Warning: Function get_magic_quotes_gpc() is deprecated in /home/forumbs/public_html/includes/class_core.php on line 1960
أكذوبة الفرقان الحق (5) [الأرشيف] - منتديات بانى ستار

المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أكذوبة الفرقان الحق (5)



bassem_1974
04-23-2008, 08:52 PM
أكذوبة الفرقان الحق (5)

بقلم: ياسر محمود الأقرع
متابعة لما بدأناه من دراسة بلاغية لما يسمى " الفرقان الحقّ " ، نقف على الآية الأولى من السورة التي حملت اسم " سورة الفاتحة " .
والسورة هي الأولى ترتيباً في الكتاب ، فهي " حسب التسمية " فاتحته والمدخل إليه .
و{ براعة الاستهلال } كما يسميها البلاغيون تقتضي أن تحوي فاتحة الكتاب عبارات موجزة وإشارات دالة يستطيع القارئ بواسطتها أن يفهم مضمون الكتاب المقدم على قراءته . وفاتحة الكتاب (مقدمته ) يجب أن تتميز بالتركيز والإيجاز والاعتماد على اللمحة الدالة والإشارة الموحية تمهيداً لما يطرحه من فكر وما يحويه من موضوعات ، وما يتضمنه من معان .
فلنتأمل الآية الأولى في فاتحة هذا الكتاب ويقول نصها :
هو ذا الفرقان الحق نوحيه فبلغه للضالين من عبادنا
وللناس كافة ولا تخش القوم المعتدين
هذا الكتاب ... حضور وغياب !!
أول ما يطالعنا في عبارة "هو ذا الفرقان الحق" الضمير " هو " وهو ضمير منفصل يستخدم للدلالة على الغائب .
ثم تأتي " ذا " وهي اسم إشارة يستخدم أحياناً مقترناً بهاء التنبيه فنقول هذا وأحياناً من غير هذه الهاء فنقول ذا وهو اسم يستخدم للإشارة للقريب .
والإشارة لا تكون إلا لأمر كائن موجود يشار إليه ، فكيف اتفق مجيء " هو " وهو ضمير للغائب مع " ذا " وهو اسم إشارة لموجود قريب ؟!
ولربما قيل : إن الضمير" هو " في هذا الموضع هو ما يسمى " ضمير الشأن " ، كقولنا: هو خالد قادم أي : الشأن خالد قادم ، أو الأمر خالد قادم .
وفيه إضمار لسؤال من يسأل : ما الأمر ؟ أو ما الشأن ؟
فتجيبه : الشأن كذا ... أو الأمر كذا ...

