bassem_1974
04-24-2008, 12:27 PM
الاحتباس الحراري يؤجج صراعات المياه
محمد عبد الحليم - إسلام أون لاين.نت/ 28-2-2006
http://www.islamonline.net/Arabic/news/2006-02/28/images/pic08.jpg
حذر وزير الدفاع البريطاني جون ريد من أن التغير في مناخ الكرة الأرضية بسبب الاحتباس الحراري سوف يؤجج الصراعات في أكثر من مكان في العالم، خاصة بين الدول ذات النمو السكاني الكبير؛ نظرًا لما سيسببه هذا الاحتباس من نقص في موارد المياه، فضلاً عن سوء توزيع موارد المياه وسوء استخدامها.
وتوقعت صحيفة "إندبندنت" البريطانية في تقرير نشرته الثلاثاء 28-2-2006 أن يكون من بين الدول المرشحة للصراع حول المياه مصر وإثيوبيا ونامبيا وأنجولا، سوريا وتركيا، بجانب إسرائيل والأردن وفلسطين والصين والهند وبنجلاديش.
وجاء تحذير ريد قبل قمة يستضيفها الثلاثاء 28-2-2006 مقر رئاسة الحكومة البريطانية بلندن تحت عنوان "أكبر خطر يهدد كوكبنا على المدى البعيد"، وينتظر أن يطلق خلالها توني بلير رئيس وزراء بريطانيا تحذيرات من التداعيات السياسية المترتبة على الفشل في معالجة شبح الاحتباس الحراري.
خلال 20 أو 30 سنة
وفي مداخلة له في وقت سابق ضمن حلقة نقاشية حول تغير المناخ، قدم الوزير ريد صورة قاتمة عن مستقبل الصراعات السياسية قائلاً: إنها سوف "تقع على الأرجح خلال 20 أو 30 سنة القادمة بسبب تغير المناخ الذي سيحول الأرض إلى صحراء ويذوب بسببه الغطاء الثلجي للأرض".
وألقى خطابًا حول ما يجب اتخاذه من تدابير لمواجهة ما سوف يترتب على زيادة الحرارة على الصعيد السياسي، ورأى أن على المخططين العسكريين أن يستعدوا لمواجهة كوارث تحتاج إغاثة إنسانية، وقوات حفظ سلام وفض نزاعات وتغير اجتماعي وسياسي سوف تنشب جميعًا بسبب تغير المناخ الذي يؤدي إلى نقص موارد المياه في كثير من بلدان العالم.
وقالت صحيفة "إندبندنت" في تقريرها: إن الوزير البريطاني أبرز في مداخلته الإثنين 27-2-2006 عامل الاحتباس الحراري كأحد العوامل المغذية لصراعات القرن الحالي، مما أثار أصداء واسعة لدى الناشطين ومنظمي الحملات الداعية لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، أحد المسببات الرئيسية لزيادة درجة حرارة الأرض.
وقال ريد: "الفيضانات وذوبان الجليد في القطبين (الشمالي والجنوب)، والتصحر قد تؤدي إلى نقص الأراضي الصالحة للاستزراع، وتسميم إمدادات المياه، وتدمير البنى التحتية للاقتصاد".
وتابع: "أكثر من 300 مليون شخص في إفريقيا يعانون الآن من نقص في المياه وتغير المناخ سوف يزيد الوضع سوءًا".
وأضاف ريد شارحا: "هذه التغيرات سوف تزيد من الصراعات الناشئة، والعامل الأبرز في الإسهام في ذلك هو نقص المياه وانحسار الرقعة الزراعية، وما نشاهده في دارفور مجرد تحذير".
مناطق الصراعات
وأفردت من جانبها "إندبندنت" تقريرًا مطولاً عن مناطق الصراعات المتوقع نشوبها بسبب المياه، ويتركز معظمها في دول العالم الثالث، والقليل منها في دول العالم الثاني.
وقالت: إنه في الشرق الأوسط أسهمت المياه في حرب 1967، وهذا الوضع قد يغذي المزيد من الحروب العسكرية، خاصة مع استمرار الاحتباس الحراري.
