Warning: Function get_magic_quotes_gpc() is deprecated in /home/forumbs/public_html/includes/class_core.php on line 1960
معالم شخصية المرأة المسلمة [الأرشيف] - منتديات بانى ستار

المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معالم شخصية المرأة المسلمة



شمس الليل
04-20-2008, 06:26 PM
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
لقد خلق الله - سبحانه - الذَّكر والأنثى لحكمٍ جليلة: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) (الحجرات: 13)، التكريم عند الله بسبب التقوى وليس بسبب الجنس ذكراً كان أو أنثى أو لشعب دون شعب.
وعلى ذلك فالجميع سيحصل على الثواب الجزيل على تقواه وطاعته لله ((وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً)) (النساء: 124).
ولكن الإسلام يريد من المسلمين والمسلمات التميُّزٌ بالطاعات لينالوا الدرجات العُلا فيتميُّزٌون على غيرهم: ((إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)) (الأحزاب: 35).
ونحن في هذا البحث نريد التركيز على المرأة المسلمة في شخصيتها المتميُّزٌة التي تجعلها مختلفةً عن بقية النساء اختلافاً يرقى بها ويسمو لتكون مثالاً يحتذى وأنموذجاً يُقتدى به..
ولعل أهمية بيان معالم شخصية المرأة المسلمة وتميُّزٌها يظهر من خلال الآتي:
· أنَّ المرأة لها تأثير كبير، ولا ينكر ذلك أحد.
· أنَّ المرأة كرّمها الله - سبحانه -، ورفع الإسلام من شأنها بعد أن كانت مُهانةً في الجاهلية وفي بعض المجتمعات البشرية، وهذا التكريم الإسلامي للمرأة لا بد من ظهوره على شخصيتها ومن ثم على سلوكها لتكون قدوةً لغيرها.
· أراد دعاة الضلال والانحلال أن يتخذوا من المرأة مطية لشهواتهم، والمرأة المسلمة لها نصيبٌ من ذلك، سعياً وراء إذابتها ومن ثم تفكيك المجتمع المسلم عن طريق تفكيك الروابط الأسرية.
وكان لا بد من بيان مقومات ومعالم شخصية المرأة المسلمة التي تحفظ بها نفسها وبنات جنسها وأسرتها.
· إنها محاولة لتنبيه المسلمة إلى ما أودعه الله فيها من قُوى وإمكانات هائلة تحفظ بها وتكون فعَّالةً في مجتمعها وتتصدى بها لسيول الضلال الجارفة.
· إنّها دعوة لغير المسلمات، والمسلمات اسماً وليس منهجا وسلوكا.. أن يتأملن في فضل المرأة المسلمة المستقيمة على سائر النساء، وفي ما تجنيه من ثمرات في الدنيا والآخرة نتيجة هذا التميُّزٌ.
وأتناول هذا الموضوع في مبحثين وخاتمة:
· المبحث الأول: حول مفهومَي (معالم الشخصية) و(التميُّزٌ)، أوضح ما المراد بهذين المصطلحين الذين وردا في عنوان البحث.
· المبحث الثاني: أتناول فيه أهم أو أبرز معالم شخصية المرأة المسلمة التي تميُّزٌها عن غيرها من النساء.
· ثم أختم بخاتمةٍ أضمِّن فيها أهم نتائج البحث وأهم التوصيات التي أراها نافعة.
المبحث الأول : حول مفهومي (معالم الشخصية)، و(التميُّزٌ)
أولا: معالم الشخصية: هي مقوماتها وأبرز مفرداتها التي تتحكم في تشكيلها، ومنها المتكرر في جميع الهُويّات، ومنها غير المتكرِّر، ولعل القدر المشترك يتمثل في:
· العقيدة التي ينطلق منها الفرد، بغض النظر عن صحتها، ويقابلها في النظريات الوضعية (الفكر الفلسفي).
· القيم العالية المطلقة التي يؤمن بها المجتمع، التي تتمثل في أخلاق الإنسان في الحياة ونظرته للوجود، والأخلاقيات والسلوكيات.
