المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موسوعة سؤال و جواب ( العلم )



ahmedaboali
03-15-2009, 04:03 PM
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

اخوة الاسلام اليوم بفضل الرحمن نلتقي من جديد

و اسال الله ان ينفعنا بها في الدنيا و تكون ذخيرة

و خيرات في الاخرة و الله ولي ذلك و قادر عليه

نبدا ببسم الله الرحمن الرحيم

السؤال:

ورد ذكر لفضل العلم في العديد من الأحاديث، وأن العلماء سينالون أجرا عظيما. فما هو المقصود بالعلم الوارد في تلك الأحاديث ؟ هل هو العلم الشرعي المذكور في الأحاديث, أم يمكن أن يكون أي نوع من أنواع العلوم الأخرى مثل علم الأحياء والفيزياء والإلكترونيات ..الخ؟.

الجواب:

الحمد لله

العلم الذي هنا هو علم الشريعة الذي هو مأخوذ من الكتاب والسنة ، فإنه ميراث الأنبياء ، والأنبياء لم يورّثوا درهما ولا دينارا إنما ورّثوا العلم ، من أخذه أخذ بحظ وافر ، فإذا جاءت النصوص تمدح العلم فإن المراد هو علم القرآن ، والسنة ، والشريعة فيدخل في ذلك علم النحو أي اللغة العربية لأنها لغة القرآن ، وعلم الفرائض ، والعبادات ، والمعاملات ، والحدود ، وعلم الأدب الشرعي ، والأدب اللغوي لأنها سيرة أولياء الله وعباده الصالحين ، وكذلك وسائل هذه العلوم كأصول الفقه ، والتوحيد ، والعقيدة ، والقواعد الإسلامية وما أشبه ذلك ، فأما العلوم الأخرى الدنيوية التي يحتاج إليها المسلمون فلا شك أنها من فروض الكفاية ، يفترض أن يتعلمها من تقوم بهم الحاجة وتحصل بهم الكفاية ، لأن الناس محتاجون إليها ، إذا لم تصدّ وتشغل عن العلوم الواجبة . لا شك أنه يُستفاد من علوم الأحياء والكيمياء وغيرها ، وقد ذهب كثير من العلماء على أنه يجب أن تُتعلم العلوم الصناعية التي يُحتاج إليها ، وأن يقوم بها من يكفي مثل الحدادة ، والخياطة ، والحلاقة وغيرها .

الشيخ عبد الله بن جبرين .

فالعلوم التي تنفع المسلمين كالعلوم الحربية أولى وأوجب . والله تعالى أعلم.


الشيخ محمد صالح المنجد

ahmedaboali
03-15-2009, 04:04 PM
السؤال:

باعتبارنا مسلمين جدد ، فنحن نواجه صعوبات كثيرة وانتقادات شديدة من غير المسلمين ، بسبب المحيط حولنا ، هل يجب أن لا نكون منفتحين في الكلام عن مواطن ضعفنا ونحاول أن نناقش الموضوع من جهة غير دفاعية ونبدو وكأننا نعتذر أو نتستر على الأخطاء ؟
سبب هذا السؤال أننا إذا ظهرنا وكأننا ننكر ونموه عن نقطة ضعف ظاهرة فلن يجعلنا هذا نجتاز هذا الموقف ، ربما بعض المسلمين يظن بأننا لو حاولنا أن نحل مشاكلنا علناً فإن هذا سوف يساعد الكفار في هجومهم على الإسلام . أرجو النصيحة .

الجواب:

الحمد لله

أولاً :

ليس في الإسلام – بحمد الله – نقاط ضعف يخشى منها المسلم ، فالإسلام هو دين الله تعالى المحكم ، وقد قال تعالى : { وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً } الأنعام / 115 ، قال بعض أهل العلم في معناها : أي : صدقٌ في الأخبار ، عدلٌ في الأحكام .

وقد امتن الله تعالى علينا بإكمال الدين وإتمام النعمة فقال : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } المائدة / 3 .

وكل ما يظهر للإنسان في نظره في أحكام الإسلام أنها نقاط ضعف فليعلم أن القصور ناتج من خلل المعيار الموجود عنده للقوة والضعف ، لأن بعض ما هو حكمة وعدل من أحكام الشريعة قد يظنها الإنسان بخلاف ذلك بسبب كونها بعض هوى النفس أو مخالفته لما اعتاده الناس في حياتهم المخالفة للشرع ممن يظن أن قوامة الرجل على المرأة ضعف بسبب اعتيادهم على خلاف ذلك الذي هو مخالف للفطرة أيضاً .

ثانياً :

والأمر المهم الذي ينبغي التنبيه عليه هنا : أنه لا يجوز لآحاد الناس الكلام في أحكام الإسلام أو في تفسير القرآن وشرح الحديث ، بل مرجع ذلك إلى أهل العلم الراسخين .

والذي يحدث هو عرض الشبهة على عامي من عوام المسلمين فيحتار في الجواب عنها أو يجيب عليها خطئاً ، أو تبقى في قلبه شبهةً يصعب عليه ردها ، { ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا } النساء / 83 .

لذا فإننا نقول : إن الله تعالى حفظ لنا الدين بحفظ العلماء وتوفيقهم للفهم الصحيح للذب عن دينه وتبيين حكمه عز وجل للناس ، وليس ذلك لعامة الناس بل هو لخاصتهم وهم العلماء .

وقد كان بعض أهل العلم يتحدى أن يأتيه واحد من الناس بآية تخالف آية أو تخالف حديثاً ، أو يأتي بحديث يخالف آية أو حديثاً إلا ويبين لهم ما أشكل عليهم ، وقد كانوا يعلنون ذلك ويتحدون به العالمين .

وقد وقف الدارقطني رحمه الله – وهو من أئمة الحديث – وقف ببغداد خطيباً فقال : يا أهل بغداد لا يستطيع أحدٌ أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حي ، وهذا الكلام منه يدل على قوة علمهم وفهمهم للدين بما يعجز معه أهل الباطل أن يطعنوا في الدين أو يدسوا فيه ما ليس منه .

ولذلك .. فالنصيحة للسائل وغيره من المسلمين لاسيما الذين يخالطون الكفار بسبب العمل أو الإقامة في بلادهم أن يجتهدوا في طلب العلم والتعرف على الأحكام الشرعية الصحيحة المستنبطة من الكتاب والسنة مع الاهتمام بمعرفة علل هذه الأحكام وحَكَمِها حتى يكون عندهم من العلم ما يرد به شبهات المبطلين ، ويمكنهم ذلك من الدعوة إلى الله على بصيرة .

والله أعلم

ahmedaboali
03-15-2009, 04:04 PM
السؤال:

لأي مذهب تتبع (السلفي أم الحنبلي أم الحنفي أم المالكي) ؟.

الجواب:

الحمد لله

المسائل نوعان :

الأول : ما أجمع العلماء على حكمه ، فهنا نقرر الإجماع ولا نتجاوزه .

الثاني : ما اختلف العلماء في حكمه ، وهنا ننظر في أدلة الأقوال ، ونتبع أقربها إلى الكتاب والسنة بحسب ما يظهر لنا ، عملاً بقول الله تعالى : ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ) النساء

والرد إلى الله هو الرد إلى كتابه ، والرد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الرد إلى سنته .

ونستعين في ذلك بما قرره العلماء الثقات الأثبات المؤهلون للترجيح والمفاضلة بين الأقوال كالإمام النووي وابن عبد البر ، وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير وابن رجب العسقلاني ، والشوكاني وغيرهم ومن المعاصرين محمد عبد الرحمن المباركفوري ومحمد الأمين الشنقيطي ، وعبد الرحمن الناصر السعدي وعبد العزيز بن عبد الله بن باز ومحمد بن صالح العثيمين رحم الله الجميع .

والله أعلم .

ahmedaboali
03-15-2009, 04:05 PM
السؤال:

السؤال : هل يجب تعلم اللغة العربية على المسلمين الغير الناطقين بها ؟ هل هو واجب أم مستحب أم ماذا ؟

الجواب:

الحمد لله

عرضنا السؤال التالي على فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين
هل يجب على الأعجمي تعلم العربية ؟
فأجاب حفظه الله بقوله :
يجب عليه تعلم ما يلزمه في الإسلام لفظا ومعنى كالتكبير والفاتحة والتسبيحات .. الواجبة في الصلاة وغيرها . والله أعلم .


