maghfera
03-26-2009, 05:25 PM
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة
8 - وعن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ، ويقاتل حمية ويقاتل رياء ، أي ذلك في سبيل الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله متفق عليه .
الشرح
وفي لفظ للحديث : ويقاتل ليرى مكانه أي في ذلك سبيل الله ؟ قال : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله وقوله : من قاتل لتكون في هذا إخلاص النية لله عز وجل وهذا الذي ساق المؤلف الحديث من أجله . فقد سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الذي يقاتل على أحد الوجوه الثلاثة . شجاعة ، وحمية ، وليرى مكانه . أما الذي يقاتل شجاعة : فمعناه أنه رجل شجاع يحب القتال لأن الرجل الشجاع متصف بالشجاعة ، والشجاعة لابد لها من ميدان تظهر فيه فتجد الشجاع يحب أن الله ييسر له قتالاً ليقاتل ويظهر شجاعة . فهو يقاتل لأنه شجاع يحب القتال . الثاني : يقاتل حمية حمية على قومية ، حمية على قبيلة ، حمية على وطن ، حمية لأي عصبية كانت . الثالث : يقاتل ليرى مكانه : أي ليراه ويعرفوا أنه شجاع فعدل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال كلمة موجزة ميزاناً للقتال فقال : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله وعدل النبي عليه الصلاة والسلام عن ذكر هذه الثلاثة ليكون أعم وأشمل لأن الرجل ربما يقاتل من أجل الاستيلاء على الأوطان والبلدان ، يقاتل من أجل أن يحصل على امرأة يسيبها من هؤلاء القوم . المهم أن النيات ما لها حد لكن هذا الميزان الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام ميزان تام عدل ومن هنا نعلم أنه يجب أن تعدل اللهجة التي يتفوه بها اليوم كثير من الناس . اللهجة لهجتان . لهجة قوم يقاتلون للقومية ، القومية العربية والقتال للقومية العربية قتال جاهلي ، من قتل فيه فليس شهيداً ، فقد الدنيا وخسر الآخرة ، لأن ذلك ليس في سبيل الله . لذلك على الرغم من قوة الدعاية للقومية العربية لم نستفد منها شيئاً . اليهود استولوا على بلادنا ، نحن تفككنا ، دخل في ميزان هذه القومية قوم كفار من النصارى وغير النصارى وخرج منها مسلمون من غير العرب فخسرنا ملايين العالم من أجل هذه القومية ، ودخل فيها قوم لا خير فيهم ، قوم إذا دخلوا في شيء كتب عليه الخذلان والخسارة . واللهجة الثانية : قوم يقاتلون للوطن ، ونحن إذا قاتلنا من أجل الوطن لم يكن هناك فرق بيننا وبين الكافر لأنه أيضا يقاتل من أجل وطنه . والذي يقتل من أجل الدفاع عن الوطن فقط ليس بشهيد . ولكن الواجب علينا ونحن مسلمون وفي بلد إسلامي ولله الحمد ونسأل الله أن يثبتنا على ذلك ، الواجب أن يقاتل من أجل الإسلام في بلادنا . انتبه للفرق نقاتل من أجل الإسلام في بلادنا ، فنحمي الإسلام الذي في بلادنا سواء كان في أقصى الشرق والغرب ، فيجب أن تصحح هذه النقطة : فيقال نحن نقاتل من أجل الإسلام في وطننا أو من أجل وطننا لأنه إسلامي ندافع عن الإسلام الذي فيه . أما مجرد الوطنية فإنها نية باطلة لا تفيد الإسلام شيئاً ، ولا فرق بين الإنسان الذي يقول إنه مسلم والإنسان الذي يقول إنه كافر إذا كان القتال من أجل الوطن لأنه وطن . وما يذكر من أن حب الوطن من الإيمان وأن ذلك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كذب . حب الوطن إن كان إسلامياً فهذا تحبه لأنه إسلامي ، ولا فرق بين وطنك الذي هو مسقط رأسك أو الوطن البعيد عن بلاد المسلمين ، كلها وطن إسلامي يجب أن نحميه . على كل حال يجب أن نعلم أن النية الصحيحة هي أن نقاتل من أجل الإسلام في بلادنا أو من أجل وطننا لأنه إسلامي لا لمجرد الوطنية . أما قتال الدفاع : أي لو أحداً صال عليك في بيتك يريد أخذ مالك أو أن ينتهك عرض أهلك مثلاً فإنك تقاتله كما أمرك بذلك النبي عليه الصلاة والسلام . فقد سئل عن الرجل يأتيه الإنسان ويقول له : أعطني مالك ؟ قال : لا تعطه قال أرأيت إن قاتلني ؟ قال : قاتله ، قال : أرأيت إن قتلني ؟ قال : إن قتلك فأنت شهيد . قال : أرأيت إن قتلته ؟ قال : إن قتلته فهو في النار لأنه معتد ظالم حتى وإن كان مسلماً ، إذا جاءك المسلم يريد أن يقاتلك من أجل أن يخرجك من بلدك أو من بيتك فقاتله إن قتلته فهو في النار وإن قتلك فأنت شهيد . لا تقل كيف أقتل مسلماً ؟ هو المعتدي : ولو كتفنا أيدينا أمام المعتدين الظالمين الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ولا ديناً ، لكان المعتدون لهم السلطة ولأفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ولذلك نقول : هذه المسألة ليست من باب قتال الطلب . قتال الطلب معلوم إنني لا أذهب أقاتل مسلماً أطلبه ، ولكن أدفع عن مالي ونفسي وأهلي ولو كان مؤمناً مع أنه لا يمكن أبداً أن يكون شخص معه إيمان يقدم على مسلم يقاتله ليستولي على أهله وماله أبداً . ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : سباب المسلم فسوق وقتاله كفر لا إيمان لإنسان يقاتل المسلمين إطلاقاً فإذا كان الرجل فاقداً الإيمان أو ناقص الإيمان فيجب أن نقاتله دفاعاً عن النفس وجوباً لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قاتله وقال : إن قتلته فهو في النار وقال : وإن قتلك فأنت شهيد . الحاصل أن هناك قتالين : قتالاً للطلب أذهب أنا أقاتل الناس مثلاً في بلادهم هذا لا يجوز إلا في شروط معينة . مثلاً : قال العلماء إذا ترك أهل قرية الأذان وهو ليس من أركان الإسلام وجب على ولي الأمر أن يقاتلهم حتى يؤذنوا لأنهم تركوا شعيرة من شعائر الإسلام . وإذا تركوا صلاة العيد ، وقالوا لا نصليها لا في بيوتنا ولا في الصحراء يجب أن نقاتلهم ، حتى لو فرض أن قوماً حاجونا وقالوا : هل الأذان من أركان الإسلام قلنا : لا ولكنه من شعائر الإسلام فنقاتلكم حتى تؤذنوا . إذا اقتتلت طائفتان من المؤمنين وجب علينا أن نصلح بينهما فإن بغت إحداهما على الأذب وجب أن نقاتلها حتى تفيء إلى أمر الله مع أنها مؤمنة ، ولكن هناك فرق بين قتال الدفاع وقتال الطلب ، الطلب ما نطلب إلا من أباح الشارع قتاله وأما الدفاع فلابد أن يدافع . والحاصل أنه لابد من تصحيح النية ، ونرجو منكم أن تنبهوا على هذه المسألة لأننا نرى في الجرائد والصحف الوطن الوطن الوطن وليس فيها ذكر للإسلام وهذا نقص عظيم يجب أن توجه الأمة إلى النهج والمسلك الصحيح ونسأل الله لنا ولكم التوفيق لما يحب ويرضى .
8 - وعن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ، ويقاتل حمية ويقاتل رياء ، أي ذلك في سبيل الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله متفق عليه .
الشرح
وفي لفظ للحديث : ويقاتل ليرى مكانه أي في ذلك سبيل الله ؟ قال : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله وقوله : من قاتل لتكون في هذا إخلاص النية لله عز وجل وهذا الذي ساق المؤلف الحديث من أجله . فقد سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الذي يقاتل على أحد الوجوه الثلاثة . شجاعة ، وحمية ، وليرى مكانه . أما الذي يقاتل شجاعة : فمعناه أنه رجل شجاع يحب القتال لأن الرجل الشجاع متصف بالشجاعة ، والشجاعة لابد لها من ميدان تظهر فيه فتجد الشجاع يحب أن الله ييسر له قتالاً ليقاتل ويظهر شجاعة . فهو يقاتل لأنه شجاع يحب القتال . الثاني : يقاتل حمية حمية على قومية ، حمية على قبيلة ، حمية على وطن ، حمية لأي عصبية كانت . الثالث : يقاتل ليرى مكانه : أي ليراه ويعرفوا أنه شجاع فعدل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال كلمة موجزة ميزاناً للقتال فقال : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله وعدل النبي عليه الصلاة والسلام عن ذكر هذه الثلاثة ليكون أعم وأشمل لأن الرجل ربما يقاتل من أجل الاستيلاء على الأوطان والبلدان ، يقاتل من أجل أن يحصل على امرأة يسيبها من هؤلاء القوم . المهم أن النيات ما لها حد لكن هذا الميزان الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام ميزان تام عدل ومن هنا نعلم أنه يجب أن تعدل اللهجة التي يتفوه بها اليوم كثير من الناس . اللهجة لهجتان . لهجة قوم يقاتلون للقومية ، القومية العربية والقتال للقومية العربية قتال جاهلي ، من قتل فيه فليس شهيداً ، فقد الدنيا وخسر الآخرة ، لأن ذلك ليس في سبيل الله . لذلك على الرغم من قوة الدعاية للقومية العربية لم نستفد منها شيئاً . اليهود استولوا على بلادنا ، نحن تفككنا ، دخل في ميزان هذه القومية قوم