BaRa2eT 2aLb
03-17-2009, 02:48 PM
نميز فى تاريخ اللغة العبرية فى العصر الحديث بين ثلاث فترات رئيسية يصعب تحديد تواريخ فاصلة ودقيقة بينها وهى: فترة الهسكالاة (التنوير) والتى حدث فيها التطور الجديد للغة العبرية لكنها بقيت لغة للكتابة فقط. الفترة الوسطى والتى تحولت فيها اللغة من لغة كتابة الى لغة حديث. الفترة الحديثة التى تحولت فيها اللغة الى لغة كتابة وحديث.
فتـرة الهسكـالاة
تعتبر فترة الثمانينات من القرن الثامن عشر بداية عصر جديد فى تاريخ اللغة العبرية، حيث نشأ بعدها أدب عبرى جديد علمانى مكتوب بلغة العهد القديم. وأدباء ذلك الأدب هم المتنورون "المسكيليم" والتى بدات حركتهم فى وسط اوربا فى المانيا (1780-1820) وانتقلت بعدها الى المجر والتشيك وإيطليا وغيرها من البلدان (1820-1850) ووصلت الى ذروة تطورها فى شرق أوربا وروسيا وبولندا (1850-1881).
عارض المسكيليم اللغة العبرية الحاخامية كمعارضتهم لليهودية الحاخامية، فكانت فى نظرهم لغة فاسدة ومشوشة، ووجهوا نشاطهم الأساسى فى إحياء لغة العهد القديم التى اعتبروها العبرية الأصلية النقية من أية شوائب وتشويش فى القواعد وأى خلط فى طرق التعبير بتأثير المصادر المتأخرة.
حاول بعض الأدباء فى القرن التاسع عشر، خاصة فى شرق أوربا مثل أبارهام مابو (1808-1867)، بيرتس سميـلانسكى (1842-1855)، إسحق ارتر (1791-1851) وغيرهم، كتابة أعمالهم بعبرية العهد القديم فقط. غير أنه ما إن اتسعت دائة اهتمامات كتاب حركة الهسكالاة وانتاجهم لتشمل الفلسفة والبحث ودراسة العهد القديم والنحو وعلم اللغة وتاريخ إسرائيل والشعوب، لم يستطع الكتاب قصر كتاباتهم على عبرية العهد القديم فقط واضطروا الى الاحتياج لأسس لغة חז"ל كما لم يمتنعوا عن استخدام لغة العصر الوسيط وبعض أسس لغة الصلوات من منطلق الحاجة الى روافد المختلفة للغة. ساهم مثقفوا القرنين الثامن عشر والتاسع عشر فى تطور اللغة العبرية وتجديدها. من أبرز المجالات التى ساهم فيها المسكيليم (المثقفون، المتنورون): النحو العبرى وإثراء الثروة اللغوية العبرية.
أما فيما يخص المجال الأول فقد وجه "المسكيليم" اهتمامهم الى النحو والقواعد حيث حاولوا تأسيس النحو العبرى بشكل عام واللغة العبرية على اساس نظرية "تركيب" لغة العهد القديم. أما المجال الثانى الذى يبرز فيه اسهام المثقفين فهو إثرائ اللغة العبرية والرغبة فى الكتابة عن موضوعات جديدة لم يتطرق اليها العهد القديم ولقد دقعهم ذلك الى خلق مصطلحات جديدة لم تكن موجودة فى لغة الذين سبقوهم. أصبح بعض المصطلحات التى ظهرت فى عصر الهسكالاة دارج فى اللغة ولم ينجح البعض فى ذلك. ومن الكلمات التى لم تستقر فى اللغة: אָרְחָן (مُضيف)، בַדְיָן (كاتب)، בַיְתָן (رجل اقتصاد)، גִפָרון (كبريت)، גַרְיָן (محب)، דַפָס (طبَّاع)، לושֵן (عالم لغة)، חֶרֶט (أسلوب)، מִבְדֶה (رواية)، מַדְפֵס (مطبعة)، מַעֲשיון (نكتة)، רַעֲיָן (متشائم)، שַאֲלָנִי (كثير السؤال)، תִזְמונֶת (فـرصة)، תַלְהובָה (حماس)، תליאות (ارتباط) وغيرها.
استخدم المسكيليم عدة وسائل لتوسيع استخدام اللغة العبرية فى فترة الهسكالاة:-
1-إيجاد كلمات جديدة من خلال استخدام كلمات قديمة واستخدام جذورهاا من خلال اضافة حروف اليها مثل: אטיות, אנוכיות, דברנות, התאבקות, טבעי, לקקן, מבוך, עצלות, רעבתנות, רצינות...