وعلى ضوء ذلك نرى تميُّزٌ الشخصية الإسلامية في مقوماتها من حيث الشكل والمضمون. لأن الإسلام وحده هو عصب حركة هذه الشخصية ومحور نشاطها، وهو القوة الدافعة التي تفجر طاقاتها وتقويها في مواجهة التحديات، ويوم أن كان الإسلام هو هوية هذه الأمة كان المسلمون هم سادة الأرض بحق وصدق وعدل، وبغيره ستظل الأمة تلهث وراء المظاهر الحضارية تحسبها التقدم، وهي القشور والخداع..
واليوم يبقى الإسلام وحده هو المنهج الذي يمثل خصائص الأمة ومنطلقاتها الإعتقادية وأهدافها الحضارية..
ثانيا:
التميُّزٌ: هو المحافظة على الميزة التي يعتز الإنسان بها والهوية التي ينتمي إليها، والهوية تلك هي حقيقة الشيء أو الشخص التي تميُّزٌه عن غيره، فهي ماهيته، أو ما يوصف به ويعرف به من صفات عقلية وجسمية وخلقية ونفسية، إنها المفهوم الذي يكونه الفرد عن فكره وسلوكه الذين يصدران عنه من حيث مرجعهما الاعتقادي والاجتماعي، وبهذه الهوية يتميّز الفرد ويكون له طابعه الخاص، فهي تعريف الإنسان نفسه فكرا وثقافة وأسلوب حياة.
"إن التميُّزٌ الحق هو المنبثق من أقاصي الذّات ومِن بُنيَّاتِ أفكارها، إنَّ تميُّزٌها في مبادئها الأصيلة التي لا تَبلى ولا تتحلَّل مع مرور الزّمن، فتتأصّل فيها وتترسّخ، حتى تسري مسرى الدم في العروق، فيعُمّ الجسدَ كُلَّه، وتعمل به الجوارح في ثباتٍ ورسوخ، حينها لن يجرفه أيُّ تيارٍ مهما عظُمَ بعد تثبيت الله - تعالى -له".
"إنّ مسلماً نُودِيَ بالسير مع الهِمم العالية، فانتفضَ وأفلتَ مِن قيودِ الأرض، وحلَّقَ بجناح العِزّة هو مسلمٌ حريٌّ به أن تتم انتفاضتُه بخطوةٍ تميُّزٌ واضحة".
-والإسلام يطلب من أتباعه التميُّزٌ، لأنّه تميُّزٌ مرتبط برب العالمين وما كلَّف به عباده من شرع قويم لا يتطرق إليه الخلل أو القصور..
-أنّه تميُّزٌ متفرِّد لأنه يقوم على أصول وثوابت معصومة، فلن يكون هناك أفضل منه ((صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ)) (البقرة: 138)).
-هذا التميُّزٌ لا يكون إلا بالتمسُّك بالقرآن وهديه لأنّه الصراط القويم الذي لا يزيغ من سار عليه، ولأن ما احتوى عليه من عقائد وقيم متميُّزٌ ((فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)) (الزخرف: 43))، ولذا فإن المستمسكين بهذا القرآن سيتميُّزٌون على غيرهم بأن يرتفع ذِكرُهم ((وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ)) (الزخرف: 44).
-وهو تميُّزٌ بهذه الشريعة لمن اتّبعها، وخالف أهواء النفوس.. ((ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ)) (الجاثية: 18-19).
-تميُّزٌ في مفارقة لسبيل الآخرين ومنهجهم وسلوكهم ((وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ)) (الأعراف: 142).
-تميُّز المسلم يجعله حريصاً على عدم التشبُّه بغير المسلم شكلاً ومضموناً، يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (ليس مِنّا مَنْ تشَبَّه بغيرِنا)، وقال: (مَنْ تشَبَّه بقومٍ فهو منهم) وذلك لأنّ التشبُّه بالآخرين في الظاهر يورث مشابهةً لهم في الأمور الباطنَة على وجه المسارقة والتدريج الخفي، كما أنّ المشاركة في الهدْي الظاهر تُوجِبُ مناسبةً وائتلافاً وإنْ بعُدَ المكان والزمان، وهذا أمرٌ محسوس، بل إنّها تُورثُ نوعَ محبّةٍ ومودة وموالاة في الباطن، كما أنّ المحبة في الباطن تُورث المشابهة في الظاهر.
