Warning: Function get_magic_quotes_gpc() is deprecated in /home/forumbs/public_html/includes/class_core.php on line 1960
شرح رياض الصالحين ( باب المجاهدة ) [الأرشيف] - منتديات بانى ستار

المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح رياض الصالحين ( باب المجاهدة )



maghfera
03-28-2009, 02:02 PM
كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فآتيه
106 - الثاني عشر : عن أبي فراس ربيعة بن كعب الأسلمي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن أهل الصفة رضي الله عنه قال : كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فآتيه بوضوئه ، وحاجته فقال : سلني فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة . فقال : أو غير ذلك ؟ قلت : هو ذاك . قال : فأعني على نفسك بكثرة السجود رواه مسلم .
الشرح
قال المؤلف - رحمه الله تعالى - فيما نقل عن ربيعة بن مالك الأسلمي رضي الله عنه ، وكان خادماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم والذين يخدمون النبي صلى الله عليه وسلم من الأحرار عدد ، منهم : ربيعة بن مالك ، ومنهم : ابن مسعود ، ولهم الشرف بخدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان من أهل الصفة ، وأهل الصفة رجال مهاجرون هاجروا إلى المدينة وليس لهم مأوى ، فوطنهم النبي عليه الصلاة والسلام في صفة في المسجد النبوي ، وكانوا أحياناً يبلغون الثمانين ، وأحياناً دون ذلك ، وكان الصحابة رضي الله عنهما يأتونهم بالطعام واللبن وغيره مما يتصدقون به عليهم . فكان ربيعة بن مالك رضي الله عنه يخدم النبي صلى الله عليه وسلم وكان يأتيه بوضوئه وحاجته ، الوضوء بالفتح : الماء الذي يتوضأ به ، والوضوء بالضم : فعل الوضوء ، وأما الحاجة فلم يبينها ، ولكن المراد كل ما يحتاجه النبي عليه الصلاة والسلام يأتي به إليه . فقال له ذات يوم : سل ، من أجل أن يكافئه النبي عليه الصلاة والسلام على خدمته إياه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أكرم الخلق ، وكان يقول : من صنع إليكم معروفاً فكافئوه ، فأراد أن يكافئه ، فقال له : سل ، يعني اسأل ما بدا لك ، وقد يتوقع الإنسان أن هذا الرجل سيسأل مالاً ، ولكن همته كانت عالية ، قال : أسألك مرافقتك في الجنة كما كنت ، يعني كأنه يقول كما كنت مرافقاً لك في الدنيا أسألك مرافقتك في الجنة ، فقال : أو غير ذلك ؟ يعني أو تسأل غير ذلك مما يمكن أن أقوم به ، قال : هو ذاك ، يعني لا أسأل إلا ذاك قال النبي صلى الله عليه وسلم : فأعني على نفسك بكثرة السجود . وهذا هو الشاهد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : أعني على نفسك بكثرة السجود ، وكثرة السجود تستلزم كثرة الركوع ، وكثرة الركوع تستلزم كثرة القيام ، لأن كل صلاة في كل ركعة منها ركوع وسجودان . فإذا كثر السجود كثر الركوع وكثر القيام ، وذكر السجود دون غيره لأن السجود أفضل هيئة للمصلي ، فإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، وإن كان المصلي قريباً من الله قائماً كان أو راكعاً أو ساجداً أو قاعداً ، لكن أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد . وفي هذا : دليل على فضل السجود ، واختلف أهل العلم هل الأفضل إطالة القيام أم إطالة الركوع والسجود ؟ فمنهم من قال : الأفضل إطالة القيام ، ومنهم من قال : الأفضل إطالة الركوع والسجود ، والصحيح : أن الأفضل أن تكون الصلاة متناسبة ، وإلا فإن القيام بلا شك أطول من الركوع والسجود في حد ذاته ، لكن ينبغي إذا أطال القيام أن يطيل الركوع والسجود ، وإذا قصر القيام أن يقصر الركوع والسجود . وفي هذا : دليل على أن الصلاة مهما أكثر منها فهو خير إلا أنه يستثنى من ذلك أوقات النهي ، وأوقات النهي هي من طلوع الفجر إلى ارتفاع الشمس مقدار رمح ، وعند قيامها في منتصف النهار حتى تزول ، ومن صلاة العصر إلى الغروب ، فإن هذه الأوقات الثلاثة لا يجوز للإنسان أن يصلي فيها صلاة تطوع ، إلا إذا كان لها سبب ، كتحية المسجد ، وسنة الوضوء ، وما أشبه ذلك . وفي الحديث : دليل على جواز استخدام الرجل الحر ، وأن ذلك لا يعد من المسألة المذمومة ، فلو أنك قلت لشخص من الناس ممن يقومون بخدمتك : أعطني كذا . أعطني كذا ، فلا بأس ، وكذلك لو قلت لصاحب المنزل أعطني ماءً ، صب لي فنجان قهوة فلا بأس ، لأن هذا لا يعد من السؤال المذموم ، بل هذا من تمام الضيافة ، وقد جرت العادة بمثله . وفيه : دليل أيضاً على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يملك أن يدخل أحداً الجنة ، ولهذا لم يضمن لهذا الرجل أن يعطيه مطلوبه ، ولكنه قال له : فأعني على نفسك بكثرة السجود فإذا قام بكثرة السجود التي أوصاه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه حرى بأن يكون مرافقاً للرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة .