المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دائرة الارتياح



شمس بكره
05-10-2009, 08:17 PM
دائرة الارتياح





هي السلوكيات و الأفكار التي تعودنا عليها جداً بحيث أنه إن وجد أي تغيير فيها ولو كان للأفضل قد يسبب لنا بعض التوتر فنحب أن نقفز عائدين لأعشاشنا, قاصدين دائرة ارتياحنا و بالطبع لكل واحد منا دائرة الارتياح الخاصة به, و هذه الدائرة صنعها خلال حياته و تبرمج عليها و يحب أن يعيش ضمن حدودها و لا يحب مغادرتها. ما معنى الخروج من دائرة الارتياح؟

الخروج عن دائرة الارتياح يعني عمل أشياء لم نعهد القيام بها من قبل, و قول أشياء لم نعهد قولها من قبل, و التفكير بطريقة قد تكون مختلفة. باختصار القيام بعمل شيء غريب بالنسبة لك و ليس معتاد لك عمله في السابق. الخطوة الأولى خارج دائرة الارتياح بالطبع لن تكون خطوة مريحة بالنسبة لك. أول خطوات الألف ميل قد تكون أصعبها و أكثرها توتراً, هنالك شيء من التوتر داخلك. هنالك نوع من المقاومة يمنعك من الاستمرار! هنالك حنين داخلي للعودة لدائرة الارتياح. و لكن استمرارك على السلوك غير المريح يجعله في النهاية مريحاً لك! بمعنى آخر: تتوسع دائرة ارتياحك.
لذلك نقول الأشياء التي هي خارج دائرة ارتياحنا إن واظبنا على عملها فسوف تتمدد دائرة ارتياحنا فتشملها.

فتصبح هذه الأعمال ضمن دائرة ارتياحنا. و لم يعد القيام بها يسبب لنا التوتر أو المقاومة كما في السابق!

و إذا كنتم لازلتم تتذكرون انزل للمعلب و دع المدرجات, في السابق كانت المدرجات هي دائرة الارتياح بالنسبة لنا و لا نحب مغادرتها, ومن نزل للملعب يكون قد خرج من دائرة ارتياحه و سيشعر بشعور غريب!

استمراره في الملعب مهما حدث, يجعل الملعب يتحول إلى دائرة ارتياح بالنسبة له و يبدأ يستمتع بذلك

وانظر للغرابة! الناجحين إذا رجعوا للمدرجات هل يرتاحون الآن بالجلوس كمتفرجين؟
هل لا زالوا يشعرون بالحنين للمدرجات! بالطبع لا! لن يعودوا مرتاحين في المدرجات كالسابق, لأن المدرجات تصبح بالنسبة لهم خارج دائرة ارتياحهم, ألا ترون أن المبدعين إذا تقاعدوا أو أصيبوا بمرض أو أي شيء يمنعهم من العمل. تأتيه و تقول له: سترتاح الآن من التعب و الجهد و تتفرغ لنفسك. و ما هي إلا فترة بسيطة, حتى تجده في قلق و متوتر لان الجلوس بدون عمل و بدون انجاز كما هو عادته في السابق يجعله يعيش خارج دائرة ارتياحه. فالناجح يستمر في النجاح لآخر حياته لان ميدان النجاح هو دائرة ارتياحه
و النجاح بالنسبة له رحله لا تنتهي و ليست نقطة يتوقف عند الوصول إليها.

و كذلك الكثير من الفاشلين يستمر في فشله لا لصعوبة التغيير و لكن لأنه مرتاح و متكيف داخل دائرة ارتياحه. دائرة صنعها بنفسه ليعيش داخلها. دائرة قد يقاتل للحفاظ عليها



التغيير عند الخروج من دائرة الارتياح:
عرفنا أن الناجح و الفاشل يعيش ضمن دائرة ارتياح و إذا خرج الفاشل من دائرة ارتياحه و سار على أرض الناجحين فإن علامات و أعراض النجاح تظهر عليه خصوصاً إذا حقق نقلة نوعية كبيرة في حياته.فالتغيير الشامل يظهر على الشخص و يلاحظ بسهولة.

