El Designer
04-26-2009, 02:00 AM
الافكار
يجب ان تكتب اولا
من الموضوع ادناه وفيكى ان تستخلصى افكارا عليها
مفهوم السلم و السلام
في ظل ما يموج به العالم الآن من اضطرابات وتوترات عنيفة تبرز الحاجة إلي دراسة العلاقات المختلفة بين دول العالم من منظور الحرب والسلام، ولقد اهتم العلماء خلال القرن العشرين بدراسة الحروب وكيفية تفاديها خاصة بعد ظهور القوى النووية وأسلحة الدمار الشامل في منتصف القرن العشرين وبروز شبح الإبادة الشاملة للجنس البشري ، فأخذوا يبحثون عن أنسب الطرق والسياسات التي تكفل إقامة نظام سياسي عالمي مسالم ومستقر ، وبالرغم من أن فكرة السلام قديمة قِدَم المجتمع الإنساني إلا أن العلماء اهتموا بنظيرتها -الحرب- أكثر مما اهتموا بالسلام وهكذا فإن الدراسات تنزع إلي التركيز على الحروب كوحدات تحليل أكثر من فترات السلام، كما أن الكلمة نفسها غير متعارف على تعريفها الاسمي فيعرفونها بمقابلة نظيرتها فيقولون ببساطة أن السلام هو عدم الحرب "nonwar " وذلك من وجهة النظر العسكرية والسياسية، أما في اللغة العربية فإن السلام : مصدر (سلم) ويستعمل اسما بمعنى الأمان والعافية والتسليم والتحية، ويرد هذا اللفظ كثيرا في القرآن وأقدم آية ورد فيها لفظ (السلام) هي الآية الخامسة من سورة القدر؛ إذ تقول عن ليلة القدر:" سلام هي حتى مطلع الفجر "[القدر:5] ، والسلام يمكن أن يكون معناه السلامة في الدارين ، وهو يستعمل بهذا المعنى في كلمة "دار السلام " ، والسلام تحية الإسلام في الدنيا وتحية الفائزين بالجنة في الآخرة ، قال تعالى"دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام " [يونس:10] .
والإسلام يدعو للسلام (بمعناه السياسي) وحل الخلافات بالطرق السلمية . قال تعالى" وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله" [الأنفال:61] وهكذا ينص القرآن الكريم على الاحتكام إلي السلام إذا دعا أحد طرفي الصراع إلي ذلك.
تصنيفات السلم و السلام:
هناك تصنيفان للسلام هما:
1- السلام السلبي: ويُعرف بأنه غياب العنف في التجمعات الإنسانية الرئيسية كالأمم (الدول) وأيضاً بين التجمعات العرقية والعنصرية .
2- السلام الإيجابي: ويُعرف بأنه نموذج للتعاون والدمج بين التجمعات البشرية الرئيسية.
وغياب العنف يجب أن لا يكون مربكاً مع غياب الصراع ؛ إذ أن العنف ربما يحدث بدون صراع ، والصراع ربما يُحل بآليات غير عنيفة . والفرق بين هذين النوعين من السلام يُسبب تصنيف رباعي للعلاقات بين دولتين:
1- الحرب: والتي هي عنف جماعي منظم.
2- السلام السلبي: وهو عدم وجود عنف وأيضاً ليس هناك شكل من التفاعل وأحسن وصف لهذه الحالة هو "التعايش السلمي" .
3- السلام الإيجابي: وهو وجود بعض التعاون مع اندلاع عنف عرضي.
4- السلام التام: وهو غياب العنف متضافراً مع نمط للتعاون.
أنماط دعم السلم والسلام:
الكثير من الأفراد في القرن العشرين تحولوا من ما كانوا يدركونه كوسائل تقليدية معادية للحرب ووجهوا أنشطتهم نحو ابتكار مؤسسات موجهه سياسياً وشرعياً لتحقيق عالم مستقر .
1- دعموا تنظيم القانون الدولي من خلال المؤتمرات وبشكل خاص المؤتمرات المعتمدة على مبادئ الصراع ، الفضاء الخارجي والمحيطات.