الشيخ عبد الله بن جبرين

ahmedaboali
03-15-2009, 04:05 PM
السؤال:

ما هي المجالات التي يجوز للمرأة أن تتعلمها ؟ وهل يجوز أن تعمل محامية وتتوكل عن غيرها فيما تقدر عليه ؟

الجواب:

الحمد لله

للمرأة أن تتعلم أمور دينها وما ينفعها في حياتها ويعدها كزوجة سعيدة وأم مربية ، ثم بعد ذلك لو وجدت في نفسها قدرة وكانت الظروف مهيأة فلها أن تتعلم العلوم الأخرى . ولا مانع أن تختار لنفسها مهنة التدريس ، سواء في المدارس النسائية ، أو في بيتها .
وللمرأة أن تتعلم الطب والتمريض ولاسيما في الأمراض النسائية ، فتكون طبيبة نسائية ، أو ممرضة نسائية ، حتى لا تضطر النساء للذهاب إلى الأطباء الرجال .
ويجوز للمرأة أن تكون وكيلة عن غيرها في قضية ما ، وعلى هذا يجوز أن تكون محامية ، لأن المحاماة وكالة بالخصومة ، وهي تجوز للمرأة ، ولكن مهنة المحاماة في العصر الحاضر أخذت طريقاً غير سديد ، ثم يحتاج المحامي إلى الاختلاط بالخصوم ، والحضور في مجلس القضاء ونحو ذلك من الأمور ، والمرأة ممنوعة عن ذلك كله فلذا لا ينبغي أن تتخذ لها مهنة المحاماة ما دامت على هذه الصورة . والله أعلم .

ولاية المرأة في الفقه الإسلامي ص 690

ahmedaboali
03-15-2009, 04:06 PM
السؤال:

ورد في قصة سليمان وملكة سبأ في سورة النمل الآية التالية : ( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
أنا أفهم أن المعنى : أنها ظلمت نفسها بالكفر ، وأنها أسلمت بعد أن تبين لها الحق ، ولكن لفظ الآية ، وعدم وجود علامة وقف بعد كلمة ( نفسي ) ، توحي بعكس هذا المعنى ، وهو أنها ظلمت نفسها بالإسلام - ومعاذ اللّه - ، فهل من توضيح ؟.

الجواب:

الحمد لله

يقول تعالى في سورة النمل : ( قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ، فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ، قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ، قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) . النمل/44

يحكي سبحانه وتعالى في هذه الآية المفاجأة الكبيرة التي كان أعدها سليمان عليه السلام لملكة سبأ ، وكانت قصرا من البلور ، أقيمت أرضيته فوق الماء ، فوقفت الملكة مدهوشة أمام هذه العجائب التي يعجز عن مثلها البشر ، فرجعت إلى الله ، وناجته معترفة بظلمها لنفسها فيما سلف من عبادة غيره ، معلنة إسلامها مع سليمان لله رب العالمين .

هذا هو فهم سياق القصة ، وهو أيضا ما تقتضيه قواعد اللغة العربية .

فإن قولها ( ظَلَمْتُ نَفْسِي ) جملة فعلية في محل رفع خبر ( إِنِّي )

ثم جاء حرف العطف ( الواو ) ليعطف جملة على جملة ، فقالت ( وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ )

انظر "إعراب القرآن وبيانه" محيي الدين درويش (7/216) ، "الجدول في إعراب القرآن" لمحمود صافي (9/415)

والتقدير : وإني أسلمت مع سليمان لله رب العالمين .

وهذا هو التقدير الصحيح ؛ لأن النحاة يقولون : إن حرف العطف إنما جيء به لاختصار التكرار في الجملة .

يقول ابن عقيل في "شرح ألفية ابن مالك" (2/208) :

" العطف على نية تكرار العامل " انتهى .

فبدل أن تقول : جاء زيد وجاء عمرو ، تختصر فتقول : جاء زيد وعمرو .

وكذلك الحال في عطف الجمل التي لها محل من الإعراب :

فبدل أن تقول : إن الله يعلم ما أنتم عليه ، وإن الله سيحاسبكم عليه .

تختصر فتقول : إن الله يعلم ما أنتم عليه وسيحاسبكم عليه .

فالواجب فهم الآية الكريمة على هذه القاعدة ، فيكون تقدير الآية :

( إني ظلمت نفسي ، وإني أسلمت مع سليمان لله رب العالمين )

ولا يلزم لغة - إذا كان العطف بين الجمل - أن تشترك في المعنى ، بل قد يكون المعنى متضادا .

يقول الأستاذ عباس حسن في "النحو الوافي" (3/557) :

" والعطف بالواو إذا كان المعطوف غير مفرد ، قد يفيد مطلق التشريك ، نحو : نبت الورد ونبت القصب ، أو لا يفيد ، نحو : حضرت الطيارة ولم تحضر السيارة " انتهى .

فحين يعطف الله تعالى قول ملكة سبأ ( وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ ) لا يجوز أن تفهم على أنها توضيح للمعطوف عليه أو بيان له ، من حيث أصل اللغة ، فكيف حين يكون بين المعنيين تضاد ظاهر .

والسياق يبين أن الملكة اعترفت بظلمها نفسها حين كانت تعبد الشمس من دون الله ، فتابت من ذلك الشرك ، وأسلمت وجهها ، ووحدت عبادتها لله رب العالمين .

وبهذا يكون المعنى سليما ، وينتفي التوهم الذي يظنه السائل في الآية .

قد يكون لإشكال السائل وجه – من حيث قواعد النحو - إذا كان سياق الكلام :

( إني ظلمت نفسي : أسلمت مع سليمان ) بحذف حرف العطف ، على أن الجملة الثانية بدل من الجملة الأولى ، كقوله تعالى :

( وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً : يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً ) الفرقان/68-69

فإن مضاعفة العذاب هي بيان وتوضيح للإثم الذي يلقاه مرتكب الكبائر .

كما قد يكون لهذا الإشكال وجه – من حيث قواعد اللغة – لو كان حرف العطف هو الفاء ، فكان الكلام : إني ظلمت نفسي فأسلمت مع سليمان .

فإن الفاء تفيد – كثيرا – مع الترتيب ( التسبب ) ، أي الدلالة على السببية في عطف الجمل ، نحو : رمى الصياد الطائر فقتله . انظر "النحو الوافي" (3/574)

أَمَا وقد جاء السياق القرآني على الوجه البَيِّنِ الجَلِيِّ :

( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )

فليس لإشكال السائل أي محل من الفهم الصحيح للسياق ، وقواعد النحو العربي .

والله أعلم

ahmedaboali
03-15-2009, 04:07 PM
السؤال:

ما حكم تعلم العلوم الدنيوية والصناعات العسكرية ، وهل هي فرض على المسلمين ، وهل يؤجر عليها المسلم الذي يتعلمها ؟.

الجواب:

الحمد لله

العلوم ( غير العلوم الشرعية ) أي من استخراج المعادن وشؤون الزراعة والفلاحة وسائر العلوم النافعة ، قد يجب منها ما يحتاجه المسلمون ، ويكون فرض كفاية ، ولولي الأمر فيها أن يأمر بما يحتاجه المسلمون ، ويساعد أهلها في ذلك ، أي بما يعينهم على نفع المسلمين ، والإعداد لعدوهم ، وعلى حسب نية العبد تكون أعماله : عبادة لله عز وجل متى صلحت النية ، وخلصت لله ، وإذا فعلها بدون نية تكون من المباحات : أعني أنواع الصناعات المباحة ، واستخراج المعادن والزراعة والفلاحة ، وغير ذلك .

وكلها أمور مطلوبة ومع صلاح النية تكون عبادة ، ومع خلوها من ذلك تكون أموراً مباحة ، وقد تكون فرض كفاية في بعض الأحيان إذا دعت الحاجة إليها ، ووجب على ولي الأمر أن يلزم بذلك من هو أهل لها ، فهي أمور لها شأنها ، ولها أحوالها الدّاعية إليها ، وتختلف بحسب النية ، وبحسب الحاجة .


من كتاب العلم وأخلاق أهله ص 15 للشيخ عبد العزيز بن باز يرحمه الله

ahmedaboali
03-15-2009, 04:07 PM
السؤال:

ما رأي فضيلتكم في تعلم طالب العلم اللغة الإنجليزية لا سيما في سبيل استخدامها في الدعوة إلى الله ؟.

الجواب:

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ السؤال السابق فأجاب فضيلته بقوله :

رأينا في تعلم اللغة الإنجليزية أنها وسيلة لا شك , وتكون رديئة إذا كانت لأهداف رديئة , لكن الشيء الوحيد الذي يجب اجتنابه أن تُتخذ بديلاً عن اللغة العربية , فإن هذا لا يجوز , وقد سمعنا بعض السفهاء يتكلم بها بدلاً من اللغة العربية , حتى إن بعض السفهاء المغرمين الذين اعتبرهم أذناباً لغيرهم كانوا يعلمون أولادهم تحية غير المسلمين يعلمونهم أن يقولوا باي باي عند الوداع وما أشبه ذلك .

لأن إبدال اللغة العربية التي هي لغة القرآن وأشرف اللغات بهذه اللغة محرم وقد صح عن السلف النهي عن رطانة الأعاجم وهم من سوى العرب .

أما استعمالها وسيلة للدعوة فلا شك أنها واجب أحياناً , وأنا لم أتعلمها وأتمنى لو أني كنت تعلمتها ووجدت في بعض الأحيان أني أضطر إليها حتى المترجم لا يمكنه أن يعبر عما في قلبي تماماً .

