مشاهدة النسخة كاملة : الدعاء المختار
ahmedaboali
03-31-2009, 04:22 AM
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
اخوة الاسلام
نلتقي من جديد مع جذء اخر من سلسلة
مواضيع باطلة و اخطاء شائعة
( الجذء الثاني )
و موضوع اليوم
>
>
>
ahmedaboali
03-31-2009, 04:22 AM
السؤال:
ما صحة الدعاء المسمى بالدعاء المختاار؟
وهذا هو نصه تقريبا _إن لم يكن فيه أي نقص_
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد القهار العزيز الجبار الرحيم الغفار لا تخفي عليه الأسرار ولا تدركه الأبصار وكل شيء عنده بمقدار لا إله إلا الله الملك الحق المبين ، لا إله إلا الله العدل اليقين ، لا إله إلا الله ربنا ورب آبائنا الأولين ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو علي كل شيء قدير ، لا إله إلا الله إقرار بوحدانيته ، سبحان الله خضوعاً لعظمته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، اللهم يا نور السماوات والأرض ، يا عماد السماوات والأرض ، يا جبار السماوات والأرض ، ياديان السماوات والأرض ، يا وارث السماوات والأرض ، يا مالك السماوات والأرض ، يا عظيم السماوات والأرض ، يا قيوم السماوات والأرض ، يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة ، اللهم لا إله إلا أنت الحنان المنان ، بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام ،..أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأن الجنة حق وأن النار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، الحمد لله الذي لا يرجي إلا فضله ولا رازق غيره ، اللهم إني أسألك في صلاتي ودعائي بركة تطهر بها قلبي ، وتكشف بها كربي ، وتغفر بها ذنبي وتصلح بها أمري وتغني بها فقري ، وتذهب بها شري وتكشف بها همي وغمي وتشفي بها سقمي وتقضي بها ديني ، وتجلو بها حزني ، وتجمع بها شملي ، وتبيض بها وجهي ، يا أرحم الراحمين ..
اللهم إليك مددت يدي ، وفيما عندك عظمت رغبتي فاقبل توبتي وارحم ضعف قوتي واغفر خطيئتي ، واقبل معذرتي واجعل لي من كل خير نصيباً والي كل خير سبيلا..اللهم لا هادي لمن أضللت ولا معطي لما منعت ، ولا مانع لما أعطيت ولا باسط لما قبضت ولا مقدم لما أخرت ولا مؤخر لما قدمت .اللهم أنت الحليم فلا تعجل ، وأنت الجواد فلا تبخل ، وأنت العزيز فلا تذل وأنت المنيع فلا ترام وأنت المجير فلا تضام ،ارزقني توبة خالصة أنال بها رضاك ، وأزل حجاب الغفلة عن قلبي حتى أراك ، اللهم إني أعوذ بك أن أضل في هداك أو أهان في حماك أو أفقر في غناك أو أذل ولك الملك إنك علي كل شيء قدير . اللهم لا تحرمني سعة رحمتك وسبوغ نعمتك ، وشمول عافيتك وجزيل فضلك ولا تمنع عني عطاياك لسوء ما عندي ولا تجازني بقبيح عملي ولا تعاملني بما أنا أهله ولكن عاملني بما أنت أهله ولا تصرف وجهك الكريم عني برحمتك يا أرحم الراحمين . اللهم لا تحرمني وأنا أدعوك ، ولا تخيبني وأنا أرجوك ، اللهم إني أسألك يا فارج الهم ويا كاشف الغم ويا مجيب دعوة المضطرين يا رحمن الدنيا ويا رحيم الآخرة ، ارحمني برحمة تغنيني بها عمن سواك .. اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت ، أنت المقدم وأنت المؤخر والأول والآخر والظاهر والباطن ، عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ، اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها يا رب العالمين ،