2- أنشأوا مؤسسات لتطبيق القانون في شكل المحكمة الدائمة للعدل الدولي (1921- 1946) ومحكمة العدل الدولية التي أُسست عام 1946 .
3- عملوا على تطوير وتوسيع مبدأ الحل السلمي للنزاعات من خلال عمليات مُصاغة بشكل واضح للوساطة، التسوية (المصالحة) والتحكيم.
4- وأخيراً ، أنشأوا مؤسسات سياسية في شكل عصبة الأمم (1919- 1946) والأمم المتحدة ، والتي تُناقش فيها الأزمات من خلال اجتماع مفتوح، والاهتمامات الدولية توجه من خلال مجموعة وكالات ، مفوضيات ولجان. وأكثر المنظمات المعروفة دولياً هي منظمة العمل الدولية، منظمة الصحة العالمية ومنظمة الزراعة والأغذية (الفاو) .
- ولقد أرسلت الأمم المتحدة مراقبين عسكريين لبؤر التوتر في كشمير، الشرق الأوسط ، اليونان ولبنان، وابتكرت قوات لحفظ السلام للمساعدة في استقرار قبرص، الشرق الأوسط والكنغو. وبالرغم من العرض الواسع للعمليات الناجحة لحل النزاعات بين الدول الصغيرة،إلا أن عصبة الأمم والأمم المتحدة كشفت عن ضعف خطير في محاكاة هذا النجاح مع الأزمات المتورط فيها قوى عظمى في الوقت الذي ترفض فيه هذه الدول السماح بفعل أمور متعلقة باهتماماتها الخاصة. ومع ذلك عُرضت الأمم المتحدة بشكل واسع كمنظمة أساسية ، فعضويتها شملت عملياً كل الدول ولعبت دور "الوسيط المستقيم" في إحضار الأطراف معاً فوق الاختلافات حتى لو لم تكن متورطة بشكل مباشر . وغالباً ما يدعو الدوليين إلى إصلاح الميثاق لتقوية الأمم المتحدة ، لكن مثل هذه الطلبات بشكل عام ذهبت بدون اكتراث لنقص القبول بين الدول المتنافسة .
- المنظمات الدولية الإقليمية في العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية عكست اتجاه آخر مثل الإتحاد الأوروبي ومنظمة الدول الأمريكية . وهذه المنظمات تبحث في مناطقها الجغرافية حل الخلافات التي لا تتطلب انتباه العالم إليها . وهذا الاتجاه عُرض كعلامة واعدة لأن دول العالم الثالث لا تثق في القواعد ، وسلطة وكالة فوق السلطة الوطنية ومسيطر عليها من القوى العظمى .
- ظهر أيضاً النشاط الواسع في القنوات السياسية الخارجية لمأسسة سلوك دولي فالآلاف من المجتمعات والاتحادات والجمعيات التجارية ، الفكرية ، الثقافية، العلمية والتربوية نمت وازدهرت خلف الحدود القومية . إن بزوغ التعاون الدولي ظهر كإشارة إلى عالم يتم فيه الاعتماد المتبادل بشكل متزايد.
- الاتجاهات الأخرى الجديدة تعكس قلق متنامٍ يدور حول الحرب والظروف التي يمكن أن تؤدى إلى العنف:
1- نموذج النظام العالمي الذي يأخذ على عاتقه بعد التحليل الدقيق للأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية إمكانية تغيير السياسة العامة وبناء عليه يتغير السلوك الاجتماعي وتدعيم الإصلاحات، ويمكن أن تُصاغ نماذج بديلة تجعل المجتمعات تواجه بشكل أكثر فعالية الظلم الدولي ، القمع، الاستغلال ، التلوث، الفجوة بين الغني والفقير، استنزاف الموارد، الزيادة السكانية، سوء أنظمة التوزيع والتحديات العالمية الأخرى .
2- اتجاه آخر مرتبط بأبحاث السلام والتعليم :
أ- أبحاث السلام : هناك المعهد الكندي لأبحاث السلام ، المعهد الاسكتلندي الدولي لأبحاث السلام وهياكل مشابهه يبحثون في قضايا الحرب والسلام بشكل علمي . فهم يبحثون عن إجابات لدوافع الحرب، وتأثير الإنفاق العسكري على الاقتصاد القومي والإقليمي ، كيف يمكن أن نتفادى الحروب ، وتاريخ حركات السلام ووسائلها ، وهم يبحثون عن هذه المفاهيم في العلاقات الدولية والتي فيما يبدو تدفع الجنس البشري تجاه السلوك العدواني .