-إن هذا التميُّز عقيدةٌ يؤمن بها المسلم، وبتمسُّكه بها يبين عن غير المسلمين ويستقل عنهم حتى لو كانوا أقرب الناس إليه((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)) (التوبة: 23).
-والمسلمة يريد منها الإسلام أن تكون لها شخصيتها المتميِّزة التي تُعرَف بها بين الناس فتكسب الحماية من الأذى، وتكون محط التقدير والاحترام.. ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً * لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً * سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً)) (الأحزاب: 59-62)، يقول الإمام ابن كثير في تفسيرها: " يقول الله - تعالى -آمراً رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يأمر النساء المؤمنات خاصة أزواجه وبناته لشرفهنّ-بأن يدنينَ عليهنّ من جلابيبهنّ ليتميَّزن عن سِماتِ نساء الجاهلية وسِماتِ الإماء"، وذكر - رحمه الله - قول السدّي ومجاهد: " كان ناسٌ من فُسَّاق أهلِ المدينة يخرجون بالليل حيث يختلط الظلام إلى طرق المدينة فيعرضون للنساء، وكانت مساكن أهل المدينة ضيقة، فإذا كان الليل خرج النساء إلى الطرق يقضين حاجتهن، فكان أولئك الفساق يبتغون ذلك منهن، فإذا رأوا المرأة عليها جلباب قالوا: هذه حرة فكفوا عنها، وإذا رأوا المرأة ليس عليها جلباب قالوا هذه أمة فوثبوا عليها"، وقال مجاهد: " يتجلببن فيعرف أنهن حرائر فلا يتعرض لهن فاسق بأذى ولا ريبة".
ولا يخفى أن إيراد المنافقين والذين في قلوبهم مرض يعد ذا صلة بما ورد من توجيهات في الآية، إذ أن هؤلاء هم أعداء هذا التميُّزٌ لأنهم دعاة الانحلال ولذا فإنهم((يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا)) (النور: 19).. ويتعاونون جميعا في ذلك، ويسعون لإشاعته والإرجاف به تشويها لتميُّزٌ المؤمنات لتهتز صورة النقاء والعفاف وتفقد الثقة وينهدم البناء..
المبحث الثاني :من معالم شخصية المسلمة التي تميِّزها
أولا: شخصية ربَّانية: ((وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ)) (آل عمران: 79)
لأنَّ صياغة هذه الشخصية وتكوينها تمت بهذه العقيدة الرَّبانية، وصُبِغت بتلك الشريعة الإيمانية التي مصدرها الربُّ - سبحانه - بجلاله وعظمته وكماله، صاحب الخلق والأمر في هذا الكون، وربّ كل من فيه وما فيه، الذي خلق الناس ذكرهم وأنثاهم، وهو أعلم بهم وبما ينفعهم ويرفعهم، وما يَصْلُح لهم ويُصْلِحهم ((أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)) (الملك: 14).
وإنها شخصية متميُّزٌة بالعقيدة الإسلامية التي تؤمن بها، وتخالط شغاف قلبها، وتمتزج بأحاسيسها، فتعيش من أجلها، وتجعل حياتها وقفاً عليها، إذْ لا حياة ذات قيمة بلا عقيدة سليمة.
هذه العقيدة تكون المسلمة بها ربَّانية لأنَّها تؤمن فيها بالله الموجود وجوداً مطلقاً ليس كوجود مخلوقاته، وأنَّه الربَّ الخالق المدِّبر المسير للكون، وبيده بقاء هذا الكون وزواله، المحيي، المميت، الرازق.. لا يشركه في ذلك أحد من خلقه..
وهو المألوه الذي يستحق العبادة وحده دون سواه، وهنا الارتباط بين الربوبية والألوهية، فمن كان رّباً خالقاً رازقاً محيياً مميتاً.. هو وحده الذي له الحق أن يأمر فيُطاع، يأمر الكون كله فيستجيب، ويأمر كائناته فلا تملك إلا أن تأتيه طوعاً أو كرهاً.
وينبغي أن يجيب البشر عندما يأمرهم مشرِّعاً لهم ما فيه خيرهم في الدنيا والآخرة ((أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)) (الأعراف: 54).