وأذكر لكم قصة حدثت في مسجد المطار بجدة مع رجال التوعية الإسلامية نتحدث بعد صلاة الفجر عن مذهب التيجاني وأنه مذهب باطل وكفر بالإسلام وجعلت أتكلم بما أعلم عنه فجاءني رجل فقال : أريد أن تأذن أي أن أترجم بلغة الهوسا , فقلت لا مانع فترجم فدخل رجل مسرع فقال : هذا الرجل الذي يترجم عنك يمدح مذهب التيجانية فدهشت وقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون , فلو كنت أعلم مثل هذه اللغة ما كنت أحتاج إلى مثل هؤلاء الذين يخدعون , فالحاصل أن معرفة لغة من تخاطب لا شك أنها مهمة في إيصال المعلومات قال الله تعالى : ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ) إبراهيم / 4 .


من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , الصفحة ( 143 )

ahmedaboali
03-15-2009, 04:08 PM
السؤال:

أنا أعيش في روسيا وأدرس هناك ، ولدينا أكثر الأساتذة شيوعيون لا يؤمنون بوجود الخالق عز وجل ، أحدهم قال لنا كيف الله الذي عندكم يأمركم بترك الطعام و الشراب في النهار و هذا مضر بالصحة فما تنصحنا بالرد على هذا الشيوعي أذله الله .

الجواب:

الحمد لله

الصيام مع كونه - في الأساس - عبادة شرعية ، وفريضة إلهية ، فإنه مع ذلك من أنفع الأدوية ، وأنجع الوسائل لتقوية الصحة والبدن معا ، وهذا بشهادة الأطباء الكفرة ، فضلا عن المسلمين .

فالصوم يساهم مساهمة فعالة في علاج الاضطرابات النفسية ، وتقوية إرادة الصائم ، ورقة مشاعره ، وحبّه للخير ، والابتعاد عن الجدل والمشاكسة والميول العدوانية ، وإحساسه بسمّو روحه وأفكاره . وبالتالي تقوية وتدعيم شخصيته ، وزيادة تحمّلها للمشاكل والاعباء ، ومما لا شك فيه أنّ ذلك ينعكس بصورة تلقائية على صحّة الإنسان .

هذا من جانب ، ومن جانب آخر فالصوم يساهم في علاج الكثير من أمراض الجسم ، كأمراض الجهاز الهضمي ، مثل التهاب المعدة الحاد ، وتهيج القولون ، وأمراض الكبد ، وسوء الهضم ، وكذلك في علاج البدانة وتصلّب الشرايين ، وارتفاع ضغط الدّم ، وخناق الصدر ، والربو القصبي ، وغيرها.

وقد كتب الطّبيب السويسري بارسيلوس : ( إن فائدة الجوع في العلاج قد تفوق بمرّات استخدام الأدوية ) ، أمّا الدكتور هيلب ، فكان يمنع مرضاه من الطّعام لبضعة أيام ، ثمّ يقدّم لهم بعدها وجبات غذائية خفيفة . وبشكل عام فإنّ الصوم يساهم في هدم الأنسجة المتداعية وقت الجوع . ثمّ إعادة ترميمها من جديد عند تناول الطّعام ، وهذا هو السبب الذي دعا بعض العلماء ومنهم باشوتين ، أن يعتبروا أنّ للصوم تأثيراً معيداً للشباب .

ويقول " توم برنز" من مدرسة كولومبيا للصحافة :" إنني أعتبر الصوم تجربة روحية عميقة أكثر منها جسدية ، فعلى الرغم من أنني بدأت الصوم بهدف تخليص جسدي من الوزن الزائد إلا أنني أدركت أن الصوم نافع جدا لتوقد الذهن ، فهو يساعد على الرؤية بوضوح أكبر ، وكذلك على استنباط الأفكار الجديدة وتركيز المشاعر ، فلم تكد تمضي عدة أيام من صيامي في منتجع "بولنج" الصحي حتى شعرت أني أمر بتجربة سمو روحي هائلة "

وطبيعي أن يسبب الصوم ضرراً ومشقة زائدة لبعض الناس في حالات معينة ، وقد أعفاهم الله تعالى من الصيام كالمريض والمسافر .

كما أنّ فوائد الصوم المثلى تكون بالالتزام بآدابه ، ومنها تأخير السحور ، وتعجيل الفطور ، وعدم الإسراف في الطّعام كمّاً وكيفاً ، وتجنّب الإسراف في تنويع الأطعمة .

وتقول دائرة المعارف البريطانية : " إن أكثر الأديان قد فرضت الصيام وأوجبته ، فهو يلازم النفوس حتى في غير أوقات الشعائر الدينية ، يقوم به بعض الأفراد استجابة للطبيعة البشرية "

وفي القرن العشرين ظهر عدد من الكتب الطبية في أمريكا وأوروبا تتحدث عن فوائد الصوم الطبي ، فكان هناك " التداوي بالصوم " لشلتون . وكتاب " الصوم الطبي : النظام الغذائي الأمثل " لآلان كوت ، و " الصوم أكسير الحياة " لهنرك تانر ، و " العودة إلى الحياة السليمة بالصوم الطبي " للوتزنر .

وفي الصيام فائدة عظيمة لكثير من مرضى القلب ، وذلك لأن 10 % من كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمي أثناء عملية الهضم ، وتنخفض هذه الكمية أثناء الصوم حيث لا توجد عملية هضم أثناء النهار ، وهذا يعني جهدا أقل وراحة أكبر لعضلة القلب .

كما أن الصيام يفيد في علاج الأمراض الجلدية ، والسبب في ذلك أنه يقلل نسبة الماء في الدم فتقل نسبته بالتالي في الجلد ، مما يعمل على :

- زيادة مناعة الجلد ومقاومة الميكروبات والأمراض المعدية الجرثومية .

- التقليل من حدة الأمراض الجلدية التي تنتشر في مساحات كبيرة في الجسم مثل مرض الصدفية .

- تخفيف أمراض الحساسية والحد من مشاكل البشرة الدهنية.

- مع الصيام تقل إفرازات الأمعاء للسموم وتتناقص نسبة التخمر الذي يسبب دمامل وبثورا مستمرة .

هذه بعض فوائد الصوم الصحية ، وبه تعلم أن ما يقول ذلك الشيوعي الملحد لا أساس له من الصحة .

مع أننا نصوم امتثالاً لأمر الله تعالى لنا بالصيام في قوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) البقرة/183

ولو أمرنا الله تعالى بقتل أنفسنا لفعلنا ذلك إرضاء لربنا جل وعلا ، ولكننا نؤمن إيماناً جازماً أنه سبحانه لن يأمرنا إلا بما فيه مصلحتنا في الدنيا والآخرة

والله تعالى أعلم .

ahmedaboali
03-15-2009, 04:09 PM
السؤال:

أنا طالب في الجامعة وكل دراستي نظريات غربية تنافي تعاليم الشرع فما رأيكم إذا علمت أنني أنوي نقد مثل هذه النظريات ونفع الأمة الإسلامية في دراستي الحالية وبعد تخرجي ؟.

الجواب:

الحمد لله

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ السؤال السابق فأجاب بقوله : أقول هذا لا شك أنه من الجهاد في سبيل الله , أن يدرس الإنسان هذه النظريات المخالفة للإسلام حتى يرد عليها عن علم .

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ وقد أرسله إلى اليمن : ( أنك ستأتي قوماً من أهل الكتاب ) أخرجه البخاري , كتاب الزكاة ( 1395 ) , ومسلم , كتاب الإيمان ( 29 ) . فأخبره بحالهم كي يستعد لهم , وكذلك العلماء الذي درسوا هذه الأمور كشيخ الإسلام ابن تيمية درس من العلوم والنظريات الفلسفية وغيرها ما يستطيع أن يرد به على أصحابها .

فإذا كنت تتعلم هذه الأمور للرد , وأنت واثق أن لديك المقدرة على الرد بحيث لا تتأثر بها , بأن يكون لديك عبادة وتقوى فأرجو إن شاء الله تعالى أن يكون هذا خيراً لك ونفعاً للمسلمين , وأما إذا كنت ترد عليها بشيء غير معقول أو ليس لديك دليل , فلا تنتهج هذا الطريق وكذلك تعرف نفسك أنك لست على يقين كامل وثبات راسخ فأنا أشير عليك أن تدع الأمور لأنها خطيرة , ولا ينبغي للإنسان أن يعترض للبلاء مع الخوف منه .


من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , الصفحة ( 132)

ahmedaboali
03-16-2009, 04:28 PM
السؤال: 271


ورد ذكر لفضل العلم في العديد من الأحاديث، وأن العلماء سينالون أجرا عظيما. فما هو المقصود بالعلم الوارد في تلك الأحاديث ؟ هل هو العلم الشرعي المذكور في الأحاديث, أم يمكن أن يكون أي نوع من أنواع العلوم الأخرى مثل علم الأحياء والفيزياء والإلكترونيات ..الخ؟.

