expresso222
04-22-2008, 12:51 AM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.....أما بعد.
من عظيم فضل الله على عباده أنه لم يحاسبهم على جميع ما يسمعون .وذلك لأن الأذن مفتوحة على الدوام ولا يمكن اغلاقها ،بل إنه على العكس يأخذ حسنات ويزداد قرباً من الله إذا انكر قلبة ولسانة ما قد يسمعه من منكر القول وزورا .
وجعل الله سبحانه وتعالى للعين أمور معينة على بعدها عما ترى من منكر فجعلها مرتبطة بعنق سهل الحركة،يمنة ويسرة ،حتى يمكنه أت يصرف عينه عما لا يريد، وجعل له جفن يغلقه على عينة حتى لا يرى ما يسوءه ،لذلك لا يحاسب العبد على نظرة الفجئة ، بل يحاسبه الله عما ترك بصره يتمعن ويسترسل فيه .ويقول صلى الله عليه وسلم (لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى،وليست لك الآخرة).
حين ذلك نأتى الى حاسة الكلام وهي حاسة تميز بها الانسان عن غيره من المخلوقات ،وميزه الله بها،فنجد الحق جل وعلا قد حكم فيه حكماً قوياً شديدا فقال في محكم التنزيل (ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد).
وملائكة الله عز وجل لا تترك كلمة صغرة أو كبيرة الا كتبت وذلك ليحاسب العبد عنها امام الله عز وجل ،
لذلك جعل الله الاصل في الأذن الفتح دائماً،والاصل في العين الفتح دائماً الا اليسير .
أما الأصل في اللسان الذي يتحرك في الفم فالأصل فيه الاغلاق،لذلك لا يفتح الا لحاجة من كلام او طعام أو ما شابه ذلك،فهو محكم الغلق بفكين قويين من أقوى عضلات الجسم،وشفتان من أعظم العضلات.
---والكلمة المنطوقة قد تخرج من فم وفيها سبق لسان ،أما الكلمة المكتوبة إن كان فيها سبق قلم ،فإن المراجعة تنفي وقوع هذا الخطاء الغير مقصود ،فما تكتبه بعض المجلات والجرائد من أن (الكلمة المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأى الصحيفة وإنما يعبر عن راي كاتبه) لا يعفي صاحب الباب من المسؤلية أمام الله ،وذلك لأنه فتح باب النشر،ولأن ما ينشر يعبر عن الاتجاه العام للاصدار
اذا تم نشر اراء قد حسم القول فيها من قبل المتخصصين ،فلا مجال للرأي فيها لأحد عند ذلك ،ومنها ما قد يكون للرأى فيه مكان وتتفاوت فية الاقوال والاجتهادات والاراء كأمور السياسة والاجتماع والاقتصاد والتعليم والثقافة وغير ذلك ، اما القضايا الشرعية فهي من أكثر المسائل ضبطا ، فلا مجال للرائ فيها ، انما هو الوحي سواء كان قرآن او سنة .
وكما يقال (نصف طبيب يفسد الابدان، ونصف فقيه يفسد البلدان،ونصف نحوي يفسد اللسان، ونصف أصولى يفسد الأديان) .
لذلك اعلم ايها القارئ اللبيب أن الكلمة امانة ،فان كانت موفقه وصحيحة وقعت منها الهداية ،وكتب لك بها الأجر والثواب ،وان كانت مضلة ووقع منها وبسببها اضلال كتب عليك من الاثم بقدر من أضلتهم هذه الكلمة.
ويجدر بنا هنا ان نذكر بقوله صلى الله عليه وسلم (إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله لها بها رضوانه إلى يوم يلقاه وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه)
وقوله صلى الله عليه وسلم(إن العبد ليتكلم بالكلمة ينزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب )
وقوله(إن الرجل ليتكلم بالكلمة منء سخط الله . لا يرى بها بأسا . فيهوي بها في نار جهنم سبعين خريفا) وقوله(ان الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك بها جلساءه يهوى بها من أبعد من الثريا
)وقوله (ان الرجل ليتكلم بالكلمة وما يرى انها تبلغ حيث بلغت يهوي بها في النار سبعين خريفا)
فالحذر كل الحذر من نشر أي كلام يؤخذ من هنا او هناك بدون تفحص وتدقيق لقوله صلى الله عليه وسلم (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع)
فالكلمة منها ما هو هادى ومنها ما هو مضلل ويثير الشبهات والشهوات .