2-إيجاد كلمات من خلال محاكاة أوزان أسماء مقرائية ومشناوية مثل: מַרְגֵמָה, מַדְגֵרָה, דַחַף, דַוָר, תַעֲרוכָה, מְנָיָה...
3- توسيع معانى الكلمات القديمة مثل: ביקורת (فى العهد القديم بمعنى فحص وعقاب) חשמל (فى العهد القديم نوع من العادن)، כתובת (فى العهد القديم بمعنى حروف مكتوبة).
4-إيجاد مصطلحات من خلال ضم كلمتين: ימי הביניים, ממְסִילַת בַרְזֵל, תַפוחֵי אַדָמָה, יַם תִיכון, נְקודַת רְאות...
5-استخراج افعال من الأسماء مثل: הִדְרִיג, הִרְדִים, הִצְטַנִעַ, תִלְתֵל...
6-اشتقاق كلمات جديدة ومن الاشتقاق ينتج تشابه بينها وبين الكلمات الأجنبية مثل חולירע فى اللغات الأوربية Cholera ، פרטי-כול Protocol ، בובה Puppe.
7-استعارة معانى جديدة لكلمات مشابهة صوتياً لكلمات أجنبية مثل: מְכונָה (فى العهد القديم מסד أى شئ مستقر) وهى تشبه كلمة Machine. فى اللغات الأوربية أخذت الكلمة معنىً معاكس تماماً. שֶלֶט (فى العهد القديم מָגֵן) من كلمة schild الألمانية ولقد أخذت الكلمة معنى لوحة.
الفترة الوسطى
مع كل الاسهامات التى ساهم فيها المسكيليم من أجل توسيع الثروة اللغوية العبرية وإحيائها، ومع نضال بعضهم من أجل تحويل لغة المشنا وباقى روافد اللغة الى مصادر شرعية لتطور اللغة (إسحاق ساطانوف 1732-1844)، (مناحيم لابين 1749-1826)، (موشيه شولبويم 1835-1918) ومع الطموح والرغبة فى فرض اللغة العبرية على الجماهير، لم ينجح لمثقفون فى وضع أسس لتحويل اللغة العبرية من لغة كتابة وانتاج الى لغة حديث.
بدأ عدد كبير من كتاب الهسكالاة فى النظر الى تركيب اللغة (مندلسون 1729-1786، بن زئيف 1764-1811 وغيرهما) ومحاربة شوائب اللغة وتنقيتها، لكنهم لم ينجحوا فى مزج روافد اللغة المختلفة فى لغة موحدة.
من العيوب الأساسية التى صاحبت نشاط كتاب حركة الهسكالاة من أجل توسيع اللغة العبرية وإحيائها واستخدامها: عدم الحرص على وحدة الأسلوب، خلق كلمات ليست من روح اللغة والذوق الرفيع. كان أسلوب كثير من كتاب الهسكالاة ومفكريها الأسلوب المنمَّر الذى يحتوى على فقرات وأجزاء فقرات من العهد القديم وأحياناً من العهد القديم والمشنا أو روافد لغوية أخرى ضمت الى بعضها البعض دون أى اتجاه الى مزجها الداخلى. نجح عدد قليل من الكتاب فى المساواة فى الاسلوب الموحد الجميل. كما لم ينجح المسكيليم فى تجديد الكلمات وأشتقت أحياناَ كلمات لا توافق روح اللغة وذوقها والاتجاه الى خلق مفاهيم جديدة، والتطلع الى توسيع قدرة اللغة فى مجالات جديدة خاصة الرغبة فى رفع لواء اللغة أمام الآخرين لإثبات أنها مساوية فى قدرتها للغات الأخرى. أدى كل ذلك الى خلق كلمات لم تترسخ فى اللغة بل لم تصمد حتى فى فترة الهسكالاة نفسهاا مثل: נשים באוהל (راهبات)، ארון נגן (بيانو)، בָתֵי עיניים (نظارة)، עט עופרת (قلم رصاص)، ولقد اختفت كل هذه الاستخدامات كأن لم تكن.
