maghfera
07-25-2009, 04:16 PM
اسم الله الحفيظ (2)
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
أيها الإخوة الكرام مع لازلنا مع اسم الحفيظ، والحقيقة الدقيقة أن أكبر أسباب الحفظ حفظ الله للمؤمن أن يكون المؤمن مع الله.. كن مع الله ترى الله معك، واترك الكل، وحاذر طمعك، وإذا أعطاك من يمنعه ثم من يعطي إذا ما منعك.
أيها الإخوة في القرآن الكريم معيتنان معية عامة وخاصة، الله -عز وجل- مع كل الخلق مع المؤمن، ومع الكافر، ومع الملحد، ومع الفاسق، ومع الفاجر، ومع الطائع { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} أي معكم بعلمه ، هذه معية عامة، لكل الخلق مع كل مخلوق مع كل كائن مع كل شيء .
لكن المعول عليه هو المعية الخاصة فإذا قال الله -عز وجل- إن الله مع المؤمنين، إن الله مع الصادقين.. إن الله مع المتقين.. هذه المعية الخاصة المعول عليها أي أن الله مع المؤمن يحفظه.. أي أن الله مع المؤمن يوفقه.. أي أن الله معه المؤمن ينصره.. أي أن الله مع المؤمن يؤيده.. فأحد أكبر خصائص الإيمان أن الله مع المؤمن.
والحقيقة التي أرددها كثيرا إذا كان الله معك فمن عليك، وإذا كان عليك فمن معك؟ إذا كان الله معك من يستطيع في الكون أن ينال منك، وإذا كان عليك لو أنك تملك كل شيء فإن الله -سبحانه وتعالى- يلقي البغضاء في قلوب الخلق.
أيها الإخوة المعول عليه المعية الخاصة؛ لأن حفظ الله لك أحد أكبر أسبابه المعية الخاصة ، إلا أن الحقيقة الدقيقة هي أن معية الله الخاصة التي يعول عليها لها ثمن، { وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً}.
كل شيء له ثمن إلى السذاجة أن تطمع بعطاء كبير بلا ثمن من السذاجة الله -عز وجل- لا يحابي خلقه أبدا، في قواعد دقيقة فكلما كان المؤمن أكثر وعيا يطبق هذه القواعد لينال هذه النتائج.
إذن المعية الخاصة هي المعية المعول عليها في الحفظ الله -عز وجل- يحفظك إذا كنت معه وإذا كنت معه كان معك ، ابن آدم اطلبني تجدني فإذا وجدتني وجدت كل شيء.
أيها الإخوة أحد أكبر أسباب التوجه إلى الدين ما الذي يربطك بالدين؟ لماذا أنت تقبل على رب العالمين؟ لماذا تحرص على طاعة الله؟ سؤال قد يقول قائل إن أفكار الدين هي التي تشدني إليه.. هذا الكلام صحيح إلى حد ما.. أفكار الدين رائعة.. الدين قدم لك تفسيرا عميقا دقيقا متناسقا للكون، والحياة، والإنسان أعطاك التفسير الجامع المانع.. أعطاك التفسير الذي لن يظهر في المستقبل ما ينقضه.. فالمؤمن يتمتع بما يسمى بالأمن العقدية.. هناك حقائق صارخة، ودقيقة للكون، والحياة، والإنسان { فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى }، { فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }.
الدين قدم لك تفسير علمي فلسفي دقيق عميق للحياة للكون للإنسان، ولكن الذي يشدك إلى الدين معاملة الله لك، معاملة الله لك المتميزة حينما تصطلح معه، وحينما تنيب إليه، وحينما تقبل عليه، وحينما تؤثر طاعته على كل شيء..
المعاملة المتميزة التي تشدك إلى الدين هي أهم المعاملة تشعر بأن الله معك تشعر أن الله يؤيدك.. أن الله يحفظك.. أن الله يلهمك الصواب.. أن الله يلقي في قلبك الأمن.. أن الله يلقي في قلبك السعادة.. كل هذه المشاعر، وهذه التوفيقات، وهذه التكريمات بسبب صلحك مع الله.
فالحقيقة الدقيقة أن الذي يشدك إلى الدين فضلا عن أنه قدم لك تفسيرا عميقا دقيقا متناسقا للكون، والحياة، والإنسان أن الذي يشدك إلى الدين معاملة الله لك؛ لذلك هذا معنى قول النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه، "من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ومن آتني مشيا أتيته هرولة"
لمجرد أن تتخذ قرار بالصلح مع الله بالإقبال على الله بطاعة الله بتقديم ما تملك في سبيل الله.. ترى معاملة تفوق خد الخيال.
