maghfera
03-28-2009, 01:59 PM
الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك
105 - الحادي عشر : عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك رواه البخاري .
الشرح
قال المؤلف - رحمه الله تعالى - في باب المجاهدة فيما نقله عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك هذا الحديث يتضمن ترغيباً وترهيباً ، يتضمن ترغيباً في الجملة الأولى وهو قوله صلى الله عليه وسلم : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله وشراك النعل : هو السير الذي على ظهر القدم وهو قريب من الإنسان جداً ويضرب به المثل في القرب ، وذلك لأنه قد تكون الكلمة الواحدة سبباً في دخول الجنة ، فقد يتكلم الإنسان بالكلمة الواحدة من رضوان الله عز وجل لا يظن أنها تبلغ ما بلغت ، فإذا هي توصله إلى جنة النعيم . ومع ذلك فإن الحديث أعم من هذا ، فإن كثرة الطاعات واجتناب المحرمات من أسباب دخول الجنة وهو يسير على من يسره الله عليه ، فأنت تجد المؤمن الذي شرح الله صدره للإسلام يصلي براحة وطمأنينة وانشراح صدر ومحبة للصلاة ، ويزكي كذلك ، ويصوم كذلك ، ويحج كذلك ، ويفعل الخير كذلك ، فهو يسير عليه سهل قريب منه ، وتجده ، يتجنب ما حرمه الله عليه من الأقوال والأفعال وهو يسير عليه . وأما والعياذ بالله من قد ضاق بالإسلام ذرعاً ، وصار الإسلام ثقيلاً عليه فإنه يستثقل الطاعات ، ويستثقل اجتناب المحرمات ، ولا تصير الجنة أقرب إليه من شراك نعله . وكذلك النار ، وهي الجملة الثانية في الحديث وهي التي فيها التحذير ، يقول النبي عليه الصلاة والسلام والنار مثل ذلك أي : أقرب إلى أحدنا من شراك نعله ، فإن الإنسان ربما يتكلم بالكلمة لا يلقى لها بالاً وهي من سخط الله فيهوى بها في النار كذا وكذا من السنين ، وهو لا يدري ، وما أكثر الكلمات التي يتكلم بها الإنسان غير مبال بها ، وغير مهتم بمدلولها ، فترديه في نار جهنم ، نسأل الله العافية . ألم تروا إلى قصة المنافقين الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك حيث كانوا يتحدثون فيما بينهم يقولون : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء ، يعنون بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، يعني أنهم واسعوا البطون من كثرة الأكل ، وليس لهم هم إلا الأكل ، ولا أكذب ألسناً ، يعني : أنهم يتكلمون بالكذب ، ولا أجبن عند اللقاء ، أي : أنهم يخافون لقاء العدو ولا يثبتون بل يفرون ويهربون . هكذا يقول المنافقين في الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه . وإذا تأملت وجدت أن هذا ينطبق على المنافقين تماماً لا على المؤمنين ، فالمنافقون أشد الناس حرصاً على الحياة ، والمنافقون من أكذب الناس ألسناً ، والمنافقون من أجبن الناس عند اللقاء . فهذا الوصف حقيقته في هؤلاء المنافقين . ومع ذلك يقول الله عز وجل : ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب يعني ما كنا نقصد الكلام ، إنما هو خوض الكلام ولعب فقال الله عز وجل http://www.sonnaonline.com/Montaka/..%5Cimages%5CAyaStart.jpg (http://www.b7st.com/vb) قل http://www.sonnaonline.com/images%5CAyaEnd.jpg (http://www.b7st.com/vb)يعني قل يا محمد : http://www.sonnaonline.com/Montaka/..%5Cimages%5CAyaStart.jpg (http://www.b7st.com/vb) أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين http://www.sonnaonline.com/images%5CAyaEnd.jpg (http://www.b7st.com/vb) فبين الله عز وجل أن هؤلاء كفروا بعد إيمانهم باستهزائهم بالله وآياته ورسوله ، ولهذا يجب على الإنسان أن يقيد منطقه ، وأن يحفظ لسانه حتى لا يذل فيهلك ، نسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق والسلامة من الإثم .