لذلك البعض يقول:
إن التغيير يجب أن يكون متدرج و بشكل غير ملاحظ
و نحن نقول: من قال ذلك؟ و لماذا؟
أنا أحب التغيير المتدرج و اعتقد انه لا يسبب لي أي نوع من أنواع التوتر الشديد(توتر البدايات للتغيير)
و لكن إذا حصلت لدي فرصة غير متوقعة لأقفز قفزة عملاقة واختصر الكثير من الخطوات و الوقت و الجهد! فما المانع؟ ومن يرفض ذلك؟ و هل هناك من يرفض ذلك؟
جاءت امرأة إلى الدكتور وايت وودسمول( رئيس الاتحاد العالمي للبرمجة اللغوية العصبية)
فقالت له: عندي الكثير من المشاكل و قد مللت من حياتي. أريد أن أتغير.
قال: لا باس ما هي مشاكلك و ما الذي تريدين تحقيقه.
قامت بإخباره بمشاكلها و بما تريد تحقيقه.
جلس معها و درس حالتها و حدد لها الحلول و أخبرها بكل الأشياء التي يجب عليها أن تقوم بها.
صاحت به قائلة: لا يمكنني فعل ذلك! مستحيل
قال لها: و لماذا لا يمكنك فعل ذلك؟
أجابت باستغراب: الكل سيلاحظ أنني تغيرت. نظر إليها باستغراب! و قال: هذا هو المطلوب
أليس المطلوب أن تتغيري؟ أما قضية هل سيلاحظ الناس ذلك أو لن يلاحظوا فهذه ليست في الحقيقة بقضية.
قالت مرة أخرى: لا لا لا أستطيع. لن اعمل ما تقوله لي.. ثم غادرت. ما الذي حدث.
تريد أن تتغير !!! دون أن تتغير؟ لذلك يجب أن يكون واضحاً لديك أنه عندما تحصل على استشارة تطويرية أو دورة تدريبية يجب أن تكون "أنا" قبل الدورة مختلفة عن "أنا" بعد الدورة و إلا ما الفائدة فهذه المرأة تريد أن تتغير للأفضل مع بقاء "أنا" قبل و بعد التغيير كما هي! الكثير من الناس يمنعه من التغيير خوفه من ممارسة شيء جديد.. لا يمكن أن يفعل أو يقول شيء لم يتعود عليه.

تبرمج ببرامج قديمه منها ما هو مفيد فيستفيد منه و منها ما هو ضار و تكيف معه و رضي به!

التغيير بالنسبة له شيء غريب. غريب جداً و صعب! التغيير دخول لعالم المجهول لديه قدرة على تحمل ألم الواقع أكثر من قدرته على تحمل ثمن التغيير. لذلك من أشهر المخاوف عند نسبة كبيرة من البشر.

هو الخوف من التغيير. فليكن الخوف من التغيير مرض تسمع به و لكن احذر أن يكون مرضاً تتعالج منه. فأنت من أصحاب الميدان و لست من أصحاب المدرجات. في دورة الدبلوم عادة يعطى مثل هذا التمرين لتأكيد مفهوم ما تكلمنا عنه قبل قليل.

oka_38
06-30-2009, 11:55 PM
أختي شمس بكرة ..

موضوعك شيق جدااا .. و بجد الموضوع مؤثر و ذا فاعليه جبارة . و لكننا دائما ما نبحث عن أرض صلبه نقف عليها لنشعر دائما بالإرتياح .

طبيعةً الإنسان يمتاز بالطمع فى الحصول على المزيد و الأكثر . فإذا شعر يوما بالإرتياح . يتمنى أن يدوم ذلك أطول فتره ممكنه دون أن يتعلم كيف وصل إلى هذه الدرجه من الإرتياح النفسي ليكرر ما سبق فعله .

عموماً أشكر ليكي طرحك للموضوع . و في إنتظار جديدك و مزيدك

asdegy
09-12-2009, 09:16 PM
شكرا على الموضوع
تسلم ايدك

موضوع مفيد وجميل بصراحة

محمد مدحت
03-20-2010, 03:38 PM
ألف شكر على الموضوع