اللهم إني أسألك مسألة البائس الفقير وأدعوك دعاء المفتقر الذليل ، لا تجعلني بدعائك رب شقياً ، وكن بي رؤوفاً رحيماً يا بر المسئولين يا أكرم المعطين يا رب العالمين ، اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل اعصمني من فتن الدنيا ووفقني لما تحب وترضي وثبتني بالقول الثابت في الدنيا والآخرة ، ولا تضلني بعد إذ هديتني وكن لي عوناً ومعيناً وحافظاً وناصراً اللهم استر عورتي وأقل عثرتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي ولا تجعلني من الغافلين ، اللهم إني أسألك الصبر عند القضاء ومنازل الشهداء وعيش السعداء والنصر علي الأعداء ومرافقة الأنبياء والفوز بالجنة والنجاة من النار يا رب العالمين ، اللهم إني أسألك يا رفيع الدرجات يا منزل البركات يا فاطر الأرض والسماوات ، يا من ضجت إليك الأصوات بأصناف اللغات لا تبخل علي في دار البلاء إذا نسيني أهل الدنيا والأهل والغرباء ، واعف عني ولا تؤاخذني بذنوبي برحمتك يا أرحم الراحمين ،
اللهم إني أسألك بمحمد نبيك وإبراهيم خليلك وموسى كليمك وعيسي روحك ونجيك وبتوراة موسى وإنجيل عيسي و**ور داوود وفرقان محمد (ص) وبكل وحي أوحيته أو سائل أعطيته أو ضال هديته أسألك باسمك الطاهر المطهر الأحد الصمد الوتر القادر المقتدر ، أن ترزقني بحفظ القرآن والعلم النافع ، سبحا ن الذي تقدس عن الأشباه ذاته ونزه عن مشابهة الأمثال صفاته ، واحد لا من قلة ، موجود لا من علة ، بالبر معروف وبالإحسان موصوف ، أول بلا ابتداء وآخر بلا انقضاء ، ولا ينسب إليه البنون ولا يفنيه تداول الأوقات ولا توهنه السنون ، كل المخلوقات قهر عظمته ، وأمره بين الكاف والنون بذكره أنس المخلصون ، وبرؤيته تقر العيون وبتوحيده ابتهج الموحدون هدي أهل طاعته إلي صراطه المستقيم ، وأباح أهل محبته جنات النعيم وعلم عدد أنفاس مخلوقاته بعلمه القديم ويري حركات أرجل النمل في جنح الليل البهيم ، ويسبحه الطير في وكره ويمجده الوحش في قفره محيط بعمل العبد سره وجهره ، وكفيل للمؤمنين بتأييده ونصره وتطمئن القلوب الوجلة بذكره وكشف ضره ومن آياته أن تقوم الساعة بأمره أحاط بكل شيء علما وغفر ذنوب المسلمين كرماً وحلما ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ،
اللهم اكفنا بما شئت وكيف شئت إنك علي ما تشاء قدير ، يا نعم المولي ويا نعم النصير غفرانك ربنا إليك المصير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت علي نفسك جل وجهك وعز جاهك تفعل ما تشاء بقدرتك وتحكم ما تريد بعزتك يا حي يا قيوم يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام لا إله إلا الله برحمتك نستعين يا غياث المستغيثين أغثنا بجاه محمد (ص) ، ارزقنا يا خير الرازقين ، استرنا يا خير الساترين، أيقظنا يا خير من أيقظ الغافلين ، أصلحنا يا من أصلح الصالحين يا قرة عين العابدين لا إله إلا أنت عدد ما رددت وسبحان الله عدد ما سبح به جميع خلقه سبحان من هو محتجب عن كل عين ، سبحان من هو عالم بما في جوف البحار ، سبحان من هو مدبر الأمور سبحان من هو باعث من في القبور سبحان من ليس له شريك ولا نظير وهو علي كل شيء قدير ، اللهم صلي علي محمد واجعلنا علي الإسلام ثابتين ولفرائضك مؤيدين وبسنة نبيك محمد متمسكين وللزكاة فاعلين ولرضاك مبتغين وبقضائك راضين وإليك راغبين برحمتك يا أرحم الراحمين ، لا إله إلا أنت راحم المساكين ومعين الضعفاء ومثيب الشاكرين الحمد لله جبار السماوات عالم الخفيات منزل البركات قابل التوبات مفرج الكربات كريم مجيد ، اللهم اجعل النور النافع في قلبي وبصري والشياطين منهزمين عني والصالحين قرنائي والعلماء أصفيائي والجنة مأواي والفوز نجاتي ، برحمتك يا أرحم الراحمين ..
