شخصيات نسائية بارزة ومعروفة ( عندما تغزل حواء وشاح التفوق )

[walid_8281500]

عندما تغزل حواء وشاح التفوق

حصلت‏7‏ سيدات علي جوائز الدولة للعلوم هذا العام من بين‏56‏ عالما مصريا والفائزات هن‏:‏ د‏.‏ خيرية محمود نجيب استاذ متفرغ بالمركز القومي للبحوث‏,‏ د‏.‏ رجاء منصور مديرة المركز المصري لأطفال الأنابيب‏,‏ د‏.‏ هالة محمد رفعت باحثة بالمركز القومي للبحوث‏,‏ د‏.‏ أمل صابر باحثة بمعهد بحوث القطن التابع لمركز البحوث الزراعية‏,‏ د‏.‏ نهال سامي الموجي استاذ باحث مساعد بالمركز القومي للبحوث‏,‏ د‏.‏ هدي بدري باحثة بالمركز القومي للبحوث‏,‏ د‏.‏ مني محمد عزو باحثة بمعهد بحوث النيل التابع للمركز القومي لبحوث المياه‏.‏

وفي محاولة لمعرفة كيف يفكرن وماهي العوامل التي مكنتهن من التفوق كان هذا اللقاء‏:‏

الفائزة التي تبرعت بالجائزة
‏-‏د‏.‏ خيرية نجيب الحاصلة علي جائزة الدولة التقديرية في العلوم الزراعية تقول ونبرة الفرحة في صوتها‏:‏ بالرغم من الجوائز العديدة التي حصلت عليها إلا أن هذه الجائزة أهم جائزة في حياتي لأنها تتويج لتاريخي العلمي وتشجيع لتلاميذي من الباحثين للسير في نفس الطريق فالنجاح لا يتحقق بالمجهود الفردي بل يتحقق من خلال مجموعة زملاء يعملون بروح الفريق ورئيس عمل يقدر جهد العاملين‏..‏ وهذا ما حدث معي حيث شجعني د‏.‏ هاني الناظر رئيس المركز القومي للبحوث علي ترشيح نفسي لهذه الجائزة خاصة بعد ان تم ترشيحي من بين‏200‏ مرشح مصري لنيل جائزة تيلور الدولية‏..‏

وأتمني الحصول عليها رغم اعتقادي ان حصولي علي جائزة من بلدي أهم بكثير من أي جائزة من الخارج‏..‏ وأول من ابلغتهم بالجائزة ابني محمد وأحمد واخواتي ثم تلاميذي الباحثين الذين اردد علي مسامعهم دائما عبارة لكل مجتهد نصيب وعن بدايتها مع التفوق قالت‏:‏ كنت منذ صغري متفوقة في المجال العلمي وحصلت في الثانوية العامة علي مجموع يؤهلني للإلتحاق بكلية الطب إلا أن والدتي فضلت لي الزراعة وعقب التخرج التحقت بالمركز القومي للبحوث وفضلت العمل في معاملة بدلا من التدريس في الجامعة وإنشئت اول معمل لدراسة السموم الفطرية بالمركز‏.‏

وتهدي الدكتورة خيرية الجائزة لوالدتها التي لولا أهتمامها بها ورعايتها ما تفوقت ولوالدها الذي غرس فيها القيم والمبادئ ولروح زوجها الذي كان نعم العون والسند حتي رحيله كما تهديها لروح حماتها التي كان وجودها معها في المنزل بمثابة شعاعا من ضوء أضاء طريقها وطريق احفادها كما تهدي القيمة المادية للجائزة لتلاميذها الباحثين حيث ستضعها وديعة في البنك يخصص عائدها لاحسن بحث في مجال سموم وملوثات الغذاء تشجيعا للباحثين علي الاستمرار في العمل المخلص

