المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القوة النفسية



memo
05-02-2009, 01:56 AM
القوة النفسية







لكي يكون لدينا قوة نفسية داخلية علينا استغلال أمرين مهمين جدا.. و كما قيل: من حكم نفسه حكم مملكة.

1- الطاقة.. و هي الحياة و القدرة على تغيير الحركة، الطاقة هي كرأس المال للتاجر أو لأي شخص، فإذا ما استنفذت عبثا أفلس صاحبها و يعجز صاحبها أن يواجه مشاكله بلا مال أو بلا طاقة عصبية تساعده على التحمل و التفكير، لذلك فعلينا دعم طاقتنا بكل صور راحة البال و تخصيص يومين للأسبوع لتغيير الروتين اليومي، إن للأفكار قوة ضخمة تتمثل في أفكارنا و مخيلتنا و خيالنا في الحياة اليومية ( أحلام اليقظة )، جرب هذه القوة من خلال تخيل حبة ليمون أمامك في الخيال فقط.. اقطعها و أعصر النصف الأول في كأس، ارتشفه رويداً رويداً فهو حامض، خذ النصف الآخر و انتزع منه البذور بطرف السكين الذي معك، اقضم هذا النصف الآخر مراراً.. ها هو لعابك يسيل.. و هذه هي قوة الخيال.

الشجاع هو الذي لا ينفعل أمام المثير، تبديد المخاوف يكون باختراق الصعاب، فالسعادة ليست نشوة عابرة، إنها ثمار من الجهد في مواجهة النفس و الآخرين و هنا يكون النجاح و الثقة بالنفس و من ثم تأتي السعادة، إن كنت تخاف من الماء فعليك أن تبلل نفسك به و لن تغرق، و أما إذا غرقت فإن المشكلة تكون قد انتهت، يقول أبيقور " عندما نكون هنا فالموت ليس معنا، فإذا ما جاء الموت فلا وجود لنا " .. إذا أردت مواجهة الخوف فعليك بأمرين :

أ - مارس الاسترخاء و أسند رأسك للخلف و قل مراراً ( أنا مسترخي و قلقي يزول.. هو ذا قد زال ).. اجعل تمرين الاسترخاء عادة فهذا يجدد من طاقتك العصبية التي هي كالوقود للسيارة و لا تبددها في ما لا فائدة من التفكير فيه فتصبح بذلك عصبيا هستيريا في بعض الأحيان.

ب- تخيل ما تخاف منه يومياً: إن كنت تخاف من الأفاعي أو القطط تخيلها يومياً تقترب منك و المسها في مخيلتك و تعامل معها بشكل يومي حتى تألفها في خيالك فلا تهابها في واقعك و يكون تصرفك متزنا حيالها.

* النيراستانيا: نوع من أنواع العصاب، هو هبوط في الطاقة العصبية و يندر وجود من لا يشكو منه، يصاحب المصاب تعب و إعياء في الصباح أكثر من المساء، بالإضافة إلى ضعف في تركيز العقل و الذاكرة و الشعور بالقلق و التوتر و الدونية و التشاؤم و لا يشعر المصاب بالرغبة بالعمل بشكل جدي و بالمقابل يشعر بالفرح إذا ما أدى الأمور الصغيرة و بالاكتئاب إذا ما أراد شيء جدي و ذو مسؤولية ، يتهرب المصاب بالنيراستانيا بالانغماس بالملذات والمرح و تصاحب هذا المرض أعراض بدنية منها الشعور بالإعياء و التعب و لأي مجهود بسيط، أرق و نوم متقطع، هبوط في ضغط الدم و برودة في الأطراف، سوء الهضم و حموضة في المعدة و ضعف في الشهية و الدوخة.

2- الانتباه..تقول المدرسة السلوكية بأن التفكير مهما كان معقدا فما هو إلا وحدات من المثير و الاستجابة و من هذا المعنى ندرك بأن ضوء الغروب هو الذي يرسل الدجاجة إلى حظيرتها و يجعل الثعلب يتجول بحثا عن فريسة.. الانتباه نوعان: عفوي لا لإرادي و إرادي عقلي.