إنَّ المسلمة تؤمن بملائكة الله الذين خلقهم - سبحانه - على هيئة خاصة تتجلى فيها عظمته وقدرته، وكلَّفهم بمهام تظهر من خلالها عناية الله بخلقه ورقابته عليهم، وتؤمن بكتب الله التي أنزلها على رسله فتدرك أنَّ الله لم يخلق عباده ويتركهم هملاً بل أرسل الرسل وأنزل الكتب إعانةً لهم على سلوك سبيل الهداية والثبات عليه على نور من الله، وتؤمن باليوم الآخر الذي يكون فيه بعث الخلائق من موتهم ومحاسبتهم ومجازاتهم إنْ خيراً فخير، وإنْ شرَّاً فشر، حيث يحق الحق ويبطل الباطل، ويُنصف المظلوم ويُحاسب الظالم ويُكافأ المحسن ويُعاقب المسيء، ويُعوِّض المتضِّرر... ويكون الملك كله لله..
كما تؤمن المسلمة بقضاء الله وقدره، وأنَّ كل شيء لا يخرج عن سلطان الله وملكوته، فتقبل بقضائه - سبحانه -، وترضى بما قدر فلا تجزع ولا تيأس ولا تحتج على ربها...
ويترتب على هذا الإيمان أن تكون المسلمة ذات شخصية ربَّانية، أي متعلّقة بربها - سبحانه -، تنظر إلى الأمور كلها من خلال إيمانها بالله - تعالى -، لا تجعل إيمانها مجرَّداً بارداً تحفظ أركانه وتستظهر أدلته، لكنها لا تصبغ به حياتها، ولا تتذوَّق به طعم العبودية لله، وهي تسير في مُلكه - عز وجل -، وتتعامل مع عباده، وينزل عليها قدرُه...
ويترتب علي هذه الشخصية الربانية أن:
· تشعر المسلمة بقدسية ما تؤمن به وتعتقده وتعمل به من أحكام.
· توقن بسلامة المنهج الذي تسير عليه، وعدم تطًرق القصور أو النقص إليه.
· تجزم بوجوب الثبات علي المبادئ والقيم، لأنّها ربّانية ثابتة.
· تطمئن إلى أحكام الله الكونية والشرعية، لأنّها تجد في نفسها الاحترام والقبول والطاعة والانقياد التام لتلك الأحكام لأنّها ربّانية معصومة.
· تعتقد أنّ أحكام الله هي الأعدل والأكمل والأوفى بتحقيق كُلِّ خيرِ، ودرء كُلِّ شر، وإقامة الحق وإبطال الباطل وقطع دابر الفساد.
لذا: · تعمل بتلك الأحكام باقتناعٍ تام لا يتطرق إليه تشكيك المغرضين.
· تشعر برقابة الله عليها واطّلاعه عليها في العمل بما أوجبه عليها واجتناب ما نهاه عنها، فيكون لديها الوازع النفسي الذاتي فتخلص لله في عملها وعباداتها.
· تسارع في الخيرات، وتتراجع عن المحرمات، وتحاسب نفسها وتسعى للتخلص من تبعات التقصير أو المعصية..
· تستقي أحكامها على الأمور كلها من هدي الإسلام وشريعته، وتأخذ نفسها بعد هذا بما تدين به لله في أعمالها وشؤون حياتها.
ثانياً: شخصية قرآنيّة في أخلاقها وسلوكها:
"كان خلقه القرآن"[10] المراد أن شخصيّة المرأة المسلمة التي تميِّزها عن غيرها شخصية تأخذ أخلاقها من القرآن، تكون المُثُل التي تحتذيها مُثُلاً إسلامية، والفضائل التي تتحلّى بها أخلاقاً قرآنيّة.
وقد عرّف الإمام الغزالي الخُلُق- الذي يُجمع على (أخلاق)- بأنّه: "عبارة عن هيئةٍ في النفس راسخة، عنها تصدُرُ الأفعالُ بسهولةٍ ويُسرٍ من غير حاجة إلى فكر وروِيّة".