ب- برامج تعليم السلام : وهي مقتصرة بشكل واسع على الكليات والجامعات التي تسعى لإمدادها بفَهم عميق وتبصر للطبيعة المعقدة للحرب ، هم يأملون في أن يخبروا الجمهور المثقف بالأزمات والخيارات وهكذا يؤثر بشكل مباشر على صناع القرار.
3- وعلى نطاق معاكس فهناك عدد متزايد من "محامي السلام" يعلنون مزايا الأسلحة للمحافظة على استقرار العالم مثل نظرية الردع " توازن الرعب" والتي استخدمت لتبرر أنظمة الأداء النووي ورؤوس الصواريخ مع الجدال بأن الأسلحة لم تصمم أبداً للاستخدام . وأيضاً حروب المناوشات مع أهداف محدودة حوربت باسم السلام خاصة في الأماكن التي ربما تتجنب مواجهة نووية . وجهة نظر السلام من خلال الحرب توحي بأن الأحلام غير مقتصرة على المسالمين المثاليين.
معوقات السلم و السلام: (أسباب الحروب)
إن أولئك الذين ينشدون السلام قد واجهوا العديد من العوائق التي تحول دون السلام أو بعبارة أخرى إن هناك العديد من الأسباب لنشوب الحروب بين دول العالم، هي:
1- العنصرية :
حيث نجد الاعتقاد بتفوق الجنس الأبيض سببا في استعباد الشعوب المختلفة للدول الأوروبية كما أن الاعتقاد بتفوق العنصر الآري كان سببا في نشوب الحرب العالمية الثانية.
2-الاختلافات الثقافية:
حيث تولّد هذه الاختلافات الشك وسوء الفهم والصراع ومنها الأيديولوجيات المختلفة - خاصة الشيوعية والرأسمالية – والتي تنشط المخاوف المنعكسة في توترات الحرب الباردة والحروب المحدودة كما في كوريا وسباق التسلح النووي المستمر والمكثف.
3-القومية وارتباطها بالسيادة:
فمنذ بزوغ الدولة القومية الحديثة في القرن الخامس عشر وكل حكومة تغرس في مواطنيها الإيمان غير المشكوك فيه بصواب قيمهم وتقاليدهم مما جعل الناس يتمنون الموت لأسباب مرتبطة إما بالدفاع عن دولتهم أو بإضافة المزيد من الأراضي لدولتهم.
ونظام الدولة القومية مرتبط بعقيدة السيادة ، والذي يؤكد على الحق المطلق لكل دولة في إتباع الخطوة المستقلة بفعل لا مبالٍ للعواقب وأن تفعل ذلك بدون تدخل خارجي لما تعتبره مصلحة حيوية ، وهذا المفهوم كان له أثر كبير في رفض الجهود لتحقيق السلام من خلال المنظمات الدولية أو الفعل الجماعي .
4-الظروف الاقتصادية:
حيث نجد أن هذه الظروف تقف كعائق للسلام مثل الرأسمالية التي تقف ضد الشيوعية وذلك للأسباب التالية:
أ- تزايد التنافسات بين الدول التي تملك والدول التي لا تملك.
ب- ظهور الاستياء من دول العالم الثالث.
ج- الصراع على اكتساب المصادر الطبيعية الحيوية أو السيطرة عليها.
5- الاستحسان الشعبي للعسكرية:
فالعسكرية في أكثر أشكالها المباشرة تتورط بمشاركة القادة العسكريين في عمليات صنع القرار للحكومة ، والتي تجعل وجهات نظرهم واحتياجاتهم هي احتياجات ووجهة نظر الدولة نفسها . وما أن تستعد الدولة للحرب يصبح من السهل استخدام قواتها المسلحة.
