المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تدهور البيئة وانقراض الحيوانات ؟؟



ORED_ELGANA
04-23-2008, 07:11 PM
مع التدهور البيئي الذي شهدته الأرض خلال القرن المنصرم يزداد عدد الحيوانات المهددة بالانقراض، وبينها عدد كبير من الكائنات غير المعروفة بعد. فهل تم وضع إحصائيات لتراجع هذه الأنواع!
حتى الآن لا يوجد إحصاء دقيق للكائنات المهددة بالانقراض، وبخاصة تلك التي لاتوجد إلا في أمكان معزولة. وتجرى حالياً إحصاءات كثيرة على مستوى الدول أو الأقاليم البيئية، لكن لم يتم بعد بناء قاعدة معطيات شاملة لدراسة التغيرات العامة في البيئة إن على مستوى الأنواع أو على مستوى التوازن البيئي. وتشير آخر الاحصائيات في الولايات المتحدة مثلاً إلى أن ستة أنواع من الزواحف والبرمائيات و22 نوعاً من الأسماك مهدد بالإنقراض حالياً. وفي فرنسا أدى تلوث المياه العذبة إلى تراجع عدد من الأنواع بشكل كبير. وكان نهر السين مثلاً يحتوي على 58 نوعاً من الأسماك اختفى معظمها الآن. والأمر نفسه ينطبق على بحيرات جبال الألب الفرنسية والسويسرية التي كان يُظن أنها بعيدة عن التلوث. وأدى الصيد الجائر في البحار إلى تراجع عدد كبير من الأنواع مثل المورة والراقود والرنكة والسردين في المحيط الهادئ. وتتراجع في كل سنة امكانية تحقيق زيادة في كميات الصيد، الأمر الذي يهدد بجعل الصيد غير اقتصادي خلال فترة قريبة. وثمة بين الزواحف السلاحف البحرية المهددة بالانقراض في الكثير من المواقع بسبب صيدها. وأحد أنواع للسلاحف الذي يصل طوله إلى مترين ووزنه إلى 700 كلغ لم يعد موجوداً اليوم سوى بعدد محدود جداً لايتجاوز العشرات.

تلعب الحشرات دوراً هاماً في التوازنات البيئية، هل هناك دراسات على انقراض أنواع منها؟
إن عدداً كبيراً من الحشرات ينقرض أو يتراجع بسبب تدمير بيئته الطبيعية. ومثال ذلك الحشرات النادرة جداً الموجودة في الغابة الفرنسية المحمية فونتين بلو. وهي حشرات معروفة عالمياً بسبب ندرتها وعيشها في جوف الأشجار المعمرة. كذلك فإن هواية التقاط الحشرات وتجميعها التي تتوسع بشكل كبير اليوم في الدول الغريبة تؤدي إلى انقراض العديد من أنواعها النادرة. وكلما كان النوع من هذه الحشرات أكثر محلية كلما كان أعلى ثمناً. ففي جبال البيرينيه مثلاً يتم خرق قوانين حماية بعض الكهوف التي توجد فيها حشرات نادرة لا يتجاوز عددها المئات. وهكذا يتم اصطياد السرطانات والقرنبيات في غابات الألب والبيرينه وكذلك الفراشات التي انقرضت أنواع كثيرة منها. ولا نستطيع الحديث بشكل إحصاءات دقيقة عن أنواع الحشرات التي تنقرض في الغابات الإستوائية، لكن يقدر العلماء أن مئات الأنواع قد انقرض منها خلال القرن الماضي أو أصبح مهدداً بالانقراض. وتعد هذه الإحصاءات محاولة بسيطة لسبر صيرورة تراجع الكائنات النادرة ضمن تراجع أوسع للكائنات المعروفة والأكثر انتشاراً. ويعتقد العلماء أن نسيج التوازن الحيوي على الأرض الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بهذه السوية التحتية للكائنات لابد أن تظهر آثاره قريباً بشكل تراجع عام على مستوى البنية الحيوية نفسها...

أين يمكن تتبع هذه الانقراضات بشكل رئيسي وما هو سببها المباشر؟
تظهر هذه الانقراضات بشكل أساسي في المناطق المعزولة أو قليلة التعرض لتغيرات مستمرة على النطاق الحيوي مثل الجزر والبحيرات. وهذا الانعزال هو الذي يجعل من بيئة هذه المواقع مواضع هشة يؤدي أي تلوث إلى زعزعتها. فالجزر تعد مواقع مثالية بلغ فيها التطور النوعي ذروته بسبب انعزالها الجغرافي الطويل. وكان التنافس بين الأنواع ضعيفاً عليها في القديم مما سمح بتطور وبقاء كائنات انقرضت في أماكن أخرى. وقد استطاعت الأنواع التي استقرت في الجزر أن تتنوع أكثر من تلك التي بقيت على القارات. لكن صغر هذه الجزر وغياب المنافسات فيها جعل هذه الأنواع ضعيفة أمام أي تغير بيئي. ولهذا يعدّ تدخل الإنسان في توازنها البيئي تدخلاً كارثياً في معظم الأحيان. ومثال ذلك جزر الغالاباكوس المكونة من جزر بركانية تشكلت منذ نحو مليون سنة في المحيط الهادئ. وهي تحوي عالماً غريباً جداً من الكائنات. فالثدييات لم تصل إليها في حين أن الزواحف تشكل معظم حيواناتها. وهي بذلك تشبه الأرض في حقبها الثاني. ومعظم الطيور فيها نادرة ولا توجد في أماكن أخرى. وقد حافظت هذه الجزر على طبيعتها حتى وصول الإنسان إليها في القرن السادس عشر. ومنذ ذلك الحين انقرض العديد من أنواع الطيور والسلاحف وغيرها عليها. وأدى إدخال الكلاب والخنازير والماعز إلى خلخلة توازنها البيئي. وكذلك كان الأمر بالنسبة لأرخبيل هاواي. فقد تم القضاء على نحو ثلث أنواع الحشرات التي لا نجدها إلا على هذه الجزر بسبب تغيير بيئتها. ومن أصل 68 نوعاً من الطيور الأرضية التي أحصيت اختفى 40 على الأقل والباقي منها مهدد بالانقراض. وتعد استراليا جزيرة كبيرة. وقد شهدت هي أيضاً انقراض العديد من حيواناتها خلال القرون القليلة الماضية، وبخاصة من ثديياتها الجرابية. ونشير أخيراً إلى مجموعة الجزر التي تحيط بمدغشقر وبخاصة جزيرة ألدبره وأهم حيواناتها السلحفاة العملاقة التي تشبه سلحفاة الغلاباكوس. وكانت هذه السلحفاة موجودة في القرن الثامن عشر في مدغشقر وكافة الجزر المحيطة بها. وقد أدى تغيير بيئتها وإدخال الخنزير والماعز إلى مواطنها إلى اختفائها منذ عام 1840، ولم تعد موجودة إلا بأعداد قليلة اليوم في جزيرة ألدبره. وتعد حيوانات هذه الجزيرة أحد الأمثلة الهامة على ما تفقده الطبيعة بسبب التدخل البشري.