فأفعال الإنسان إذن موصولة دائماً بما في نفسه من معانٍ وصفاتٍ، صلة فروع الشجرة بأصولها المغيّبة في التراب، ومعنى ذلك أنّ صلاحَ أفعالِ الإنسان بصلاحِ أخلاقه، لأنّ الفرع بأصله، إذا صلح الأصل صلح الفرع، وإذا فسد الأصل فسد الفرع((وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً)) (الأعراف: 58).
إنّ المرأة المسلمة تتميُّزٌ بأخلاق تنبع من القرآن، كل محاسن الأخلاق التي دعا إليها القرآن هي معنيّةٌ بها، ومن ذلك مثلاً: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ)) (الحجرات: 11- 12).
· ((وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ *الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)) (آل عمران: 133- 134)
· ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)) (التوبة: 119)
· ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ *فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ... )) (النور: 27- 28)
· ((وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)) (النور: 31)
· ((وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً)) (الإسراء: 34)
· ((وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً *إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً)) (الإسراء: 26- 27)
· ((وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)) (المائدة: 8)
وفي الواقع إنّ القرآن قد تحدث عن كثير من الأخلاق التي يجب الأخذ بها، والعديد من الفضائل التي ينبغي على المسلم والمسلمة التحلي بها، ممّا لا مجال لحصره هنا، ذلكم أنّ "دائرة الأخلاق الإسلامية واسعةٌ جداً، فهي تشمل جميع أفعال الإنسان الخاصة بنفسه أو المتعلقه بغيره، سواءٌ أكان الغيرُ فرداً أو جماعةً أو دولة، فلا يخرُج شئٌ عن دائرة الأخلاق، ولزوم مراعاة الأخلاق ممّا لا نجد له نظير في أيّ شريعةٍ سماويةٍ سابقةٍ ولا في أيّ شريعةٍ وضعيّة".
ويتضح جليّاً من خلال النصوص أنّ الأخلاق لها مكانتها العظيمة في الدين، حيث يقول الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -: (إنَّما بُعِثْتُ لأتمِّم مكارم الأخلاق).
ويقول: (إنّ أحبّكم إليَّ وأقربكم منِّي مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً) وفي حديث آخر نفى الإيمان عمّن تجرّد من الأخلاق: (لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له).
وكذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: (والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: مَنْ يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمنُ جارُه بوائقه) أي لا يجتمع خُلقٌ رديء من الإيمان.
إنّ المرأة المسلمة التي تحدثنا عن ربّانيّة شخصيتها لا يمكن أن تنفصل أخلاقها عن إيمانها، بل إنّ أخلاقها رشحٌ لذلك الإيمان وعطرٌ يفوح لينبئ عنه، إنّها تتميُّزٌ على غيرها لهذه الشخصيّة التي تحمل في طياتها وبين جوانحها كل خُلقٍ طيّب وكل فضيلة محمودة.
فلا تفعل إلّا خيراً لنفسها وللآخرين، وأينما وُضعت ظهرت آثارها وثمارها الطيبة إصلاحاً بين الناس وبذلاً للمروءة لهم، مَنْ تعرفهم ومن لا تعرفهم، سماحة وكرم وإحسان ونبل وشهامة ورحمة ومودة ومؤازرة...
ثم صبر وجلَد ونحمُّل وأناة ورفق وإقدام وثبات وتواصل... وعطاء بلا انقطاع...
قولٌ طيّب، ولسان ذاكر، وكلمةٌ لا تحمل إلا الخير، كالبلسم على الجراح وكالماء على النار...
ما دامت هذه المسلمة مرتبطة بالقرآن وبأخلاق القرآن فإنك تستطيع أن تميُّزٌ شخصيتها من بين الكثيرات إذا رأيت فِعالها أو سمعت أقوالها فتعلم أنّها لا يمكن إلا أن تكون مسلمة لأنّ أخلاقها قرآنيّة.
ثالثاً: شخصيّة فعّالة مؤثرة: إنّ شخصيّة المرأة المسلمة شخصيّةٌ تؤثّر في غيرها بما فيها من خير وبما لديها من قدرات إيمانيّة وحكم قرآنيّة...
إنّها إيجابيّة، كحامل المسك الذي لا بد وأنْ يستفيد منه من اقترب منه أو جالسه، فهو إمّا أن يعطيك شيئاً من طيبٍ وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، وكذلك المسلمة في شخصيتها مؤثرة فعَّالة، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتتعاون على البر والتقوى...