- أما أكثر أشكال العسكرية غير المباشرة فتظهر من خلال "مركب الصناعة العسكرية" والتي تربط إلي حدٍ بعيد بين منتجي الأسلحة بأولئك الذين عليهم مسئولية استخدامها. بالإضافة إلي ذلك فإن تنامي الميزانيات العسكرية تجعل الشعب شريك في إنفاق مبالغ مالية ضخمة على الأسلحة مع الازدهار الاقتصادي.
- وأخيراً فإن العسكرية تعجل من سباق التسلح النووي من خلال تنشيط ألعاب الحرب "وسيناريوهات لأسوأ الاحتمالات في الواقع" . ولأولئك الذين يخططون للدفاع القومي يتصورون حتى التهديدات البعيدة، وعندئذ يضعون الخطط المفصلة لكيفية إعاقة هذه الأخطار المدرَكة . والنتيجة هي تطوير لأجيال من أنظمة الأسلحة الجديدة وارتفاع دائم في ميزانيات الدفاع.
6- مأسسة المجتمع الدولي للحرب:
إذ أن الحروب تكون شرعية تحت القانون الدولي لأنها تمثل ما قد أصبح ممارسة مقبولة من الدول القومية . ومن ناحية ثانية فإنه منذ عام 1945 أصبحت الإجراءات الرسمية لإعلان الحرب تُطبق بشكل أقل مع وصف الجيوش كمقاتلين بشكل مجرد في "الأعمال البوليسية" أو" الاشتباكات الدفاعية". ولقد ميزت الأمم المتحدة هذا التحول في المصطلحات الفنية باستخدام عبارة " الصراع المسلح" في تداولاتها مفضلةً بذلك هذه العبارة أكثر من كلمة "حرب" كما أن الأمم المتحدة ما زالت تعترف بأن المواجهات العسكرية ربما تكون شرعية.
7- الشخصية العنيفة:
وتعتبر إحدى المعوقات الخطيرة التي تقلق الجنس البشري ، وللمنظرين عدد من التفسيرات لهذه الرغبة الظاهرة في القتال ، وتدور هذه التفسيرات حول ما إذا كان عنف الشخصية بالفطرة أم بالاكتساب ، فالذين يرون أن عنف الشخصية بالفطرة لهم تفسيران:
أ- أن هذا العنف مرتبط بعمليات تطورية طويلة الأمد والتي تبقى قوية وتنقل جرأتها إلى الأجيال اللاحقة .
ب- أن هذا العنف عبارة عن خاصية جسدية مرتبطة بعمليات بيوكيميائية .
وبالطبع فإن مثل هذه النظريات غير المبرهنة تلقى رفضاً قوياً من معتنقي السلام لأنهم يناقشون العدوانية على أنها مكتسبة أو أنها خاصية مغروسة ثقافياً، وهكذا يمكن أن تتغير الشخصية العنيفة.
8- الاعتقاد الشائع بأن الحروب هي وسائل لحل المشاكل :
وهذه العقبة يدور الجدل حول قبولها إلى حدٍ كبير ؛ لأن منتصري الحروب يكتبون معظم التاريخ، وينسى الناس بأنه لكي يكون هناك فائز فإنه حتماً يوجد خاسر. وهم غالباً يتجاهلون العواقب طويلة الأمد والمتمثلة في أن حرباً واحدة تنتج حرباً لاحقة كما أنهم يحذفون بسرعة – من كتب التاريخ – الخسائر في الأرواح ، الممتلكات، الموارد والمال.
9- التأثير المحدود لأفكار السلام:
وهي العقبة الأخيرة حيث تقتصر الأنشطة والجهود بشكل واسع في شمال أمريكا وغرب أوروبا . وبناء عليه فإن الشعوب والمناطق الجغرافية الواسعة تترك الغير مألوف لديها بالإضافة إلى الإدانات لأولئك الذين يؤمنون بالسلام. وفي هذه الأقاليم تكون الأفكار التي تدور حول الصراع هي المقبولة دائماً، ويواجه القادة السياسيين (غالباً ما لهم خلفية عسكرية ) ضغطاً بسيطاً في تعقب الخيارات الأخرى. وفي أي مكان ينشط فيه عمال السلام يكون تأثيرهم محدوداً في إقناع الناس بأن الحروب ضارة بشكل أساسي ، وأنه هناك بديل لحل النزاعات بشكل سلمي.