على الإنسان بذل الجهد للانتباه الدائم و عدم المرور أمام الأحداث بلا فهم لها، قديما سئل كونفوشيوس ماذا تعمل لو أصبحت إمبراطور للصين؟ أجاب " أفرض على جميع الناس بأن لا تمر عليهم كلمة واحدة دون فهم معناها "، بذل الجهد بالانتباه لتحسين الشخصية يقتضي إرادة قوية و ليس حماسة عابرة، سجل كافة آلامك و أحاسيسك و معاناتك بكل دقائقها و جزيئاتها الكبيرة و الصغيرة و تفحص كل شيء، وضع لكل حادث تفسيراً أو تعليلاً بانتباه عقلي و إياك أن تحاول نسيان حادث غير سار مهما كان مؤلماً .. كتابتك لهذه الحوادث ينقلها من العقل الباطن إلى الخارج و يجعلها تتبخر كالماء و هذا يحافظ على انسجامك و توازنك و هدوءك الداخلي، كما أن قراءتك لما كتبته و تفكيرك به و انتباهك لما حدث معك سيعطيك الحل في كيفية التصرف السليم بدلا من الاستسلام لعواطف الألم و الكراهية بلا فائدة، فالكئيب هو من يستسلم لعواطفه و الحقود هو من يسر لمشاهدته آلام الآخرين، و ارتكابنا للأخطاء يرجع في أسبابه لعدم الانتباه العقلي في التفكير، فالتركيز المستمر و المكثف أمامنا لحل المشكلات و تدريب عقولنا على كيفية العمل بالأزمات هو عنصر أساسي في الإبداع, على أن يرافق ذلك العمل تطبيق أفكار جديدة بعد التوصل إليها فالفكرة بلا عمل كالبذور بلا أرض، و متى بلغت للمرحلة التي تتحكم فيها بوعي و انتباه لكل حركاتك فأنت بذلك تسيطر على الحياة و تستمتع بها و تتذوقها.

الهدوء النفسي:

هو انسجام ما بين العقل الباطن بما يحتويه من رغبات و بين الضمير المؤنب و الحارس على ما نفعله من أخطاء، و لكي تكون هادئا عليك أن تكون مستقلا نفسياً، و لكي تكون مستقلاً عليك أن تكون سنداً لنفسك، ابتعد عن رغبات الناس من رضا أو غضب و انظر لما تحس به و أنت بعيدا عنهم، انزوي عنهم في مكان هادئ في غرفتك بعد أن تجدد هواءها و استرخ جيداً بعد أن تتنفس جيداً بالشهيق و الزفير مدة خمسة دقائق، ثم تخيل نفسك و أنت طفل صغير بكل كنت ما تمر به من عواطف ثم تخيل نفسك و أنت تدلل هذا الطفل و تحبه، أعطه هذا الحب بلا شرط فهو يحتاج منك الكثير امنحه الوقت الكافي، افعل كما تفعله بالنسبة لولد لم تعرفه من قبل و اترك له متسعا من الوقت لكي تألفه، هذه المشاعر اتجاه الطفل التي تحسها أنت اتجاهه هي قريبة من مشاعر والديك إليك، حاول أن تتخيل نفسك و كأنك تنظر إليه كشخص غريب و تعلم إعطاء مشاعر الحب للغرباء تعود الإغراق في التأمل و أنت في وضع الاسترخاء، مارس هذا التمرين مراراً و سوف تزداد ثقتك بنفسك، لكي تنتصر على الحياة عليك أن تتذكر انتصاراتك أولاً لتزيد من قوتك تذكر هذه الانتصارات و ردد ميزاتك بصدق كأن تقول: أنا مؤدب..عطوف..أحب الله، عندما تمارس تمرين الطفولة تذكر نفسك و أنت تكبر و تصبح راشداً، اغفر لماضيك بكل عيوبه و اعتذر للآخرين إن أخطأت لهم فهذا يحتاج إلى شجاعة نادرة، إن شعورك النفسي الهادئ بالحياة يتوقف على ثقتك بقدراتك، ثم نمّ في نفسك الشجاعة و فكر ملياً بأمورك و ثق بأن كل تصرفاتك صحيحة، إن كنت تهاب شخصا ما فتخيله و كأنه مهرج بأنف أحمر.. المهم هو تعديل أحاسيسك و محاولة الإصغاء لها جيداً، كل ما عليك فعله هو تخيل ما يدعم شخصيتك و ينمي ثقتك بها و يعززها، تخيل بأنك ذكي و جذاب و أقنع نفسك بذلك لتجد مفعول السحر يعمل بك، ما إن تحس بالتوتر في أي مكان ما عليك إلا أن تقنع نفسك بعدم التوتر و الاسترخاء رويداً رويداً .. خاطب نفسك ( استرخ..استرخ..مهلا..مهلا ) افتح صمام الضغط بتروي حتى تتجنب الانفجار المفاجئ، و كافئ نفسك بعد النجاح بذلك، إن كانت لذاتك "الأنا" اتجاه أو هدف ستلاحظ أن هذا الثوب قد بدأ يتمزق لأن ذاتك آخذه بالنمو، و البقاء في الملابس نفسها ( العادات ) كفيل بخلق أزمة لديك، لاحظ ما يقوله الآخرون مثلا في فشلهم لترك التدخين.

ولتكن حكمتك لليوم:

عبر عن نفسك كما تريد أنت

safa2
10-20-2009, 01:47 AM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاتة
مشكور علي مجهودك
تسلم ايدك

محمد مدحت
03-20-2010, 03:44 PM
ألف شكر على الموضوع
وبالتوفيق فى مواضيع أخرى