bassem_1974
04-23-2008, 10:16 PM
الوقف التعليمي ورعاية المتعلمين
إعداد الدكتور نظمي خليل أبو العطا
أهتم الوقف التعليمي بنشر التعليم بين المسلمين، وقد علمنا في مقالات سابقة كيف اهتم الواقفون بالمكاتب والمكتبات والمعلمين وفي هذا المقال توضح كيف اهتم الواقفون بالمتعلمين مستعينين بما ورد في الدراسات والوثائق التربوية التاريخية ونبدأ بالوقف وطلاب الكتاتيب.
الوقف وطلاب الكتاتيب:
فقد حدد الواقفون عدد المتعلمين المنزلين بالكتاب، بما يتناسب مع ريع الوقف المحدد للصرف على المكتب وكان أقل عدد للدارسين خمسة أما أقصى عدد لهم فكان بالمكتب الذي أنشأه السلطان حسن بالقاهرة فقد بلغ طبقا لما جاء بوثيقة الوقف مائتي متعلم.
وقد اشترط بعض الواقفين شروطاً معينة للدارسين منها:أن يكونوا من الفقراء الأيتام وأن يكونوا من الصالحين لقبول التعليم ومن أبناء السادة والأشراف، أو من أبناء الفقراء.
ويلتحق الدارس بالمكتب وهو في سن الخامسة أو السادسة ويستمر فيه حتى سن البلوغ ويقوم طبيب بتحديد سن البلوغ كل شهر ويقرر من يجب عليه الانتقال من الكتاب إلى المدرسة.
أما الطالب النابغ فقد اتيحت له فرصة الدراسة في المكتب إذا رغب في ذلك على أن يقوم المؤدب بتعليمه بعض العلوم الأخرى التي تتناسب وعقليته ومعدل تحصيله الدراسي جاء في وثيقة وقف فاني باي الرماح(من ختم منهم القرآن وأتقن حفظه يعلمه من العلم الشريف ما يعود بنفعه عليه، كما ورد أيضاً : " ومن أتقن منهم حفظ القرآن العظيم، علّمه (أي المعلم ) من عقائد دينه، وكتب العلم الشريف ما يعود نفعه عليه.
الوقف وطلاب المدارس :
حدد الواقفون أعداد الطلبة الذين يتلقون العلم في المدرسة، كما حددوا طلبة كل مذهب، وطلبة كل تخصص ففي مدرسة السلطان حسن بالقاهرة وهي من أكبر المدارس بها في العصر المملوكي كان عدد الطلبة الذين قررهم الواقف على كل مذهب مائة طالب نصفهم من المبتدئين، ونصفهم من المنتهين .
وكان الطلبة يتقاضون رواتب من الوقف وأوضح مثال على ذلك ما قرره السلطان برسباي فقد خص طالبة المذهب الحنفي بمبلغ سبعة آلاف درهم وخمسائة درهم، أي لكل طالب ثلاثمائة درهم نقداً في كل شهر وهو ما يعادل ستين درهم فضة وزناً أما باقي الطلبة من المذاهب الأخرى فقد خصص لهم أربعمائة درهم فضة وزناً، أي لكل طالب منهم عشرة دراهم فضة وزناً (وثيقة وقف السلطان برسباي).
الخلاصة :
كان لشروط الواقفين الخاصة بإعداد الطلبة، ورواتبهم أثرها في اجتذاب الطلبة نحو الدراسة وبنى حياة علمية عريقة نفتخر بها وللحديث بقية بإذن الله
الهوامش
التربية العربية الإسلامية : المؤسسات والمماراسات، المجمع الملكي للبحوث الحضارية الإسلامية ـ عمان الأردن : عمان 1989م.
الحياة العلمية في العراق في العصر السلجوقي مريزن سعيد عسيري، مكة المكرمة مكتبة الطالب الجامعي (1987م ).
الحياة العلمية في العراق خلال العصر البويهي (1945م ، 1055م ) رشاد بن عباس معتوق، المملكة العربية السعودية جامعة أم القرى (1997م ).
الحياة العلمية في عصر الخلافة في الأندلس (928م ـ 1030م ) سعيد عبد الله البشري المملكة العربية السعودية، جامعة أم القرى (1997م).
الحياة العلمية في صقيلية الإسلامية (826 ـ 1091م ) علي بن محمد الزهراني المملكة العربية السعودية، جامعة أم القرى (1996م).