اعتذار أقبح على النشر
وقد أحسن ا/جمال سلطان حيث قال: عندما تأتي إلى صحابي جليل من العشرة المبشرين بالجنة ثم تقول أنه خاض القتال ضد أهل الحق وأراق الدم الحرام وضرب أعناق إخوانه من الصحابة في قتال مرير وكل ذلك من أجل أن يحصل لابنه على منصب مرموق في رأس السلطة ، هل هذا الكلام يمكن أن نقول أنه تقييم سياسي ، أم أنه بذاءة وسفاهة وسفالة ، تتعرض لصلب دين ذلك الصحابي الجليل ومروءته ، وتتهمه بأنه باع دينه بدنياه ، وأسوأ من ذلك أن يكون هذا الصحابي هو واحد من عشرة في بني البشر أجمعين بشرهم النبي الكريم بالجنة ، فيأتي شاب تافه لكي ينسب إليه أنه باع الجنة التي وعد بها من أجل عرض زائل رخيص ، هل هذا تقييم سياسي يا سعادة السفير ؟ ، ثم عندما تتحدث عن صحابي جليل في ثقل ومكانة وحرمة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ذي النورين ، والخليفة المهدي الراشد الثالث ، فتتهمه بأنه تآمر مع أسرته من أجل أن يمكن لهم في مال المسلمين يفعلون به ما يشاؤون وينهبون ما يحبون وكأنهم بعض لصوص البنوك في مصر الآن ، ويقرب أقاربه ويمكن لهم في رأس السلطة دون غيرهم على حساب مصلحة الإسلام والمسلمين ، هل هذا الكلام يدخل أيضا في باب التقييم السياسي أم في باب الشتائم والسخائم والجرائم ضد الإسلام والمسلمين وحرمات أصحاب النبي وكرامتهم ، أقول هذا الكلام لأني فوجئت به وهو منشور في اعتذار حزب الغد عن الجريمة التي ارتكبها في صحيفته ، بما يعني أن أحدا هناك لم يقرأ ما نشر ، أو أنه قرأ ولم يعي خطورة الكلام وتصور أنه متعلق بالملك فاروق مثلا أو السلطان محمد الخامس ، والحقيقة أن هذا الاعتدار هو أقبح من السكوت ، لأنه اعتبر أن السفالة التي نشرت هي وجهة نظر ، وأنها نوع من حرية التعبير والنقد السياسي المباح ، وهو بذلك يدافع عن الجريمة لا أن يدينها ، وهذا غريب جدا ، ثم أن يقول الحزب بأن الصحيفة لا تعبر عن رأي الحزب وليس للحزب سيطرة عليها هو كلام أكثر غرابة ، ويعني أن الحزب "فلتان" وأن صحفه تحولت إلى "بوتيكات" يؤجرها للآخرين ، إن مبلغ علمي أن الصحيفة الحزبية إنما تصدر للتعبير عن اختيارات الحزب وقناعاته ومصالحه ورسالته ، وبهذا المعنى حصلت على ترخيص صدورها ، لم أكن أتمنى أن يصدر مثل هذا الاعتذار عن حزب الغد ، لأنه أثبت أن الحزب متضامن مع الجريمة ، ومؤيد لها ، ومدافع عن المجرمين ، وتصور بعض قادته أن المشكلة كلها كانت في سطر واحد ، في العنوان ، أما أن تشتم الصحابة وتصفهم بأنهم مرتزقة أو سراق المال الحرام أو قتلة وسفاكي الدماء المعصومة ، فهذا كله عادي عند حزب الغد ، ونوع من الاجتهاد .
والغريب في الأمر أن المكتب السياسي للغد ، عقد اجتماعا طارئا لمناقشة تداعيات ما نشر في صحيفته ، لينتهي إلى اعتبار ما نشر "حرية شخصية" ! وأثنى على رئيس تحريره الجديد الذي ارتكب هذه الحماقة ، وذلك إذا افترضنا ـ وهو ما أشك فيه ـ أنه كان حسن النية !
سواء في جريدة الغد أو جريدة الفجر أو الدستور التي لا هم لها إلا نشر الرذيلة والمنكر.
والله الموفق والهادي الى سواء السبيل .