من الواضح أن لغة المسكيليم لم تحتوى على أسس تحويلها الى لغة حديث، إلا أن اللغة العبرية كانت فى حاجة الى مرحلة أخرى تمتزج فيها روافد اللغة المختلفة حتى تصبح لغة واحدة. ولقد عمل فى هذا الاتجاه عدد من الكتاب والمفكرين أهمهم مندلى موخير سفاريم (ش.ى. أبراموفيتش 1835-1917) فى مجال الأدب وأحاد هاعام (أ.د. جرينتسبرج 1856-1927) فى الصحافة والأدب.
فتـرة الهسكـالاة
تعتبر فترة الثمانينات من القرن الثامن عشر بداية عصر جديد فى تاريخ اللغة العبرية، حيث نشأ بعدها أدب عبرى جديد علمانى مكتوب بلغة العهد القديم. وأدباء ذلك الأدب هم المتنورون "المسكيليم" والتى بدات حركتهم فى وسط اوربا فى المانيا (1780-1820) وانتقلت بعدها الى المجر والتشيك وإيطليا وغيرها من البلدان (1820-1850) ووصلت الى ذروة تطورها فى شرق أوربا وروسيا وبولندا (1850-1881).
عارض المسكيليم اللغة العبرية الحاخامية كمعارضتهم لليهودية الحاخامية، فكانت فى نظرهم لغة فاسدة ومشوشة، ووجهوا نشاطهم الأساسى فى إحياء لغة العهد القديم التى اعتبروها العبرية الأصلية النقية من أية شوائب وتشويش فى القواعد وأى خلط فى طرق التعبير بتأثير المصادر المتأخرة.
حاول بعض الأدباء فى القرن التاسع عشر، خاصة فى شرق أوربا مثل أبارهام مابو (1808-1867)، بيرتس سميـلانسكى (1842-1855)، إسحق ارتر (1791-1851) وغيرهم، كتابة أعمالهم بعبرية العهد القديم فقط. غير أنه ما إن اتسعت دائة اهتمامات كتاب حركة الهسكالاة وانتاجهم لتشمل الفلسفة والبحث ودراسة العهد القديم والنحو وعلم اللغة وتاريخ إسرائيل والشعوب، لم يستطع الكتاب قصر كتاباتهم على عبرية العهد القديم فقط واضطروا الى الاحتياج لأسس لغة חז"ל كما لم يمتنعوا عن استخدام لغة العصر الوسيط وبعض أسس لغة الصلوات من منطلق الحاجة الى روافد المختلفة للغة. ساهم مثقفوا القرنين الثامن عشر والتاسع عشر فى تطور اللغة العبرية وتجديدها. من أبرز المجالات التى ساهم فيها المسكيليم (المثقفون، المتنورون): النحو العبرى وإثراء الثروة اللغوية العبرية.
أما فيما يخص المجال الأول فقد وجه "المسكيليم" اهتمامهم الى النحو والقواعد حيث حاولوا تأسيس النحو العبرى بشكل عام واللغة العبرية على اساس نظرية "تركيب" لغة العهد القديم. أما المجال الثانى الذى يبرز فيه اسهام المثقفين فهو إثرائ اللغة العبرية والرغبة فى الكتابة عن موضوعات جديدة لم يتطرق اليها العهد القديم ولقد دقعهم ذلك الى خلق مصطلحات جديدة لم تكن موجودة فى لغة الذين سبقوهم. أصبح بعض المصطلحات التى ظهرت فى عصر الهسكالاة دارج فى اللغة ولم ينجح البعض فى ذلك. ومن الكلمات التى لم تستقر فى اللغة: אָרְחָן (مُضيف)، בַדְיָן (كاتب)، בַיְתָן (رجل اقتصاد)، גִפָרון (كبريت)، גַרְיָן (محب)، דַפָס (طبَّاع)، לושֵן (عالم لغة)، חֶרֶט (أسلوب)، מִבְדֶה (رواية)، מַדְפֵס (مطبعة)، מַעֲשיון (نكتة)، רַעֲיָן (متشائم)، שַאֲלָנִי (كثير السؤال)، תִזְמונֶת (فـرصة)، תַלְהובָה (حماس)، תליאות (ارتباط) وغيرها.
استخدم المسكيليم عدة وسائل لتوسيع استخدام اللغة العبرية فى فترة الهسكالاة:-
1-إيجاد كلمات جديدة من خلال استخدام كلمات قديمة واستخدام جذورهاا من خلال اضافة حروف اليها مثل: אטיות, אנוכיות, דברנות, התאבקות, טבעי, לקקן, מבוך, עצלות, רעבתנות, רצינות...
2-إيجاد كلمات من خلال محاكاة أوزان أسماء مقرائية ومشناوية مثل: מַרְגֵמָה, מַדְגֵרָה, דַחַף, דַוָר, תַעֲרוכָה, מְנָיָה...