لذلك هنيئا لمن عرف الله.. هنيئا لمن عمل له.. هنيئا لمن خطب وده.. هنيئا لك. أحد نتائج الإقبال على الله..
الله -عز وجل- حفيظ، ويحفظ المؤمن من كل مكروه.. من كل شيء مؤلم.. من كل خطر { فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} هذه الآية فيما يبدوا موجهة للنبي -عليه الصلاة والسلام- ولكن العلماء قالوا: أية آية موجهة إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- هي في الحقيقة موجهة لكل مؤمن بقدر إيمانه، وإخلاصه، واستقامته.
أيها الإخوة أنت متى تحافظ على استقامتك؟ أنت متى تسعى للحفاظ على ما أنت فيه؟ حينما تصل من خلال الدين إلى شيء ثمين الذي وصل من خلال الدين إلى شيء ثمين ذاق طعم القرب.. ذاق طعم الحب.. ذاق طعم الإقبال على الله.. ذاق طعم أن يكون الله معك.. هذه النتائج الباهرة التي يحصلها الإنسان هي التي تحمله على طاعة الله، يعني إنسان دعي إلى طعام، وجلس على الطاولة.. لكنه لم يأكل لسبب أو لآخر فإذا دعي ثانية زهد في هذا الطعام؛ لأنه ما أكله، وما ذاقه.
أما إذا ذاق الإنسان إلى هذا الطعام الذي قدم له إذا دعي ثانية يسارع إلى تلبية الدعوة.. فالإنسان حينما يصلي صلاة شكلية، وحينما يصوم صياما شكليا، وحينما يؤدي العبادات أداة شكلية؛ لأنه ليس مستقيما على أمر الله يزهد في الدين.. لا يبالي أصلى أم لم يصلي.. لا يبالي أطاع الله أم لم يطعه لأنه محجوب المعاصي.. محجوب بالذنوب.
أما إذا أخلص الصدق مع الله.. أما إذا أطاع الله.. أما إذا أقبل على الله.. يصل إلى نتائج عندئذ يحافظ عليها.. فيحفظه الله..
لابد من أن تقدم شيئا أن يتوهم الإنسان أنه بإمكانه أن يأخذ كل شيء بدون أن يقدم شيئا هذه سذاجة في الإنسان، وغباء فيه.. لابد من أن تقدم شيئا هذا الذي تقدم هو طاعة الله -عز وجل- { وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } أنت متى تحافظ على ما أنت فيه؟ إذا وصلت إلى شيء نفيس.. أحد أكبر نتائج الإيمان أن الله معك.. أن الله قريب منك.. أن الله يحفظك.. أن الله يؤيدك.. أن الله يسعدك.. أن الله يسدد خطاك.
الآن أيها الإخوة كلكم يعلم أن بلوغ القمة شيء يحتاج إلى جهد كبير.. لكن البطولة لا أن تصل إلى القمة أنت تبقى فيها، أناس كثيرون في ساعة من ساعات الإقبال على الله يتألقون ثم لا يتابعون سيرهم إلى الله.. عندئذ يتراجعون هذا الوضع الذي يتكرر أحيانا يقبل ثم يدبر.. يتألق ثم يخبوا.. يتحرك ثم يسكن.. هذا الوضع لا يرضي الله -عز وجل- أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل.
فلذلك دقق في هذه الكلمة ليست البطولة أن تصل إلى القمة.. البطولة أن تبقى فيها أنت.. حينما تحافظ على هذه الصلة من أن تنقطع أنت حينما تحافظ على هذا التوفيق من أن ينقطع.. أنت حينما تحافظ على هذا التأييد من أن يلغى ، تكون قد بلغت القمة وحافظت عليها.
