Warning: Function get_magic_quotes_gpc() is deprecated in /home/forumbs/public_html/includes/class_core.php on line 1960
شرح رياض الصالحين (كتاب الفضائل ( باب فضل قيام الليل ) [الأرشيف] - منتديات بانى ستار

المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح رياض الصالحين (كتاب الفضائل ( باب فضل قيام الليل )



maghfera
03-26-2009, 12:30 PM
إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه ، فلم
1186 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه ، فلم يدر ما يقول ، فليضطجع . رواه مسلم .
الشرح
هذه بقية الأحاديث التي نقلها النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين في : باب فضل صلاة الليل ، وتدل على أمور ، الأمر الأول أن الإنسان إذا فاته قيام الليل فإنه يقضيه من النهار ، ولكنه لا يوتر ، لأن الوتر تختم به صلاة الليل وقد انتهت كما دل على ذلك حديث عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا غلبه وجع أو غيره ، يعني كالنوم فلم يصل في الليل ، صلى في النهار ثنتي عشرة ركعة ، لأنه عليه الصلاة والسلام ، كان يواظب في أكثر أحيانه على إحدى عشرة ركعة ، فكان يقضي ما هو الأكمل والأكثر ، يقضي ثنتي عشرة ركعة ، وعلى هذا فإذا كان من عادة الإنسان أنه يوتر بثلاث ، ولم يقم ، فإنه يقضي بالنهار أربعا ، ولا يقضي ثلاثا ، وإذا كان من عادته أن يوتر بخمس يقضي ستا وهلم جرا ، ولكن متي يقضي ؟ يقضيه فيما بين طلوع الشمس وارتفاعها إلى زوال الشمس ، كما يدل على ذلك حديث عمر رضي الله عنه فيمن فاته ورده أو حزبه في الليل ، أو شيء منه ، أنه يقضيه في النهار بالضحى ، فيقضي ذلك في الضحى ، فإن نسي ولم يتذكر إلا بعد الظهر قضاه بعد الظهر ، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها . ومما دلت عليه هذه الأحاديث أن الإنسان إذا غلبه النوم وجاءه النعاس وهو يصلي فلا يصلي ، وذلك لأنه ربما يذهب يستغفر لنفسه فيسب نفسه لأنه ينعس ، وأيضا ربما يستعجم القرآن على لسانه ، فيتكلم بالكلمة من القرآن على غير وجهها فيحرف القرآن ، فأنت إذا كان من عادتك أن تصلي بالليل وجاءك النوم ، فلا تجهد نفسك ، نم حتى يزول عنك النعاس ثم استأنف القيام ، فإن طلع الفجر فاقض الوتر في الضحى ولكن شفعا . ومما تدل عليه هذه الأحاديث أنه ينبغي للإنسان إذا كان له أهل وقام من الليل أن يوقظ أهله ، لكن حسن نشاط الأهل ، ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل فإذا لم يبق إلا الوتر أيقظ عائشة فأوترت ، يعني ليس من اللازم أن توقظ أهلك معك ، قد يكون أهلك ليسوا مثلك في النشاط البدني أو في النشاط النفسي ، فلا توقظهم معك ، ليس بلازم إلا إذا رأيت أنهم يرغبون ، ولكن لا تنسهم من آخر الليل ، يقومون ولو للوتر ، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل . نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يقوم الليل ويصوم النهار ويعبد ربه حق عبادته .