الجواب:

الحمد لله

العلم الذي هنا هو علم الشريعة الذي هو مأخوذ من الكتاب والسنة ، فإنه ميراث الأنبياء ، والأنبياء لم يورّثوا درهما ولا دينارا إنما ورّثوا العلم ، من أخذه أخذ بحظ وافر ، فإذا جاءت النصوص تمدح العلم فإن المراد هو علم القرآن ، والسنة ، والشريعة فيدخل في ذلك علم النحو أي اللغة العربية لأنها لغة القرآن ، وعلم الفرائض ، والعبادات ، والمعاملات ، والحدود ، وعلم الأدب الشرعي ، والأدب اللغوي لأنها سيرة أولياء الله وعباده الصالحين ، وكذلك وسائل هذه العلوم كأصول الفقه ، والتوحيد ، والعقيدة ، والقواعد الإسلامية وما أشبه ذلك ، فأما العلوم الأخرى الدنيوية التي يحتاج إليها المسلمون فلا شك أنها من فروض الكفاية ، يفترض أن يتعلمها من تقوم بهم الحاجة وتحصل بهم الكفاية ، لأن الناس محتاجون إليها ، إذا لم تصدّ وتشغل عن العلوم الواجبة . لا شك أنه يُستفاد من علوم الأحياء والكيمياء وغيرها ، وقد ذهب كثير من العلماء على أنه يجب أن تُتعلم العلوم الصناعية التي يُحتاج إليها ، وأن يقوم بها من يكفي مثل الحدادة ، والخياطة ، والحلاقة وغيرها .

الشيخ عبد الله بن جبرين .

فالعلوم التي تنفع المسلمين كالعلوم الحربية أولى وأوجب . والله تعالى أعلم.


الشيخ محمد صالح المنجد

ahmedaboali
03-16-2009, 04:28 PM
السؤال: 272


باعتبارنا مسلمين جدد ، فنحن نواجه صعوبات كثيرة وانتقادات شديدة من غير المسلمين ، بسبب المحيط حولنا ، هل يجب أن لا نكون منفتحين في الكلام عن مواطن ضعفنا ونحاول أن نناقش الموضوع من جهة غير دفاعية ونبدو وكأننا نعتذر أو نتستر على الأخطاء ؟
سبب هذا السؤال أننا إذا ظهرنا وكأننا ننكر ونموه عن نقطة ضعف ظاهرة فلن يجعلنا هذا نجتاز هذا الموقف ، ربما بعض المسلمين يظن بأننا لو حاولنا أن نحل مشاكلنا علناً فإن هذا سوف يساعد الكفار في هجومهم على الإسلام . أرجو النصيحة .

الجواب:

الحمد لله

أولاً :

ليس في الإسلام – بحمد الله – نقاط ضعف يخشى منها المسلم ، فالإسلام هو دين الله تعالى المحكم ، وقد قال تعالى : { وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً } الأنعام / 115 ، قال بعض أهل العلم في معناها : أي : صدقٌ في الأخبار ، عدلٌ في الأحكام .

وقد امتن الله تعالى علينا بإكمال الدين وإتمام النعمة فقال : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } المائدة / 3 .

وكل ما يظهر للإنسان في نظره في أحكام الإسلام أنها نقاط ضعف فليعلم أن القصور ناتج من خلل المعيار الموجود عنده للقوة والضعف ، لأن بعض ما هو حكمة وعدل من أحكام الشريعة قد يظنها الإنسان بخلاف ذلك بسبب كونها بعض هوى النفس أو مخالفته لما اعتاده الناس في حياتهم المخالفة للشرع ممن يظن أن قوامة الرجل على المرأة ضعف بسبب اعتيادهم على خلاف ذلك الذي هو مخالف للفطرة أيضاً .

ثانياً :

والأمر المهم الذي ينبغي التنبيه عليه هنا : أنه لا يجوز لآحاد الناس الكلام في أحكام الإسلام أو في تفسير القرآن وشرح الحديث ، بل مرجع ذلك إلى أهل العلم الراسخين .

والذي يحدث هو عرض الشبهة على عامي من عوام المسلمين فيحتار في الجواب عنها أو يجيب عليها خطئاً ، أو تبقى في قلبه شبهةً يصعب عليه ردها ، { ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا } النساء / 83 .

لذا فإننا نقول : إن الله تعالى حفظ لنا الدين بحفظ العلماء وتوفيقهم للفهم الصحيح للذب عن دينه وتبيين حكمه عز وجل للناس ، وليس ذلك لعامة الناس بل هو لخاصتهم وهم العلماء .

وقد كان بعض أهل العلم يتحدى أن يأتيه واحد من الناس بآية تخالف آية أو تخالف حديثاً ، أو يأتي بحديث يخالف آية أو حديثاً إلا ويبين لهم ما أشكل عليهم ، وقد كانوا يعلنون ذلك ويتحدون به العالمين .

وقد وقف الدارقطني رحمه الله – وهو من أئمة الحديث – وقف ببغداد خطيباً فقال : يا أهل بغداد لا يستطيع أحدٌ أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حي ، وهذا الكلام منه يدل على قوة علمهم وفهمهم للدين بما يعجز معه أهل الباطل أن يطعنوا في الدين أو يدسوا فيه ما ليس منه .

ولذلك .. فالنصيحة للسائل وغيره من المسلمين لاسيما الذين يخالطون الكفار بسبب العمل أو الإقامة في بلادهم أن يجتهدوا في طلب العلم والتعرف على الأحكام الشرعية الصحيحة المستنبطة من الكتاب والسنة مع الاهتمام بمعرفة علل هذه الأحكام وحَكَمِها حتى يكون عندهم من العلم ما يرد به شبهات المبطلين ، ويمكنهم ذلك من الدعوة إلى الله على بصيرة .

والله أعلم .

ahmedaboali
03-16-2009, 04:29 PM
السؤال: 273


أود أن تخبروني بأفضل كتب الرقائق ؟.

الجواب:

الحمد لله

إن أفضل كتاب على الإطلاق يرقق القلوب ، هو كتاب الله عز وجل ، ولهذا سماه الله تعالى موعظة فقال : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ) يونس / 57

فليس هناك كتاب يُصلح القلوب ويشفيها من أمراضها مثل القرآن ، ولذلك لا ينبغي للمسلم أن يعدل عنه إلى غيره ، فعلى المسلم أن يكثر من قراءة القرآن بحضور قلب وتدبر وخشوع ، وسيرى أثر ذلك في إصلاح قلبه ويمكنك الرجوع إلى أحد التفسيرات المختصرة لمعرفة ما يشكل عليك من معاني بعض الآيات ، كتفسير السعدي رحمه الله .

وأما ما كتبه العلماء في الرقائق فهي كتب كثيرة ومتعددة ، وبعضها جزء من كتاب ، وبعضها الآخر تكون كتاباً مستقلاً ، ففي كتب الحديث كصحيح البخاري ومسلم وغيرهما أبواب خاصة للرقائق ، وأما الكتب المستقلة : فقد اخترنا لك ما يأتي ( مع التنبيه إلى أن هذه الكتب إنما هي أمور مساعدة ، لا بأس أن يقرأها المسلم ويستفيد مما فيها غير أنها لا تغني عن قراءة القرآن وتدبره ) :

" البحر الرائق في الزهد والرقائق " ، أحمد فريد .

" الزهد والرقائق " ، عبد الله بن المبارك ، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي .

" الفوائد والزهد والرقائق والمراثي " ، جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ، تحيقي مجدي فتحي السيد .

" موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين " ، محمد جمال الدين القاسمي .

" مدارج السالكين " .

" الجواب الكافي " .

" طريق الهجرتين وباب السعادتين " .

ثلاثتها لابن القيم .

" لطائف المعارف " لابن رجب .

" مقتطفات من المواعظ و الأدب " ، علي سالم آل حارث .

" التعليق على منظومة في السير إلى الله والدار الآخرة " ، الشيخ عبد الرحمن السعدي .

" تزكية النفس " لشيخ الإسلام ابن تيمية ، تحقيق الدكتور محمد سعيد القحطاني .

" السر المكنون في رقة القلوب ودمع العيون " ، عبد الكريم الديوان ، دار المسلم .

" موارد الظمآن لدروس الزمان " ، عبد العزيز السلمان .

" التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة " ، أبو عبد الله القرطبي المفسر ، تحقيق محمود البسطويسي .

" أهوال القيامة " ، عبد الملك كليب .

" القبر ، عذابه ونعيمه " ، حسين العوايشة .

والله الموفق .

ahmedaboali
03-16-2009, 04:29 PM
السؤال: 274


لأي مذهب تتبع (السلفي أم الحنبلي أم الحنفي أم المالكي) ؟.

الجواب:

الحمد لله

المسائل نوعان :

الأول : ما أجمع العلماء على حكمه ، فهنا نقرر الإجماع ولا نتجاوزه .

الثاني : ما اختلف العلماء في حكمه ، وهنا ننظر في أدلة الأقوال ، ونتبع أقربها إلى الكتاب والسنة بحسب ما يظهر لنا ، عملاً بقول الله تعالى : ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ) النساء

والرد إلى الله هو الرد إلى كتابه ، والرد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الرد إلى سنته .