أيها الإخوة نحن في عالم الدنيا إنسان أيام يصل إلى منصب رفيع يبذل جهدا كبيرا للحفاظ عليه.. حينما يصل إلى دخل كبير يبذل جهدا كبيرا للحفاظ عليه.. هذا شيء من طبيعة الإنسان، ولكن الحقيقة الدقيقة في هذا اللقاء الطيب أنك لن تحافظ على ما أنت فيه بأسباب أرضية بل بأسباب علوية، كيف؟
إنسان معه أموال طائلة يضع الأقفال يوثق يسجل يقدم كل سبب للحفاظ على هذا المال.. لكن إذا لم يكن مستقيما على أمر الله.. الله -عز وجل- يحبط له كل هذه المساعي، وكنت أقول دائما الله -عز وجل- لا يجدي معه أن تكون ذكيا ، يؤتي الحذر من مأمنه يحفظك لا بأسباب الأرضية.. بل بأسباب علوية.. أنت حينما تكون مستقيما يحفظك.. أنت ينبغي أن تأخذ بالأسباب، ولكن حفظ الله -عز وجل- لا يكون بالأخذ بالأسباب وحدها.. لابد أن تأخذ بأسباب أرادها الله -عز وجل- أن تأخذ بها.. أنت حينما تستقيم.. حينما تتوكل.. حينما لا تسمح لدخلك أن يكون فيه شبهة، حينما تصل إلى مكاسب كبيرة عندئذ تسعى للحفاظ عليها.. لا بأسباب أرضية فقط.. إنما بأسباب علوية هي طاعة الله، والتوكل عليه، والاستقامة لأمره، والإخلاص له.
أيها الإخوة الله -عز وجل- يقول: { وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ }.
يعني الله -عز وجل- يمتحن الإنسان.. من أصعب الامتحانات أحيانا تغلق أمام الإنسان كل الأبواب المشروعة، ويفتح له باب غير مشروع.. ضعاف النفوس يقول لك: ماذا أفعل؟ أنا مضطر، طرق الكسب الحلال مغلقة في طريق سهل للكسب الحرام.. هنا الامتحان الصعب.. فحينما ترى أن الأبواب كلها موصدة أمامك، وفي باب واحد لا يرضي الله مفتوح على مصراعيه.. اعلم أنك أمام امتحان صعب ينبغي أن تنجح فيه.
كيف تنجح؟ تقرأ قوله تعالى: { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً } والله أيها الإخوة لو لم يكن في القرآن الكريم إلا هذه الآية لكفت، { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً}
كن عن همومك معرضا
وكل الهموم إلى القضى
وابشر بخير عاجل
تنسى به ما قد مضى
فلرب أمر مسقط
لك في عواقبه رضا
ولربما ضاق المضيق
ولربما اتسع الفضا
الله يفعل ما يشاء
فلا تكن معترضه
الله عودك الجميل
فقس على ما قد مضى.
المؤمن الصادق لو أن كل أبواب الحلال المغلقة باب الحرام مفتوح يقول: معاذ الله إني أخاف الله رب العالمين..
فحينما يعلم الله منه هذا الورع، وهذا الحرص على طاعة الله يفتح له الأبواب المغلقة ، أنا أقول أي إنسان يعاني من ضائقة مادية.. من مشكلة صحية.. من مشكلة اجتماعية.. من مشكلة في العمل.. من مشكلة في البيت.. عليه بهذه الآية {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً } وزوال الكون أهون على الله من أن لا يحقق وعوده للمؤمنين.
أيها الإخوة كل بلد له خصوصية.. كل مجتمع له خصوصية..
الخصوصية يعني من حركة الحياة تستنبط قواعد قد تكون غير مشروعة أي بلد له خصوصية أو بتعبير آخر له تركيبه خاصة.. فمن حركة الحياة تستنبط قواعد هذه القواعد إن فعلت كذا نلت إن لم تفعل كذا غضب الناس عليك، وإذا غضب الناس عليك أتعبوك هذه القواعد في معظمها قد تكون غير صحيحة، وتتناقض مع منهج الله -عز وجل-.
الآن دققوا لما إنسان يواجه مشكلة.. فإذا أراد حلها وفق القواعد المستنبطة من حركة الحياة قد لا ينجح عند الله.. قد يسقط أم إذا طبق منهج الله، ولم يعبئ بهذه القواعد في حكمة بالغة.. بالغة يخضعه الله لقانون لا يعلمه هذا القانون هو قانون العناية الإلهية فينجوا من هذه المشكلات، وينال رضوان الله -عز وجل- يعني أحيان تجد أنه يجب أن أفعل كذا حتى أنجوا..
هذا الفعل لا يرضي الله -عز وجل- فالذي لا يعبأ بمنهج الله يطبق القواعد المستنبطة من حركة الحياة ظنا منه أنها تنجيه هي لا تنجيه.. لكن حينما يصر على طاعة الله يصر على منهج الله.. أحيانا طبيعة الحياة تقتضي أن تفعل كذا من أجل أن تنجو من أجل أن تسلم، ما ترك شيئا لله إلا عوضه الله خيرا منه في دينه ودنياه.. هذه القاعدة قاعدة ذهبية كما يقولون قانون ما ترك عبد شيئا لله إلا عوضه الله خيرا منه في دنياه..
