soltan
03-28-2009, 10:28 AM
سوسن الشاعر (salshaer@alyaum.com)
موقفان متباينان بونا شاسعا يثيران الالتباس والارتباك على صعيد العلاقات العربية الامريكية, الاول هو موقف الحكومات والثاني هو موقف الشعوب!
هذا التباين خلق حالة من الارباك لدى الناس حين فسره كل على هواه, واستغل خطاب (بضم الخاء) الود الشعبي هذه الفجوة فبدأوا يطرحون انفسهم كبدائل زعامية ليحلوا محل حكوماتهم الحائرة المتخبطة.
والى يومنا هذا وحكوماتنا غافلة عن تبعات هذا البون الشاسع بين الموقفين اللذين يزيد تطرفهما عن بعضهما يوما بعد يوم. في حين تقف متفرجة على الآثار والتبعات السلبية له. عاجزة عن التصرف, حائرة في اختيار رد الفعل المناسب, غير مدركة لخطورة ما يحدث وما سيحدث!
ولسنا في معرض الحديث عن السياسة الامريكية الخارجية ودورها السلبي في قضايانا العربية, وقد اتفق الموقف الرسمي والشعبي على ادانة العديد من اوجه تلك السياسة لكننا قلقون من تفاوت وملابسات الموقفين في تعاملهما مع تلك الادانة! ففي حين يزداد الموقف الشعبي تطرفا خطابا وسلوكا في مواجهة هذه الخلافات بل انه خطاب واسلوب يعتمد الغوغائية سندا ودعامة له.
وحكومات الدول العربية مدركة لهذا الواقع وتعلم خطورته الا انها تقف موقف المتفرج مما يدور حولها, ولم يثنيها ذلك عن ادارة امر علاقتها مع الولايات المتحدة بشكل مختلف تماما مع ما يثار في اروقةالشارع السياسي. والادهى ـ وهذا هو المثير للارتباك ـ ان بعض الحكومات العربية لاتتورع احيانا بالمساهمة بتصعيد وتيرة الخطاب الشعبي المضاد للعلاقات العربية الامريكية على لسان بعض مسئوليها بل وتزايد عليه اعتقادا منها ان ذلك من شأنه تخفيف الصدمة في الموقفين!
والذي لاتريد حكوماتنا ان تراه ان هناك الآلاف من (البنلادنيين) حتى من غير ذوي اللحى ممن يحملون لواء المواجهة مع (الشيطان الاكبر) نجحوا في تحريض الشعوب العربية عبر الاعلام بشتى انواعه وعبر المنابر الدينية والخطابية وغيرها للرد على الامريكان سواء بالطريقة (البنلادنية) او بغيرها وهم مدركون انهم بخطابهم هذا يزيدون المواقف الرسمية والشعبية تباينا وبعدا ويدفعون الى قراءات خاطئة لذلك الصمت الرسمي قد ترجمه بعض الشباب الكويتي ترجمة خاطئة, وليس بمستبعد ان يترجم شباب خليجي آخر ذات الترجمة كنتيجة طبيعية لذلك التصعيد الخطابي المتزامن مع الصمت الحكومي!! والخوف كله من ان يجيء اليوم الذي يحتم التصادم المحلي بين الموقفين, وذلك قادم لا محالة ان استمر هذا التعامل السلبي لحكوماتنا مع ما يدور خارج اروقتها الرسمية.
اننا لا ندعو الى (الانبطاحية) وقبول الامر الواقع مع من نختلف معهم سواء أكانوا امريكان او غيرهم, بل ندعو الى تبني النهج العقلاني في التعامل مع تلك القضايا, ولدينا من الوسائل والادوات مالا حصر لها بالامكان استغلال الامثل منها ليعيد لنا مكانتنا وقيمتنا المهدورة, انما لن تكون الغوغائية واحدة منها ابدا, وكأننا لا نتعظ ولا نتعلم ولا نرى بام اعيننا بان كل ما حدث من ردة فعل سلوكية على غضب عربي مشروع على السياسة الامريكية لم يزد في شتى صورة منذ ما قبل الحادي عشر من سبتمبر الى يومنا عن حيلة العاجز , استمد جذوته من ذلك الخطاب التحريضي والتهييج غير المدروس نهجا سافرا عن ردود فعل اوردتنا المهالك, وجعلت منا جلادين بعد ان كنا ضحايا, وتركتنا محاربين معزولين, وخدمت اعداءنا ولم تفدنا بشيء, ومع ذلك.. مازلنا في هياجنا الخطابي المتواصل (انظر صحافتنا وبياناتنا واستمع لمنابرنا) وحكوماتنا تعطي اذنا من طين واخرى من عجين لهذا الهيجان, وتتعامل مع الادارة الامريكية بصمت تاركة الفجوة بين الموقفين تزداد اتساعا, نحن لسنا ضد هذا (التعاون) بين الحكومتين كخيار للتعامل مع الادارة الامريكية انما نخشى ان تشكل تلك الفجوة بين الموقفين الى جفاء بين اصحابهما!!