يجب ان تكتب اولا
من الموضوع ادناه وفيكى ان تستخلصى افكارا عليها
مفهوم السلم و السلام
في ظل ما يموج به العالم الآن من اضطرابات وتوترات عنيفة تبرز الحاجة إلي دراسة العلاقات المختلفة بين دول العالم من منظور الحرب والسلام، ولقد اهتم العلماء خلال القرن العشرين بدراسة الحروب وكيفية تفاديها خاصة بعد ظهور القوى النووية وأسلحة الدمار الشامل في منتصف القرن العشرين وبروز شبح الإبادة الشاملة للجنس البشري ، فأخذوا يبحثون عن أنسب الطرق والسياسات التي تكفل إقامة نظام سياسي عالمي مسالم ومستقر ، وبالرغم من أن فكرة السلام قديمة قِدَم المجتمع الإنساني إلا أن العلماء اهتموا بنظيرتها -الحرب- أكثر مما اهتموا بالسلام وهكذا فإن الدراسات تنزع إلي التركيز على الحروب كوحدات تحليل أكثر من فترات السلام، كما أن الكلمة نفسها غير متعارف على تعريفها الاسمي فيعرفونها بمقابلة نظيرتها فيقولون ببساطة أن السلام هو عدم الحرب "nonwar " وذلك من وجهة النظر العسكرية والسياسية، أما في اللغة العربية فإن السلام : مصدر (سلم) ويستعمل اسما بمعنى الأمان والعافية والتسليم والتحية، ويرد هذا اللفظ كثيرا في القرآن وأقدم آية ورد فيها لفظ (السلام) هي الآية الخامسة من سورة القدر؛ إذ تقول عن ليلة القدر:" سلام هي حتى مطلع الفجر "[القدر:5] ، والسلام يمكن أن يكون معناه السلامة في الدارين ، وهو يستعمل بهذا المعنى في كلمة "دار السلام " ، والسلام تحية الإسلام في الدنيا وتحية الفائزين بالجنة في الآخرة ، قال تعالى"دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام " [يونس:10] .
والإسلام يدعو للسلام (بمعناه السياسي) وحل الخلافات بالطرق السلمية . قال تعالى" وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله" [الأنفال:61] وهكذا ينص القرآن الكريم على الاحتكام إلي السلام إذا دعا أحد طرفي الصراع إلي ذلك.
تصنيفات السلم و السلام:
هناك تصنيفان للسلام هما:
1- السلام السلبي: ويُعرف بأنه غياب العنف في التجمعات الإنسانية الرئيسية كالأمم (الدول) وأيضاً بين التجمعات العرقية والعنصرية .
2- السلام الإيجابي: ويُعرف بأنه نموذج للتعاون والدمج بين التجمعات البشرية الرئيسية.
وغياب العنف يجب أن لا يكون مربكاً مع غياب الصراع ؛ إذ أن العنف ربما يحدث بدون صراع ، والصراع ربما يُحل بآليات غير عنيفة . والفرق بين هذين النوعين من السلام يُسبب تصنيف رباعي للعلاقات بين دولتين:
1- الحرب: والتي هي عنف جماعي منظم.
2- السلام السلبي: وهو عدم وجود عنف وأيضاً ليس هناك شكل من التفاعل وأحسن وصف لهذه الحالة هو "التعايش السلمي" .
3- السلام الإيجابي: وهو وجود بعض التعاون مع اندلاع عنف عرضي.
4- السلام التام: وهو غياب العنف متضافراً مع نمط للتعاون.
أنماط دعم السلم والسلام:
الكثير من الأفراد في القرن العشرين تحولوا من ما كانوا يدركونه كوسائل تقليدية معادية للحرب ووجهوا أنشطتهم نحو ابتكار مؤسسات موجهه سياسياً وشرعياً لتحقيق عالم مستقر .
1- دعموا تنظيم القانون الدولي من خلال المؤتمرات وبشكل خاص المؤتمرات المعتمدة على مبادئ الصراع ، الفضاء الخارجي والمحيطات.
2- أنشأوا مؤسسات لتطبيق القانون في شكل المحكمة الدائمة للعدل الدولي (1921- 1946) ومحكمة العدل الدولية التي أُسست عام 1946 .