تركت هذا المنصب لله.. تركت هذه الصفقة الكبيرة.. لأن فيها شبهة تركت هذا المكسب الكبير.. لأن فيه شبهة عمل؛ لأن الله لا يرضى عنه، ما ترك عبد شيئا لله إلا عوضه الله خيرا منه في دينه ودنياه.
أنا أتكلم الآن عن أسباب حفظ الله لك، الله حفيظ.. متى يحفظك؟ حينما تدع شيئا لله في صفقة كبيرة أرباحها طائلة.. لكن البضاعة محرمة أو طريقة التعامل محرمة فيقول المؤمن: معاذ الله إني أخاف الله رب العالمين.. يركلها بقدمه.. فالله -عز وجل- يكافئه على هذا الموقف.. البطولة بعطاء كبير في الدنيا قبل الآخرة يعمي أروي قصة في فلاح أعطي عشرون دنم، من أراضي إنسان أخذت منه غصبا بسبب أو بآخر هذ الفلاح له شيخ سعى إليه، والفرحة تملأ نفسه عاش كل عمره فقير.
الآن أصبح يملك عشرين دنم أرض زراعية كاد يطير فرحا، فشيخه قال له: يا بني إن هذا لمال مختصرا، ولا يجوز أن تأخذها كل هذا التألق، وهذا الفرح انطفأ قال: هذا مال حرام لا تأخذه.. فلما رآه قد علته الكآبة قال له: يا بني اذهب إلى صاحب الأرض لعله يبيعك إياها تقسيطا افعل.. حاول هذه المحاولة.. فذهب إليه قال له: أنا أعطيت عشرين دنم من أرضك، ولي شيخ.. قال لي: إن أخذها حرام هل تبيعني إياها بالتقسيط؟
قال له: يا بني أنا أخذ مني أربعمائة دنم، ولم يأتي أحد إلا أنت هذه هدية لك، هدية لك، ما ترك عبد شيء لله إلا عوضه الله خيرا منه في دينه ودنياه، يعني مرة ثانية زوال الكون أهون على الله من أن تدع شيئا من أجله، ثم يضيعك.
الآن أنت مسافر ماشي أهلك في بلد آخر في بلدك الأصلي يا ترى أثناء غيابك في مشكلة في حادث في مرض شديد في إنسانة تدعي عليهم.. ابنك بالطريق أصابه مكروه.. في قلق دائم.. فالنبي -عليه الصلاة والسلام- علمنا هذا الدعاء "اللهم أنت الرفيق في السفر والخليفة في الأهل والمال والولد" يعني ما في جهة بالكون هي معك، ومع أهلك في وقت واحد أنت الرفيق في السفر، والرفيق في المال والأهل والولد، ولازلنا في حفظ الله لهذا الإنسان.
الدعاء المشهور الذي كان النبي يدعوا به "اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا الله بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يحرمنا"
هذا الدعاء من أدعية النبي التي كان يكثر الدعاء بها.
أيها الأخوة الكرام الآن لابد من حقيقة دقيقة من اعتمد على نفسه أوكله الله إياها أنت بين كلمتين إما أن تقول: أنا، وإما أن تقول: الله ، إن قلت: أنا تخلى الله عنك، وإذا قلت: الله تولاك، أي أنت بين التولي والتخلي بتقول أنا معي اختصاص معي شهادة عليا أنا من أسرة فلانية أنا عندي خبرات متراكمة أنا حجمي المالي كبير إذا قلت: أنا تخلى الله عنك، وإذا قلت: الله تولاك الله أنت بين التولي والتخلي.
آخر شيء أيها الإخوة من تطبيقات هذا الاسم..
أن الله حفيظ بمعنى لا يخفى عليه شيء..
فالبطولة أن تصفي قلبك من كل شيء لا يرضي الله..
عبدي تطهرت منظر الخلق أفلا تطهرت منظري ساعة ، ما منظر الله -عز وجل- قلب المؤمن طهر قلبك من كل حقد.. من كل احتيال.. من كل كراهية. الشيء الثاني: الله -عز وجل- حفيظ يحفظ عباده، وأنت كمؤمن اشتق من هذا الكمال كمالا تقرب به إلى الله.. احفظ من حولك.. احفظ أولادك.. احفظ دينهم.. احفظ عباداتهم.. احفظ دراستهم.. يعني احفظهم بكل ما تملك حتى الله -عز وجل- يكرمك بحفظهم بعد موتك .
أيها الإخوة الكرام هذا الاسم من ألصق الأسماء الحسنى لحاجات الإنسان.. ألا تتمنى أن يحفظك الله؟
"احفظ الله يحفظك"..
