maghfera
03-28-2009, 02:05 PM
خير الناس من طال عمره وحسن عمله
108 - الرابع عشر : عن أبي صفوان عبد الله بن بسر الأسلمي رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير الناس من طال عمره وحسن عمله رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن . بسر : بضم الباء وبالسين المهملة .
الشرح
قال المؤلف - رحمه الله تعالى - فيما نقله عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عليك بكثرة السجود عليك يعني إلزم كثرة السجود ، فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة وهذا كالحديث السابق حديث ربيعة بن مالك الأسلمي ، أنه قال للنبي : أسألك مرافقتك في الجنة ، فقال : فأعني على نفسك بكثرة السجود . ففيه : دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يكثر من السجود ، وقد سبق لنا أن كثرة السجود تستلزم كثرة الركوع وكثرة القيام والقعود ، لأن كل ركعة فيها سجودان وفيها ركوع واحد ، ولا يمكن أن تسجد في الركعة الواحدة ثلاث سجدات أو أربعاً ، إذن كثرة السجود تستلزم كثرة الركوع والقيام ، والقعود . ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يحصل للإنسان من الأجر فيما إذا سجد وهو أنه يحصل له فائدتان عظيمتان : الفائدة الأولى : أن الله يرفعه بها درجة ، يعني منزلة عنده وفي قلوب الناس ، وكذلك في عملك الصالح يرفعك الله به درجة . والثانية : يحط عنك بها خطيئة ، والإنسان يحصل له الكمال بزوال ما يكره وحصول ما يحب ، فرفع الدرجات مما يحبه الإنسان ، والخطايا مما يكره الإنسان ، فإذا رفع له درجة وحط عنه بها خطيئة ، فقد حصل على مطلوبه ونجا من مرهوبه . أما حديث عبد الله بن بسر ، قال إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خير الناس من طال عمره وحسن عمله وهذا خير الناس لأن الإنسان كلما طال عمره في طاعة الله زاد قرباً إلى الله ، وزاد رفعة في الآخرة ، لأن كل عمل يعمله فيما زاد فيه عمره فهو يقربه إلى ربه عز وجل ، فخير الناس من وفق لهذين الأمرين . أما طول العمر فإنه من الله وليس للإنسان فيه تصرف ، لأن الأعمار بيد الله عز وجل ، وأما حسن العمل فإن بإمكان الإنسان أن يحسن عمله ، لأن الله تعالى جعل له عقلاء وأنزل الكتب وأرسل الرسل وبين المحجة وأقام الحجة ، فكل إنسان يستطيع أن يعمل عملاً صالحاً ، على أن الإنسان إذا عمل عملاً صالحاً فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن بعض الأعمال الصالحة سبب لطول العمر وذلك مثل صلة الرحم . قال النبي عليه الصلاة والسلام : من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه وصلة الرحم من أسباب طول العمر ، فإذا كان خير الناس من طال عمره وحسن عمله ، فإنه ينبغي للإنسان أن يسأل الله دائماً أن يجعله ممن طال عمره وحسن عمله ، من أجل أن يكون من خير الناس . وفي هذا : دليل على أن مجرد طول العمر ليس خيراً للإنسان إلا إذا حسن عمله ، لأنه أحياناً يكون طول العمر شراً للإنسان وضرراً عليه ، كما قال الله تبارك وتعالى : ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين ، فهؤلاء الكفار يملي الله لهم - أي يمدهم بالرزق والعافية وطول العمر والبنين والزوجات - لا لخير لهم ، ولكنه شر لهم والعياذ بالله ، لأنهم سوف يزدادون بذلك إثماً . ومن ثم كره بعض العلماء أن يدعى # للإنسان بطول البقاء ، قال لا تقل أطال الله بقاءك إلا مقيداً ، قل : أطال الله بقاءك على طاعته ، لأن طول البقاء قد يكون شراً للإنسان . نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن طال عمره ، وحسن عمله ، وحسنت خاتمته وعاقبته ، إنه جواد كريم .