105 - الحادي عشر : عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك رواه البخاري .
الشرح
قال المؤلف - رحمه الله تعالى - في باب المجاهدة فيما نقله عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك هذا الحديث يتضمن ترغيباً وترهيباً ، يتضمن ترغيباً في الجملة الأولى وهو قوله صلى الله عليه وسلم : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله وشراك النعل : هو السير الذي على ظهر القدم وهو قريب من الإنسان جداً ويضرب به المثل في القرب ، وذلك لأنه قد تكون الكلمة الواحدة سبباً في دخول الجنة ، فقد يتكلم الإنسان بالكلمة الواحدة من رضوان الله عز وجل لا يظن أنها تبلغ ما بلغت ، فإذا هي توصله إلى جنة النعيم . ومع ذلك فإن الحديث أعم من هذا ، فإن كثرة الطاعات واجتناب المحرمات من أسباب دخول الجنة وهو يسير على من يسره الله عليه ، فأنت تجد المؤمن الذي شرح الله صدره للإسلام يصلي براحة وطمأنينة وانشراح صدر ومحبة للصلاة ، ويزكي كذلك ، ويصوم كذلك ، ويحج كذلك ، ويفعل الخير كذلك ، فهو يسير عليه سهل قريب منه ، وتجده ، يتجنب ما حرمه الله عليه من الأقوال والأفعال وهو يسير عليه . وأما والعياذ بالله من قد ضاق بالإسلام ذرعاً ، وصار الإسلام ثقيلاً عليه فإنه يستثقل الطاعات ، ويستثقل اجتناب المحرمات ، ولا تصير الجنة أقرب إليه من شراك نعله . وكذلك النار ، وهي الجملة الثانية في الحديث وهي التي فيها التحذير ، يقول النبي عليه الصلاة والسلام والنار مثل ذلك أي : أقرب إلى أحدنا من شراك نعله ، فإن الإنسان ربما يتكلم بالكلمة لا يلقى لها بالاً وهي من سخط الله فيهوى بها في النار كذا وكذا من السنين ، وهو لا يدري ، وما أكثر الكلمات التي يتكلم بها الإنسان غير مبال بها ، وغير مهتم بمدلولها ، فترديه في نار جهنم ، نسأل الله العافية . ألم تروا إلى قصة المنافقين الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك حيث كانوا يتحدثون فيما بينهم يقولون : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء ، يعنون بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، يعني أنهم واسعوا البطون من كثرة الأكل ، وليس لهم هم إلا الأكل ، ولا أكذب ألسناً ، يعني : أنهم يتكلمون بالكذب ، ولا أجبن عند اللقاء ، أي : أنهم يخافون لقاء العدو ولا يثبتون بل يفرون ويهربون . هكذا يقول المنافقين في الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه . وإذا تأملت وجدت أن هذا ينطبق على المنافقين تماماً لا على المؤمنين ، فالمنافقون أشد الناس حرصاً على الحياة ، والمنافقون من أكذب الناس ألسناً ، والمنافقون من أجبن الناس عند اللقاء . فهذا الوصف حقيقته في هؤلاء المنافقين . ومع ذلك يقول الله عز وجل : ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب يعني ما كنا نقصد الكلام ، إنما هو خوض الكلام ولعب فقال الله عز وجل http://www.sonnaonline.com/Montaka/..%5Cimages%5CAyaStart.jpg (http://www.b7st.com/vb) قل http://www.sonnaonline.com/images%5CAyaEnd.jpg (http://www.b7st.com/vb)يعني قل يا محمد : http://www.sonnaonline.com/Montaka/..%5Cimages%5CAyaStart.jpg (http://www.b7st.com/vb) أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين http://www.sonnaonline.com/images%5CAyaEnd.jpg (http://www.b7st.com/vb) فبين الله عز وجل أن هؤلاء كفروا بعد إيمانهم باستهزائهم بالله وآياته ورسوله ، ولهذا يجب على الإنسان أن يقيد منطقه ، وأن يحفظ لسانه حتى لا يذل فيهلك ، نسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق والسلامة من الإثم .