مارس إكسبريس و المريخ

[ORED_ELGANA]

قامت المركبة "مارس إكسبريس" المركبة الأم لمسبار الفضاء "بيجل 2" بمناورة جديدة للدخول في مدار قطبي حول كوكب المريخ.

وابتعدت المركبة عن الكوكب الأحمر بحيث تتخذ وضعية معينة تجعلها قادرة على القيام بالمناورة التي ستجعلها تدور في مدار قطبي حول الكوكب.

وتعد تلك المناورة هي الخطوة الأولى لتقريب المركبة من المريخ. وسيمكن المدار الجديد المركبة من الاتصال بالمسبار "بيجل 2".

ونجح المسؤولون عن المهمة بوكالة الفضاء الأوروبية في تبديل مدار المركبة وذلك من خلال تشغيل محركات "مارس إكسبريس" لمدة أربع دقائق.

وتمت هذه العملية اليوم في تمام الساعة 0800 بتوقيت جرينتش.

وأكد من جانبه مايك مايكي مدير عمليات الطيران بمركز العمليات الفضائية التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في مدينة دارمشتات بألمانيا أن المراقبين الأرضيين للرحلة "مسرورين" مما أنجزوه بشأن المركبة "مارس إكسبريس".

وقال ماكي في حديث للبي بي سي نيوز أونلاين "لقد حققت مارس إكسبريس نجاحا باهرا حتى الآن."

وستمر "مارس إكسبريس" بدخولها في مدارها الجديد فوق الموقع الذي هبط به المسبار "بيجل 2" الأمر الذي سيزيد من فرصة التقاط أي إشارة من المسبار البريطاني الذي لم يرسل أية إشارات منذ هبوطه على سطح الكوكب الأحمر في 25 ديسمبر-كانون الأول.

وستبدأ محاولات الاتصال بالمسبار عن طريق "مارس إكسبريس" عند مرورها فوق موقع هبوط "بيجل 2" في السابع من يناير-كانون الثاني القادم.

[ORED_ELGANA]

ويعتبر العلماء المشاركون في مشروع "بيجل" أن هذه الفرصة هي الأفضل بالنسبة إليهم لالتقاط أي إشارات من المسبار.

فقد أعرب ماكي عن ثقته في أنه إذا كان "بيجل 2" قادرا على إجراء اتصال فإن "مارس إكسبريس" ستلتقط إشارات هذا الاتصال.

وأضاف ماكي "إننا متفاؤلون بشأن بيجل 2. وعندما ستكون المركبة في السابع من يناير-كانون الثاني على ارتفاع 315 كيلومترا فإننا سنمر مباشرة فوق بيجل...وإذا كان بيجل في حالة تسمح له بارسال إشارات فإننا سنلتقطتها لأن الأجهزة اللاسلكية الخاصة بالمركبة بمارس إكسبريس وبيجل 2 مصممان خصيصا للعمل مع بعضهما البعض."

وسيكون تغيير مدار "مارس إكسبريس" البداية الحقيقية لمهمتها في دراسة الطبيعة الجيولوجية للمريخ واكتشاف أي أثر للمياه على سطحه.

وستنتقل المركبة بواشطة المناورة التي ستقوم بها من مدار يبعد حوالي 188 ألف كيلومتر عن خط استواء المريخ إلى مدار آخر على نفس المسافة تقريبا ولكن يمر فوق قطبي الكوكب الأحمر.

واستخدمت "مارس إكسبريس" أقل وقود ممكن لاتمام مناورتها حيث دارت حوالي 90 درجة لتعديل مدارها.

وستقترب المركبة من سطح المريخ خلال الأسبوع القادم. وفي الرابع من يناير-كانون الثاني القادم وبالتحديد في تمام الساعة 1300 بتوقيت جرينتش ستبطئ المركبة من سرعتها لتقترب من سطح الكوكب لتكون على مسافة 40 ألف كيلومتر.

وسيعمل المراقبون الأرضيون على تخفيف سرعة "مارك إكسبريس" مرة أخرى في ذلك اليوم لتكون على مسافة 12 ألف كيلومتر من سطح المريخ. وقد تصل المسافة في بعض الأحيان بين المركبة وسطح الكوكب إلى 200 كيلومتر فقط.

وستقوم المركبة بعد ذلك بالدوران حول الكوكب بأسره في مدة تتراوح ما بين ست وسبع ساعات

[ORED_ELGANA]

وستبدأ "مارس إكسبريس" أثناء تلك الدورة الكاملة في تشغيل أجهزتها في محاولة للاتصال بالمسبار "بيجل 2" ودراسة سطح الكوكب.

وتحمل المركبة بضع معدات علمية بما فيها كاميرا عالية الكفاءة ستعمل على التقاط مجموعة من الصور الدقيقة لتضاريس الكوكب الأحمر علاوة على مقياس للطيف لتحليل مكون صخور المريخ وغلافه الجوي.

وفي إبريل، سيعمل جهاز قياس الارتفاع بالمركبة على سبر أغوار ما تحت أراضي المريخ حيث سيقوم بمسح خمسة كيلومترات تحت سطح الكوكب لرصد أي إشارات لوجود الماء أو أي نشاط جيولوجي.

وقال ماكي "ستبحث المركبة عن أي أثر لكتل جليدية أو بحيرات أو ما إذا كانت هناك ألواح تكتاتونية تحت سطح المريخ...إن أسئلة مثل ما هو شكل التكوينات التي تختفي تحت سطح المريخ؟ وما هو تاريخ الكوكب؟ تبحث عن إجابة."

ويذكر أن "مارس إكسبريس" نجحت في الدخول في مدار حول كوكب المريخ لأول مرة في تمام الساعة 0247 بتوقيت جرينتش في 25 ديسمبر-كانون الأول الحالي.

وكانت المركبة في هذا الوقت على بعد 400 كيلومتر من سطح المريخ. وتحركت المركبة بعد ذلك إلى مدار أبعد فوق خط استواء الكوكب ليستعد للمناورة التي قام بها اليوم.