الباحثة الرسامة
‏-‏ د‏.‏ رجاء منصور الحاصلة علي جائزة الدولة للتفوق في مجال العلوم الطبية تقول‏:‏ ان هذه الجائزة هي وسام علي صدر كل باحثة‏.‏ وأنصح العاملات في ميدان العلم بالتحلي بالصبر والاصرار وبروح القتال حيث أن العمل في هذا المجال يتطلب مجهود كبير وسنوات طويلة قبل حصاد ثماره وعن اتجاهها لمجال الطب قالت‏:‏ بصراحة كانت ميولي فنية وكنت اتمني الالتحاق بكلية الفنون الجميلة لكن إغراء المجموع الكبير الذي حصلت عليه جعل والدي يصر علي التحاقي بكلية الطب اسوة بأشقائي الثلاثة ويطلب مني ان يكون حبي للفن والرسم هواية اما الطب فمستقبل ومهنة وأستجبت لرأيه‏..‏ وها أنا أمارس مهنة الطب وارسم اللوحات التشكيلية التي سيضمها معرضا سيتم افتتاحه قريبا‏..‏ واريد ان اعترف انني لم اطبق اسلوب ابي في التربية مع ابنائي فقد تركت لهم حرية الاختيار وتهدي د‏.‏ رجاء جائزتها إلي النساء اللواتي كن يعانين من العقم واقدمن علي تجربة اطفال الأنابيب برغم انها كانت في بدايتها مما ساعد علي نجاح هذا الفرع الجديد من العلم‏.‏

الزواج لايمنع التفوق
‏-‏د‏.‏ هالة رفعت الحاصلة علي جائزة الدولة التشجيعية في العلوم البيولوجية تقول‏:‏ قرأت خبر حصولي علي الجائزة في الطبعة الأولي من جريدة الاهرام ولم اصدق نفسي فعدت أكرر القراءة حتي اتصلت بي صديقة لتؤكد لي الخبر‏...‏ ساعتها سجدت شكرا لله الذي توج عملي بالنجاح‏..‏ خاصة انه عمل شاق علي المرأة لكن الباحثة يمكنها أن تحقق نجاحا فيها اذا نظمت وقتها جيدا لأن العمل في المجال العلمي صعب ويتطلب وقت طويل‏..‏ وانا سعيدة بهذه الجائزة لانها تبرهن علي أن عطاء المرأة لا يقل بعد الزواج كما يتصور البعض‏.‏

ابنه عاشق العلم
د‏.‏ أمل صابر الحاصلة علي جائزة الدولة التشجيعية في العلوم وتقول أن سعادتها لا توصف وتعتقد أن من واجبها ان تشير إلي فضل اساتذتها الذين وقفوا بجوارها ومدير‏(‏ معهد بحوث القطن الذي وفر لها كل أمكانيات النجاح كذلك العاملين الذين قدموا لها الدعم والمساندة‏..‏ والجائزة تعني انها قطعت شوطا في مسيرة العلم وعليها الاستمرار في طريق البحث مهما كانت المعوقات وترجع د‏.‏ أمل تفوقها العلمي إلي والدها الذي كان عاشقا للعلم ونجح في ان ينقل هذا العشق اليها وإلي اشقائها الثمانية الذين التحقوا جميعا بالقسم العلمي لذلك فهي تنصح الاباء والامهات بتهيئة المناح العلمي لابنائهم لأن تقدم الشعوب يقاس بمدي تقدمها العلمي‏.‏

