Warning: Function get_magic_quotes_gpc() is deprecated in /home/forumbs/public_html/includes/class_core.php on line 1960
الوسط في الدين [الأرشيف] - منتديات بانى ستار

المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوسط في الدين



BaRa2eT 2aLb
03-16-2009, 06:14 PM
وسئل جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً عن المراد بالوسط في الدين‏؟‏

فأجاب بقوله ‏:‏ الوسط في الدين أن لا يغلو الإنسان فيه فيتجاوز ما حد الله عز وجل ولا يقصر فيه فينقص عما حد الله سبحانه وتعالى ‏.‏
الوسط في الدين أن يتمسك بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم والغلو في الدين أن يتجاوزها، والتقصير أن لا يبلغها ‏.‏
مثال ذلك‏:‏ رجل قال أنا أريد أن أقوم الليل ولا أنام كل الدهر، لأن الصلاة من أفضل العبادات فأحب أن أحيي الليل كله صلاة فنقول ‏:‏ هذا غال في دين الله وليس على حق، وقد وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا، اجتمع نفر فقال بعضهم ‏:‏ أنا أقوم ولا أنام، وقال الآخر ‏:‏ أنا أصوم ولا أفطر، وقال الثالث ‏:‏ أنا لا أتزوج النساء، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال، عليه الصلاة والسلام ‏:‏ ‏(‏ما بال أقوامٍ يقولون كذا وكذا‏؟‏ أنا أصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني‏)‏ فهؤلاء غلوا في الدين وتبرأ منهم الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم رغبوا عن سنته صلى الله عليه وسلم التي فيها صوم وإفطار، وقيام ونوم، وتزوج نساء ‏.‏
أما المقصر ‏:‏ فهو الذي يقول ‏:‏ لا حاجة لي بالتطوع فأنا لا أتطوع وآتي بالفريضة فقط، وربما أيضاً يقصر في الفرائض فهذا مقصر ‏.‏
والمعتدل‏:‏هو الذي يتمشى على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون ‏.‏
مثال آخر ‏:‏ ثلاثة رجال أمامهم رجل فاسق، أحدهم قال ‏:‏ أنا لا أسلم على هذا الفاسق وأهجره وأبتعد عنه ولا أكلمه ‏.‏
والثاني يقول ‏:‏ أنا أمشي مع هذا الفاسق وأسلم عليه وأبش في وجهه وأدعوه عندي وأجيب دعوته وليس عندي إلا كرجل صالح ‏.‏
والثالث يقول ‏:‏ هذا الفاسق أكرهه لفسقه وأحبه لإيمانه ولا أهجره إلا حيث يكون الهجر سبباً لإصلاحه، فإن لم يكن الهجر سبباً لإصلاحه بل كان سبباً لازدياده في فسقه فأنا لا أهجره ‏.‏
فنقول ‏:‏ الأول مفرط غالٍ - من الغلو- والثاني مفرط مقصر والثالث متوسط ‏.‏
وهكذا نقول في سائر العبادات ومعاملات الخلق الناس فيها بين مقصر وغال ومتوسط ‏.‏
ومثال ثالث ‏:‏ رجل كان أسيراً لامرأته توجهه حيث شاءت لا يردها عن إثم ولا يحثها على فضيلة، قد ملكت عقله وصارت هي القوّامة عليه ‏.‏
ورجل آخر عنده تعسف وتكبر وترفع على امرأته لا يبالي بها وكأنها عنده أقل من الخادم ‏.‏
ورجل ثالث وسط يعاملها كما أمر الله ورسوله ‏:‏ ‏{‏وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ‏} (**********:openquran(1,228,228))‏ ‏(‏لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر‏)‏ ‏.‏ فهذا الأخير متوسط والأول غالٍ في معاملة زوجته، والثاني مقصر ‏.‏ وقس على هذه بقية الأعمال والعبادات ‏.‏