Warning: Function get_magic_quotes_gpc() is deprecated in /home/forumbs/public_html/includes/class_core.php on line 1960
الأسرة المسلمة في ظلال التوحيد [الأرشيف] - منتديات بانى ستار

المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأسرة المسلمة في ظلال التوحيد



expresso222
04-22-2008, 03:21 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.. وبعد:
فإن أعظم كلمة نُعِدها لدنيانا وأخرانا «لا إله إلا الله» وقد قال سيد البشر صلى الله عليه وسلم : «خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير». ولعظمة هذه الكلمة عُصِمت بها دماء، وحُفِظت بها فروج وأموال، وفُصِل بها بين ملة الإسلام وسائر الملل، وعُرف بها المسلم من الكافر، ولعظمتها أمر الإسلام بتعظيمها وصيانتها.

النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه تعظيم كلمة لا إله إلا الله

عن المقداد بن عمرو الكندي رضي الله عنه وكان حَلِيفًا لبني زهرة، وكان ممن شهد بدرًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيتَ إن لقيتُ رجلا من الكفار فاقتتلنا، فضرب إحدى يديَّ بالسيف فقطعها، ثم لاذ مني بشجرة فقال: أسلمت لله! أقتله يا رسول الله بعد أن قالها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تقتله». فقال: يا رسول الله؛ إنه قطع إحدى يدي ثم قال ذلك بعد ما قطعها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تقتله؛ فإن قتلتَه فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال». [صحيح البخاري ج4 ح7246] ومعنى لاذ مني: تحيَّل في الفرار مني واستتر خلف شجرة واعتصم بها. ومعنى فإنه بمنزلتك: أي محقون الدم يُقتل قاتله قصاصًا. ومعنى وإنك بمنزلته: أي مُهدَر الدم تُقتَل قصاصًا لقتلك مسلمًا.
فسبحان الله! هذا المقداد بن عمرو على مكانته الاجتماعية ومنزلته في الأمة الإسلامية؛ فهو ممن شهد بدرًا، وقد غفر الله تعالى لكل من حضر وقعة بدر، ولم تُغن كل هذه السوابق والمنازل عن إحقاق الحق، وإلزامه بالقسط؛ بتطبيق شرع الله وإعمال النصوص الشرعية بعيدًا عن الاجتهادات المقابلة للنص، وبمعزل عن الظنون والترجيحات، والعواطف والانفعالات.
ومع أن كل شواهد هذه القصة المفترضة تشير إلى ذلك الرجل الكافر الذي افترض المقداد أنه ضرب يده فقطعها عدو للمقداد وللدين والملة؛ وما قال قولته وشهد شهادته إلا تعوُّذًا واستجارة من القتل وخوفًا؛ إلا أنه يبقى أقوى شاهد من بين هذه الشواهد وهو قول الرجل: لا إله إلا الله، والذي يُعَد صدقه فيها وإيمانه بها من أضعف الاحتمالات؛ ومع هذا حكم به النبي صلى الله عليه وسلم وجعل موته بعد قولها موتًا على الإسلام؛ ولذلك قال المقداد: «فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله». ومعلوم أن منزلة المقداد قبل قتله الرجل أنه كان معصوم الدم لكونه مسلمًا، ثم صار مهدَر الدم مثل الرجل قبل أن يقول لا إله إلا الله.
أما قصة أسامة وهي مثل هذه القصة فإنها حدثت حقيقة:
فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: بَعَثَنَا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحُرقة (حي من أحياء العرب)، فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله؛ فكف الأنصاري عنه، فطعنْتُه برمحي حتى قتلتُه، فلما قدمنا بلغ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: «يا أسامة؛ أقتلتَهُ بعد ما قال لا إله إلا الله»؟ قلت: كان متعوذًا، فما زال صلى الله عليه وسلم يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.
[صحيح البخاري ج4 ح1204 ومسلم وغيرهما]
وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأسامة: «.. لِمَ قتلته؟ قال: يا رسول الله؛ أوجع في المسلمين وقتل فلانًا وفلانًا - وسمى له نفرًا - وإني حملْتُ عليه، فلما رأى السيف قال لا إله إلا الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أقتلته»؟ قال: نعم، قال: «فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة»؟ قال: يا رسول الله: استغفر لي، قال: «وكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة»؟ قال: فجعل لا يزيد على أن يقول: «كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة»؟ [صحيح مسلم ج1 ح79]