اعده :محمود عثمان
من عظيم فضل الله على عباده أنه لم يحاسبهم على جميع ما يسمعون .وذلك لأن الأذن مفتوحة على الدوام ولا يمكن اغلاقها ،بل إنه على العكس يأخذ حسنات ويزداد قرباً من الله إذا انكر قلبة ولسانة ما قد يسمعه من منكر القول وزورا .
وجعل الله سبحانه وتعالى للعين أمور معينة على بعدها عما ترى من منكر فجعلها مرتبطة بعنق سهل الحركة،يمنة ويسرة ،حتى يمكنه أت يصرف عينه عما لا يريد، وجعل له جفن يغلقه على عينة حتى لا يرى ما يسوءه ،لذلك لا يحاسب العبد على نظرة الفجئة ، بل يحاسبه الله عما ترك بصره يتمعن ويسترسل فيه .ويقول صلى الله عليه وسلم (لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى،وليست لك الآخرة).
حين ذلك نأتى الى حاسة الكلام وهي حاسة تميز بها الانسان عن غيره من المخلوقات ،وميزه الله بها،فنجد الحق جل وعلا قد حكم فيه حكماً قوياً شديدا فقال في محكم التنزيل (ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد).
وملائكة الله عز وجل لا تترك كلمة صغرة أو كبيرة الا كتبت وذلك ليحاسب العبد عنها امام الله عز وجل ،
لذلك جعل الله الاصل في الأذن الفتح دائماً،والاصل في العين الفتح دائماً الا اليسير .
أما الأصل في اللسان الذي يتحرك في الفم فالأصل فيه الاغلاق،لذلك لا يفتح الا لحاجة من كلام او طعام أو ما شابه ذلك،فهو محكم الغلق بفكين قويين من أقوى عضلات الجسم،وشفتان من أعظم العضلات.
---والكلمة المنطوقة قد تخرج من فم وفيها سبق لسان ،أما الكلمة المكتوبة إن كان فيها سبق قلم ،فإن المراجعة تنفي وقوع هذا الخطاء الغير مقصود ،فما تكتبه بعض المجلات والجرائد من أن (الكلمة المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأى الصحيفة وإنما يعبر عن راي كاتبه) لا يعفي صاحب الباب من المسؤلية أمام الله ،وذلك لأنه فتح باب النشر،ولأن ما ينشر يعبر عن الاتجاه العام للاصدار
اذا تم نشر اراء قد حسم القول فيها من قبل المتخصصين ،فلا مجال للرأي فيها لأحد عند ذلك ،ومنها ما قد يكون للرأى فيه مكان وتتفاوت فية الاقوال والاجتهادات والاراء كأمور السياسة والاجتماع والاقتصاد والتعليم والثقافة وغير ذلك ، اما القضايا الشرعية فهي من أكثر المسائل ضبطا ، فلا مجال للرائ فيها ، انما هو الوحي سواء كان قرآن او سنة .
وكما يقال (نصف طبيب يفسد الابدان، ونصف فقيه يفسد البلدان،ونصف نحوي يفسد اللسان، ونصف أصولى يفسد الأديان) .
لذلك اعلم ايها القارئ اللبيب أن الكلمة امانة ،فان كانت موفقه وصحيحة وقعت منها الهداية ،وكتب لك بها الأجر والثواب ،وان كانت مضلة ووقع منها وبسببها اضلال كتب عليك من الاثم بقدر من أضلتهم هذه الكلمة.
ويجدر بنا هنا ان نذكر بقوله صلى الله عليه وسلم (إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله لها بها رضوانه إلى يوم يلقاه وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه)
وقوله صلى الله عليه وسلم(إن العبد ليتكلم بالكلمة ينزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب )
وقوله(إن الرجل ليتكلم بالكلمة منء سخط الله . لا يرى بها بأسا . فيهوي بها في نار جهنم سبعين خريفا) وقوله(ان الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك بها جلساءه يهوى بها من أبعد من الثريا
)وقوله (ان الرجل ليتكلم بالكلمة وما يرى انها تبلغ حيث بلغت يهوي بها في النار سبعين خريفا)
فالحذر كل الحذر من نشر أي كلام يؤخذ من هنا او هناك بدون تفحص وتدقيق لقوله صلى الله عليه وسلم (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع)
فالكلمة منها ما هو هادى ومنها ما هو مضلل ويثير الشبهات والشهوات .