والحمد لله رب العالمين. منقول
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
أيها الإخوة الكرام مع لازلنا مع اسم الحفيظ، والحقيقة الدقيقة أن أكبر أسباب الحفظ حفظ الله للمؤمن أن يكون المؤمن مع الله.. كن مع الله ترى الله معك، واترك الكل، وحاذر طمعك، وإذا أعطاك من يمنعه ثم من يعطي إذا ما منعك.
أيها الإخوة في القرآن الكريم معيتنان معية عامة وخاصة، الله -عز وجل- مع كل الخلق مع المؤمن، ومع الكافر، ومع الملحد، ومع الفاسق، ومع الفاجر، ومع الطائع { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} أي معكم بعلمه ، هذه معية عامة، لكل الخلق مع كل مخلوق مع كل كائن مع كل شيء .
لكن المعول عليه هو المعية الخاصة فإذا قال الله -عز وجل- إن الله مع المؤمنين، إن الله مع الصادقين.. إن الله مع المتقين.. هذه المعية الخاصة المعول عليها أي أن الله مع المؤمن يحفظه.. أي أن الله مع المؤمن يوفقه.. أي أن الله معه المؤمن ينصره.. أي أن الله مع المؤمن يؤيده.. فأحد أكبر خصائص الإيمان أن الله مع المؤمن.
والحقيقة التي أرددها كثيرا إذا كان الله معك فمن عليك، وإذا كان عليك فمن معك؟ إذا كان الله معك من يستطيع في الكون أن ينال منك، وإذا كان عليك لو أنك تملك كل شيء فإن الله -سبحانه وتعالى- يلقي البغضاء في قلوب الخلق.
أيها الإخوة المعول عليه المعية الخاصة؛ لأن حفظ الله لك أحد أكبر أسبابه المعية الخاصة ، إلا أن الحقيقة الدقيقة هي أن معية الله الخاصة التي يعول عليها لها ثمن، { وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً}.
كل شيء له ثمن إلى السذاجة أن تطمع بعطاء كبير بلا ثمن من السذاجة الله -عز وجل- لا يحابي خلقه أبدا، في قواعد دقيقة فكلما كان المؤمن أكثر وعيا يطبق هذه القواعد لينال هذه النتائج.
إذن المعية الخاصة هي المعية المعول عليها في الحفظ الله -عز وجل- يحفظك إذا كنت معه وإذا كنت معه كان معك ، ابن آدم اطلبني تجدني فإذا وجدتني وجدت كل شيء.
أيها الإخوة أحد أكبر أسباب التوجه إلى الدين ما الذي يربطك بالدين؟ لماذا أنت تقبل على رب العالمين؟ لماذا تحرص على طاعة الله؟ سؤال قد يقول قائل إن أفكار الدين هي التي تشدني إليه.. هذا الكلام صحيح إلى حد ما.. أفكار الدين رائعة.. الدين قدم لك تفسيرا عميقا دقيقا متناسقا للكون، والحياة، والإنسان أعطاك التفسير الجامع المانع.. أعطاك التفسير الذي لن يظهر في المستقبل ما ينقضه.. فالمؤمن يتمتع بما يسمى بالأمن العقدية.. هناك حقائق صارخة، ودقيقة للكون، والحياة، والإنسان { فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى }، { فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }.
الدين قدم لك تفسير علمي فلسفي دقيق عميق للحياة للكون للإنسان، ولكن الذي يشدك إلى الدين معاملة الله لك، معاملة الله لك المتميزة حينما تصطلح معه، وحينما تنيب إليه، وحينما تقبل عليه، وحينما تؤثر طاعته على كل شيء..
المعاملة المتميزة التي تشدك إلى الدين هي أهم المعاملة تشعر بأن الله معك تشعر أن الله يؤيدك.. أن الله يحفظك.. أن الله يلهمك الصواب.. أن الله يلقي في قلبك الأمن.. أن الله يلقي في قلبك السعادة.. كل هذه المشاعر، وهذه التوفيقات، وهذه التكريمات بسبب صلحك مع الله.
فالحقيقة الدقيقة أن الذي يشدك إلى الدين فضلا عن أنه قدم لك تفسيرا عميقا دقيقا متناسقا للكون، والحياة، والإنسان أن الذي يشدك إلى الدين معاملة الله لك؛ لذلك هذا معنى قول النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه، "من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ومن آتني مشيا أتيته هرولة"
لمجرد أن تتخذ قرار بالصلح مع الله بالإقبال على الله بطاعة الله بتقديم ما تملك في سبيل الله.. ترى معاملة تفوق خد الخيال.
