Warning: Function get_magic_quotes_gpc() is deprecated in /home/forumbs/public_html/includes/class_core.php on line 1960

Warning: Array and string offset access syntax with curly braces is deprecated in ..../includes/functions.php on line 865

Warning: Array and string offset access syntax with curly braces is deprecated in ..../includes/functions.php on line 1303

Warning: Array and string offset access syntax with curly braces is deprecated in ..../includes/functions.php on line 4416

Warning: Array and string offset access syntax with curly braces is deprecated in ..../includes/functions.php on line 7343

Warning: Methods with the same name as their class will not be constructors in a future version of PHP; vBulletinHook has a deprecated constructor in ..../includes/class_hook.php on line 27
لغتنا الجميله..طه حسين عميد الادب العربى [الأرشيف] - منتديات بانى ستار

المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لغتنا الجميله..طه حسين عميد الادب العربى



ORED_ELGANA
04-23-2008, 04:26 PM
سوزان طه حسين واصفة لحظة الوداع:
" كنا معا، وحيدين، ولكن قريبين إلى حد يصعب وصفه. لم أكن أبكي ـ الدموع انهمرت بعد ذلك. كنا في مواجهة بعضنا، ومتحدين كما كنا منذ اللحظة التي بدأت فيها رحلة العمر معا.
في لحظة الاتحاد الأخيرة، وفي وسط هذا الشعور العميق بالقرب من بعضنا، تحدثت إليه، مقبلة جبينه العالي النبيل الذي لم تحنه عواصف السنين ولم تشبه شائبة العمر؛ ذلك الجبين الذي لا يزال يشع بالنور.
فانه قبل كل شيء وبعد كل شيء وفوق كل شيء كان صديقي المفضل وكان صديقي الوحيد."
كتب طه حسين في مقدمة أحد كتبه:
"إلى أولئك الذين برّح بهم التوق إلى العدالة. . .
" إلى أولئك الذين نغّص حياتهم الخوف من الظلم. . .
" إلى أولئك الذين يملكون ما لا ينفقون. . .
"إلى أولئك الذين لا يملكون شيئا لينفقوه . . .
" إليهم كلهم أهدي هذا الكتاب.


