Warning: Function get_magic_quotes_gpc() is deprecated in /home/forumbs/public_html/includes/class_core.php on line 1960
ابن فضلان ( ق 4هـ / 10 م ) [الأرشيف] - منتديات بانى ستار

المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابن فضلان ( ق 4هـ / 10 م )



ORED_ELGANA
04-22-2008, 07:37 AM
ابن فضلان ( ق 4هـ / 10 م )

أحمد بن فضلان بن العباسي بن راشد بن حماد. الجغرافي الرحالة الفقيه وقد كتب في النبات وبخاصة في البلاد التي زارها. وقد عاش في القرنين الثالث والرابع الهجريين / التاسع والعاشر الميلاديين. ولم تذكر الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم له تاريخ ميلاد ولا وفاة ولا سيرة حياة.
وكان ابن فضلان على ثقافة دينية واسعة وأدب رفيع وأسلوب جميل، وعلى ورع وخلق وحب لنشر الإسلام وصدق في الحديث والأخبار، وعلى سنه المتقدمة وما فيه من سذاجة وبراءة فقد اختاره الخليفة العباسي الثامن عشر المقتدر بالله سفيرا له لدى ملك الصقالبة من سكان الشمال في أوربا على أطراف نهر الفولجا ولهذه السفارة التي قام بها ابن فضلان قصة.

فقد أرسل بلغار نهر الفولجا (نهر أشل عند العرب) وفدا إلى الخليفة المقتدر بالله يرأسه عبد الله بن باشتو الخزي من قبل ملك الصقالبة ، وطلب رسول هذا الملك من الخليفة المقتدر أن يرسل لملك الخزر بعثة من قبله تفقهه وشعبه في الدين، وتعرفه شرائع الإسلام وتنشئ له في عاصمته مسجدا به منبر تقيم عليه الدعوة للخليفة العباسي، وتبني له حصنا يتحصن به من ملوك الخزر المناوئين له والذين يفرضون عليه وعلى شعبه المسلم الجزية واتخذ المقتدر العدة لهذه الرحلة إلى عاصمة ملك الصقالبة، واختار رجال بعثته في هذه الرحلة سوسن الرُّسي رئيسا لها، وتُكين التركي الذي يجيد لغة الأتراك في البلاد التي ستمر بها البعثة في طريقها إلى نهر الفولجا، وبارس الصقلبي الذي يجيد لغة الصقالبة، ومعهم ابن فضلان كفقيه على خلق ذي خبرة.


وغادر ابن فضلان بغداد عام 309 هـ /921 م ودليله هو رسول ملك الصقالبة، وصحب ابن فضلان بعثة الخليفة المقتدر من بغداد متجها شرقا ثم شمالا مارا بإقليم الجبال فهمذان فالري (قرب مدينة طهران) ونيسابور ومرو، واتجه مع البعثة إلى نهر جيحون (آموداريا الآن) إلى أن بلغ مدينة بخارى، والتقى ابن فضلان في هذه الرحلة بالعالم الجغرافي الشهير الجيهاني وزير السامانيين، ثم تابع ابن فضلان رحلته مع البعثة في الطريق إلى خوارزم عند بحر آرال وعبر هضبة أوست أورت ثم نهر إيما (يابق عند العرب) حتى وصل إلى حوض نهر الفولجا ومدينة جانبان عاصمة ملك الصقالبة 310 هـ /922 م بعد رحلة استمرت في الذهاب أحد عشر شهرا لاقى فيها ابن فضلان ورجال البعثة مصاعب جمة وأهوالا مذهلة.
وإثر ع ودة ابن فضلان إلى بغداد بعد أن حقق مع رجال البعثة الغاية من سفرهم عكف ابن فضلان على تأليف كتاب: رسالة ابن فضلان في وصف الرحلة إلى بلاد الترك والخزر والروس والصقالبة وقد سجل ابن فضلان أحداث الرحلة ومشاهدها من بلاد وأماكن وأنهار في وصف جميل بارع يضعه في الصف الأول من الرحالة الجغرافيين الأدباء، فجمع بذلك بين فن الرحلات والجغرافيا الطبيعية. ولم يكتب ابن فضلان شيئا عن تاريخ عودته مع البعثة أو خط سير رحلة العودة، ربما لأنه عاد من نفس خط ذهاب البعثة، وربما كانت لرسالته خاتمة ضاعت مع سيرة حياة ابن فضلان نفسها. وفي هذه الرسالة قدم ابن فضلان صورة حية لعصره وللظروف السياسية في العالم الإسلامي، وللعلاقات بين بلاد الإسلام والبلاد المجاورة لها أواسط آسيا، أو الأصقاع البعيدة التي كانت تمثل أطراف العالم المتمدن في ذلك العصر مثل حوض نهر الفولجا. وتحفل رسالة ابن فضلان بمادة إثنوجرافية جميلة جزيلة الفائدة، ومتنوعة بصورة فريدة، فقد اهتم في رسالته بعدد القبائل التركية البدوية المنتشرة في فيافي آسيا الوسطى، وبعدد الشعوب التي كانت تلعب آنذاك دورا أساسيا في تاريخ أوربا الشرقية مثل شعوب البلغار والروس والخزر ،فكان ابن فضلان من أوائل الجغرافيين العرب الذين وصفوا الأماكن المجهولة جغرافيا وسكانيا في قارة آسيا .
و تحدث ابن فضلان عن النباتات التي شاهدها في البلاد التي زارها أو مر بها، وعن الدواب والمتاع والسلاح في أسلوب قصصي سلس ولغة حية مصورة وروح دعابة غير متعمدة تتمثل فيما رواه من نوادر الشعوب وعاداتهم وتقاليدهم وقد قدم ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان ملخصا لرحلة ابن فضلان في حديثه عن مدينة مشهد وهي المدينة التي عثر بها على مخطوط رسالة ابن فضلان.