المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحب الضائع



memo
04-11-2009, 10:58 PM
قصة قصيرة ( الحب الضائع )



حين التقينا في الحافلة ؛ كعادتنا كل صباح
كنت أود ان اقول لها صباح الخير
وأجلس على المقعد الخاوى بجوارها
مثلما خططت لذلك طوال الليل
كى أحدثها و أخبرها عما بقلبي تجاهها
علنى بذلك أفتح الباب الموصد بيننا
فأنا اتابعها بنظراتى كل صباح منذ عدة أسابيع منذ رأيتها أول مرة
ولكنى وجدتنى بتوتر شديد أعبر من جوارها الى داخل الحافلة
وأستقر في المقعد الخلفي
و أنا ألوم نفسي ألف مرة
أننى كعادتى دائما أتوتر بشدة كلما حاولت مجرد المحاولة ان أقترب منها
والكلمات تحتبس في حلقى ولسانى كأنه مكبل بأغلال فولاذية
تحول دون ان اتفوه بحرف واحد من الكلمات التى قضيت الليل بطوله أعد فيها
تحسرت على الفرصة الثمينة التى أضعتها
لأنها من المرات القليلة التى يكون بجوارها مقعد خالى
و أقتربت المحطة التى تنزل فيها و نهضت من مكانها و هرولت الى الباب الامامى
وقبل تركها للحافلة التفتت خلفها .....
و تنظر لى
يالهول
انها تنظر لى
لا أصدق
يكاد قلبي يخرج من بين أضلاعي
أنها تنادينى بعينيها
كأنها تدعوننى كى أنزل خلفها
وأنا لن أترك الفرصة تضيع
سأنزل خلفها
انها حتما ستنتظرنى
و استجمعت شجاعتى
ونهضت من مكانى لكى أسعى خلفها
و لأننى نهضت فجأة
اصطدمت بجارى الذي يجلس فى المقعد المجاور
لأنه نهض في نفس اللحظة
فاعتذرت له بسرعة و تجاوزته
وهرولت نحو الباب الأمامى
لكى أنزل خلفها
ونزلت هى و من بعدها بعض الركاب
ثم نزلت أنا
تلفت من حولى فوجدتها تقف تحت شجرة قريبة
وتنظر لى وتبتسم
هذه النظرة وتلك البسمة شجعتنى اكثر و اكثر
و انطلقت اليها وانا ابتسم في توتر
وقلبي يخفق في شدة
وتوقفت امامها على بعد خطوتين
وتنحنحت و...و..
- حبيبى
قالتها بصوت خافت و نظرت الى
واقشعر بدنى و فتحت فمى كي أخبرها بحبي و..و..
- حبيبتى
سمعت صوت خافت من خلفي يقولها
و وجدت الشخص الذى كان يجلس بجوارى في الحافلة يعبرنى
و ينطلق اليها وهى تبتسم في شدة و هو يفتح ذراعيه في شوق
وتلاقت ايديهما بكل حب
وانطلقا معا
وانا اتسمر مكانى
أتابعهما بنظراتى
و احلامى تتبخر من امامى
و قلبى يذرف دما
وسمعت صوت باب الحافلة وهو يغلق
فانتزعنى الصوت من يأسي
و اسرعت الى الحافلة وانا في قمة الغضب
كى أكمل رحلتى الى عملى
الا ان الحافلة
انطلقت فى سرعة
فأخذت أجرى خلفها وانا أشير الى السائق كى يتوقف
حتى لا اضطر الى ركوب حافلة اخري
وأدفع ثمن تذكرة جديدة
ويبقى موت وخراب ديار ..........
النهاية