maghfera
04-02-2009, 06:03 PM
ألا أنبئكم ما العضه ؟ هي النميمة ، القالة بين الناس
1538 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ألا أنبئكم ما العضه ؟ هي النميمة ، القالة بين الناس . رواه مسلم . العضه : بفتح العين المهملة ، وإسكان الضاد المعجمة ، وبالهاء على وزن الوجه ، وروي : العضة بكسر العين وفتح الضاد المعجمة على وزن العدة ، وهي : الكذب والبهتان ، وعلى الرواية الأولى : العضه مصدر ، يقال : عضهه عضها ، أي : رماه بالعضه .
الشرح
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه ( رياض الصالحين ) في باب تحريم النميمة ، فيما نقله عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ألا أنبئكم ما العضه ؟ هي النميمة ، القالة بين الناس . هذا من أساليب التعليم الجيدة وهي أن يلقي المعلم السؤال على المخاطبين للتنبيه ، حتى يستثير أفهامهم ويعطوا الكلام انتباهًا ألا أنبئكم ما العضه والنبأ والخبر في اللغة العربية معناها واحد . والعضة : من القطع والتمزيق ومنه قوله تعالى : الذين جعلوا القرآن # عضين يعني قطعًا وأجزاء ، يؤمنون ببعضه ويكفرون ببعضه فما هي الأداة المفرقة للأمة الممزقة لهم ، قال : هي النميمة : أن ينقل الإنسان كلام الناس بعضهم في بعض من أجل الإفساد بينهم ، وهي من كبائر الذنوب ، وقد كشف للنبي صلى الله عليه وسلم عن رجلين يعذبان في قبورهما ، وأخبر أن أحدهما كان يمشي بالنميمة ، وذلك أن بعض الناس والعياذ بالله يفتن فيكون شغوفًا بنقل الكلام ، كلام الناس بعضهم لبعض ، يتزين بها عند الناس ، يأتي لفلان ويقول لفلان قال فيك كذا وكذا قد يكون صادقًا وقد يكون كاذبًا حتى إن كان صادقًا فإنه حرام ، ومن كبائر الذنوب ، وقد نهى الله تعالى أن يطاع مثل هذا الرجل قال تعالى : http://www.sonnaonline.com/Montaka/..%5Cimages%5CAyaStart.jpg ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم http://www.sonnaonline.com/images%5CAyaEnd.jpgوقال بعض أهل العلم : من نم إليك الحديث نمه منك ، يعني من نقل كلام الناس إليك فإنه ينقل كلامك أنت ، فاحذره ولا تطعه ولا تلفت إليه ، وفي هذا دليل على حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم حيث يأتي بالأساليب التي يكون فيها انتباه المخاطب ، ولاسيما إذا رأى الإنسان من المخاطب غفلة ، فإنه ينبغي أن يأتي بالأسلوب الذي ينبهه ، لأن المقصود من الخطاب هو الفهم والاستيعاب والحفظ ، فيأتي الإنسان بالأساليب المفيدة في ذلك . فإذا قال قائل : إذا كان الشخص ينقل كلام الإنسان في الإنسان نصيحة ، مثل أن يرى شخصًا مغروراً بشخص يفضي إليه أسراره ويلازمه ، والشخص هذا يفضي أسرار صاحبه الذي يفضي إليه أسراره ويخدعه ، فهل له أن يتكلم فيه ؟ فالجواب : نعم ، له أن يتكلم فيه ويقول يا فلان احذر هذا الشخص فإنه ينقل كلامك ويقول فيك كذا وكذا . لأن هذا من باب النصيحة ليس غرضه أن يفرق بين الناس ولكن غرضه أن يسدي النصيحة إلى صاحبه ، والله تعالى يقول : http://www.sonnaonline.com/Montaka/..%5Cimages%5CAyaStart.jpg والله يعلم المفسد من المصلح http://www.sonnaonline.com/images%5CAyaEnd.jpgوالله الموفق
1538 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ألا أنبئكم ما العضه ؟ هي النميمة ، القالة بين الناس . رواه مسلم . العضه : بفتح العين المهملة ، وإسكان الضاد المعجمة ، وبالهاء على وزن الوجه ، وروي : العضة بكسر العين وفتح الضاد المعجمة على وزن العدة ، وهي : الكذب والبهتان ، وعلى الرواية الأولى : العضه مصدر ، يقال : عضهه عضها ، أي : رماه بالعضه .