ونستعين في ذلك بما قرره العلماء الثقات الأثبات المؤهلون للترجيح والمفاضلة بين الأقوال كالإمام النووي وابن عبد البر ، وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير وابن رجب العسقلاني ، والشوكاني وغيرهم ومن المعاصرين محمد عبد الرحمن المباركفوري ومحمد الأمين الشنقيطي ، وعبد الرحمن الناصر السعدي وعبد العزيز بن عبد الله بن باز ومحمد بن صالح العثيمين رحم الله الجميع .

والله أعلم .

ahmedaboali
03-16-2009, 04:30 PM
السؤال: 275


: هل يجب تعلم اللغة العربية على المسلمين الغير الناطقين بها ؟ هل هو واجب أم مستحب أم ماذا ؟

الجواب:

الحمد لله

عرضنا السؤال التالي على فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين
هل يجب على الأعجمي تعلم العربية ؟
فأجاب حفظه الله بقوله :
يجب عليه تعلم ما يلزمه في الإسلام لفظا ومعنى كالتكبير والفاتحة والتسبيحات .. الواجبة في الصلاة وغيرها . والله أعلم .


الشيخ عبد الله بن جبرين

ahmedaboali
03-16-2009, 04:30 PM
السؤال: 276


ما هي المجالات التي يجوز للمرأة أن تتعلمها ؟ وهل يجوز أن تعمل محامية وتتوكل عن غيرها فيما تقدر عليه ؟

الجواب:

الحمد لله

للمرأة أن تتعلم أمور دينها وما ينفعها في حياتها ويعدها كزوجة سعيدة وأم مربية ، ثم بعد ذلك لو وجدت في نفسها قدرة وكانت الظروف مهيأة فلها أن تتعلم العلوم الأخرى . ولا مانع أن تختار لنفسها مهنة التدريس ، سواء في المدارس النسائية ، أو في بيتها .
وللمرأة أن تتعلم الطب والتمريض ولاسيما في الأمراض النسائية ، فتكون طبيبة نسائية ، أو ممرضة نسائية ، حتى لا تضطر النساء للذهاب إلى الأطباء الرجال .
ويجوز للمرأة أن تكون وكيلة عن غيرها في قضية ما ، وعلى هذا يجوز أن تكون محامية ، لأن المحاماة وكالة بالخصومة ، وهي تجوز للمرأة ، ولكن مهنة المحاماة في العصر الحاضر أخذت طريقاً غير سديد ، ثم يحتاج المحامي إلى الاختلاط بالخصوم ، والحضور في مجلس القضاء ونحو ذلك من الأمور ، والمرأة ممنوعة عن ذلك كله فلذا لا ينبغي أن تتخذ لها مهنة المحاماة ما دامت على هذه الصورة . والله أعلم .


ولاية المرأة في الفقه الإسلامي ص 690

ahmedaboali
03-16-2009, 04:30 PM
السؤال: 277


ما القول فيمن نال الشهادة الجامعية في علوم الشريعة ونيته الوظيفة فهل يكون داخلا في حديث الوعيد أم أن التوبة تمحو عنه ذلك ؟ وهل بحصوله على الوظيفة بهذه الشهادة يصبح كسبه منها حراما ؟.

الجواب:

الحمد لله

ينبغي للإنسان أن يحسن النية في طلب العلم ، فيطلبه ابتغاء مرضاة الله تعالى ، وينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره ، وإذا سعى للحصول على شهادة من أجل الوظيفة ، فلا حرج في ذلك ، وينوي الاستعانة بهذه الوظيفة على طاعة الله تعالى ، وخدمة المسلمين .

أما إذا كانت نيته محصورة في الوظيفة من أجل الراتب أو المنصب ونحو ذلك من أمور الدنيا ، ولم ينو الاستعانة على طاعة الله ولا نفع المسلمين ، ولا غير ذلك من النيات الصالحة ، فهو على خطر عظيم ، ويدخل في الوعيد الشديد الوارد في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من تعلم علماً مما يبتغي به وجه الله عز وجل ، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا ، لم يجد عرف الجنة يوم القيامة ) يعني ريحها . رواه أبو داود ( 3664) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

وعليه أن يصحح نيته ، ويتوب إلى الله تعالى فإن التوبة تمحو ما سبق من الإثم ، فقد قال النبي صلى الله عليه : ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) . رواه ابن ماجة (4250) وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجة .

وأما الكسب الناشئ عن الوظيفة بهذه الشهادة ، فالذي يظهر أنه لا حرج فيه ، مادام العمل الذي يقوم به مباحاً .

وقد سئلت اللجنة الدائمة : هل يجوز الدراسة الدينية من أجل الشهادة ؟

فأجابت : لا بأس أن يدرس لأخذ الشهادة ، وعليه أن يجاهد نفسه في إصلاح النية حتى تكون الدراسة لله وحده ، وأن يكون أخذ الشهادة ليستعين بها على طاعة الله ورسوله ، وخدمة المسلمين " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (12/103).

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : يتحرج بعض طلبة العلم الشرعي عند قصدهم العلم والشهادة فكيف يتخلص طالب العلم من هذا الحرج ؟

فأجاب : " يجاب على ذلك بأمور :

أحدها : أن لا يقصدوا بذلك الشهادة لذاتها ، بل يتخذون هذه الشهادات وسيلة للعمل في الحقول النافعة للخلق ؛ لأن الأعمال في الوقت الحاضر مبنية على الشهادات ، والناس غالبا لا يستطيعون الوصول إلى منفعة الخلق إلا بهذه الوسيلة وبذلك تكون النية سليمة .

الثاني : أن من أراد العلم قد لا يجده إلا في هذه الكليات فيدخل فيها بنية طلب العلم ولا يؤثر عليه ما يحصل له من الشهادة فيما بعد .

الثالث : أن الإنسان إذا أراد بعمله الحسنيين حسنى الدنيا ، وحسنى الآخرة فلا شيء عليه في ذلك ؛ لأن الله يقول : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق/2 -3 ، وهذا ترغيب في التقوي بأمر دنيوي .

فإن قيل : من أراد بعمله الدنيا كيف يقال بأنه مخلص ؟

فالجواب : أنه أخلص العبادة ولم يرد بها الخلق إطلاقا فلم يقصد مراءاة الناس ومدحهم على عبادته بل قصد أمرا ماديا من ثمرات العبادة ، فليس كالمرائي الذي يتقرب إلى الناس بما يتقرب به إلى الله ويريد أن يمدحوه به ، لكنه بإرادة هذا الأمر المادي نقص إخلاصه فصار معه نوع من الشرك وصارت منزلته دون منزلة من أراد الآخرة إرادة محضة .

وبهذه المناسبة أود أن أنبه على أن بعض الناس عندما يتكلمون على فوائد العبادات يحولونها إلى فوائد دنيوية ؛ فمثلا يقولون في الصلاة رياضة وإفادة للأعصاب ، وفي الصيام فائدة لإزالة الفضلات وترتيب الوجبات ، والمفروض ألا تجعل الفوائد الدنيوية هي الأصل ؛ لأن ذلك يؤدي إلى إضعاف الإخلاص والغفلة عن إرادة الآخرة ، ولذلك بين الله تعالى في كتابه حكمة الصوم - مثلا أنه سبب للتقوى ، فالفوائد الدينية هي الأصل ، والدنيوية ثانوية ، وعندما نتكلم عند عامة الناس فإننا نخاطبهم بالنواحي الدينية ، وعندما نتكلم عند ممن لا يقتنع إلا بشيء مادي فإننا نخاطبه بالنواحي الدينية والدنيوية ولكل مقام مقال " انتهى من كتاب "العلم" للشيخ ابن عثيمين رحمه الله .

والله أعلم .

ahmedaboali
03-16-2009, 04:31 PM
السؤال: 278


ما حكم الإسلام في سفر المرأة لطلب العلم بغير محرم ؟.

الجواب:

الحمد لله

أولا :

دلت الأدلة الصحيحة الصريحة على أن المرأة ليس لها أن تسافر إلا مع محرم ، وهذا من كمال الشريعة وعظمتها ، ومحافظتها على الأعراض ، وتكريمها للمرأة ، واهتمامها بها ، والحرص على صيانتها وحفظها ووقايتها من أسباب الفتنة والانحراف ، سواء كانت الفتنة لها أو بها .

ومن هذه الأدلة : ما رواه البخاري (1729) ومسلم (2391) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا تُسَافِرْ الْمَرْأَةُ إِلا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ ، وَلا يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إِلا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ . فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ فِي جَيْشِ كَذَا وَكَذَا وَامْرَأَتِي تُرِيدُ الْحَجَّ . فَقَالَ : اخْرُجْ مَعَهَا ) .

وبناء على ذلك فلا يجوز للمرأة أن تسافر لطلب العلم بغير محرم ، وعليها أن تحصّل العلم الواجب عليها بالطرق الكثيرة المتاحة ، كالاستماع للأشرطة ، وسؤال أهل العلم عن طريق الهاتف ، ونحو ذلك مما يسره الله تعالى في هذه الأزمنة .