يعتقد كثير من المفكرين العرب والعالميين ان الدكتور طه حسين يستحق جائزة نوبل للأدب مثل الأديب الكبير نجيب محفوظ، ان لم يكن أكثر. وقد رشح عميد الأدب العربي عدة مرات لنيلها، ولكنه لم يوفق. ولا شك بأنه لو عاش بعد العام 1973 لبات حظه مضاعفا.
لماذا؟؟؟
جائزة نوبل مثل كل شيء آخر في عالم العولمة والعولمانية، مسيسة، شئنا أم أبينا. والعربي الأول الذي فاز بها، كما يذكر الجميع، كان الرئيس السادات، وقد تقاسمها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن. وبسبب هذا التسييس، لم يكن ممكنا ان ينال الجائزة عربي يعيش في بلد يحكمه عبد الناصر.
ومن جهة أخرى، تعرض عميد الأدب العربي إلى "ظلم ذوي القربى" أيضا، اذ ان أفكاره المتحررة، ونظرته العقلانية إلى الأمور لم تعجب الكثير من القدريين.
ولكن إنجازات الدكتور طه حسين الأدبية والسياسية والإنسانية هي أكبر بكثير من ان يؤثر عليها حرمانه من هذه الجائزة، وأعظم من أي تسييس عولماني أو ديني.
ولد طه حسين (28 تشرين الأول 1889)، السابع بين 13 ولدا، في محافظة المنيا في أعالي مصر، من عائلة تعتبر في أدنى الطبقة المتوسطة بحسب السلم الاجتماعي . وقد أصيب في سن مبكرة جدا بالتهاب بسيط في عينيه كان يمكن ان يشفى منه بسهولة، ولكن الطبيب أخطأ في علاجه، ففقد بصره، وكان ذلك سببا لألم معنوي عانى منه طوال حياته.
منذ صغره أرسله والده إلى الكتّاب حيث تعلم قراءة وكتابة القرآن الكريم. وعندما "ختمه"، أرسل إلى جامعة الأزهر حيث تعلم الدين الإسلامي والأدب العربي. ولكنه شعر بأن أساتذته محافظون وضيقو الأفق بخلاف ما يفترض بالأساتذة الجامعيين ان يكونوا.
عام 1908 سمع طه حسين بإنشاء جامعة غير دينية، بغية تطوير التعليم الوطني في مصر الواقعة تحت الانتداب البريطاني. وقد رغب في الانتساب إلى تلك الجامعة، رغم كونه فقيرا وضريرا. وبالفعل فقد تم قبوله في تلك الجامعة، متخطيا الكثير من الموانع. وقال في مقال نشره في "الأيام" في ما بعد، ان يوم دخوله تلك الجامعة كان اليوم الذي انفتحت فيه أمامه أبواب المعرفة الواسعة. وكان الطالب الأول الذي تخرج من تلك الجامعة حائزا على شهادة الدكتوراه في الأدب العربي على أطروحته عن "أبي العلاء المعري"، الشاعر والفيلسوف العربي (غير المتدين، حتى لا نقول الملحد) والذي كان هو الآخر ضريرا.
لم يكتف طه حسين بما ناله من تحصيل علمي، ورغب بالمزيد. وقد استطاع ان يتخطى صعوبات جمة مرة أخري، فقبل كواحد من أفراد بعثة جامعية أرسلت إلى فرنسا في مهمة تربوية. وهناك عانى الكثير من عماه، بسبب لا مبالاة أخيه الذي أرسل معه للعناية به، والذي جرفه تيار الحياة الغربية. ولكنه التقى سوزان، "صوته العذب". فكانت تساعده بقراءة المراجع التي يحتاجها ولا تتوفر مكتوبة بطريقة "بريل". وقد صارت فيما بعد زوجته ورفيقته ومساعدته وأم أولاده وحبه الكبير وصديقته الفضلى. وقد قال انه منذ سماعه "صوتها العذب" لم يعرف قلبه الألم.
في فرنسا تخصص طه حسين بالأدب وبالدراسات الكلاسيكية، وكان أول مصري ، والعضو الوحيد في البعثة، الذي حصل على الإجازة من جامعة مونبلييه، ثم الدكتوراه من جامعة السوربون. وكانت أطروحته لشهادة الدكتوراه عن ابن خلدون، المؤرخ ومؤسس علم الاجتماع.
ومنذ ذلك الحين بدأت رحلة طه حسين، كعميد للنهضة الأدبية العربية. وكانت فلسفته تتلخص بالحفاظ على الثقافة الإسلامية والعربية وباعتماد الوسائل الغربية في التفكير. وصار داعية للفكر التحرري، وترجم إلى العربية الكثير من المؤلفات الهامة.
قبل طه حسين كانت اللغة العربية مجمدة داخل قوالب، صعبة التطوير، وبعيدة عن إدراك عامة الناس. ولكن كتاباته كانت سهلة، واضحة ومفهومة، مع الحفاظ على قواعد اللغة، واستخدام وسائل التعبير والمفردات بأقصى طاقاتها. وقد دعا إلى تطوير اللغة بشكل يساهم في تحقيق الوحدة العربية، مشيرا إلى انه إذا لم يحصل ذلك فان البلدان العربية ستعاني ما كانت تعانيه البلدان الأوروبية في ذلك الحين من شعور بالعزلة بسبب اختلاف اللغات فيما بينها.
آمن طه حسين بثورة تموز ت يوليو 1952، بالوحدة العربية وبالإصلاح الاجتماعي. وقد حارب بضراوة من اجل التعليم المجاني في مصر، مؤكدا "ان المعرفة مثل الماء والهواء"، وأنها حق طبيعي لكل كائن بشري. وكان هذا شرطه لقبول منصب وزير التربية عام 1950. وبالفعل فقد أعلنت الحكومة الجديدة إلزامية ومجانية التعليم الابتدائي للجميع. وهي سياسة ما تزال متبعة حتى اليوم، حيث يدين الملايين من المصريين بالفضل في تعليمهم لطه حسين.
وكانت ابنته أمينة من أوائل النساء اللواتي تخرجن من الجامعة. وقد قامت مع أخيها مؤنس بترجمة كتاب والدها الشهير "أديب" إلى الفرنسية.
عاش طه حسين حياة مليئة بالصراعات السياسية والاجتماعية والشخصية، وقد عرضها في كتابه "الأيام". و بعد وفاته أكملها صهره محمد الزيات في كتاب "ما بعد الأيام".
يمكن تقسيم أعمال طه حسين إلى ثلاثة أنواع رئيسية: دراسات علمية في الأدب العربي والتاريخ الإسلامي؛ كتابات أدبية ذات منحى اجتماعي يرتكز على محاربة الفقر والجهل؛ والمقالات السياسية التي كتبها في الصحف التي تولى رئاسة تحريرها بعد فصله من مركزه كأستاذ الأدب العربي الكلاسيكي في جامعة القاهرة. وكان فصله نتيجة الضجة التي أثارها كتابه عن "الشعر الجاهلي" (1926)، والذي كان تعبيرا حيا عن أسلوبه العصري والعلمي في مقاربة الموضوع، بخلاف الأسلوب السلفي الذي كان منتشرا في ذلك الحين.
أما أعماله الأدبية فقد عبرت عن حساسية مفرطة ورؤية سليمة وحب عميق. ودعوته إلى العدالة والمساواة نبعت من فهم عميق وسليم للدين الإسلامي.
كان على طه حسين ان يتحمل هجوم المحافظين وان يواجه المعادين لإصلاحاته. ولكن ما خفف عنه ذلك كان إعجاب طلابه وزملائه به. وخلال حياته تلقى من التقدير ما لم يحظ غيره به. فقد انتخب عضوا في اكثر من أكاديمية عربية، وكرمته مؤسسات دولية كثيرة. حتى ان الجامعة الأميركية في القاهرة تحدت قرارا لرئيس الوزراء المصري صدقي إسماعيل بمنع طه حسين من التدريس في الجامعات العاملة على الأرض المصرية، وتعاقدت معه للتدريس فيها. وصارت قاعة "ايوارت هال" في الثلاثينات مقصد المئات من المصريين وغير المصريين الراغبين في الاستماع إلى طه حسين "عميد الأدب العربي".
منح طه حسين أكثر من دكتوراه فخرية من جامعات عالمية فرنسية وبريطانية وإسبانية وإيطالية. وقد منحه الرئيس جمال عبد الناصر أرفع وسام مصري، هو مخصص أساسا لرؤساء الدول. وفي عام 1973 منحته الأمم المتحدة "جائزة حقوق الإنسان".
توفي طه حسين في تشرين الأول 1973 بعد ان شهد الانتصار المصري الذي تحقق بعبور قناة السويس واستعادة قسم من سيناء.

yasser_3000
05-08-2008, 01:37 AM
http://www.tftesh.com/uploads1/a/20071018583703903.gif