3- توسيع معانى الكلمات القديمة مثل: ביקורת (فى العهد القديم بمعنى فحص وعقاب) חשמל (فى العهد القديم نوع من العادن)، כתובת (فى العهد القديم بمعنى حروف مكتوبة).
4-إيجاد مصطلحات من خلال ضم كلمتين: ימי הביניים, ממְסִילַת בַרְזֵל, תַפוחֵי אַדָמָה, יַם תִיכון, נְקודַת רְאות...
5-استخراج افعال من الأسماء مثل: הִדְרִיג, הִרְדִים, הִצְטַנִעַ, תִלְתֵל...
6-اشتقاق كلمات جديدة ومن الاشتقاق ينتج تشابه بينها وبين الكلمات الأجنبية مثل חולירע فى اللغات الأوربية Cholera ، פרטי-כול Protocol ، בובה Puppe.
7-استعارة معانى جديدة لكلمات مشابهة صوتياً لكلمات أجنبية مثل: מְכונָה (فى العهد القديم מסד أى شئ مستقر) وهى تشبه كلمة Machine. فى اللغات الأوربية أخذت الكلمة معنىً معاكس تماماً. שֶלֶט (فى العهد القديم מָגֵן) من كلمة schild الألمانية ولقد أخذت الكلمة معنى لوحة.
الفترة الوسطى
مع كل الاسهامات التى ساهم فيها المسكيليم من أجل توسيع الثروة اللغوية العبرية وإحيائها، ومع نضال بعضهم من أجل تحويل لغة المشنا وباقى روافد اللغة الى مصادر شرعية لتطور اللغة (إسحاق ساطانوف 1732-1844)، (مناحيم لابين 1749-1826)، (موشيه شولبويم 1835-1918) ومع الطموح والرغبة فى فرض اللغة العبرية على الجماهير، لم ينجح لمثقفون فى وضع أسس لتحويل اللغة العبرية من لغة كتابة وانتاج الى لغة حديث.
بدأ عدد كبير من كتاب الهسكالاة فى النظر الى تركيب اللغة (مندلسون 1729-1786، بن زئيف 1764-1811 وغيرهما) ومحاربة شوائب اللغة وتنقيتها، لكنهم لم ينجحوا فى مزج روافد اللغة المختلفة فى لغة موحدة.
من العيوب الأساسية التى صاحبت نشاط كتاب حركة الهسكالاة من أجل توسيع اللغة العبرية وإحيائها واستخدامها: عدم الحرص على وحدة الأسلوب، خلق كلمات ليست من روح اللغة والذوق الرفيع. كان أسلوب كثير من كتاب الهسكالاة ومفكريها الأسلوب المنمَّر الذى يحتوى على فقرات وأجزاء فقرات من العهد القديم وأحياناً من العهد القديم والمشنا أو روافد لغوية أخرى ضمت الى بعضها البعض دون أى اتجاه الى مزجها الداخلى. نجح عدد قليل من الكتاب فى المساواة فى الاسلوب الموحد الجميل. كما لم ينجح المسكيليم فى تجديد الكلمات وأشتقت أحياناَ كلمات لا توافق روح اللغة وذوقها والاتجاه الى خلق مفاهيم جديدة، والتطلع الى توسيع قدرة اللغة فى مجالات جديدة خاصة الرغبة فى رفع لواء اللغة أمام الآخرين لإثبات أنها مساوية فى قدرتها للغات الأخرى. أدى كل ذلك الى خلق كلمات لم تترسخ فى اللغة بل لم تصمد حتى فى فترة الهسكالاة نفسهاا مثل: נשים באוהל (راهبات)، ארון נגן (بيانو)، בָתֵי עיניים (نظارة)، עט עופרת (قلم رصاص)، ولقد اختفت كل هذه الاستخدامات كأن لم تكن.
من الواضح أن لغة المسكيليم لم تحتوى على أسس تحويلها الى لغة حديث، إلا أن اللغة العبرية كانت فى حاجة الى مرحلة أخرى تمتزج فيها روافد اللغة المختلفة حتى تصبح لغة واحدة. ولقد عمل فى هذا الاتجاه عدد من الكتاب والمفكرين أهمهم مندلى موخير سفاريم (ش.ى. أبراموفيتش 1835-1917) فى مجال الأدب وأحاد هاعام (أ.د. جرينتسبرج 1856-1927) فى الصحافة والأدب.