3- عملوا على تطوير وتوسيع مبدأ الحل السلمي للنزاعات من خلال عمليات مُصاغة بشكل واضح للوساطة، التسوية (المصالحة) والتحكيم.
4- وأخيراً ، أنشأوا مؤسسات سياسية في شكل عصبة الأمم (1919- 1946) والأمم المتحدة ، والتي تُناقش فيها الأزمات من خلال اجتماع مفتوح، والاهتمامات الدولية توجه من خلال مجموعة وكالات ، مفوضيات ولجان. وأكثر المنظمات المعروفة دولياً هي منظمة العمل الدولية، منظمة الصحة العالمية ومنظمة الزراعة والأغذية (الفاو) .
- ولقد أرسلت الأمم المتحدة مراقبين عسكريين لبؤر التوتر في كشمير، الشرق الأوسط ، اليونان ولبنان، وابتكرت قوات لحفظ السلام للمساعدة في استقرار قبرص، الشرق الأوسط والكنغو. وبالرغم من العرض الواسع للعمليات الناجحة لحل النزاعات بين الدول الصغيرة،إلا أن عصبة الأمم والأمم المتحدة كشفت عن ضعف خطير في محاكاة هذا النجاح مع الأزمات المتورط فيها قوى عظمى في الوقت الذي ترفض فيه هذه الدول السماح بفعل أمور متعلقة باهتماماتها الخاصة. ومع ذلك عُرضت الأمم المتحدة بشكل واسع كمنظمة أساسية ، فعضويتها شملت عملياً كل الدول ولعبت دور "الوسيط المستقيم" في إحضار الأطراف معاً فوق الاختلافات حتى لو لم تكن متورطة بشكل مباشر . وغالباً ما يدعو الدوليين إلى إصلاح الميثاق لتقوية الأمم المتحدة ، لكن مثل هذه الطلبات بشكل عام ذهبت بدون اكتراث لنقص القبول بين الدول المتنافسة .
- المنظمات الدولية الإقليمية في العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية عكست اتجاه آخر مثل الإتحاد الأوروبي ومنظمة الدول الأمريكية . وهذه المنظمات تبحث في مناطقها الجغرافية حل الخلافات التي لا تتطلب انتباه العالم إليها . وهذا الاتجاه عُرض كعلامة واعدة لأن دول العالم الثالث لا تثق في القواعد ، وسلطة وكالة فوق السلطة الوطنية ومسيطر عليها من القوى العظمى .
- ظهر أيضاً النشاط الواسع في القنوات السياسية الخارجية لمأسسة سلوك دولي فالآلاف من المجتمعات والاتحادات والجمعيات التجارية ، الفكرية ، الثقافية، العلمية والتربوية نمت وازدهرت خلف الحدود القومية . إن بزوغ التعاون الدولي ظهر كإشارة إلى عالم يتم فيه الاعتماد المتبادل بشكل متزايد.
- الاتجاهات الأخرى الجديدة تعكس قلق متنامٍ يدور حول الحرب والظروف التي يمكن أن تؤدى إلى العنف:
1- نموذج النظام العالمي الذي يأخذ على عاتقه بعد التحليل الدقيق للأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية إمكانية تغيير السياسة العامة وبناء عليه يتغير السلوك الاجتماعي وتدعيم الإصلاحات، ويمكن أن تُصاغ نماذج بديلة تجعل المجتمعات تواجه بشكل أكثر فعالية الظلم الدولي ، القمع، الاستغلال ، التلوث، الفجوة بين الغني والفقير، استنزاف الموارد، الزيادة السكانية، سوء أنظمة التوزيع والتحديات العالمية الأخرى .
2- اتجاه آخر مرتبط بأبحاث السلام والتعليم :
أ- أبحاث السلام : هناك المعهد الكندي لأبحاث السلام ، المعهد الاسكتلندي الدولي لأبحاث السلام وهياكل مشابهه يبحثون في قضايا الحرب والسلام بشكل علمي . فهم يبحثون عن إجابات لدوافع الحرب، وتأثير الإنفاق العسكري على الاقتصاد القومي والإقليمي ، كيف يمكن أن نتفادى الحروب ، وتاريخ حركات السلام ووسائلها ، وهم يبحثون عن هذه المفاهيم في العلاقات الدولية والتي فيما يبدو تدفع الجنس البشري تجاه السلوك العدواني .