108 - الرابع عشر : عن أبي صفوان عبد الله بن بسر الأسلمي رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير الناس من طال عمره وحسن عمله رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن . بسر : بضم الباء وبالسين المهملة .
الشرح
قال المؤلف - رحمه الله تعالى - فيما نقله عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عليك بكثرة السجود عليك يعني إلزم كثرة السجود ، فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة وهذا كالحديث السابق حديث ربيعة بن مالك الأسلمي ، أنه قال للنبي : أسألك مرافقتك في الجنة ، فقال : فأعني على نفسك بكثرة السجود . ففيه : دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يكثر من السجود ، وقد سبق لنا أن كثرة السجود تستلزم كثرة الركوع وكثرة القيام والقعود ، لأن كل ركعة فيها سجودان وفيها ركوع واحد ، ولا يمكن أن تسجد في الركعة الواحدة ثلاث سجدات أو أربعاً ، إذن كثرة السجود تستلزم كثرة الركوع والقيام ، والقعود . ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يحصل للإنسان من الأجر فيما إذا سجد وهو أنه يحصل له فائدتان عظيمتان : الفائدة الأولى : أن الله يرفعه بها درجة ، يعني منزلة عنده وفي قلوب الناس ، وكذلك في عملك الصالح يرفعك الله به درجة . والثانية : يحط عنك بها خطيئة ، والإنسان يحصل له الكمال بزوال ما يكره وحصول ما يحب ، فرفع الدرجات مما يحبه الإنسان ، والخطايا مما يكره الإنسان ، فإذا رفع له درجة وحط عنه بها خطيئة ، فقد حصل على مطلوبه ونجا من مرهوبه . أما حديث عبد الله بن بسر ، قال إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خير الناس من طال عمره وحسن عمله وهذا خير الناس لأن الإنسان كلما طال عمره في طاعة الله زاد قرباً إلى الله ، وزاد رفعة في الآخرة ، لأن كل عمل يعمله فيما زاد فيه عمره فهو يقربه إلى ربه عز وجل ، فخير الناس من وفق لهذين الأمرين . أما طول العمر فإنه من الله وليس للإنسان فيه تصرف ، لأن الأعمار بيد الله عز وجل ، وأما حسن العمل فإن بإمكان الإنسان أن يحسن عمله ، لأن الله تعالى جعل له عقلاء وأنزل الكتب وأرسل الرسل وبين المحجة وأقام الحجة ، فكل إنسان يستطيع أن يعمل عملاً صالحاً ، على أن الإنسان إذا عمل عملاً صالحاً فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن بعض الأعمال الصالحة سبب لطول العمر وذلك مثل صلة الرحم . قال النبي عليه الصلاة والسلام : من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه وصلة الرحم من أسباب طول العمر ، فإذا كان خير الناس من طال عمره وحسن عمله ، فإنه ينبغي للإنسان أن يسأل الله دائماً أن يجعله ممن طال عمره وحسن عمله ، من أجل أن يكون من خير الناس . وفي هذا : دليل على أن مجرد طول العمر ليس خيراً للإنسان إلا إذا حسن عمله ، لأنه أحياناً يكون طول العمر شراً للإنسان وضرراً عليه ، كما قال الله تبارك وتعالى : ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين ، فهؤلاء الكفار يملي الله لهم - أي يمدهم بالرزق والعافية وطول العمر والبنين والزوجات - لا لخير لهم ، ولكنه شر لهم والعياذ بالله ، لأنهم سوف يزدادون بذلك إثماً . ومن ثم كره بعض العلماء أن يدعى # للإنسان بطول البقاء ، قال لا تقل أطال الله بقاءك إلا مقيداً ، قل : أطال الله بقاءك على طاعته ، لأن طول البقاء قد يكون شراً للإنسان . نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن طال عمره ، وحسن عمله ، وحسنت خاتمته وعاقبته ، إنه جواد كريم .