أي أثر
واختلسا الصديقان كل منهما نظرة للأخر000 قد تكون نظرة ندم علي ما حدث من البداية 00 قد تكون نظرة حسرة علي أمنية ضاعت في غياهب الخطايا 00 أو قد تكون نظرة أسف وإعتذار عما دار بخلد كل منهما تجاه الأخر 00 نعم كانت نظرة متعددة الأغراض والمعاني أعقبها السؤال المتأخر عما حدث للكوب الملقي علي الأرض وما هو سبب حدوثه 00 كان السؤال بالطبع موجه إلي قاذف الكوب 00الذي أراد الهروب من السؤال مبدياً أولوية تناول الطعام 00 وبالفعل أخذ قطعة لحم من أمامه لالتهامها 00 وما أن اقتربت من فمه حتى دوت صرخة اهتزت لها أركان الغرفة المسكينة ناهية إياه عن تناولها وكان صاحب الصرخة يرتعد خوفاً 00 وانعكس التساؤل عن سبب الصرخة المدوية والنهي الحاسم 00
ولم ينطق أحد00 لم يجرؤ قاذف الكوب من يد صاحبه 00 أو صاحب الصرخة الناهية 00 عن الإفصاح عما قام بتدبيره للتخلص من غريمه في غفلة منه 00 وفي لحظة ضعف أمام شيطانه اللعين 00 وإن كان ليس هناك ما يجب إيضاحه فكل الشواهد واضحة كوضوح الشمس وقت القيلولة
فما دار بخاطر أحدهما قام به الأخر ولكن كلاً حسب طريقته فالأول وجد في الطعام غايته 000 والأخر لم يجد آلا المشروب سبيلاً 000 والنتيجة واحدة آلا وهي هدف التخلص من الصديق للفوز بحلم الخطيئة الذي أنتهي قبل أن يبدأ
نهضا معاً ولم يجرؤ أحدهما علي مجرد النظر للأخر ولو خلسة وتشبثت نظراتهما بالأرض حتى خرجا في الوقت الذي لم يعد للحديث أي مجال تاركين لإقدامهما حرية الذهاب حيثما تشاء 000 ومروا عليها جالسة علي أسفل درجات سلم المنزل الذي تعلوه الحجرة 00
وواصلا السير حتى وصلا إلي ناصية الشارع 00 فشعرا بدوار ينتاب كل منهما كاد أن يفقدهما الاتزان 00 المعدوم أساساً00 تخيل كل منهما أن تلك الهزة ناتجة عن الأحداث المتلاحقة 00 ولكن صرخات البشر وحالة الهلع التي انتابت الناس حولهما وتردد لفظ زلزال أعادهما للواقع مرة أخرى 000 أجل لقد كان زلزال ضرب بالمنطقة كلها 00 وقفا للحظات 00 وبدون أدني شعور استدار كل منهما متخذاً المنزل الذي تعلوه الغرفة هدفا لبصره 00 فوجداه يتهاوى ويصبح كومة من تراب يعلوها غبار كثيف يغطي المكان باكمله ، والغريب أنه لم يتأثر أي مبنى سواه ، لقد تهدم عن أخره وعلي من فيه 00 واتجها معاً من باب الفضول في اتجاه المنزل المنهار في خطوات بطيئة يتملكهما استحسان وشعور بالراحة النفسية لما حدث 000 في الوقت الذي يهرع فيه الناس من كل اتجاه لإسعاف المصابين وانتشال الجثث من تحت الأنقاض 000 وما أن اقتربا أكثر فأكثر حتى كانت المفاجأة التي وجداها أمامهما 0000 لقد كانت جثتها 00 نعم جثتها يواريها أحد الأشخاص بأوراق الجرائد البالية ، لقد ماتت 00 وأصبحت جثة هامدة 000 ماتت حاملة خطيئتها التي سيواريها التراب
ولكن من يا ترى سيوارى خطيئتهما فيما بينهما 00000 وبعد أن وقفا عدة دقائق سار كل منهما في الاتجاه المضاد للأخر تاركين للأيام فرصة الحكم 00 أو النسيان 0000000000 أو قــد يـكــــون الــغـفـــــران 0
( تـمـــــت )

walid_8281500
04-25-2008, 02:00 AM
مشكووور اخي علي الموضوع وتقبل مروري