موقفان متباينان بونا شاسعا يثيران الالتباس والارتباك على صعيد العلاقات العربية الامريكية, الاول هو موقف الحكومات والثاني هو موقف الشعوب!
هذا التباين خلق حالة من الارباك لدى الناس حين فسره كل على هواه, واستغل خطاب (بضم الخاء) الود الشعبي هذه الفجوة فبدأوا يطرحون انفسهم كبدائل زعامية ليحلوا محل حكوماتهم الحائرة المتخبطة.
والى يومنا هذا وحكوماتنا غافلة عن تبعات هذا البون الشاسع بين الموقفين اللذين يزيد تطرفهما عن بعضهما يوما بعد يوم. في حين تقف متفرجة على الآثار والتبعات السلبية له. عاجزة عن التصرف, حائرة في اختيار رد الفعل المناسب, غير مدركة لخطورة ما يحدث وما سيحدث!
ولسنا في معرض الحديث عن السياسة الامريكية الخارجية ودورها السلبي في قضايانا العربية, وقد اتفق الموقف الرسمي والشعبي على ادانة العديد من اوجه تلك السياسة لكننا قلقون من تفاوت وملابسات الموقفين في تعاملهما مع تلك الادانة! ففي حين يزداد الموقف الشعبي تطرفا خطابا وسلوكا في مواجهة هذه الخلافات بل انه خطاب واسلوب يعتمد الغوغائية سندا ودعامة له.
وحكومات الدول العربية مدركة لهذا الواقع وتعلم خطورته الا انها تقف موقف المتفرج مما يدور حولها, ولم يثنيها ذلك عن ادارة امر علاقتها مع الولايات المتحدة بشكل مختلف تماما مع ما يثار في اروقةالشارع السياسي. والادهى ـ وهذا هو المثير للارتباك ـ ان بعض الحكومات العربية لاتتورع احيانا بالمساهمة بتصعيد وتيرة الخطاب الشعبي المضاد للعلاقات العربية الامريكية على لسان بعض مسئوليها بل وتزايد عليه اعتقادا منها ان ذلك من شأنه تخفيف الصدمة في الموقفين!
والذي لاتريد حكوماتنا ان تراه ان هناك الآلاف من (البنلادنيين) حتى من غير ذوي اللحى ممن يحملون لواء المواجهة مع (الشيطان الاكبر) نجحوا في تحريض الشعوب العربية عبر الاعلام بشتى انواعه وعبر المنابر الدينية والخطابية وغيرها للرد على الامريكان سواء بالطريقة (البنلادنية) او بغيرها وهم مدركون انهم بخطابهم هذا يزيدون المواقف الرسمية والشعبية تباينا وبعدا ويدفعون الى قراءات خاطئة لذلك الصمت الرسمي قد ترجمه بعض الشباب الكويتي ترجمة خاطئة, وليس بمستبعد ان يترجم شباب خليجي آخر ذات الترجمة كنتيجة طبيعية لذلك التصعيد الخطابي المتزامن مع الصمت الحكومي!! والخوف كله من ان يجيء اليوم الذي يحتم التصادم المحلي بين الموقفين, وذلك قادم لا محالة ان استمر هذا التعامل السلبي لحكوماتنا مع ما يدور خارج اروقتها الرسمية.
اننا لا ندعو الى (الانبطاحية) وقبول الامر الواقع مع من نختلف معهم سواء أكانوا امريكان او غيرهم, بل ندعو الى تبني النهج العقلاني في التعامل مع تلك القضايا, ولدينا من الوسائل والادوات مالا حصر لها بالامكان استغلال الامثل منها ليعيد لنا مكانتنا وقيمتنا المهدورة, انما لن تكون الغوغائية واحدة منها ابدا, وكأننا لا نتعظ ولا نتعلم ولا نرى بام اعيننا بان كل ما حدث من ردة فعل سلوكية على غضب عربي مشروع على السياسة الامريكية لم يزد في شتى صورة منذ ما قبل الحادي عشر من سبتمبر الى يومنا عن حيلة العاجز , استمد جذوته من ذلك الخطاب التحريضي والتهييج غير المدروس نهجا سافرا عن ردود فعل اوردتنا المهالك, وجعلت منا جلادين بعد ان كنا ضحايا, وتركتنا محاربين معزولين, وخدمت اعداءنا ولم تفدنا بشيء, ومع ذلك.. مازلنا في هياجنا الخطابي المتواصل (انظر صحافتنا وبياناتنا واستمع لمنابرنا) وحكوماتنا تعطي اذنا من طين واخرى من عجين لهذا الهيجان, وتتعامل مع الادارة الامريكية بصمت تاركة الفجوة بين الموقفين تزداد اتساعا, نحن لسنا ضد هذا (التعاون) بين الحكومتين كخيار للتعامل مع الادارة الامريكية انما نخشى ان تشكل تلك الفجوة بين الموقفين الى جفاء بين اصحابهما!!