bassem_1974
04-24-2008, 12:26 PM
إسمنت البازلت.. صديق البيئة
09/03/2006
حازم يونس** (http://www.islamonline.net/arabic/science/2006/03/article04.shtml#1)
http://www.islamonline.net/arabic/science/2006/03/images/pic04.jpg
جبل بازلت علي طريق القاهرة السويس بمصر
تعد صناعة الإسمنت من الصناعات التي لا تخلف مواد كيميائية مضرة بقدر ما ينبعث عنها من أتربة تشكل خطرا على البيئة، فمادة الإسمنت في شكلها النهائي تمثل خليطا مركبا لمواد طبيعية من التربة مثل الحجر الجيري والطين والرمل والجبس ونسبة بسيطة من خام الحديد، بالإضافة إلى الطفلة وهي مكون يتم أخذه من الأراضي الزراعية، تلك الأخيرة هي السبب الرئيسي في تصاعد الأتربة عند صناعة الإسمنت.
من هنا انطلقت فكرة الابتكار التي ترجع إلى عدة سنوات مضت مع د.محمد يسري حسان الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر بمصر، حيث انشغل بقضية تقليل التلوث الناتج من مصانع الإسمنت، فنجح في البداية في إنتاج زجاج من التراب المتخلف عن تلك المصانع، وذلك لإيجاد فائدة تجعل هناك اهتماما من قبل أصحاب المصانع للسيطرة على هذا التراب؛ لأنه قد يدر عليهم دخلا.
وفي إطار اهتمامه بهذا الموضوع اكتشف أن السبب الرئيسي في تصاعد التراب عند صناعة الإسمنت هو استخدام "الطفلة" فبدأ يبحث عن وسائل بديلة للطفلة حتى اهتدى –مؤخرا- إلى استخدام صخور البازلت التي تذخر بها الأراضي المصرية الصحراوية دون استغلال، اللهم استخدامه المحدود الذي يقتصر في وضعه بين قضبان السكك الحديدية.
لماذا البازلت؟
ويرجع اختيار البازلت كمكون بديل عن الطفلة؛ لأن البازلت قريب الشبه من الطفلة في التركيب الكيميائي؛ فالإسمنت يصنع من المواد التي تحتوي على السيليكا (أكسيد السيليكون) والألومنيوم (أكسيد الألومنيوم)، وأكثر بلدان العالم ومنها مصر تستخدم الطفلة كمصدر لهذه المكونات بعد حرقها عند درجة حرارة تصل إلى 1450 درجة مئوية، فإذا ثبت فعليا أن البازلت قريب الشبه في تركيبه الكيميائي من الطفلة، فلماذا لا يتم استخدامه كبديل للطفلة التي يمكن استخدامها في الزراعة وفي صناعات أخرى كالطوب والسيراميك؟.
أضف إلى هذا وهو الأهم أن نقص القلويات والكبريت في البازلت يساعد في تقليل كمية التراب المتخلف عن صناعة الإسمنت بشكل كبير فتصل كمية التراب المتخلف عن المصنع في اليوم الواحد إلى ما يقرب من 40 طنا، بينما في حالة استخدام الطفلة إلى 300 طن، ويسمح ذلك بأن يعاد استخدام هذه الكمية الضئيلة عند التصنيع مرة أخرى.
تكنولوجيا التصنيع
ويوضح د. حسان أنه لا يوجد اختلاف في تكنولوجيا التصنيع بين الإسمنت المصنع من البازلت والآخر المصنع من الطفلة، فإذا كان تصنيع الإسمنت من الطفلة يعتمد –أولا- على تحويلها إلى مسحوق ثم وضعها في درجة حرارة عالية تصل إلى 1450 درجة مئوية، فإن الأمر لا يختلف بالنسبة للبازلت المفترض تحويله –أيضا- إلى مسحوق، ولكن الاختلاف يكمن في أن درجة الحرارة اللازمة للتصنيع مع البازلت هي 1300 درجة مئوية؛ أي إنها أقل بـ 150 درجة، ويرجع ذلك لوجود نسبة من خام الحديد في البازلت وهو ما يسرع من عملية الحرق ويوفر في الطاقة المستخدمة.
مزايا اقتصادية ومعوقات
أما عن المزايا الاقتصادية فتتحقق في الأساس لأن زيادة نسبة أكسيد الحديد في البازلت بالمقارنة بنظيره في الطفلة تؤدي إلى توفير ثمن أكسيد الحديد المضاف إلى مخلوط صناعة الإسمنت في حال استخدام الطفلة بما لا يقل عن 10% من إجمالي التكلفة، كما أن كثافة البازلت تعادل ضعف كثافة الطفلة؛ وهو ما يؤدي إلى توفير في مصاريف نقل الخام من المحجر إلى المصنع بنسبة تصل تقريبا إلى نصف تكاليف نقل الطفلة، هذا بالإضافة إلى أن استخدام البازلت يوفر 25% عن الوقود المستخدم في صناعة الإسمنت في حالة استخدام الطفلة.
ولكن رغم كل ذلك لا يزال الاختراع حبيس الأدراج ومقصورا على النطاق البحثي فقط؛ لأن الخوف من تجربة كل ما هو جديد يحكم سلوكياتنا بكل المجالات خاصة في المجتمعات العربية، فعندما نتعود على شيء لا نفضل تغييره حتى لو كان الجديد أفضل!.