إعداد الدكتور نظمي خليل أبو العطا
أهتم الوقف التعليمي بنشر التعليم بين المسلمين، وقد علمنا في مقالات سابقة كيف اهتم الواقفون بالمكاتب والمكتبات والمعلمين وفي هذا المقال توضح كيف اهتم الواقفون بالمتعلمين مستعينين بما ورد في الدراسات والوثائق التربوية التاريخية ونبدأ بالوقف وطلاب الكتاتيب.
الوقف وطلاب الكتاتيب:
فقد حدد الواقفون عدد المتعلمين المنزلين بالكتاب، بما يتناسب مع ريع الوقف المحدد للصرف على المكتب وكان أقل عدد للدارسين خمسة أما أقصى عدد لهم فكان بالمكتب الذي أنشأه السلطان حسن بالقاهرة فقد بلغ طبقا لما جاء بوثيقة الوقف مائتي متعلم.
وقد اشترط بعض الواقفين شروطاً معينة للدارسين منها:أن يكونوا من الفقراء الأيتام وأن يكونوا من الصالحين لقبول التعليم ومن أبناء السادة والأشراف، أو من أبناء الفقراء.
ويلتحق الدارس بالمكتب وهو في سن الخامسة أو السادسة ويستمر فيه حتى سن البلوغ ويقوم طبيب بتحديد سن البلوغ كل شهر ويقرر من يجب عليه الانتقال من الكتاب إلى المدرسة.
أما الطالب النابغ فقد اتيحت له فرصة الدراسة في المكتب إذا رغب في ذلك على أن يقوم المؤدب بتعليمه بعض العلوم الأخرى التي تتناسب وعقليته ومعدل تحصيله الدراسي جاء في وثيقة وقف فاني باي الرماح(من ختم منهم القرآن وأتقن حفظه يعلمه من العلم الشريف ما يعود بنفعه عليه، كما ورد أيضاً : " ومن أتقن منهم حفظ القرآن العظيم، علّمه (أي المعلم ) من عقائد دينه، وكتب العلم الشريف ما يعود نفعه عليه.
الوقف وطلاب المدارس :
حدد الواقفون أعداد الطلبة الذين يتلقون العلم في المدرسة، كما حددوا طلبة كل مذهب، وطلبة كل تخصص ففي مدرسة السلطان حسن بالقاهرة وهي من أكبر المدارس بها في العصر المملوكي كان عدد الطلبة الذين قررهم الواقف على كل مذهب مائة طالب نصفهم من المبتدئين، ونصفهم من المنتهين .
وكان الطلبة يتقاضون رواتب من الوقف وأوضح مثال على ذلك ما قرره السلطان برسباي فقد خص طالبة المذهب الحنفي بمبلغ سبعة آلاف درهم وخمسائة درهم، أي لكل طالب ثلاثمائة درهم نقداً في كل شهر وهو ما يعادل ستين درهم فضة وزناً أما باقي الطلبة من المذاهب الأخرى فقد خصص لهم أربعمائة درهم فضة وزناً، أي لكل طالب منهم عشرة دراهم فضة وزناً (وثيقة وقف السلطان برسباي).
الخلاصة :
كان لشروط الواقفين الخاصة بإعداد الطلبة، ورواتبهم أثرها في اجتذاب الطلبة نحو الدراسة وبنى حياة علمية عريقة نفتخر بها وللحديث بقية بإذن الله
الهوامش
التربية العربية الإسلامية : المؤسسات والمماراسات، المجمع الملكي للبحوث الحضارية الإسلامية ـ عمان الأردن : عمان 1989م.
الحياة العلمية في العراق في العصر السلجوقي مريزن سعيد عسيري، مكة المكرمة مكتبة الطالب الجامعي (1987م ).
الحياة العلمية في العراق خلال العصر البويهي (1945م ، 1055م ) رشاد بن عباس معتوق، المملكة العربية السعودية جامعة أم القرى (1997م ).
الحياة العلمية في عصر الخلافة في الأندلس (928م ـ 1030م ) سعيد عبد الله البشري المملكة العربية السعودية، جامعة أم القرى (1997م).
الحياة العلمية في صقيلية الإسلامية (826 ـ 1091م ) علي بن محمد الزهراني المملكة العربية السعودية، جامعة أم القرى (1996م).