وهنا يمكن القول:
إن ضمير الشأن يفيد التفخيم والتعظيم ، وهذا وارد في معرض تفخيم الفرقان وتعظيمه ، ولكن جاء بعد ضمير الشأن هذا اسم الإشارة ( ذا ) وهو للإشارة إلى قريب " كما قلنا " ، هذا يعني أن المشار إليه دانٍ من أيدينا ، قريب منها ، سهل المتناول ...
ومقام التفخيم والتعظيم كان يستدعي – بلاغياً – أن نضيف إلى " ذا " لام البعد التي تفيد السمو والعلو والرفعة فيقال ( ذلك ) ....!!!
قضية الوحي
ثم تأتي عبارة " نوحيه فبلِّغه "
والوحي معجمياً: هو الكتاب والإشارة والكناية والرسالة والإلهام والكلام الخفي.
وتقول : وحيت إليه وأوحيت: إذا كلمته بما يخفى عن غيره.
وقضية الوحي المباشر " دون وسيط " تتألف من أركان ثلاثة :
الموحي - الموحى إليه - الموحى ( الرسالة ) .
وفي عبارة ( نوحيه فبلِّغه) ضمائر تعود على الأركان الثلاثة
فـالفعل: " نوحيه " فيه ضميران :
1- ضمير مستتر " نحن " وهو فاعل الفعل نوحي ، فهو " الموحي "
2- ضمير متصل " الهاء " ويعود على الفرقان أي " الموحى ( الرسالة )
وفي الفعل " فبلّغه "
1- ضمير مستتر ( أنتَ ) وهو الموحى إليه
2- ضمير متصل ( الهاء) ويعود أيضاً على الفرقان ( الموحى )
فإذا كان الموحى هنا (الفرقان) معلوماً بالقول ( هو ذا الفرقان الحق )
فإنَّ طرفي قضية الوحي الآخرين ( الموحى والموحى إليه ) مجهولان
إذ لا يُعْلَم مِن الفعل :" نوحيه " ( مَنْ نحن )
ولا يُعلَم مِن الفعل : " فبلّغه " ( من أنتَ )
إلا إذا عنى ذلك أن الخطاب موجّه لكل قارئ للنص، وعليه تبليغ ما يوحى إليه....!!!
وهذا يتناقض مع معنى كلمة الوحي ( كلام يقال لأحدٍ من الخلق ويخفى على غيره ).
معبود محدود الصلاحية
لمن سَيُبَلَّغ هذا الفرقان حسب ما ورد في النص/ ...؟؟؟
للضَّالين من عبادنا وللناس كافة
إن كلمة ( عبادنا ) جاءت على لسان المعبود، غير أن هذا المعبود محدود الصلاحية، فله عباد منهم ضالون وآخرون غير ضالين، وهناك أيضاً ( الناس كافة ) وهم لا يدخلون، حسب ظاهر القول، تحت تسمية ( عبادنا ) و إلا لما أفردهم المتكلم بالذكر بعد قوله ( عبادنا ).
والواو العاطفة في عبارة ( للضالين من عبادنا وللناس كافة ) تفيد المشاركة في الحكم، فالتبليغ إذاً ( للضالين من العباد ) و (للناس كافة ) وهما فريقان ....!!
وهل الضالون من العباد لا يندرجون تحت اسم ( الناس كافة )...؟؟
أولم تكن عبارة ( الناس كافة ) تغني عن ذكر الضالين منهم ، انطلاقاً من أن هذه العبارة أكثر اتساعاً وشمولاً ...!!
الضالون و المعتدون
ثم تختتم العبارة بالقول: " ولا تخش القوم المعتدين "
هذا صنف آخر إذاً يضاف إلى الضالين من العباد والناس كافة .
و لربما قيل: إن القوم المعتدين هم الضالون أنفسهم ....!!
هنا لا بدَّ أن نتذكر أنّ الضلال في مجمل معانيه ( الضياع والهلاك – ضد الهدى – عدم الاهتداء إلى المقصود ) هو مسألة ذاتية لا يتعدى ضررها ذات الضال إلى الآخرين ما لم يقترن هذا الضلال بعمل .
أما الاعتداء فضرره يتجاوز ذات المعتدي ليطال الآخرين .
فما بال هذا الفرقان إذاً يُبَلَّغ للضالين ، وللناس كافة ، ثم يطمئن الموحى إليه أن ( لا تخش القوم المعتدين ) .
إن تبليغ الضالين يقتضي ذكر ما بعد التبليغ فإما الهداية أو الإصرار على الضلال ..!!
وتبليغ الناس كافة معناه أيضاً وجود من يهتدي ومن يعرض عما بُلِّغ به ...!!
ومسألة التبليغ لا تتعدى إيصال ما يطلب تبليغه، دون إكراه أو جبر، ألا ترى أحدنا إذا أراد نقل رسالة بطريقة سلمية تجنبه مغبة الاصطدام استشهد بقول الله سبحانه وتعالى( وما على الرسول إلا البلاغ المبين ) .
فكيف جاءت مسألة التبليغ بوصفها مقدمة مع الاعتداء بوصفه نتيجة، في سياق نصّي واحد..؟
إنّ ما جاء في ختام العبارة من ذكر الاعتداء بوصفه (نتيجة) وارد لو أن مقدمة العبارة حملت دلالات تتعدى مسألة التبليغ بوصفه (مقدمة) تتمخض عنها النتيجة المذكورة !!!!


بقلم: ياسر محمود الأقرع


يمكن التواصل على البريد الإلكتروني:


yaserakra@maktoob.com (yaserakra@maktoob.com)