اللهم اجعل صباحنا خير صباح ومساءنا خير مساء وأعذنا من كل ذنب لا إله إلا أنت، اللهم يا كبير فوق كل كبير قيا سميع يا بصير يا خالق السماوات والأراضين والشمس والقمر المنير يا عصمة اليائس الخائف المستجير ويا رازق الطفل الصغير يا جابر العظم الكسير ويا قاصم كل جبار عنيد أسألك وأدعوك دعاء البائس الفقير ودعاء المضطر الضرير وأسألك بمقاعد العز من عرشك ومفتاح الرحمة من كتابك الكريم وبأسمائك الحسني وأسرارها المتصلة أن تغفر لي وترحمني تسترني وتكشف همي وغمي وحزني وتغفر لي ذنوبي وترزقني توبة خالصةً وأن ترزقني حسن الخاتمة وأن تكفيني شر الدنيا والآخرة وأن تفرج عني كل ضيق وشدة وأن تختم بالصالحات أعمالنا وتفضي حوائجنا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلي الله علي سيدنا محمد نبي الرحمة وعلي أله وصحبة وسلم .
ahmedaboali
03-31-2009, 04:23 AM
الجواب:
أعانـك الله وبارك الله فيك . لا يجوز الدعـاء بهذا الدعاء لِما اشْتَمل عليه مِـن مَحَاذِير ، وقَوَادَح في العقيـدة !وقد تضمّن هذا الدُّعَاء مِن الْمحَاذِيـر :
1 – السؤال بِالْمَخْلُوقِين !
وذلك في قوله : (اللهم إني أسألك بمحمد نبيك وإبراهيم خليلك وموسى كليمك وعيسي روحك ونجيك وبتوراة موسى وإنجيل عيسي وزبور داوود وفرقان محمد (ص) وبكل وحي أوحيته أو سائل أعطيته أو ضال هديته) فلا يَجوز أن يُسأل الله بأحَدٍ مِن خَلْقِه ، لا نَبِيّ مُرْسَل ولا مَلَك مُقرَّب . قال تعالى : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) .
وتَمَعَّن في هذه الآية حيث لم تُجْعل الإجَابة فيها للرَّسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فقد ورد قبلها آيـات وبعدها آيات سُئل فيها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أسئلة جاءته الإجابة مُصدّرة ـ ( قل ) ، أما هذه الآية فصُدِّرت بـ ( فَإِنِّي قَرِيبٌ ) ؛ وما ذلك إلاَّ لأنَّ الدُّعَاء عِبادةٌ مَحْضَة ، لا يَجُـوز صَرْفها لغير الله ، وحتى لا يُتوهّم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم واسِطَة بَيْن الْخَلْق والْخَالِق في ذات العبادة ، فََجاء الْجَوَاب بِالتَّأكِيد : ( فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) ولَم يَقُل سبحانه وتعالى : فَقَل ، أي يا محمد .
2 – السؤال بِجاه محمد صلى الله عليه وسلم
وذلك في قوله : (أغثنا بجاه محمد)
لا يجوز هذا الدعاء ففيه اعتداء من جهتين :
الأولى : السؤال باليوم الفضيل ، إذ لا يَجوز السؤال باليوم ، وإنما لقو قال : في هذا اليوم المبارك ، ونحوه جاز .
والثاني : السؤال بِجاهِ النبي صلى الله عليه وسلم
إذ لا يجوز التوسّل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن التوسّل بجاهه صلى الله عليه وسلم من بِدع الدعاء .
فإن الصحابة رضي الله عنهم لم يتوسّلوا بجاه النبي صلى الله عليه وسلم مع شدّة تعظيمهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، ومعرفتهم بقدره ، ومع بلوغهم المرتبة القصوى في محبته صلى الله عليه وسلم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
السؤال بالمعظّم كالسؤال بحق الأنبياء ، فهذا فيه نزاع وقد تقدم عن أبى حنيفة وأصحابه أنه لا يجوز ذلك ومن الناس من يجوز ذلك فنقول قول السائل لله تعالى أسألك بحق فلان وفلان من الملائكة والأنبياء والصالحين وغيرهم أو بجاه فلان أو بحرمة فلان يقتضى أن هؤلاء لهم عند الله جاه وهذا صحيح فإن هؤلاء لهم عند الله منزلة وجاه وحرمة يقتضى أن يرفع الله درجاتهم ويعظم أقدارهم ويقبل شفاعتهم إذا شفعوا ، مع أنه سبحانه قال : (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) ...
ولكن ليس نفس مجرد قدرهم وجاههم مما يقتضى إجابة دعائه إذا سأل الله بهم حتى يسأل الله بذلك ، بل جاههم ينفعه أيضا إذا اتبعهم وأطاعهم فيما أمروا به عن الله ، أو تأسّى بهم فيما سَنُّوه للمؤمنين ، وينفعه أيضا إذا دعوا له وشفعوا فيه ، فأما إذا لم يكن منهم دعاء ولا شفاعة ولا مِنْه سبب يقتضى الإجابة لم يكن متشفعا بجاههم ، ولم يكن سؤاله بجاههم نافعا له عند الله ، بل يكون قد سأل بأمر أجنبي عنه ليس سببا لنفعه ، ولو قال الرجل لِمُطَاعٍ كبير : أسألك بطاعة فلان لك وبحبِّك له على طاعتك وبجاهه عندك الذي أوجبته طاعته لك لكان قد سأله بأمر أجنبي لا تعلّق له به ، فكذلك إحسان الله إلى هؤلاء المقربين ومحبته لهم وتعظيمه لأقدارهم مع عبادتهم له وطاعتهم إياه ليس في ذلك ما يوجب إجابة دعاء من يسأل بهم ، وإنما يوجب إجابة دعائه بسبب منه لطاعته لهم ، أو سبب منهم لشفاعتهم له ، فإذا انتفى هذا وهذا فلا سبب .
نعم ، لو سأل الله بإيمانه بمحمد صلى الله عليه وسلم ومحبته له وطاعته له واتِّباعه لكان قد سأله بسبب عظيم يقتضى إجابة الدعاء ، بل هذا أعظم الأسباب والوسائل . اهـ .
ومما يَستدل به من يتوسّل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ما يُروى عنه عليه الصلاة والسلام : " إذا سألتم الله فاسألوه بِجاهِي ، فإن جاهي عند الله عريض " وهو حديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا تجوز روايته ، ولا يَحِلّ تناقله إلا على سبيل التحذير منه .
يقول علامة الشام الشيخ جمال الدين القاسمي في تفسيره :
إن لَفظ ( الجاه ) الذي يُضيفونه إلى الأنبياء والأولياء عند التوسّل ، مفهومه العرفي هو السُّلْطة ، وإن شئت قلت نفاذ الكلمة عند من يُستَعمل عليه أو لديه ، فيُقال : فلان اغتصب مال فلان بِجاهِه ، ويُقال : فلان خلّص فُلاناً من عقوبة الذنب بِجاهِه ، لدى الأمير أو الوزير مثلا . فَزَعْمُ زاعِم أن لفلان جاهاً عند الله بهذا المعنى ، إشراك جَليّ لا خَفيّ . وقلّما يَخطر ببال أحد من المتوسِّلِين معنى اللفظ اللغوي ، وهو المنزلة والقَدْر . على أنه لا معنى للتوسّل بالقَدْر والمنزلة في نفسها ؛ لأنه ليست شيئا يَنْفَع . وإنما يكون لذلك معنى ، لو أُوِّلَتْ بِصِفة من صفات الله ، كالاجتباء والاصطفاء ، ولا علاقة لها بالدعاء ، ولا يُمكن لِمُتوسِّل أن يَقصدها في دعائه . اهـ .