الشرح
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه ( رياض الصالحين ) في باب تحريم النميمة ، فيما نقله عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ألا أنبئكم ما العضه ؟ هي النميمة ، القالة بين الناس . هذا من أساليب التعليم الجيدة وهي أن يلقي المعلم السؤال على المخاطبين للتنبيه ، حتى يستثير أفهامهم ويعطوا الكلام انتباهًا ألا أنبئكم ما العضه والنبأ والخبر في اللغة العربية معناها واحد . والعضة : من القطع والتمزيق ومنه قوله تعالى : الذين جعلوا القرآن # عضين يعني قطعًا وأجزاء ، يؤمنون ببعضه ويكفرون ببعضه فما هي الأداة المفرقة للأمة الممزقة لهم ، قال : هي النميمة : أن ينقل الإنسان كلام الناس بعضهم في بعض من أجل الإفساد بينهم ، وهي من كبائر الذنوب ، وقد كشف للنبي صلى الله عليه وسلم عن رجلين يعذبان في قبورهما ، وأخبر أن أحدهما كان يمشي بالنميمة ، وذلك أن بعض الناس والعياذ بالله يفتن فيكون شغوفًا بنقل الكلام ، كلام الناس بعضهم لبعض ، يتزين بها عند الناس ، يأتي لفلان ويقول لفلان قال فيك كذا وكذا قد يكون صادقًا وقد يكون كاذبًا حتى إن كان صادقًا فإنه حرام ، ومن كبائر الذنوب ، وقد نهى الله تعالى أن يطاع مثل هذا الرجل قال تعالى : http://www.sonnaonline.com/Montaka/..%5Cimages%5CAyaStart.jpg ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم http://www.sonnaonline.com/images%5CAyaEnd.jpgوقال بعض أهل العلم : من نم إليك الحديث نمه منك ، يعني من نقل كلام الناس إليك فإنه ينقل كلامك أنت ، فاحذره ولا تطعه ولا تلفت إليه ، وفي هذا دليل على حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم حيث يأتي بالأساليب التي يكون فيها انتباه المخاطب ، ولاسيما إذا رأى الإنسان من المخاطب غفلة ، فإنه ينبغي أن يأتي بالأسلوب الذي ينبهه ، لأن المقصود من الخطاب هو الفهم والاستيعاب والحفظ ، فيأتي الإنسان بالأساليب المفيدة في ذلك . فإذا قال قائل : إذا كان الشخص ينقل كلام الإنسان في الإنسان نصيحة ، مثل أن يرى شخصًا مغروراً بشخص يفضي إليه أسراره ويلازمه ، والشخص هذا يفضي أسرار صاحبه الذي يفضي إليه أسراره ويخدعه ، فهل له أن يتكلم فيه ؟ فالجواب : نعم ، له أن يتكلم فيه ويقول يا فلان احذر هذا الشخص فإنه ينقل كلامك ويقول فيك كذا وكذا . لأن هذا من باب النصيحة ليس غرضه أن يفرق بين الناس ولكن غرضه أن يسدي النصيحة إلى صاحبه ، والله تعالى يقول : http://www.sonnaonline.com/Montaka/..%5Cimages%5CAyaStart.jpg والله يعلم المفسد من المصلح http://www.sonnaonline.com/images%5CAyaEnd.jpgوالله الموفق