وهي في ذات الوقت لا تتأثر لغيرها إلّا بما فيه خير لأنَّ الحكمة ضالّة المؤمن أنّى وجدها فهو أولى الناس بها...
إنّها ذات شخصيّةٍ لا تتأثر بالعادات والتقاليد الفاسدة التي تفرِض وجودها بالانتشار في بعض المجتمعات فتجاري أحوال الناس في فسادهم، ولا تعيش في مجتمعات غير إسلاميّة لمقاصد سليمة ثم لا تلبث طويلاً حتى تنخرط في سلكها وتتقبّل أوضاع حياتها التي تتنافَى مع عقيدتها أو دينها...، لأنّها حينئذٍ تكون قد تهاونت في مقومّات شخصيتها المسلمة وأهدرت مُثلها.
كل ذلك لأنّها صاحبة رِسالة في هذه الحياة، وهي رسالة عظيمة لا يمكن للمسلمة أن تّطلع بنشرها إلّا إنْ كانت نشطة راغبةً في العطاء، غير خاضعة للضغوط الاجتماعية التي تجعلها متهاونةً في شئٍ من قيمها.
إنها شخصيّة تعتز بمقوِّماتها مِن غير تكبُّر، وتشعر بقوة الحق الذي تدين به من غير استعلاء على الآخرين وازدراء لهم وتسفيه للقيم، لا تلين ولا تضعف ولا تذوب في أيِّ بيئةٍ تعيش فيها أو مجتمعٍ يضمّها، بل تجد من إيمانها القويّ ما بحملها على مقاومة التيارات الفكرية والانحلال الخُلُقي والفساد الاجتماعي.
رابعاً: شخصيّةٌ واقعيّةٌ معتدلة: إن المثل العليا التي تؤمن بها المرأة المسلمة وتسعى لتتمثلّها وافعاً في حياتها اعتقاداً وعبادةً وسلوكاً ومعاملة لا تمنع من أن تكون شخصيّتها تلاحظ وتراعي الواقع الذي تعيش فيه...
إنها شخصيّة لا تسبح في بحار الخيال أو نحلّق في أجواء المثاليّة المجنّحة فتتصور شكلاً لشخصية لا وجود لها...
ذلكم أنّ شريعة الله شُرعت للإنسان كما هو، كما خلقه الله، بجسمِهِ الأرضي وروحه السماوي، بأشواقه الصّاعدة، وغرائزه الهابطة، بدوافعه الفرديّة ونزعته الغيرية: بعوامل الفجور، وبواعث التقوى تصطرع في نفسه (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) (الشمس: 7- 10))
لذلك فإنّ شخصيّة المرأة المسلمة توائم بين مطالب الشرع ومطالب الحياة الدنيا، وبين مطالب الروح والمادة، والفرد والجماعة...
لا تُفرط في التفاؤل، ولا تبالغ في الأماني والتطلعات، بل تكون معتدلة، لا يثبطها عن السعي في طلب المعاني إخفاقٌ عارض أو حادثٌ غير متوقع...
إنها لا تتوقع أو تطلب من الآخرين ما لا تقدر عليه هي نفسها، ولا تنظر إلى شخصيات أخواتها على أنهنّ نسخة منها، بل القدرات متفاوته، والإيمان يزيد وينقص، وأهله ليسوا على منزلة واحدة..
خاتمة
وفي ختام هذا البحث نقول: إنّ الحديث عن المرأة المسلمة لا تحصره ولا تغطيه مثل هذه البحوث لكن يكفي أن نتناول جانباً من الجوانب ذات الأهميّة عن هذه المرأة المسلمة التي رفع الإسلام شأنها وأعلى منزلتها...
ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة:
أولاً: معالم شخصيّة المرأة المسلمة هي مقوماتها وأبرز مفرداتها التي صاغها الإسلام، وتتحكم في تشكيل سلوك المرأة المسلمة، وهي تتمثل في العقيدة والقيم والأخلاق التي يدعو إليها الإسلام.