ففي إسرائيل والأردن وفلسطين تعتمد البلدان الثلاثة على نهر الأردن الذي تتحكم في مياهه إسرائيل، ودائمًا ما تقطع إمدادات المياه في أوقات نقص المياه، وبذلك تتأثر على نحو خطير الإمدادات الفلسطينية من المياه التي تتحكم فيها إسرائيل حصريًّا.
تركيا وسوريا
وأشارت الصحيفة إلى أن الخطط التركية لبناء سدود على نهر الفرات تسببت في جعل تركيا وسوريا على شفير الحرب عام 1998، حيث اتهمت دمشق أنقرة بأنها تطفلت على مواردها المائية عن عمد؛ إذ تقع سوريا كدولة مصب بالنسبة لتركيا التي تُعَدّ دولة منبع بالنسبة للأنهار التي تخترق البلدين.
واتهمت أنقرة دمشق حينها بأنها تأوي انفصاليين أكراد، ومن ثَم فإن نقص إمدادات المياه بسبب الاحتباس الحراري سوف يراكم الضغوط على هذه المنطقة الساخنة الثائرة، بحسب الصحيفة.
الصين والهند
وفي القارة الآسيوية أيضًا، تسبب نهر براهمابوترا في توتر العلاقات بين الهند والصين، ويمكن أن يكون بؤرة احتكاك بين أكبر جيشين في العالم.
ففي عام 2000 اتهمت الهند الصين بأنها لا تشاركها المعلومات عن حالة الأنهار التي تجري في هضبة التبت مما تسبب في انهيارات أرضية نتج عنها فيضانات في شمال شرق الهند وبنجلاديش، كما أن المشاريع الصينية لتحويل مجرى أنهار أثارت الاهتمام في دلهي.
كما أن فيضانات نهر الجانج المتزايدة التي يتسبب فيها ذوبان الثلوج في جبال الهيمالايا، على خلفية ظاهرة الاحتباس الحراري، بدأت تنشر الفوضى في بنجلاديش، وتثير التوتر مع نيودلهي، حيث تسببت في تزايد معدلات الهجرة غير الشرعية إلى الهند، مما دفع الأخيرة إلى بناء سور عازل كثيف لمنع محاولات الوافدين الجدد، حيث يعبر كل يوم ما يصل لنحو 6000 شخص إليها يوميًّا.
بوتسوانا ونامبيا وأنجولا
وتوقعت تقرير الصحيفة أيضًا أن تشتعل التوترات بين بوتسوانا وأنجولا ونامبيا بسبب حوض أوكافانجو، وما يصيبه من جفاف، فيما يهدد نمو السكان في كل من مصر والسودان وإثيوبيا بنشوب صراعات حول وادي النيل.
فبينما تضغط إثيوبيا للحصول على حصة أكبر من مياه النيل الأزرق المتفرع من نهر النيل، تنتاب مصر حالة قلق فيما يتعلق بمياه النيل الأبيض المتفرع من نهر النيل أيضًا والذي يمر بالسودان وأوغندا، وقد تجف مياهه أيضًا قبل أن تصل إلى مصر.
ومن بين إجمالي كمية المياه الموجودة على سطح كوكب الأرض توجد 97.5% مياهًا مالحة غير صالحة للاستخدام الآدمي، والنسبة الباقية مياه عذبة.
وفي حين أن احتياجات المياه للفرد تصل لحوالي 50 لترًا يوميًّا على أقل تقدير، فإن الكثير من البلدان لا يستخدم الفرد فيها سوى 30 لترًا، وفي بلدان أخرى يقل عن 10 لترات يوميًّا مثل جامبيا (4.5 لترات) ومالي (8 لترات)، والصومال (8.9 لترات)، وموزمبيق (9.3 لترات).
وفي المقابل فإن متوسط ما يستخدمه الفرد في الولايات المتحدة الأمريكية يصل لنحو 500 لتر، وبريطانيا 200 لتر. وتحدثت الإندبندنت عن الفائض الكبير في الدول الغربية والأوروبية حتى إن الشخص يستخدم 8 لترات لغسل أسنانه، 10 إلى 35 لترًا لتنظيف المرحاض، ومن 100 إلى 200 لتر للاستحمام، بحسب الصحيفة.