وقد سئلت اللجنة الدائمة : هل خروج المرأة لتعلم الطب إذا كان واجبا أو جائزا ، إذا كانت سترتكب في سبيله هذه الأشياء مهما حاولت تلافيها :

أ‌ - الاختلاط مع الرجال : في الكلام مع المريض - معلم الطب - في المواصلات العامة.

ب‌- السفر من بلد مثل السودان إلى مصر ، ولو كانت تسافر بطائرة ، أي لمدة ساعات وليست لمدة ثلاثة أيام.

ج- هل يجوز لها الإقامة بمفردها بدون محرم من أجل تعلم الطب ، وإذا كانت إقامة في وسط جماعة من النساء مع الظروف السابقة.

فأجابت :

أولا : " إذا كان خروجها لتعلم الطب ينشأ عنه اختلاطها بالرجال في التعليم أو في ركوب المواصلات اختلاطا تحدث منه فتنة فلا يجوز لها ذلك ؛ لأن حفظها لعرضها فرض عين ، وتعلمها الطب فرض كفاية ، وفرض العين مقدم على فرض الكفاية . وأما مجرد الكلام مع المريض أو معلم الطب فليس بمحرم ، وإنما المحرم أن تخضع بالقول لمن تخاطبه وتلين له الكلام ، فيطمع فيها من في قلبه مرض الفسوق والنفاق ، وليس هذا خاصا بتعلم الطب .

ثانيا : إذا كان معها محرم في سفرها لتعلم الطب ، أو لتعليمه ، أو لعلاج مريض جاز. وإذا لم يكن معها في سفرها لذلك زوج أو محرم كان حراما ، ولو كان السفر بالطائرة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ) متفق على صحته ، ولما تقدم من إيثار مصلحة المحافظة على الأعراض على مصلحة تعلم الطب أو تعليمه ... إلخ .

ثالثا : إذا كانت إقامتها بدون محرم مع جماعة مأمونة من النساء من أجل تعلم الطب أو تعليمه ، أو مباشرة علاج النساء جاز ، وإن خشيت الفتنة من عدم وجود زوج أو محرم معها في غربتها لم يجز. وإن كانت تباشر علاج رجال لم يجز إلا لضرورة مع عدم الخلوة " انتهى من "فتاوى الجنة الدائمة" (12/178) .

والله أعلم .

ahmedaboali
03-16-2009, 04:31 PM
السؤال: 279


هل يجوز للرجل أن يحفظ مجموعة من النساء في المنزل مع العلم بحضور زوجة أحد هؤلاء النساء معه ووجود ستارة بين المحفظ وهؤلاء النساء أرجو الإفادة وبيان السند والأدلة الشرعية.

الجواب:

الحمد لله

أولا :

الأولى والأسلم أن تبحث هؤلاء الأخوات عن امرأة تتولى تحفيظهن القرآن ، في المنزل أو المسجد ؛ لما في ذلك من البعد عن الفتنة وأسبابها ، فإن لم يتيسر ذلك ، وأمكن الاكتفاء بالحفظ عن طريق المسجل والكمبيوتر ، مع تعاون هؤلاء الأخوات على أمر المراجعة والمتابعة ، فهذا حسن ، وهو أولى من الجلوس إلى رجل يحفظهنّ .

ثانيا :

إذا دعت الحاجة إلى قيام رجل بتدريسهن وتعليمهن ، إما لعدم وجود المعلمة ، أو لكونه مجودا متقنا ، يعلمهن أحكام التلاوة ، فلا حرج في ذلك إذا روعيت الضوابط التالية :

1- أن يكون تدريسه لهن من وراء حجاب .

2- أن لا يكون خضوع بالقول من إحداهن .

3- أن يكون الكلام مع المحفظ على قدر الحاجة فقط .

4- أن ينسحب المحفظ من هذا العمل إذا شعر بميل قلبه أو تلذذه بصوت إحداهن .

5- ينبغي أن يكون المعلم كبير السن ، متزوجا ، معروفا بالصلاح والاستقامة .

وينبغي التنبه إلى أن صوت المرأة ليس عورة على الراجح من قولي العلماء ، بشرط ألا تلين وتخضع بالقول .

قال في "كشاف القناع" من كتب الحنابلة (5/15) : " وصوتها - أي الأجنبية - ليس بعورة ، قال في الفروع وغيره : على الأصح ، ويحرم التلذذ بسماعه ولو كان بقراءةٍ ، خشية الفتنة " انتهى .

وقال في "مغني المحتاج" من فقه الشافعية (4/210) : " وصوت المرأة ليس بعورة , ويجوز الإصغاء إليه عند أمن الفتنة " انتهى .

وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة (12/156) : "

أولا : الاختلاط بين الرجال والنساء في المدارس أو غيرها من المنكرات العظيمة ، والمفاسد الكبيرة في الدين والدنيا ، فلا يجوز للمرأة أن تدرس أو تعمل في مكان مختلط بالرجال والنساء ، ولا يجوز لوليها أن يأذن لها بذلك .

ثانيا :

لا يجوز للرجل أن يعلم المرأة وهي ليست متحجبة ، ولا يجوز أن يعلمها خاليا بها ولو كانت بحجاب شرعي ، والمرأة عند الرجل الأجنبي عنها كلها عورة ، أما ستر الرأس وإظهار الوجه فليس بحجاب كامل .

ثالثا :

لا حرج في تعليم الرجل المرأة من وراء حجاب في مدارس خاصة بالنساء ، لا اختلاط فيها بين الطلاب والطالبات ، ولا المعلم والمتعلمات.

وإن احتجن للتفاهم معه ؛ فيكون عبر شبكات الاتصال المغلقة ، وهي معروفة ومتيسرة ، أو عبر الهاتف ، لكن يجب أن يحذر الطالبات من الخضوع بالقول بتحسين الكلام وتليينه " انتهى.

والله أعلم .

ahmedaboali
03-16-2009, 04:32 PM
السؤال: 280


أحفظ شيئاً من القرآن ، وأمنيتي أن أتم حفظه ، ثم أنتقل إلى حفظ أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي في الصحيحين بتوفيق الله عز وجل ، فهل هذه الطريقة أحسن ، أم أقوم بهما الاثنين في نفس الوقت ، مع حفظ كل مرة شيئاً من القرآن وشيئاً من الحديث ؟ .

الجواب:

الحمد لله

كلا الطريقتين صحيح فاختر منهما ما يسهل عليك وتدعو إليه حاجتك وحاجة من حولك ، نسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد .



من فتاوى اللجنة الدائمة 12/110

ahmedaboali
03-17-2009, 04:24 AM
السؤال: 401


سمعت ذات مرة من التلفاز أنه يجوز للفتاة أو المرأة الكشف عن وجهها في سبيل طلب العلم - لا أذكر على أي مذهب – وقال المتحدث : إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " اختلاف فقهاء أمتي رحمة " .
وخاصة أنني أستصعب نقلتي النوعية من السفور إلى الحجاب والجلباب ، فدلني على الصواب لأتبعه .

الجواب:

الحمد لله

أولاً :

حديث " اختلاف أمتي رحمة " : حديث موضوع كما في " الأسرار المرفوعة " ( 506 ) ، و" تنزيه الشريعة " ( 2 / 402 ) .

وقال عنه الشيخ الألباني كما في " السلسلة الضعيفة والموضوعة "( حديث رقم 57 ) – :

لا أصل له ، ولقد جهد المحدثون في أن يقفوا له على سند فلم يوفقوا ...

ونقل المناوي عن السبكي أنه قال : " وليس بمعروف عند المحدِّثين ، ولم أقف له على سند صحيح ، ولا ضعيف ، ولا موضوع ، وأقرّه زكريا الأنصاري في تعليقه على " تفسير البيضاوي " ( ق 92 / 2 ) .

انتهى

ثانياً :

لا يجوز للمرأة أن تكشف وجهها أمام الرجال الأجانب ، إلا إذا دعت لذلك ضرورة ، كالطبيب المعالج إذا عدمت الطبيبة وبشرط عدم الخلوة ، والخاطب للزواج ، والشهادة أمام القضاء ، ويقتصر فيما سبق على موضع الضرورة دون ما عداه .

وحجاب المرأة ونقابها ليس عائقاً أمام طلب العلم للمرأة ، ولا يصح أن تُجعل منافرة ومضادة بين الستر والعلم ، ولا بارك الله في علم لا يأتي إلا بمعصية وتهتك للمرأة ، وها هي المرأة المتحجبة والمتسترة قد بلغت أعلى المنازل في العلم ونيل الشهادات دون أن تختلط بالرجال أو أن تكشف عن وجهها ، وها نحن نرى كثيراً من الفاشلات في العلم لا يضعن على أجسادهن إلا القليل من الملابس ، فمتى كان التهتك يأتي بالعلم والحجاب يمنع منه ؟! .