لذلك هنيئا لمن عرف الله.. هنيئا لمن عمل له.. هنيئا لمن خطب وده.. هنيئا لك. أحد نتائج الإقبال على الله..
الله -عز وجل- حفيظ، ويحفظ المؤمن من كل مكروه.. من كل شيء مؤلم.. من كل خطر { فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} هذه الآية فيما يبدوا موجهة للنبي -عليه الصلاة والسلام- ولكن العلماء قالوا: أية آية موجهة إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- هي في الحقيقة موجهة لكل مؤمن بقدر إيمانه، وإخلاصه، واستقامته.
أيها الإخوة أنت متى تحافظ على استقامتك؟ أنت متى تسعى للحفاظ على ما أنت فيه؟ حينما تصل من خلال الدين إلى شيء ثمين الذي وصل من خلال الدين إلى شيء ثمين ذاق طعم القرب.. ذاق طعم الحب.. ذاق طعم الإقبال على الله.. ذاق طعم أن يكون الله معك.. هذه النتائج الباهرة التي يحصلها الإنسان هي التي تحمله على طاعة الله، يعني إنسان دعي إلى طعام، وجلس على الطاولة.. لكنه لم يأكل لسبب أو لآخر فإذا دعي ثانية زهد في هذا الطعام؛ لأنه ما أكله، وما ذاقه.
أما إذا ذاق الإنسان إلى هذا الطعام الذي قدم له إذا دعي ثانية يسارع إلى تلبية الدعوة.. فالإنسان حينما يصلي صلاة شكلية، وحينما يصوم صياما شكليا، وحينما يؤدي العبادات أداة شكلية؛ لأنه ليس مستقيما على أمر الله يزهد في الدين.. لا يبالي أصلى أم لم يصلي.. لا يبالي أطاع الله أم لم يطعه لأنه محجوب المعاصي.. محجوب بالذنوب.
أما إذا أخلص الصدق مع الله.. أما إذا أطاع الله.. أما إذا أقبل على الله.. يصل إلى نتائج عندئذ يحافظ عليها.. فيحفظه الله..
لابد من أن تقدم شيئا أن يتوهم الإنسان أنه بإمكانه أن يأخذ كل شيء بدون أن يقدم شيئا هذه سذاجة في الإنسان، وغباء فيه.. لابد من أن تقدم شيئا هذا الذي تقدم هو طاعة الله -عز وجل- { وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } أنت متى تحافظ على ما أنت فيه؟ إذا وصلت إلى شيء نفيس.. أحد أكبر نتائج الإيمان أن الله معك.. أن الله قريب منك.. أن الله يحفظك.. أن الله يؤيدك.. أن الله يسعدك.. أن الله يسدد خطاك.
الآن أيها الإخوة كلكم يعلم أن بلوغ القمة شيء يحتاج إلى جهد كبير.. لكن البطولة لا أن تصل إلى القمة أنت تبقى فيها، أناس كثيرون في ساعة من ساعات الإقبال على الله يتألقون ثم لا يتابعون سيرهم إلى الله.. عندئذ يتراجعون هذا الوضع الذي يتكرر أحيانا يقبل ثم يدبر.. يتألق ثم يخبوا.. يتحرك ثم يسكن.. هذا الوضع لا يرضي الله -عز وجل- أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل.
فلذلك دقق في هذه الكلمة ليست البطولة أن تصل إلى القمة.. البطولة أن تبقى فيها أنت.. حينما تحافظ على هذه الصلة من أن تنقطع أنت حينما تحافظ على هذا التوفيق من أن ينقطع.. أنت حينما تحافظ على هذا التأييد من أن يلغى ، تكون قد بلغت القمة وحافظت عليها.
أيها الإخوة نحن في عالم الدنيا إنسان أيام يصل إلى منصب رفيع يبذل جهدا كبيرا للحفاظ عليه.. حينما يصل إلى دخل كبير يبذل جهدا كبيرا للحفاظ عليه.. هذا شيء من طبيعة الإنسان، ولكن الحقيقة الدقيقة في هذا اللقاء الطيب أنك لن تحافظ على ما أنت فيه بأسباب أرضية بل بأسباب علوية، كيف؟
إنسان معه أموال طائلة يضع الأقفال يوثق يسجل يقدم كل سبب للحفاظ على هذا المال.. لكن إذا لم يكن مستقيما على أمر الله.. الله -عز وجل- يحبط له كل هذه المساعي، وكنت أقول دائما الله -عز وجل- لا يجدي معه أن تكون ذكيا ، يؤتي الحذر من مأمنه يحفظك لا بأسباب الأرضية.. بل بأسباب علوية.. أنت حينما تكون مستقيما يحفظك.. أنت ينبغي أن تأخذ بالأسباب، ولكن حفظ الله -عز وجل- لا يكون بالأخذ بالأسباب وحدها.. لابد أن تأخذ بأسباب أرادها الله -عز وجل- أن تأخذ بها.. أنت حينما تستقيم.. حينما تتوكل.. حينما لا تسمح لدخلك أن يكون فيه شبهة، حينما تصل إلى مكاسب كبيرة عندئذ تسعى للحفاظ عليها.. لا بأسباب أرضية فقط.. إنما بأسباب علوية هي طاعة الله، والتوكل عليه، والاستقامة لأمره، والإخلاص له.