محمد عبد الحليم - إسلام أون لاين.نت/ 28-2-2006
http://www.islamonline.net/Arabic/news/2006-02/28/images/pic08.jpg
حذر وزير الدفاع البريطاني جون ريد من أن التغير في مناخ الكرة الأرضية بسبب الاحتباس الحراري سوف يؤجج الصراعات في أكثر من مكان في العالم، خاصة بين الدول ذات النمو السكاني الكبير؛ نظرًا لما سيسببه هذا الاحتباس من نقص في موارد المياه، فضلاً عن سوء توزيع موارد المياه وسوء استخدامها.
وتوقعت صحيفة "إندبندنت" البريطانية في تقرير نشرته الثلاثاء 28-2-2006 أن يكون من بين الدول المرشحة للصراع حول المياه مصر وإثيوبيا ونامبيا وأنجولا، سوريا وتركيا، بجانب إسرائيل والأردن وفلسطين والصين والهند وبنجلاديش.
وجاء تحذير ريد قبل قمة يستضيفها الثلاثاء 28-2-2006 مقر رئاسة الحكومة البريطانية بلندن تحت عنوان "أكبر خطر يهدد كوكبنا على المدى البعيد"، وينتظر أن يطلق خلالها توني بلير رئيس وزراء بريطانيا تحذيرات من التداعيات السياسية المترتبة على الفشل في معالجة شبح الاحتباس الحراري.
خلال 20 أو 30 سنة
وفي مداخلة له في وقت سابق ضمن حلقة نقاشية حول تغير المناخ، قدم الوزير ريد صورة قاتمة عن مستقبل الصراعات السياسية قائلاً: إنها سوف "تقع على الأرجح خلال 20 أو 30 سنة القادمة بسبب تغير المناخ الذي سيحول الأرض إلى صحراء ويذوب بسببه الغطاء الثلجي للأرض".
وألقى خطابًا حول ما يجب اتخاذه من تدابير لمواجهة ما سوف يترتب على زيادة الحرارة على الصعيد السياسي، ورأى أن على المخططين العسكريين أن يستعدوا لمواجهة كوارث تحتاج إغاثة إنسانية، وقوات حفظ سلام وفض نزاعات وتغير اجتماعي وسياسي سوف تنشب جميعًا بسبب تغير المناخ الذي يؤدي إلى نقص موارد المياه في كثير من بلدان العالم.
وقالت صحيفة "إندبندنت" في تقريرها: إن الوزير البريطاني أبرز في مداخلته الإثنين 27-2-2006 عامل الاحتباس الحراري كأحد العوامل المغذية لصراعات القرن الحالي، مما أثار أصداء واسعة لدى الناشطين ومنظمي الحملات الداعية لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، أحد المسببات الرئيسية لزيادة درجة حرارة الأرض.
وقال ريد: "الفيضانات وذوبان الجليد في القطبين (الشمالي والجنوب)، والتصحر قد تؤدي إلى نقص الأراضي الصالحة للاستزراع، وتسميم إمدادات المياه، وتدمير البنى التحتية للاقتصاد".
وتابع: "أكثر من 300 مليون شخص في إفريقيا يعانون الآن من نقص في المياه وتغير المناخ سوف يزيد الوضع سوءًا".
وأضاف ريد شارحا: "هذه التغيرات سوف تزيد من الصراعات الناشئة، والعامل الأبرز في الإسهام في ذلك هو نقص المياه وانحسار الرقعة الزراعية، وما نشاهده في دارفور مجرد تحذير".
مناطق الصراعات
وأفردت من جانبها "إندبندنت" تقريرًا مطولاً عن مناطق الصراعات المتوقع نشوبها بسبب المياه، ويتركز معظمها في دول العالم الثالث، والقليل منها في دول العالم الثاني.
وقالت: إنه في الشرق الأوسط أسهمت المياه في حرب 1967، وهذا الوضع قد يغذي المزيد من الحروب العسكرية، خاصة مع استمرار الاحتباس الحراري.