وقد أحسن الشاعر بقوله :

ليس الحجاب بمانع تعليمها * فالعلم لم يرفع على الأزياء

أولم يسع تعليمهن بغير أن * يملأن بالأعطاف عين الرأي

وخمار الوجه فرض على النساء المسلمات البالغات ،

فالقول بجواز كشف المرأة وجهها من أجل طلب العلم غير صحيح .

ونسأل الله تعالى أن يوفقكِ لما فيه رضاه ، وأن يجزيكِ خير الجزاء على سؤالكِ واستفساركِ ، والوصية لك أن تبتعدي عن مواطن الريبة والاختلاط ، ولكِ بشرى من النبي صلى الله عليه وسلم وهي قوله " من ترك شيئاً لله عوَّضه الله خيراً منه " ، فاستعيني بالله تعالى واصبري ، وقد تركت النساءُ المسلماتُ الأوَلُ دينهن وأزواجهن وأوطانهن من أجل الدخول في الإسلام ، فهذه النقلة من السفور إلى الحجاب لا شيء مقابل ما فلعلتْه أولئك النسوة ، وثقي أنك ستكونين موضع ثقة وتشجيع أخواتكِ الفاضلات المتسترات ، وسيخففن عنكِ وطأة تلك النقلة ، ولا تلتفتي إلى المعوقات من أهل الشر والفساد نساء ورجالاً ، فهم لا يحبون لكِ الخير ، ولا يتمنوْن لك السعادة والثواب ، أو أنهم لا يعرفون الطريق الحقيقي للسعادة والثواب .

والله أعلم .

ahmedaboali
03-17-2009, 04:24 AM
السؤال: 402


ماذا نقول للمسلمين الذين يتبعون المذهب بشكل متواصل؟
ومن هو الذي قال : " أننا أضعف من أن نتبع الدليل, فالعلماء وحدهم هم الذين يستطيعون اتباع الأدلة, حيث أنهم يعرفون الأدلة معرفة جيدة"... كيف نرد على من يتعلم الدين من خلال المذاهب؟

الجواب:

الحمد لله

العامي الذي لا يستطيع الوصول إلى الأدلة ، ولا يتمكن من فهمها على الطريقة المتبعة عند أهل العلم ، فرضه التقليد ، وسؤال أهل العلم ، قال تعالى : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) . أمَّا من يستطيع الوصول إلى القول الراجح في المسائل بأدلتها فلا يجوز له التقليد إلاَّ إذا ضاق عليه وقت بحث مسألةٍ بعينها فهو في حكم العامي في هذه المسألة . انتهى

الشيخ عبد الكريم الخضير .

ولا بأس بتعلّم الفقه على مذهب من المذاهب الأربعة بشرط أن يتّبع الدليل إذا تبيّن له أنّ المذهب مخالف للدليل في مسألة ما من المسائل لأن طاعة الله ورسوله مقدّمة على طاعة كلّ احد وكذلك أن يتأدّب مع المدارس الفقهية الأخرى ولا يحمله التعصّب لمذهبه على مخاصمتهم بل يجعل الحقّ رائده ويحترم أقوال العلماء واجتهاداتهم وتكون طريقته المباحثة بالأدب للوصول إلى الحقّ والمناصحة بالحسنى للمخالفين إذا تبيّن له أنهم على خطأ .

ومن الخطأ أن يرفض القادر على التعلّم أن يتعلّم بحجّة أنّ العلماء وحدهم هم القادرون على فهم الأدلّة ، ونحن لا نقول لمن لا يستطيع الاجتهاد أن يستنبط من النصوص ويجتهد وليس عنده مَلَكَة ولا آلة الاجتهاد وإلا عمّت الفوضى ، ولكن نقول له إذا كنت ذا فهم فاعرف على الأقلّ ما هي حجّة إمامك وما دليله كي ترتبط بالقرآن والسنّة وتكون متّبعا على بصيرة لا مقلّدا إمّعة . والله الموفّق والهادي إلى سواء السبيل.


الشيخ محمد صالح المنجد

ahmedaboali
03-17-2009, 04:24 AM
السؤال: 403


هل حضور حفلات التخرج الجامعية من المحرمات ؟.

الجواب:

الحمد لله

إذا اشتمل حفل التخرّج على منكر فلا يجوز حضوره ولا شهوده ، ومن منكرات حفلات التخرّج الموسيقى و مسير طابور المتخرِّجين على أنغامها ، وحضور النساء المتبرّجات أو الاختلاط أو لبس الخرِّجين الذي فيه تشبُّه بالكفار ( كاللباس الكَنَسِي ) . والله الموفق .


الشيخ محمد صالح المنجد

ahmedaboali
03-17-2009, 04:25 AM
السؤال: 404


نرجو من فضيلتكم إعطاء نبذة عن الإمام أبي حنيفة وعن مذهبه حيث أنني أسمع البعض ينتقصون من مذهب الإمام وذلك لاعتماده في كثير من الأحيان على القياس والرأي .

الجواب:

الحمد لله

الإمام أبو حنيفة هو فقيه الملة عالم العراق أبو حنيفة النعمان بن ثابت التيمي الكوفي ، ولد سنة ثمانين في حياة صغار الصحابة ورأى أنس بن مالك لما قدم عليهم الكوفة ، وروى عن عطاء بن أبي رباح وهو أكبر شيخ له ، وعن الشعبي وغيرهم كثير .

وقد عني رحمه الله بطلب الآثار وارتحل في ذلك ، وأما الفقه والتدقيق في الرأي وغوامضه فإليه المنتهى والناس عليه عيال في ذلك كما يقول الإمام الذهبي ، حتى قال :" وسيرته تحتمل أن تفرد في مجلدين رضي الله عنه ورحمه "

وكان الإمام فصيح اللسان عذب المنطق ، حتى وصفه تلميذه أبو يوسف بقوله :" كان أحسن الناس منطقا وأحلاهم نغمة ، وأنبههم على ما يريد " ، وكان ورعا تقيا ، شديد الذب عن محارم الله أن تؤتى ، عرضت عليه الدنيا والأموال العظيمة فنبذها وراء ظهره ، حتى ضُرب بالسياط ليقبل تولي القضاء أو بيت المال فأبى .

حدث عنه خلق كثير ، وتوفي شهيدا مسقيا في سنة خمسين ومائة وله سبعون سنة . [ سير أعلام النبلاء 6 \ 390 – 403 ، أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة ص 63 ]

أما المذهب الحنفي فهو أحد المذاهب الأربعة المشهورة المتبوعة ، وهو أول المذاهب الفقهية ، حتى قيل :" الناس عالة في الفقه على أبي حنيفة " ، وأصل المذهب الحنفي وباقي المذاهب أن هؤلاء الأئمة - أعني أبا حنيفة ومالك والشافعي وأحمد - كانوا يجتهدون في فهم أدلة القرآن والسنة ، ويفتون الناس بحسب الدليل الذي وصل إليهم ، ثم أخذ أتباع أولئك الأئمة فتاوى الأئمة ونشروها وقاسوا عليها ، وقعدوا لها القواعد ، ووضعوا لها الضوابط والأصول ، حتى تكوَّن المذهب الفقهي ، فتكوَّن المذهب الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي وتكوّنت مذاهب أخرى كمذهب الأوزاعي وسفيان لكنه لم يُكتب لها الاستمرار .

وكما ترى فإن أساس تلك المذاهب الفقهية كان قائما على اتباع الكتاب والسنة .

أما الرأي والقياس الذي أخذ به الإمام أبو حنيفة ، فليس المراد به الهوى والتشهي ، وإنما هو الرأي المبني على الدليل أو القرائن أو متابعة الأصول العامة للشريعة ، وقد كان السلف يطلقون على الاجتهاد في المسائل المشكلة " رأيا " كما قال كثير منهم في تفسير آيات من كتاب الله : أقول فيها برأيي ، أي باجتهادي ، وليس المراد التشهي والهوى كما سبق .

وقد توسع الإمام أبو حنيفة في الأخذ بالرأي والقياس في غير الحدود والكفارات والتقديرات الشرعية ، والسبب في ذلك أنه أقل من غيره من الأئمة في رواية الحديث لتقدم عهده على عهد بقية الأئمة ، ولتشدده في رواية الحديث بسبب فشو الكذب في العراق في زمانه وكثرة الفتن .

ويجب ملاحظة أن المذهب الحنفي المنسوب إلى الإمام أبي حنيفة ، ليس كل الأقوال والآراء التي فيه هي من كلام أبي حنيفة ، أو تصح أن تنسب إليه ، فعدد غير قليل من تلك الأقوال مخالف لنص الإمام أبي حنيفة نفسه ، وإنما جعل من مذهبه بناء على تقعيدات المذهب المستنبطة من نصوص أخرى للإمام ، كما أن المذهب الحنفي قد يعتمد رأي التلميذ كأبي يوسف ومحمد ، إضافة إلى أن المذهب يضم اجتهادات لتلاميذ الإمام ، قد تصبح فيما بعد هي المذهب ، وليس هذا خاصا بمذهب أبي حنيفة ، بل قل مثل ذلك في سائر المذاهب المشهورة .