ويُنظر لذلك : مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ( 1/356 ) و ( 27/82 ) ، وفتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( 1/153) والتوسل – أنواعه وأحكامه – ص 128 الألباني .
.... تابع ....
ahmedaboali
03-31-2009, 04:24 AM
لا يصح في التوسّل به صلى الله عليه وسلم إلا حديث الأعمى
فقد روى الترمذي وابن ماجه النسائي في الكبرى عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ادع الله أن يعافيني . قال : إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك . قال : فادعُه . قال : فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفعه فيّ .
وفي رواية :
فقال : يا رسول الله ادع الله أن يكشف لي عن بصري . قال : أو أدعك ؟ قال : يا رسول إنه شقّ علي ذهاب بصري . قال : فانطلق فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيي محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك أن يكشف لي عن بصري شفعه فيّ وشفعني في نفسي ، فرجع وقد كشف له عن بصره .
وهذا ليس فيه دليل ولا مستمسك لمن يتوسّل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم
بل فيه شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل ، فقد سأل الله عز وجل أن يُشفّع النبي صلى الله عليه وسلم فيه ، وذلك في حال حياته دون مماته .
كما أن قوله تعالى : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ) ليس فيه دليل لدعاء الأموات
ففي هذه الآية ضمير يدل على المقصود ، وهو ( أَنَّهُمْ ) وهو عائد على من ذُكروا قبل ذلك في الآيات ، وهم ( الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ )
كما أن الآية التي بعدها تُفيد أن ذلك في حال حياته دون موته ، فقد قال بعدها رب العزة سبحانه وتعالى : ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ )
وهذا في حال حياته صلى الله عليه وسلم إلى شخصه عليه الصلاة والسلام ، وأما بعد موته فإلى سنته عليه الصلاة والسلام .
ثم إن حرف ( إِذ ) يدل هنا على الماضي لا على الحاضر ولا على المستقبل .
تابع
ahmedaboali
03-31-2009, 04:24 AM
3 – اختِصار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بِحرف ( ص ) ! وهذا مكروه لا يُتقرَّب به إلى الله ؛ فإنَّ الله أمَر بالصلاة والسلام عليه .
هذا من الجفاء والتقصير في حق النبي المصطفى والرسول المجتبى عليه الصلاة والسلام .
بل كره العلماء إفراد السلام عليه دون الصلاة ، بأن يقول : عليه السلام .
كما كرهوا كتابة الصلاة عليه مختصرة كـ ( ص ) أو ( صلعم ) ونحوها .
قال السيوطي : وينبغي أن يحافظ على كتابة الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يسأم من تكراره ، ومن أغفله حرم حظا عظيما . اهـ .
وقال السخاوي : قال حمزة الكناني : كنت أكتب الحديث فكنت أكتب عند ذكر النبي ولا أكتب وسلم ، فرأيت النبي في المنام فقال : مالك لا تتم الصلاة عليّ ؟ فما كتبت بعد صلى الله عليه إلا كتبت وسلم . اهـ .
وقال أيضا : صرح ابن الصلاح بكراهة الاقتصار على ( عليه السلام ) فقط . اهـ .
نقل الإمام البيهقي في شُعبِ الإيمان عن الـحَـلِـيمـي أنه قال :
معلوم أن حقوقَ رسولِ الله صلى الله عليه أجلُّ وأعظمُ وأكرمُ وألزمُ لنا وأوجب علينا من حقوقِ الساداتِ على مماليكهم ، والآباءِ على أولادِهم ؛ لأن الله تعالى أنقذنا به من النار في الآخرة ، وعصمَ به لنا أرواحَنا وأبدانَنا وأعراضَنا وأموالَنا وأهلينا وأولادَنا في العاجلة وهدانا به ، كما إذا أطعناه أدّانا إلى جنات النعيم ، فأية نعمةٍ توازي هذه النعم ؟ وأيّـةُ مِنّةٍ تُداني هذه المِنن ؟
ثم إنه جل ثناؤه ألزمنا طاعتَه ، وتَوعّدنا على معصيته بالنار ، ووعدنا بأتِّباعه الجنة .