اعتذار أقبح على النشر
وقد أحسن ا/جمال سلطان حيث قال: عندما تأتي إلى صحابي جليل من العشرة المبشرين بالجنة ثم تقول أنه خاض القتال ضد أهل الحق وأراق الدم الحرام وضرب أعناق إخوانه من الصحابة في قتال مرير وكل ذلك من أجل أن يحصل لابنه على منصب مرموق في رأس السلطة ، هل هذا الكلام يمكن أن نقول أنه تقييم سياسي ، أم أنه بذاءة وسفاهة وسفالة ، تتعرض لصلب دين ذلك الصحابي الجليل ومروءته ، وتتهمه بأنه باع دينه بدنياه ، وأسوأ من ذلك أن يكون هذا الصحابي هو واحد من عشرة في بني البشر أجمعين بشرهم النبي الكريم بالجنة ، فيأتي شاب تافه لكي ينسب إليه أنه باع الجنة التي وعد بها من أجل عرض زائل رخيص ، هل هذا تقييم سياسي يا سعادة السفير ؟ ، ثم عندما تتحدث عن صحابي جليل في ثقل ومكانة وحرمة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ذي النورين ، والخليفة المهدي الراشد الثالث ، فتتهمه بأنه تآمر مع أسرته من أجل أن يمكن لهم في مال المسلمين يفعلون به ما يشاؤون وينهبون ما يحبون وكأنهم بعض لصوص البنوك في مصر الآن ، ويقرب أقاربه ويمكن لهم في رأس السلطة دون غيرهم على حساب مصلحة الإسلام والمسلمين ، هل هذا الكلام يدخل أيضا في باب التقييم السياسي أم في باب الشتائم والسخائم والجرائم ضد الإسلام والمسلمين وحرمات أصحاب النبي وكرامتهم ، أقول هذا الكلام لأني فوجئت به وهو منشور في اعتذار حزب الغد عن الجريمة التي ارتكبها في صحيفته ، بما يعني أن أحدا هناك لم يقرأ ما نشر ، أو أنه قرأ ولم يعي خطورة الكلام وتصور أنه متعلق بالملك فاروق مثلا أو السلطان محمد الخامس ، والحقيقة أن هذا الاعتدار هو أقبح من السكوت ، لأنه اعتبر أن السفالة التي نشرت هي وجهة نظر ، وأنها نوع من حرية التعبير والنقد السياسي المباح ، وهو بذلك يدافع عن الجريمة لا أن يدينها ، وهذا غريب جدا ، ثم أن يقول الحزب بأن الصحيفة لا تعبر عن رأي الحزب وليس للحزب سيطرة عليها هو كلام أكثر غرابة ، ويعني أن الحزب "فلتان" وأن صحفه تحولت إلى "بوتيكات" يؤجرها للآخرين ، إن مبلغ علمي أن الصحيفة الحزبية إنما تصدر للتعبير عن اختيارات الحزب وقناعاته ومصالحه ورسالته ، وبهذا المعنى حصلت على ترخيص صدورها ، لم أكن أتمنى أن يصدر مثل هذا الاعتذار عن حزب الغد ، لأنه أثبت أن الحزب متضامن مع الجريمة ، ومؤيد لها ، ومدافع عن المجرمين ، وتصور بعض قادته أن المشكلة كلها كانت في سطر واحد ، في العنوان ، أما أن تشتم الصحابة وتصفهم بأنهم مرتزقة أو سراق المال الحرام أو قتلة وسفاكي الدماء المعصومة ، فهذا كله عادي عند حزب الغد ، ونوع من الاجتهاد .
والغريب في الأمر أن المكتب السياسي للغد ، عقد اجتماعا طارئا لمناقشة تداعيات ما نشر في صحيفته ، لينتهي إلى اعتبار ما نشر "حرية شخصية" ! وأثنى على رئيس تحريره الجديد الذي ارتكب هذه الحماقة ، وذلك إذا افترضنا ـ وهو ما أشك فيه ـ أنه كان حسن النية !
سواء في جريدة الغد أو جريدة الفجر أو الدستور التي لا هم لها إلا نشر الرذيلة والمنكر.
والله الموفق والهادي الى سواء السبيل .
اعده :محمود عثمان