09/03/2006
حازم يونس** (http://www.islamonline.net/arabic/science/2006/03/article04.shtml#1)
http://www.islamonline.net/arabic/science/2006/03/images/pic04.jpg
جبل بازلت علي طريق القاهرة السويس بمصر
تعد صناعة الإسمنت من الصناعات التي لا تخلف مواد كيميائية مضرة بقدر ما ينبعث عنها من أتربة تشكل خطرا على البيئة، فمادة الإسمنت في شكلها النهائي تمثل خليطا مركبا لمواد طبيعية من التربة مثل الحجر الجيري والطين والرمل والجبس ونسبة بسيطة من خام الحديد، بالإضافة إلى الطفلة وهي مكون يتم أخذه من الأراضي الزراعية، تلك الأخيرة هي السبب الرئيسي في تصاعد الأتربة عند صناعة الإسمنت.
من هنا انطلقت فكرة الابتكار التي ترجع إلى عدة سنوات مضت مع د.محمد يسري حسان الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر بمصر، حيث انشغل بقضية تقليل التلوث الناتج من مصانع الإسمنت، فنجح في البداية في إنتاج زجاج من التراب المتخلف عن تلك المصانع، وذلك لإيجاد فائدة تجعل هناك اهتماما من قبل أصحاب المصانع للسيطرة على هذا التراب؛ لأنه قد يدر عليهم دخلا.
وفي إطار اهتمامه بهذا الموضوع اكتشف أن السبب الرئيسي في تصاعد التراب عند صناعة الإسمنت هو استخدام "الطفلة" فبدأ يبحث عن وسائل بديلة للطفلة حتى اهتدى –مؤخرا- إلى استخدام صخور البازلت التي تذخر بها الأراضي المصرية الصحراوية دون استغلال، اللهم استخدامه المحدود الذي يقتصر في وضعه بين قضبان السكك الحديدية.
لماذا البازلت؟
ويرجع اختيار البازلت كمكون بديل عن الطفلة؛ لأن البازلت قريب الشبه من الطفلة في التركيب الكيميائي؛ فالإسمنت يصنع من المواد التي تحتوي على السيليكا (أكسيد السيليكون) والألومنيوم (أكسيد الألومنيوم)، وأكثر بلدان العالم ومنها مصر تستخدم الطفلة كمصدر لهذه المكونات بعد حرقها عند درجة حرارة تصل إلى 1450 درجة مئوية، فإذا ثبت فعليا أن البازلت قريب الشبه في تركيبه الكيميائي من الطفلة، فلماذا لا يتم استخدامه كبديل للطفلة التي يمكن استخدامها في الزراعة وفي صناعات أخرى كالطوب والسيراميك؟.
أضف إلى هذا وهو الأهم أن نقص القلويات والكبريت في البازلت يساعد في تقليل كمية التراب المتخلف عن صناعة الإسمنت بشكل كبير فتصل كمية التراب المتخلف عن المصنع في اليوم الواحد إلى ما يقرب من 40 طنا، بينما في حالة استخدام الطفلة إلى 300 طن، ويسمح ذلك بأن يعاد استخدام هذه الكمية الضئيلة عند التصنيع مرة أخرى.
تكنولوجيا التصنيع
ويوضح د. حسان أنه لا يوجد اختلاف في تكنولوجيا التصنيع بين الإسمنت المصنع من البازلت والآخر المصنع من الطفلة، فإذا كان تصنيع الإسمنت من الطفلة يعتمد –أولا- على تحويلها إلى مسحوق ثم وضعها في درجة حرارة عالية تصل إلى 1450 درجة مئوية، فإن الأمر لا يختلف بالنسبة للبازلت المفترض تحويله –أيضا- إلى مسحوق، ولكن الاختلاف يكمن في أن درجة الحرارة اللازمة للتصنيع مع البازلت هي 1300 درجة مئوية؛ أي إنها أقل بـ 150 درجة، ويرجع ذلك لوجود نسبة من خام الحديد في البازلت وهو ما يسرع من عملية الحرق ويوفر في الطاقة المستخدمة.
مزايا اقتصادية ومعوقات
أما عن المزايا الاقتصادية فتتحقق في الأساس لأن زيادة نسبة أكسيد الحديد في البازلت بالمقارنة بنظيره في الطفلة تؤدي إلى توفير ثمن أكسيد الحديد المضاف إلى مخلوط صناعة الإسمنت في حال استخدام الطفلة بما لا يقل عن 10% من إجمالي التكلفة، كما أن كثافة البازلت تعادل ضعف كثافة الطفلة؛ وهو ما يؤدي إلى توفير في مصاريف نقل الخام من المحجر إلى المصنع بنسبة تصل تقريبا إلى نصف تكاليف نقل الطفلة، هذا بالإضافة إلى أن استخدام البازلت يوفر 25% عن الوقود المستخدم في صناعة الإسمنت في حالة استخدام الطفلة.
ولكن رغم كل ذلك لا يزال الاختراع حبيس الأدراج ومقصورا على النطاق البحثي فقط؛ لأن الخوف من تجربة كل ما هو جديد يحكم سلوكياتنا بكل المجالات خاصة في المجتمعات العربية، فعندما نتعود على شيء لا نفضل تغييره حتى لو كان الجديد أفضل!.