أيها الإخوة الله -عز وجل- يقول: { وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ }.
يعني الله -عز وجل- يمتحن الإنسان.. من أصعب الامتحانات أحيانا تغلق أمام الإنسان كل الأبواب المشروعة، ويفتح له باب غير مشروع.. ضعاف النفوس يقول لك: ماذا أفعل؟ أنا مضطر، طرق الكسب الحلال مغلقة في طريق سهل للكسب الحرام.. هنا الامتحان الصعب.. فحينما ترى أن الأبواب كلها موصدة أمامك، وفي باب واحد لا يرضي الله مفتوح على مصراعيه.. اعلم أنك أمام امتحان صعب ينبغي أن تنجح فيه.
كيف تنجح؟ تقرأ قوله تعالى: { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً } والله أيها الإخوة لو لم يكن في القرآن الكريم إلا هذه الآية لكفت، { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً}
كن عن همومك معرضا
وكل الهموم إلى القضى
وابشر بخير عاجل
تنسى به ما قد مضى
فلرب أمر مسقط
لك في عواقبه رضا
ولربما ضاق المضيق
ولربما اتسع الفضا
الله يفعل ما يشاء
فلا تكن معترضه
الله عودك الجميل
فقس على ما قد مضى.
المؤمن الصادق لو أن كل أبواب الحلال المغلقة باب الحرام مفتوح يقول: معاذ الله إني أخاف الله رب العالمين..
فحينما يعلم الله منه هذا الورع، وهذا الحرص على طاعة الله يفتح له الأبواب المغلقة ، أنا أقول أي إنسان يعاني من ضائقة مادية.. من مشكلة صحية.. من مشكلة اجتماعية.. من مشكلة في العمل.. من مشكلة في البيت.. عليه بهذه الآية {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً } وزوال الكون أهون على الله من أن لا يحقق وعوده للمؤمنين.
أيها الإخوة كل بلد له خصوصية.. كل مجتمع له خصوصية..
الخصوصية يعني من حركة الحياة تستنبط قواعد قد تكون غير مشروعة أي بلد له خصوصية أو بتعبير آخر له تركيبه خاصة.. فمن حركة الحياة تستنبط قواعد هذه القواعد إن فعلت كذا نلت إن لم تفعل كذا غضب الناس عليك، وإذا غضب الناس عليك أتعبوك هذه القواعد في معظمها قد تكون غير صحيحة، وتتناقض مع منهج الله -عز وجل-.
الآن دققوا لما إنسان يواجه مشكلة.. فإذا أراد حلها وفق القواعد المستنبطة من حركة الحياة قد لا ينجح عند الله.. قد يسقط أم إذا طبق منهج الله، ولم يعبئ بهذه القواعد في حكمة بالغة.. بالغة يخضعه الله لقانون لا يعلمه هذا القانون هو قانون العناية الإلهية فينجوا من هذه المشكلات، وينال رضوان الله -عز وجل- يعني أحيان تجد أنه يجب أن أفعل كذا حتى أنجوا..
هذا الفعل لا يرضي الله -عز وجل- فالذي لا يعبأ بمنهج الله يطبق القواعد المستنبطة من حركة الحياة ظنا منه أنها تنجيه هي لا تنجيه.. لكن حينما يصر على طاعة الله يصر على منهج الله.. أحيانا طبيعة الحياة تقتضي أن تفعل كذا من أجل أن تنجو من أجل أن تسلم، ما ترك شيئا لله إلا عوضه الله خيرا منه في دينه ودنياه.. هذه القاعدة قاعدة ذهبية كما يقولون قانون ما ترك عبد شيئا لله إلا عوضه الله خيرا منه في دنياه..