وفي هذا النص يظهر مدى تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم لكلمة الحق «لا إله إلا الله» وعدم قبوله من أسامة أي شيء يضادها، كما يظهر استجابة أسامة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومعرفته خطأه وإقراره به واعتذاره عنه، حتى أنه قال: يا رسول الله؛ استغفر لي.
وفي النص دلالة عظمى على عدم تحكيم العواطف وتقديمها على النصوص، أو تغليب الظنون على أمر الله العظيم.
وهذا النص عبرة واضحة وهدي مبين للذين يدفعهم حماسهم إلى تجاهل النص المبين ظنًا منهم أن الزيادة في الحماس والإفراط في الغيرة، ونية العمل للإسلام ومصلحة الدعوة؛ كل ذلك يشفع في تجاوز النصوص وتخطِّيها وإهمالها، والله غفور رحيم! والصحيح: http://www.altawhed.com/Images/BRAKET_R.GIFفاستقم كما أمرتhttp://www.altawhed.com/Images/BRAKET_L.GIF و http://www.altawhed.com/Images/BRAKET_R.GIFإنما يتقبل الله من المتقينhttp://www.altawhed.com/Images/BRAKET_L.GIF.
ـ وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: حدثني محمود بن الربيع رضي الله عنه قال: قدِمْتُ المدينة فلقيت عتبان بن مالك فقلت: حديث بلغني عنك، قال: أصابني في بصري بعض الشيء، فبعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أحب أن تأتيني فتصلي في منزلي فأتخذه مصلى، قال: فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ومن شاء الله من أصحابه فدخل وهو يصلي في منزلي، وأصحابه يتحدثون بينهم (أي في ما يلقون من المنافقين)، ثم أسندوا عُظْم ذلك وكِبْره (أي نسبوا شدة أفعال المنافقين) إلى مالك بن دخشم قالوا: وَدُّوا أنه (أي النبي ِ) دعا عليه فهلك، وودوا أنه أصابه شر، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة وقال: «أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟» قالوا: إنه يقول ذلك وما هو في قلبه، قال: «لا يشهد أحد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فيدخل النار أو تَطْعَمه». قال أنس: فأعجبني هذا الحديث فقلت لابني: اكتبه فكتبه. فكانوا يتذاكرون المنافقين وقبيح فعالهم فذكروا منهم مالك بن الدخشم فصحح لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم القول فيه وأن قلبه مؤمن. [صحيح مسلم ج1 ص16]
أما رواية البخاري فهي توضح زيادة في سبب صلاة عتبان في بيته؛ فمع إصابته في بصره فهو يعالج الأمطار والسيول في الوادي وهي تحول بينه وبين مسجد قومه، قال أنس: أخبرني محمود بن الربيع الأنصاري أن عتبان بن مالك وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرًا من الأنصار أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله؛ قد أنكرتُ بصري وأنا أصلي لقومي، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم، ووددت يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى، قال: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : «سأفعل إن شاء الله» قال عتبان: فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر حين ارتفع النهار، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له فلم يجلس حتى دخل البيت، ثم قال: «أين تحب أن أصلي من بيتك؟» قال: فأشرت له إلى ناحية من البيت، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبَّر فقمنا فصففنا فصلى ركعتين ثم سلم، قال: وحبسناه على خُزَيْرة (لحم يُقطَّع قطعًا صغارا) صنعناها له، قال، فثاب في البيت رجال من أهل الدار ذوو عدد فاجتمعوا، فقال قائل منهم: أين مالك بن الدخيشن أو ابن الدخشن؟ فقال بعضهم: ذلك منافق لا يحب الله ورسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تقل ذلك؛ ألا تراه قد قال لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله؟ » قال: الله ورسوله أعلم، فإنا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله». [صحيح البخاري ج1 ح514]
ويلحق بما تقدم ما يحدث من غيبة بعض الناس والخوض في أعراضهم وسيرتهم وسبهم والتهكم منهم وعليهم، والتندر بأفعالهم في المجالس بزعم أنهم أصحاب كيد وألاعيب، يبدر منهم دائمًا القبيح المعيب. وبالنظر فيما سبق من الأحاديث يُعرف مدى التجاوز للهدي النبوي بغيبة الناس والوقوع في أعراضهم. وقد يكون المرء حقيقة لا يساوي شيئًا في ميزان العدل والحق والخُلُق؛ لكن ظاهر الإسلام يحرم دمه وماله وعرضه، فلا حاجة أن نكسب الآثام فيمن لا يساوي في نظرنا شيئًا، ما دام يلفظ بلا إله إلا الله ويأتي بظاهر الإسلام والله حسيبه، وحسابه عليه، وإلا فكيف نصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟!