ب- برامج تعليم السلام : وهي مقتصرة بشكل واسع على الكليات والجامعات التي تسعى لإمدادها بفَهم عميق وتبصر للطبيعة المعقدة للحرب ، هم يأملون في أن يخبروا الجمهور المثقف بالأزمات والخيارات وهكذا يؤثر بشكل مباشر على صناع القرار.
3- وعلى نطاق معاكس فهناك عدد متزايد من "محامي السلام" يعلنون مزايا الأسلحة للمحافظة على استقرار العالم مثل نظرية الردع " توازن الرعب" والتي استخدمت لتبرر أنظمة الأداء النووي ورؤوس الصواريخ مع الجدال بأن الأسلحة لم تصمم أبداً للاستخدام . وأيضاً حروب المناوشات مع أهداف محدودة حوربت باسم السلام خاصة في الأماكن التي ربما تتجنب مواجهة نووية . وجهة نظر السلام من خلال الحرب توحي بأن الأحلام غير مقتصرة على المسالمين المثاليين.
معوقات السلم و السلام: (أسباب الحروب)
إن أولئك الذين ينشدون السلام قد واجهوا العديد من العوائق التي تحول دون السلام أو بعبارة أخرى إن هناك العديد من الأسباب لنشوب الحروب بين دول العالم، هي:
1- العنصرية :
حيث نجد الاعتقاد بتفوق الجنس الأبيض سببا في استعباد الشعوب المختلفة للدول الأوروبية كما أن الاعتقاد بتفوق العنصر الآري كان سببا في نشوب الحرب العالمية الثانية.
2-الاختلافات الثقافية:
حيث تولّد هذه الاختلافات الشك وسوء الفهم والصراع ومنها الأيديولوجيات المختلفة - خاصة الشيوعية والرأسمالية – والتي تنشط المخاوف المنعكسة في توترات الحرب الباردة والحروب المحدودة كما في كوريا وسباق التسلح النووي المستمر والمكثف.
3-القومية وارتباطها بالسيادة:
فمنذ بزوغ الدولة القومية الحديثة في القرن الخامس عشر وكل حكومة تغرس في مواطنيها الإيمان غير المشكوك فيه بصواب قيمهم وتقاليدهم مما جعل الناس يتمنون الموت لأسباب مرتبطة إما بالدفاع عن دولتهم أو بإضافة المزيد من الأراضي لدولتهم.
ونظام الدولة القومية مرتبط بعقيدة السيادة ، والذي يؤكد على الحق المطلق لكل دولة في إتباع الخطوة المستقلة بفعل لا مبالٍ للعواقب وأن تفعل ذلك بدون تدخل خارجي لما تعتبره مصلحة حيوية ، وهذا المفهوم كان له أثر كبير في رفض الجهود لتحقيق السلام من خلال المنظمات الدولية أو الفعل الجماعي .
4-الظروف الاقتصادية:
حيث نجد أن هذه الظروف تقف كعائق للسلام مثل الرأسمالية التي تقف ضد الشيوعية وذلك للأسباب التالية:
أ- تزايد التنافسات بين الدول التي تملك والدول التي لا تملك.
ب- ظهور الاستياء من دول العالم الثالث.
ج- الصراع على اكتساب المصادر الطبيعية الحيوية أو السيطرة عليها.
5- الاستحسان الشعبي للعسكرية:
فالعسكرية في أكثر أشكالها المباشرة تتورط بمشاركة القادة العسكريين في عمليات صنع القرار للحكومة ، والتي تجعل وجهات نظرهم واحتياجاتهم هي احتياجات ووجهة نظر الدولة نفسها . وما أن تستعد الدولة للحرب يصبح من السهل استخدام قواتها المسلحة.