تركت هذا المنصب لله.. تركت هذه الصفقة الكبيرة.. لأن فيها شبهة تركت هذا المكسب الكبير.. لأن فيه شبهة عمل؛ لأن الله لا يرضى عنه، ما ترك عبد شيئا لله إلا عوضه الله خيرا منه في دينه ودنياه.
أنا أتكلم الآن عن أسباب حفظ الله لك، الله حفيظ.. متى يحفظك؟ حينما تدع شيئا لله في صفقة كبيرة أرباحها طائلة.. لكن البضاعة محرمة أو طريقة التعامل محرمة فيقول المؤمن: معاذ الله إني أخاف الله رب العالمين.. يركلها بقدمه.. فالله -عز وجل- يكافئه على هذا الموقف.. البطولة بعطاء كبير في الدنيا قبل الآخرة يعمي أروي قصة في فلاح أعطي عشرون دنم، من أراضي إنسان أخذت منه غصبا بسبب أو بآخر هذ الفلاح له شيخ سعى إليه، والفرحة تملأ نفسه عاش كل عمره فقير.
الآن أصبح يملك عشرين دنم أرض زراعية كاد يطير فرحا، فشيخه قال له: يا بني إن هذا لمال مختصرا، ولا يجوز أن تأخذها كل هذا التألق، وهذا الفرح انطفأ قال: هذا مال حرام لا تأخذه.. فلما رآه قد علته الكآبة قال له: يا بني اذهب إلى صاحب الأرض لعله يبيعك إياها تقسيطا افعل.. حاول هذه المحاولة.. فذهب إليه قال له: أنا أعطيت عشرين دنم من أرضك، ولي شيخ.. قال لي: إن أخذها حرام هل تبيعني إياها بالتقسيط؟
قال له: يا بني أنا أخذ مني أربعمائة دنم، ولم يأتي أحد إلا أنت هذه هدية لك، هدية لك، ما ترك عبد شيء لله إلا عوضه الله خيرا منه في دينه ودنياه، يعني مرة ثانية زوال الكون أهون على الله من أن تدع شيئا من أجله، ثم يضيعك.
الآن أنت مسافر ماشي أهلك في بلد آخر في بلدك الأصلي يا ترى أثناء غيابك في مشكلة في حادث في مرض شديد في إنسانة تدعي عليهم.. ابنك بالطريق أصابه مكروه.. في قلق دائم.. فالنبي -عليه الصلاة والسلام- علمنا هذا الدعاء "اللهم أنت الرفيق في السفر والخليفة في الأهل والمال والولد" يعني ما في جهة بالكون هي معك، ومع أهلك في وقت واحد أنت الرفيق في السفر، والرفيق في المال والأهل والولد، ولازلنا في حفظ الله لهذا الإنسان.
الدعاء المشهور الذي كان النبي يدعوا به "اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا الله بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يحرمنا"
هذا الدعاء من أدعية النبي التي كان يكثر الدعاء بها.
أيها الأخوة الكرام الآن لابد من حقيقة دقيقة من اعتمد على نفسه أوكله الله إياها أنت بين كلمتين إما أن تقول: أنا، وإما أن تقول: الله ، إن قلت: أنا تخلى الله عنك، وإذا قلت: الله تولاك، أي أنت بين التولي والتخلي بتقول أنا معي اختصاص معي شهادة عليا أنا من أسرة فلانية أنا عندي خبرات متراكمة أنا حجمي المالي كبير إذا قلت: أنا تخلى الله عنك، وإذا قلت: الله تولاك الله أنت بين التولي والتخلي.
آخر شيء أيها الإخوة من تطبيقات هذا الاسم..
أن الله حفيظ بمعنى لا يخفى عليه شيء..
فالبطولة أن تصفي قلبك من كل شيء لا يرضي الله..
عبدي تطهرت منظر الخلق أفلا تطهرت منظري ساعة ، ما منظر الله -عز وجل- قلب المؤمن طهر قلبك من كل حقد.. من كل احتيال.. من كل كراهية. الشيء الثاني: الله -عز وجل- حفيظ يحفظ عباده، وأنت كمؤمن اشتق من هذا الكمال كمالا تقرب به إلى الله.. احفظ من حولك.. احفظ أولادك.. احفظ دينهم.. احفظ عباداتهم.. احفظ دراستهم.. يعني احفظهم بكل ما تملك حتى الله -عز وجل- يكرمك بحفظهم بعد موتك .
أيها الإخوة الكرام هذا الاسم من ألصق الأسماء الحسنى لحاجات الإنسان.. ألا تتمنى أن يحفظك الله؟
"احفظ الله يحفظك"..
والحمد لله رب العالمين. منقول