ثانياً: يدعو الإسلام المرأة المسلمة لتكون ذات شخصية ربانية قرآنيّة متميُّزٌة تميُّزٌاً يدعو الأخريات للإقتداء بها، ويجعلها ثابتة على مبادئها معتزة بها.
ثالثاً: شخصية المسلمة المتميُّزٌة تكون بالإيمان بالله، وطاعته فيما أمر، وترك ما نهى عنه وزجر، والسير على طريق الصالحات من النساء المؤمنات.
رابعاً: الأخلاق والسلوك مكوِّنان من مكونات هذه الشخصية المتميُّزٌة للمسلمة، وهما في نفس الوقت ثمرة ذلك الإيمان بالله وطاعته.
خامساً: المسلمة تتميُّزٌ بكونها صالحةً في نفسها مُصلحةً لغيرها، إيجابية وليست سلبية لأنها تحب للآخرين ما تحب لنفسها، وتتعاون على البر والتقوى، فهي فعّالة مؤثرة.
سادساً: المسلمة كذلك واقعية، ليست حالمة، لأنها تدين بهذه الشريعة التي تخاطب الإنسان وتعترف بقصوره وتلتمس له العذر، وتراعي ظروفه الاضطرارية وأحواله الاستثنائية فتشرع لها أحكام تناسبها.
سابعاً: إنّ شخصية المسلمة من معالمها الواضحة تجعلنا نطمئن إلى ثباتها على منهجها التي تسير عليه وقناعتها به، وعدم انخداعها بالمؤثرات السالبة، وانجرافها وراء الدعوات المشبوهة، بل هي داعيّة إلى ما ذاقت حلاوته من إيمان، وطريقٍ قويمٍ سارت عليه وشعرت فيه بالأمان.
أهم التوصيات
أولاً: على المؤسسات التعليمة والتربوية والدعوية في بلاد المسلمين العناية بتوضيح معالم شخصيّة المرأة المسلمة وتميُّزٌها، وأنّ تسعى لتحقيق تلك الشخصية بالبناء وتتعاهدها بالبناء والرعاية.
ثانياً: نوصي الجهات ذات الصلة بالمرأة بإعداد البرامج المحكمة المتقنة التي تحقق العناية والرعاية المتكاملة للمرأة في مراحلها المحتلفة، بعيداً عن الأنشطة المشبوهه للجمعيات التي تعمل على هدم كيان المرأة وقيمها تحت ستار العناية بها والدفاع عن حقوقها.
ثالثاً: على المؤسسات الحكوميّة المعنيّة بالتربيّة والدعوة والإرشاد تبنّي مؤتمرات دوريّة للمرأة المسلة بما يحافظ على مكونات شخصيتها وبراعي خصوصياتها ويؤهلها لمواكبة المستجدات التي تهمها.
رابعاً: على المنظمات المهتمة بالدعوة تنظيم بالدعوة أن تجعل من أولوياتها تنفيذ برامج دعوية تربوية معدة بواسطة خبراء من أهل العلم والاختصاص توجّه للفتاة المسلمة منذ مراحلها الأولى، بحيث تكون متواصلة متتابعة غير منقطعة، لتحقق في النهاية الصياغة المتكاملة لشخصية المرأة المسلمة المقوية.
خامساً: أهمية العناية برصد وجمع وتصنيف نتائج وتوصيات البحوث والمؤتمرات والندوات التي تُعقد بشأن المرأة، بجانبيها الإيجابي والسّلبي، للاستفادة من الإيجابي منها ومحاولة تطبيقه، والسّلبي بالانتباه لمكايد العدو وتجنُّب الوقوع في حبائله.
هذا ما وفقني الله إليه، وأسأله - سبحانه - القبول وأسأله أن يجزي إخواننا في منظمة المشكاة خيراً على هذا الجهد..
وأشكر لمن قرأ هذا البحث الذي كُتب على عجلٍ، وأرجو أن لا يبخل عليّ بتوجيهاته وملاحظاته.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

SaRaH19000
04-20-2008, 07:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




http://www.moveed.com/data/thumbnails/21/cat2.gif (http://www.moveed.com/details.php?image_id=8019&sessionid=8f57dd57e059866f3f433afd582f4f75)



مشكورررررررررر على الموضوع الشيق


فى انتظار المزييييييييييييد