ففي إسرائيل والأردن وفلسطين تعتمد البلدان الثلاثة على نهر الأردن الذي تتحكم في مياهه إسرائيل، ودائمًا ما تقطع إمدادات المياه في أوقات نقص المياه، وبذلك تتأثر على نحو خطير الإمدادات الفلسطينية من المياه التي تتحكم فيها إسرائيل حصريًّا.
تركيا وسوريا
وأشارت الصحيفة إلى أن الخطط التركية لبناء سدود على نهر الفرات تسببت في جعل تركيا وسوريا على شفير الحرب عام 1998، حيث اتهمت دمشق أنقرة بأنها تطفلت على مواردها المائية عن عمد؛ إذ تقع سوريا كدولة مصب بالنسبة لتركيا التي تُعَدّ دولة منبع بالنسبة للأنهار التي تخترق البلدين.
واتهمت أنقرة دمشق حينها بأنها تأوي انفصاليين أكراد، ومن ثَم فإن نقص إمدادات المياه بسبب الاحتباس الحراري سوف يراكم الضغوط على هذه المنطقة الساخنة الثائرة، بحسب الصحيفة.
الصين والهند
وفي القارة الآسيوية أيضًا، تسبب نهر براهمابوترا في توتر العلاقات بين الهند والصين، ويمكن أن يكون بؤرة احتكاك بين أكبر جيشين في العالم.
ففي عام 2000 اتهمت الهند الصين بأنها لا تشاركها المعلومات عن حالة الأنهار التي تجري في هضبة التبت مما تسبب في انهيارات أرضية نتج عنها فيضانات في شمال شرق الهند وبنجلاديش، كما أن المشاريع الصينية لتحويل مجرى أنهار أثارت الاهتمام في دلهي.
كما أن فيضانات نهر الجانج المتزايدة التي يتسبب فيها ذوبان الثلوج في جبال الهيمالايا، على خلفية ظاهرة الاحتباس الحراري، بدأت تنشر الفوضى في بنجلاديش، وتثير التوتر مع نيودلهي، حيث تسببت في تزايد معدلات الهجرة غير الشرعية إلى الهند، مما دفع الأخيرة إلى بناء سور عازل كثيف لمنع محاولات الوافدين الجدد، حيث يعبر كل يوم ما يصل لنحو 6000 شخص إليها يوميًّا.
بوتسوانا ونامبيا وأنجولا
وتوقعت تقرير الصحيفة أيضًا أن تشتعل التوترات بين بوتسوانا وأنجولا ونامبيا بسبب حوض أوكافانجو، وما يصيبه من جفاف، فيما يهدد نمو السكان في كل من مصر والسودان وإثيوبيا بنشوب صراعات حول وادي النيل.
فبينما تضغط إثيوبيا للحصول على حصة أكبر من مياه النيل الأزرق المتفرع من نهر النيل، تنتاب مصر حالة قلق فيما يتعلق بمياه النيل الأبيض المتفرع من نهر النيل أيضًا والذي يمر بالسودان وأوغندا، وقد تجف مياهه أيضًا قبل أن تصل إلى مصر.
ومن بين إجمالي كمية المياه الموجودة على سطح كوكب الأرض توجد 97.5% مياهًا مالحة غير صالحة للاستخدام الآدمي، والنسبة الباقية مياه عذبة.
وفي حين أن احتياجات المياه للفرد تصل لحوالي 50 لترًا يوميًّا على أقل تقدير، فإن الكثير من البلدان لا يستخدم الفرد فيها سوى 30 لترًا، وفي بلدان أخرى يقل عن 10 لترات يوميًّا مثل جامبيا (4.5 لترات) ومالي (8 لترات)، والصومال (8.9 لترات)، وموزمبيق (9.3 لترات).
وفي المقابل فإن متوسط ما يستخدمه الفرد في الولايات المتحدة الأمريكية يصل لنحو 500 لتر، وبريطانيا 200 لتر. وتحدثت الإندبندنت عن الفائض الكبير في الدول الغربية والأوروبية حتى إن الشخص يستخدم 8 لترات لغسل أسنانه، 10 إلى 35 لترًا لتنظيف المرحاض، ومن 100 إلى 200 لتر للاستحمام، بحسب الصحيفة.