الاستسلام لأمر الله تعظيم لكلمة لا إله إلا الله

ومن تعظيم كلمة لا إله إلا الله التسليم لله سبحانه باتباع أمره واجتناب نهيه. قال تعالى: http://www.altawhed.com/Images/BRAKET_R.GIF...وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمونhttp://www.altawhed.com/Images/BRAKET_L.GIF [هود:41]. وقد حرم الإسلام التبني ونهى عن نسبة الولد لغير أبيه فحرم ذلك تحريمًا قاطعًا وعلى كل من قال لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله أن يعلن التسليم له جل وعلا فيكون حاله ومقاله سمعنا وأطعنا، تعظيما لحرمات الله، http://www.altawhed.com/Images/BRAKET_R.GIFذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوبhttp://www.altawhed.com/Images/BRAKET_L.GIF [الحج:03] ولا يصلح أن يكون ضعف الإيمان عند كثير من الناس وقلة خبرتهم بالشريعة الغراء ورغباتهم الشخصية والنفسية حائلاً ومانعًا من تنفيذ شرع الله أو على الأقل إجراء تعديلات وتحسينات على النصوص الشرعية بدعوى المصلحة والحالة النفسية كما حدث مع مثل هذه المرأة التي تقول: ليس عندي أولاد، وقد توفي زوجي، وأريد أن أتبنى طفلة صغيرة أربيها وأكتسب فيها أجرًا عند الله تعالى، لكني أخشى عندما تكبر هذه البنت وتكتشف أنها ليست ابنتي ولا ابنة زوجي المتوفى، سيكون في ذلك تدمير لنفسيتها في وسط مجتمع لا يقدر فيه كثيرون ظروف أمثالها، وعليه فأريد أن أسجلها في الأوراق الرسمية باسم زوجي أو اسم والدي مع تغيير بسيط في الاسم الأخير أو الاسم قبل الأخير بحيث لا أكون سميتها باسمنا كاملاً، ولا جعلتها تشك في نسبتها إلينا عند كبرها وبذلك لا تتعرض في المجتمع للأزمات النفسية التي تحطم مستقبلها وتدمر شخصيتها، والله سبحانه وتعالى يعلم بِنِيَّتِي أنني لم أنسبها إليّ كأم ولكنها مجرد أوراق لتحقيق مصلحة هذه البنت.
والجواب والصواب في هذه الحالة وأمثالها أن تحري الشرع وتنفيذه هو السبيل لحل كل مشكلة تواجه المرء في حياته، خاصة وأن مثل هذه المشكلة نزل بشأنها قرآن، وأثيرت في عصر نزول القرآن بصورة واسعة، وحسم القرآن فيها القول، ورفض رفضًا تامًا تسمية الدعيّ ولدًا كما أنه لا تكون الزوجة أبدًا أُمّا. وقد امتثل المسلمون الأوائل لهذا الأمر الرباني فآمنوا به وحكموا به على أنفسهم ولم يكن في صدورهم حرج مما قضى الله وسلموا تسليما، علما منهم ويقينًا أن الله يعلم وهم لا يعلمون، وهو عليم حكيم خبير، أرحم منهم بخلقه، والحنان من لدنه أعظم وأكمل من حنانهم على أنفسهم، وما أصابنا من الحسنات والخير فمنه سبحانه، وما أصابنا من مصيبة فبما كسبت أيدينا. فحرم الله تعالى التبني حرمة يقينية أبدية لا يحلها تغير أخلاق الناس وبُعدهم عن شرع الله، ولا يبيحها عاطفة جياشة أو الشفقة على الآخرين. قال الله تعالى: http://www.altawhed.com/Images/BRAKET_R.GIFما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الـحق وهو يهدي السبيل (4) ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيماhttp://www.altawhed.com/Images/BRAKET_L.GIF [الأحزاب:4-5]. والحمد لله رب العالمين