الطفلة التي راقبت النباتات
‏-‏ د‏.‏ نهال الموجي الحاصلة علي جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الزراعية تقول انها لم تكن تتوقعها وكانت في غاية السعادة لانها حصلت في الشهر الماضي علي جائزة المركز القومي للبحوث في العلوم الزراعية مناصفة مع زميلها في قسم الخضار وتعتبر الجائزة ليست لها وحدها إنما هي لزملائها العاملين في قسم أمراض النبات وايضا لاساتذتها الذين منحوها العلم والخبرة ولزوجها د‏.‏ مختار عبد القادر استاذها في نفس القسم الذي وقف بجوارها في كل خطوة تخطوها وأثبت بسلوكه هذا أن وراء كل امرأة ناجحة رجل عظيم لأنه كان يساعدها في اعمال المنزل حتي تتفرع لدراستها ايضا لا تنس تشجيع والدها ووالدتها الاستاذين في كلية الطب البيطري اللذان كانا لهما اكبر الأثر في حبها للعلوم مما دفعها الي التفوق والحصول علي مجموع كبير في الثانوية العامة كان يؤهلها للالتحاق بكلية الطب إلا أن والدها نصحها بالالتحاق بكلية الزراعة لانه يري ان الدراسة في كلية الطب شاقة علي المرأة‏..‏ فاختارت قسم النبات في كلية الزراعة ولانها منذ الطفولة كانت حريصة علي زراعة الزهور والنباتات المختلفة ومراقبتها حتي تكبر وتترعرع وتؤتي ثمارها‏.‏

العلم‏..‏ يحتاج مدرس موهوب
‏-‏ د‏.‏ هدي بدري الحاصلة علي جائزة العلوم التكنولوجية المتقدمة في مجال العلوم الزراعية تقول‏:‏ عرفت خبر فوزي بالجائزة عن طريق رسالة وصلتني من احدي صديقاتي علي تليفوني المحمول فاعتقدت انها دعابة ولكني تأكدت من صحة الخبر عندما اتصلت بي صفحة المرأة والطفل بالأهرام فشعرت لحظتها بفرحة غامرة بعد ان كاد اليأس أن يتمكن مني عقب عودتي من الخارج حيث كنت اعمل باحثة في المانيا وعندما رجعت الي مصر وجدت فرقا كبيرا في الامكانيات المتاحة هنا وهناك لكن تشجيع زملائي في القسم ود‏.‏ هاني الناظر رئيس المركز ساعدني علي التخلص من الاحباط الذي اصابني

فتقدمت بابحاثي للاكاديمية والحمد لله حصلت علي الجائزة وهذا ما يجعلني اردد المقولة الشهيرة‏[‏ فلما ضاقت حلقاتها واستحكمت فرجت وكنت اظن انها لن تفرج‏]‏ كذلك أردد مقولة خيركم من تعلم العلم وعلمه لانها تذكرني بفضل اساتذتي منذ المرحلة الابتدائية حتي الجامعة الذين قدموا لي المواد العلمية بطريقة شيقة جعلتني ارغب في التخصص في هذا المجال واعتقد ان انصراف الطلبة عن الدراسات العلمية مفضلين الدراسات الادبية كما اظهرت نتائج الاحصائيات الأخيرةيرجع الي غياب المدرس القدوة الذي يعشق مهنته ويقدم علمه بطريقة غير تقليدية مما يحبب تلاميده في مادته‏.‏

الزواج السعيد‏..‏ يدفع للابداع
‏-‏ د‏.‏ مني محمد عزو الحاصلة علي جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الهندسية تقول‏:‏ علمت بفوزي بالجائزة من جريدة الاهرام وكانت سعادة زوجي لا تقل عن سعادتي عندما حصل علي نفس هذه الجائزة في العام الماضي وأريد أن الفت الانتباه إلي أن العلاقة الوثيقة بين الزوجين تدفع إلي الابداع والتفوق‏...‏ اما عن مشوار نجاحها فترويه قائلة كنت أحلم بالالتحاق بكلية الهندسة والحمد لله تحققت امنيتي وعقب تخرجي منها واصلت دراستي العليا وحصلت علي الماجستير من هولندا وسافرت مع زوجي إلي بلجيكا حيث حصلنا معا علي درجة الدكتوراه وهناك انجبت ابنتي وابني واستطعت بتنظيم الوقت والارادة القوية تحقيق المعادلة الصعبة في التوفيق بين نجاحي في عملي ونجاحي في بيتي‏