فأيُّ رُتْـبَـةٍ تضاهي هذه الرتبة ؟
وأيّـةُ درجةٍ تساوي في العُلى هذه الدرجة ؟
فَحَقٌّ علينا إذاً أن نحبَّه ونجلَّه ونعظِّمَه ونهيبه أكثر من إجلال كلِّ عبدٍ سيدَه ، وكلِّ وَلَـدٍ والدَه ، وبمثل هذا نطق الكتاب ، ووردت أوامر الله جل ثناؤه . قال الله عز وجل : ( فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) فأخبر أن الفلاحَ إنما يكون لمن جمع إلى الإيمان به تعزيرَه ، ولا خلاف في أن التعزير ههنا التعظيم . وقال : ( لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ ) فَأبَانَ أن حقَّ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في أمته أن يكونَ معزراً موقّراً مَهيباً ، ولا يُعامل بالاسترسال والمباسطة كما يُعامِل الأكْفَاء بعضُهم بعضا . قال الله عز وجل : ( لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضـًا ) فقيل في معناه : لا تجعلوا دعـائه إياكم كدعاءِ بعضِكم بعضا فتؤخِّروا إجابته بالاعذار والعلل التي يؤخِّرُ بها بعضُكم إجابة بعض ، ولكن عَظِّموه بسرعةِ الإجابة ، ومعاجلةِ الطاعة . ولم تُجعل الصلاة لهم عذراً في التخلف عن الإجابة إذا دعا أحدَهم وهو يصلي ، إعلاماً لهم بأن الصلاة إذا لم تكن عذراً يُستباح به تأخير الإجابة ، فما دونها من معاني الأعذارا أبعد . انتهى كلامه – رحمه الله – .
ومِنْ جَعْلِ دعاء الرسول كدعاء بعضنا بعضا أن يُذكر اسمه كما يُذكر اسم غيره دون صلاة ولا تسليم .
وهذا لازم من لوازم محبته .
وترك الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام عند ذِكره علامة على البخل لقوله عليه الصلاة والسلام : البخيل من ذكرت عنده ثم لم يُصلِّ عليّ . رواه الإمام أحمد والنسائي في الكبرى .
ومن ذُكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم أو ذَكّرّه هو فلم يُصلِّ عليه فهذا علامة حِرمان ، لقوله عليه الصلاة والسلام : من نسي الصلاة عليّ خطئ طريق الجنة . رواه ابن ماجه .
فعلى أهل العلم أن يكونوا أسوة وقدوة ، وان يُعظّموا نبي الله ، وقد تقدم قوله تبارك وتعالى : : ( فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ، وتقدم قول الحليمي : فأخبر أن الفلاحَ إنما يكون لمن جمع إلى الإيمان به تعزيره ، ولا خلاف في أن التعزير ههنا التعظيم . اهـ .
تابع
ahmedaboali
03-31-2009, 04:25 AM
4 - تَسْمِيَة مَلَك الموت بـ (عزرائيل) ولا يصح في تسميته حديث ، وجاءت تسميته في الكِتاب والسنة بـ ( مَلَك الموت ) .
5 – الـتَّكَلُّف الواضِح في طُول هذا الدعاء ، وكان مِن هَدْيِه صلى الله عليه وسلم عَدَم الـتَّكَلُّف في الدعاء . قالت عائشة رضي الله عنها : كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يَسْتَحِبّ الْجَوَامِعَ مِنَ الدّعَاءِ ، وَيَدَعُ مَا سِوَى ذَلِك . رواه أحمد وأبو داود .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الدُّعاء ليس كلّه جائزاً ، بل فيه عُدوان مُحَرَّم ، والْمَشْرُوع لا عدوان فيه ، وأنَّ العُدوان يَكُون تارة في كَثرة الألفاظ ، وتَارة في المعاني . اهـ .
والله تعالى أعلم .
[هذا على وجه الإجمال .. لأني لَم أتتبّع الدعاء تتبُّعا دقيقا ! ]
المجيب/ الشيخ عبدالرحمن السحيم حفظه الله تعالى، عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Beta 1 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir