Warning: Function get_magic_quotes_gpc() is deprecated in /home/forumbs/public_html/includes/class_core.php on line 1960
جنائزنا اليوم بين هدي الشريعة والابتداع [الأرشيف] - منتديات بانى ستار

المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جنائزنا اليوم بين هدي الشريعة والابتداع



expresso222
04-22-2008, 03:39 PM
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، ثم أما بعد:
الجنازة: مشتقة من جَنَزَ إذا سَتَرَ.. ذكره ابن فارس وغيره، والمضارع يَجْنِز بكسر النون، والجِنَازة بكسر الجيم وفتحها والكسر أفصح- ويقال بالفتح للميت وبالكسر للنعش عليه ميت، ويقال عكسه. حكاه صاحب المطالع، والجمع: جنائز بالفتح لا غير(1).
وجاء في فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر رحمهم الله جميعًا: والجنائز بفتح الجيم لا غير- جمع جنازة بالفتح والكسر- لغتان، قال ابن قتيبة وجماعة: الكسر أفصح، وقيل بالكسر للنعش وبالفتح للميت، وقالوا: لا يُقال نعش إلا إذا كان عليه الميت(2).
وقول ابن حجر: قال الإمام الزرقاني رحمه الله في شرحه على موطأ الإمام مالك رحمه الله تعالى(3):
ولعل الكثير من الناس لا يحبون الكلام عن الموت وأحواله وما يجري قبله وأثناءه وبعده، ولكنهم لو علموا ما يكون من آثار هذه الأمور كلها ونتائجها لما كرهوا ذلك؛ لأن الموت قدرٌ من أقدار الله جل وعلا واقع لا محالة، ولا هروب ولا تسويف ولا تأخير فيه؛ لأن كل شيء عنده بمقدار، وصدق الله العظيم القائل: http://www.altawhed.com/Images/BRAKET_R.GIFإنا كل شيء خلقناه بقدر (49) وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصرhttp://www.altawhed.com/Images/BRAKET_L.GIF [القمر: 49-50]، وقوله تعالى: http://www.altawhed.com/Images/BRAKET_R.GIFكل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامةhttp://www.altawhed.com/Images/BRAKET_L.GIF [آل عمران:185].
ويأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم ويحضنا على أن نكثر من ذكر الموت حتى تنكسر حدة تعلقنا بالحياة الدنيا الفانية، كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «أكثروا من ذكر هاذم اللذات: الموت».
[صحيح الجامع الصغير وزيادته (1/264) (ح1210]
وفي صحيح الترمذي رحمه الله: «أكثروا ذكر هاذم اللذات: يعني الموت».
[(2/526) حديث (2307)، وقال حديث حسن صحيح]
خلق الموت والحياة

خلق الله جل وعلا الخلق لعبادته خاصة من جن وإنس؛ قال تعالى: http://www.altawhed.com/Images/BRAKET_R.GIFوما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدونhttp://www.altawhed.com/Images/BRAKET_L.GIF [الذاريات: 56].
وما خُلق هؤلاء وغيرهم ليخلدوا في هذه الحياة، فإن لها نهاية، يعلمها الله وحده، ولكل مخلوق أجلهُ فيها.
وخلق الله الموت كما خلق الحياة للابتلاء ليرى- وهو أعلم بما كان وما سيكون- أيُّ الخلق أحسن عملاً، وصدق الله العظيم إذ يقول: http://www.altawhed.com/Images/BRAKET_R.GIFتبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير (1) الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفورhttp://www.altawhed.com/Images/BRAKET_L.GIF [الملك: 1، 2].
وكان هديه صلى الله عليه وسلم في الجنائز مخالفًا لما كان عليه سائر الأمم السابقة؛ مشتملاً على الإحسان إلى الميت ومعاملته بما ينفعه في قبره ويوم معاده وعلى الإحسان إلى أهله وأقاربه، وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في الجنائز إقامة العبودية للرب تبارك وتعالى على أكمل الأحوال، والإحسان إلى الميت وتجهيزه على أحسن أحواله وأفضلها، ووقوفه صلى الله عليه وسلم وأصحابه صفوفًا يحمدون الله تعالى ويستغفرونه - ويسألون له المغفرة والرحمة والتجاوز عنه - ثم المشي بين يديه إلى أن يُودِعَهُ حفرته، ثم يقوم هو وأصحابه على قبره سائلين له التثبيت أحوج ما كان إليه العبد الميت، ثم يتعاهده بالزيارة إلى قبره والسلام عليه والدعاء له، وكان ذلك من هديه صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث الصحيح: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : «كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها، فإنها تُرق القلب، وتدمع العين، وتذكر الآخرة، ولا تقولوا هجرًا».
[صحيح الجامع: 2/841، ح: 4584]
والهُجْرُ: القبيح من الكلام، وأهجر به: استهزأ، وأهجر في نومه ومرضه هُجرًا: هَذَى.
ومن هديه صلى الله عليه وسلم في ذلك تعاهد المريض في مرضه وتذكيره بالآخرة وأمْرُِهِ بالوصية والتوبةِ وأمر من حضرهُ بتلقينه شهادة أن لا إله إلا الله، لتكون آخر كلامه، ثم النهي عن لطم الخدود، وشق الجيوب، وحلق الرؤوس ورفع الصوت بالندب والنياحة وتوابع ذلك، وسنّ صلى الله عليه وسلم الحزن على الميت والبكاء عليه بكاءً لا صوت معه، وحزن القلب، وكان صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك ويقول كما جاء في جزء الحديث الحسن: «تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يُسخط الرب».
[صحيح الجامع: 1/565 ح: 2932، 1344]
ولذلك كان صلى الله عليه وسلم أرضى الخلق بقضاء الله تعالى وأعظمهم له حمدًا، وبكى مع ذلك يوم مات ابنه إبراهيم رأفةً منه ورحمة للولد ورقةً عليه، والقلبُ ممتلئ بالرضا عنه عز وجل وشكره، واللسانُ منشغل بذكره وحمده.
هذا هو هَدْي نبينا صلى الله عليه وسلم ، ولابد من الاقتداء به في قوله وفعله وأمره، لأنه القدوة والمثل لنا ولمن قبلنا ولمن يأتي بعدنا إلى قيام الساعة، وصدق الله العظيم القائل: http://www.altawhed.com/Images/BRAKET_R.GIFلقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراhttp://www.altawhed.com/Images/BRAKET_L.GIF [الأحزاب: 21].
وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بإحسان الظن عند الموت بالله سبحانه كما في الحديث الصحيح عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : «لا يموتن أحدٌ منكم إلا وهو يُحسن الظن بالله تعالى».
[صحيح الجامع 2/1286 ح: 7792]
ولا يجب عليه أن يتمنى الموت للخلاص من آلام المرض وشدته كما سبق أن ذكرنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك آنفًا.
وإذا كانت عليه من الحقوق للناس فليؤدها إلى أصحابها إن تيسر له ذلك وإلا أوصى أهله بذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو ماله فليؤدها إليه قبل أن يأتي يوم القيامة لا يُقبل فيه دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذ منه وأعطي صاحبه وإن لم يكن له عمل صالح أُخذ من سيئات صاحبه فحملت عليه»(5).
فضل سداد الدين عن الميت

نختم هذه المقالة بحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما- الصحيح- الذي رواه الحاكم والبيهقي والطيالسي وأحمد بإسناد حسن كما قال الهيثمي، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، قال: «مات رجل، فغسلناه وكفنّاه وحنطناه، ووضعناه لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث توضع الجنائز عند مقام جبريل، ثم آذنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه فجاء معنا فتخطى خُطىً، ثم قال: لعلّ على صاحبكم دينًا؟ قالوا: نعم، ديناران، فتخلف، قال: صلوا على صاحبكم، فقال له رجل منا يقال له (أبو قتادة): يا رسول الله، هُما عليَّ، فجعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: هما عليك وفي مالك، والميت منهما بريء؟ فقال: نعم، فصلى عليه، فجعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا لَقِيَ أبا قتادة يقول- وفي رواية ثم لقيه من الغد- فقال: ما صنعت الديناران؟ قال: يا رسول الله، إنما مات أمس، حتى كان آخر ذلك».
وفي الرواية الأخرى: ثم لقيه من الغد فقال: ما فعل الديناران؟ قال: قد قضيتهما يا رسول الله، قال: «الآن حين بردت عليه جلده» أي بسبب رفع العذاب عنه بعد وفاء دينه(6).
وفي رواية النسائي رحمه الله بعد ذكر سداد الدين عن الميت جاء فيها: فلما فتح الله على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: «أنا أوْلى بكل مؤمن من نفسه، مَن تَرَك دينًا فعليَّ، ومن ترك مالاً فلورثته»(7).
(1) صحيح مسلم بشرح النووي (6/194). (2) فتح الباري (3/131).
(3) شرح الزرقاني على موطأ مالك (3/2). (4) صحيح سنن أبي داود (2/271 ح: 3090).
(5) أحكام الجنائز (4). (6) أحكام الجنائز (16).
(7) سنن النسائي (314 ح: 1962).

إعداد/ راشد عبد المعطي

elbish
04-22-2008, 05:50 PM
مشكووووووووووووووووووووووووووووووور