كفار من النصارى وغير النصارى وخرج منها مسلمون من غير العرب فخسرنا ملايين العالم من أجل هذه القومية ، ودخل فيها قوم لا خير فيهم ، قوم إذا دخلوا في شيء كتب عليه الخذلان والخسارة . واللهجة الثانية : قوم يقاتلون للوطن ، ونحن إذا قاتلنا من أجل الوطن لم يكن هناك فرق بيننا وبين الكافر لأنه أيضا يقاتل من أجل وطنه . والذي يقتل من أجل الدفاع عن الوطن فقط ليس بشهيد . ولكن الواجب علينا ونحن مسلمون وفي بلد إسلامي ولله الحمد ونسأل الله أن يثبتنا على ذلك ، الواجب أن يقاتل من أجل الإسلام في بلادنا . انتبه للفرق نقاتل من أجل الإسلام في بلادنا ، فنحمي الإسلام الذي في بلادنا سواء كان في أقصى الشرق والغرب ، فيجب أن تصحح هذه النقطة : فيقال نحن نقاتل من أجل الإسلام في وطننا أو من أجل وطننا لأنه إسلامي ندافع عن الإسلام الذي فيه . أما مجرد الوطنية فإنها نية باطلة لا تفيد الإسلام شيئاً ، ولا فرق بين الإنسان الذي يقول إنه مسلم والإنسان الذي يقول إنه كافر إذا كان القتال من أجل الوطن لأنه وطن . وما يذكر من أن حب الوطن من الإيمان وأن ذلك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كذب . حب الوطن إن كان إسلامياً فهذا تحبه لأنه إسلامي ، ولا فرق بين وطنك الذي هو مسقط رأسك أو الوطن البعيد عن بلاد المسلمين ، كلها وطن إسلامي يجب أن نحميه . على كل حال يجب أن نعلم أن النية الصحيحة هي أن نقاتل من أجل الإسلام في بلادنا أو من أجل وطننا لأنه إسلامي لا لمجرد الوطنية . أما قتال الدفاع : أي لو أحداً صال عليك في بيتك يريد أخذ مالك أو أن ينتهك عرض أهلك مثلاً فإنك تقاتله كما أمرك بذلك النبي عليه الصلاة والسلام . فقد سئل عن الرجل يأتيه الإنسان ويقول له : أعطني مالك ؟ قال : لا تعطه قال أرأيت إن قاتلني ؟ قال : قاتله ، قال : أرأيت إن قتلني ؟ قال : إن قتلك فأنت شهيد . قال : أرأيت إن قتلته ؟ قال : إن قتلته فهو في النار لأنه معتد ظالم حتى وإن كان مسلماً ، إذا جاءك المسلم يريد أن يقاتلك من أجل أن يخرجك من بلدك أو من بيتك فقاتله إن قتلته فهو في النار وإن قتلك فأنت شهيد . لا تقل كيف أقتل مسلماً ؟ هو المعتدي : ولو كتفنا أيدينا أمام المعتدين الظالمين الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ولا ديناً ، لكان المعتدون لهم السلطة ولأفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ولذلك نقول : هذه المسألة ليست من باب قتال الطلب . قتال الطلب معلوم إنني لا أذهب أقاتل مسلماً أطلبه ، ولكن أدفع عن مالي ونفسي وأهلي ولو كان مؤمناً مع أنه لا يمكن أبداً أن يكون شخص معه إيمان يقدم على مسلم يقاتله ليستولي على أهله وماله أبداً . ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : سباب المسلم فسوق وقتاله كفر لا إيمان لإنسان يقاتل المسلمين إطلاقاً فإذا كان الرجل فاقداً الإيمان أو ناقص الإيمان فيجب أن نقاتله دفاعاً عن النفس وجوباً لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قاتله وقال : إن قتلته فهو في النار وقال : وإن قتلك فأنت شهيد . الحاصل أن هناك قتالين : قتالاً للطلب أذهب أنا أقاتل الناس مثلاً في بلادهم هذا لا يجوز إلا في شروط معينة . مثلاً : قال العلماء إذا ترك أهل قرية الأذان وهو ليس من أركان الإسلام وجب على ولي الأمر أن يقاتلهم حتى يؤذنوا لأنهم تركوا شعيرة من شعائر الإسلام . وإذا تركوا صلاة العيد ، وقالوا لا نصليها لا في بيوتنا ولا في الصحراء يجب أن نقاتلهم ، حتى لو فرض أن قوماً حاجونا وقالوا : هل الأذان من أركان الإسلام قلنا : لا ولكنه من شعائر الإسلام فنقاتلكم حتى تؤذنوا . إذا اقتتلت طائفتان من المؤمنين وجب علينا أن نصلح بينهما فإن بغت إحداهما على الأذب وجب أن نقاتلها حتى تفيء إلى أمر الله مع أنها مؤمنة ، ولكن هناك فرق بين قتال الدفاع وقتال الطلب ، الطلب ما نطلب إلا من أباح الشارع قتاله وأما الدفاع فلابد أن يدافع . والحاصل أنه لابد من تصحيح النية ، ونرجو منكم أن تنبهوا على هذه المسألة لأننا نرى في الجرائد والصحف الوطن الوطن الوطن وليس فيها ذكر للإسلام وهذا نقص عظيم يجب أن توجه الأمة إلى النهج والمسلك الصحيح ونسأل الله لنا ولكم التوفيق لما يحب ويرضى .