- أما أكثر أشكال العسكرية غير المباشرة فتظهر من خلال "مركب الصناعة العسكرية" والتي تربط إلي حدٍ بعيد بين منتجي الأسلحة بأولئك الذين عليهم مسئولية استخدامها. بالإضافة إلي ذلك فإن تنامي الميزانيات العسكرية تجعل الشعب شريك في إنفاق مبالغ مالية ضخمة على الأسلحة مع الازدهار الاقتصادي.
- وأخيراً فإن العسكرية تعجل من سباق التسلح النووي من خلال تنشيط ألعاب الحرب "وسيناريوهات لأسوأ الاحتمالات في الواقع" . ولأولئك الذين يخططون للدفاع القومي يتصورون حتى التهديدات البعيدة، وعندئذ يضعون الخطط المفصلة لكيفية إعاقة هذه الأخطار المدرَكة . والنتيجة هي تطوير لأجيال من أنظمة الأسلحة الجديدة وارتفاع دائم في ميزانيات الدفاع.
6- مأسسة المجتمع الدولي للحرب:
إذ أن الحروب تكون شرعية تحت القانون الدولي لأنها تمثل ما قد أصبح ممارسة مقبولة من الدول القومية . ومن ناحية ثانية فإنه منذ عام 1945 أصبحت الإجراءات الرسمية لإعلان الحرب تُطبق بشكل أقل مع وصف الجيوش كمقاتلين بشكل مجرد في "الأعمال البوليسية" أو" الاشتباكات الدفاعية". ولقد ميزت الأمم المتحدة هذا التحول في المصطلحات الفنية باستخدام عبارة " الصراع المسلح" في تداولاتها مفضلةً بذلك هذه العبارة أكثر من كلمة "حرب" كما أن الأمم المتحدة ما زالت تعترف بأن المواجهات العسكرية ربما تكون شرعية.
7- الشخصية العنيفة:
وتعتبر إحدى المعوقات الخطيرة التي تقلق الجنس البشري ، وللمنظرين عدد من التفسيرات لهذه الرغبة الظاهرة في القتال ، وتدور هذه التفسيرات حول ما إذا كان عنف الشخصية بالفطرة أم بالاكتساب ، فالذين يرون أن عنف الشخصية بالفطرة لهم تفسيران:
أ- أن هذا العنف مرتبط بعمليات تطورية طويلة الأمد والتي تبقى قوية وتنقل جرأتها إلى الأجيال اللاحقة .
ب- أن هذا العنف عبارة عن خاصية جسدية مرتبطة بعمليات بيوكيميائية .
وبالطبع فإن مثل هذه النظريات غير المبرهنة تلقى رفضاً قوياً من معتنقي السلام لأنهم يناقشون العدوانية على أنها مكتسبة أو أنها خاصية مغروسة ثقافياً، وهكذا يمكن أن تتغير الشخصية العنيفة.
8- الاعتقاد الشائع بأن الحروب هي وسائل لحل المشاكل :
وهذه العقبة يدور الجدل حول قبولها إلى حدٍ كبير ؛ لأن منتصري الحروب يكتبون معظم التاريخ، وينسى الناس بأنه لكي يكون هناك فائز فإنه حتماً يوجد خاسر. وهم غالباً يتجاهلون العواقب طويلة الأمد والمتمثلة في أن حرباً واحدة تنتج حرباً لاحقة كما أنهم يحذفون بسرعة – من كتب التاريخ – الخسائر في الأرواح ، الممتلكات، الموارد والمال.
9- التأثير المحدود لأفكار السلام:
وهي العقبة الأخيرة حيث تقتصر الأنشطة والجهود بشكل واسع في شمال أمريكا وغرب أوروبا . وبناء عليه فإن الشعوب والمناطق الجغرافية الواسعة تترك الغير مألوف لديها بالإضافة إلى الإدانات لأولئك الذين يؤمنون بالسلام. وفي هذه الأقاليم تكون الأفكار التي تدور حول الصراع هي المقبولة دائماً، ويواجه القادة السياسيين (غالباً ما لهم خلفية عسكرية ) ضغطاً بسيطاً في تعقب الخيارات الأخرى. وفي أي مكان ينشط فيه عمال السلام يكون تأثيرهم محدوداً في إقناع الناس بأن الحروب ضارة بشكل أساسي ، وأنه هناك بديل لحل النزاعات بشكل سلمي.