فإن قيل : إذا كان مستند المذاهب الأربعة في الأصل الكتاب والسنة ، فلماذا وجدنا اختلافا في الآراء الفقهية بينها ؟

فالجواب : أن كل إمام كان يفتي بحسب ما وصل إليه من دليل ، فقد يصل إلى الإمام مالك حديث فيفتي به ، ولا يصل إلى الإمام أبي حنيفة ، فيفتي بخلافه ، والعكس صحيح ، كما إنه قد يصل إلى أبي حنيفة حديث ما بسند صحيح فيفتي به ، ويصل إلى الإمام الشافعي نفس الحديث لكن بسند آخر ضعيف فلا يفتي به ، ويفتي بأمر آخر مخالف للحديث بناء على ما أداه إليه اجتهاده ، ولأجل هذا حصل الخلاف بين الأئمة - وهذا باختصار - ، لكن المعول والمرجع في النهاية لهم جميعا إلى الكتاب والسنة

http://www.9ll9.com/up/uploads/2105778686.gif (http://www.9ll9.com/up)

ahmedaboali
03-17-2009, 04:25 AM
ثم إن الإمام أبا حنيفة وغيره من الأئمة في حقيقة أمرهم وسيرتهم قد أخذوا بنصوص الكتاب والسنة ، وإن لم يفتوا بها ، وبيان ذلك أن كل الأئمة الأربعة قد نصوا على أنه إن صح حديث ما فهو مذهبهم ، وبه يأخذون ، وبه يفتون ، وعليه يستندون .

قال الإمام أبو حنيفة :" إذا صح الحديث فهو مذهبي "، وقال رحمه الله :" لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه " ، وفي رواية عنه :" حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي " ، زاد في رواية أخرى :" فإننا بشر ، نقول القول اليوم ونرجع عنه غدا "، وقال رحمه الله :" إذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى ، وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي "

وقال الإمام مالك رحمه الله :" إنما أنا بشر أخطيء وأصيب ، فانظروا في رأيي ، فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه ، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه " ، وقال رحمه الله :" ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك ، إلا النبي صلى الله عليه وسلم "

وقال الإمام الشافعي رحمه الله :" ما من أخذ إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتعزب عنه - أي تغيب - ، فمهما قلت من قول ، أو أصَّلت من أصل ، فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف ما قلت ، فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو قولي "

وقال الإمام أحمد :" لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري ، وخذ من حيث أخذوا " ، وقال رحمه الله :" رأي الأوزاعي ورأي مالك ورأي أبي حنيفة كله رأي ، وهو عندي سواء ، وإنما الحجة في الآثار - أي الأدلة الشرعية "

هذه نبذه يسيرة عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله ، ومذهبه ، وختاما : لا يسع المسلم إلا أن يعرف لهؤلاء فضلهم ، ومكانتهم ، على أن ذلك لا يدعوه إلى تقديم أقوالهم على كتاب الله ، وما صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسم - ، فإن الأصل اتباع الكتاب والسنة لا أقوال الرجال ، فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله - صلى الله عليه وسم - كما قال الإمام مالك رحمه الله .

ahmedaboali
03-17-2009, 04:26 AM
السؤال: 405


يلاحظ ضعف الهمة والفتور في طلب العلم , فما الوسائل والطرق التي تدفع إلى علو الهمة والحرص على العلم ؟.

الجواب:

الحمد لله

ضعف الهمم في طلب العلم الشرعي من المصائب الكبيرة وهناك عدة أمور لا بد منها :

الأمر الأول : الإخلاص لله - عز وجل - في الطلب والإنسان إذا أخلص لله في الطلب وعرف أنه يُثاب على طلبه وسيكون في الدرجة الثالثة من درجات الأمة فإن همته تنشط ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقاً ) النساء/69 .

ثانياً : أن يُلازم زملاء يحثونه على العلم ويساعدونه على المناقشة والبحث ولا يمل من صحبتهم ما داموا يعينونه على العلم .

ثالثاً : أن يصبر نفسه بمعنى يحبسها لو أرادت أن تتفلَّت , قال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم : ( واصبر نفسك مع الذي يدعون ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ) الكهف/28 , فليصبر ؛ وإذا صبر وتعود الطلب صار الطلب سجية له , وصار اليوم الذي يفقد فيه الطلب يوماً طويلاً عليه , أما إذا أعطى نفسه العنان فلا , فالنفس أمارة بالسوء والشيطان يحثه على الكسل وعدم التعلم .


من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , صفحة 105

ahmedaboali
03-17-2009, 04:26 AM
السؤال: 406


لقد من الله عليَّ بطلب العلم ، فما هي الآداب التي تنصحونني بالتحلي بها ؟.

الجواب:

الحمد لله

إن لطلب العلم جملةً من الآداب ينبغي على من طلب العلم أن يتحلى بها فإليك هذه الوصايا والآداب في طريق الطلب لعل الله أن ينفعك بها :

أولاً : الصبر :

أيها الأخ الكريم .. إن طلب العلم من معالي الأمور ، والعُلَى لا تُنال إلا على جسر من التعب . قال أبو تمام مخاطباً نفسه :

ذريني أنالُ ما لا يُنال من العُلى فصَعْبُ العلى في الصعب والسَّهْلُ في السَّهل

تريدين إدراك المعالي رخيـصة ولا بد دون الشهد من إبَر النحـــل (الشَّهد هو العسل )

وقال آخر :

دببت للمجد والساعون قد بلغوا جُهد النفوس وألقـوا دونـه الأُزرا

وكابدوا المجد حتى ملَّ أكثرُهُم وعانق المجد من أوفى ومن صبرا

لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تَلْعَقَ الصَـبِرَا (الصَبِردواءٌ مُرٌّ)

فاصبر وصابر ، فلئن كان الجهاد ساعةً من صبر ، فصبر طالب العلم إلى نهاية العمر . قال الله تعالى :

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(200) } سورة آل عمران .

ثانياً : إخلاص العمل :

الزم الإخلاص في عملك ، وليكن قصدك وجه الله والدار الآخرة ، وإياك والرياء ، وحب الظهور والاستعلاء على الأقران فقد قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ " رواه النسائي (2654) وحسنه الألباني في صحيح النسائي .

وبالجملة : عليك بطهارة الظاهر والباطن من كل كبيرة وصغيرة .

ثالثاً : العمل بالعلم :

اعلم بأن العمل بالعلم هو ثمرة العلم ، فمن علم ولم يعمل فقد أشبه اليهود الذين مثلهم الله بأقبح مثلٍ في كتابه فقال : { مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(5) } سورة الجمعة .

ومن عمل بلا علم فقد أشبه النصارى ، وهم الضالون المذكورون في سورة الفاتحة .

وبالنسبة للكتب التي تدرسها فقد ذُكِرَت في السؤال رقم (20191) فليُراجع للأهمية .

رابعاً : دوام المراقبة :

عليك بالتحلي بدوام المراقبة لله تعالى في السر والعلن ، سائراً إلى ربك بين الخوف والرجاء ، فإنهما للمسلم كالجناحين للطائر ، فأقبل على الله بكليتك ، وليمتلئ قلبك بمحبته ، ولسانك بذكره ، والاستبشار والفرح والسرور بأحكامه وحِكَمِه سبحانه .

وأكثر من دعاء الله في كل سجود ، أن يفتح عليك ، وأن يرزقك علماً نافعاً ، فإنك إن صدقت مع الله ، وفقك وأعانك ، وبلغك مبلغ العلماء الربانين .

خامساً : اغتنام الأوقات :

أيها اللبيب ... " بادر شبابك ، وأوقات عمرك بالتحصيل ، ولا تغتر بخدع التسويف والتأميل ، فإن كل ساعة تمضي من عمرك لا بدل لها ولا عوض عنها ، واقطع ما تقدر عليه من العلائق الشاغلة ، والعوائق المانعة عن تمام الطلب وابذل الاجتهاد وقوة الجد في التحصيل ؛ فإنها كقواطع الطريق ، ولذلك استحب السلف التغرب عن الأهل ، والبعد عن الوطن ؛ لأن الفكرة إذا توزعت قصرت عن درك الحقائق وغموض الدقائق ، وما جعل الله لرجلٍ من قلبين في جوفه ، وكذلك يُقال العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كُلَّك .

سادساً : تحذير .

إياك أن تشتغل في بداية الطلب بالاختلاف بين العلماء ، أو بين الناس مطلقاً ، فإنه يحير الذهن ، ويدهش العقل ، وكذلك الحذر من المصنفات ؛ فإنه يضيع زمانك ويفرق ذهنك ، بل أعطِ الكتاب الذي تقرؤه أو الفن الذي تأخذه كليتك حتى تُتقنه ، واحذر من التنقل من كتاب إلى كتاب من غير موجب ؛ فإنه علامة الضجر وعدم الفلاح . وعليك أن تعتني من كل علم بالأهم فالأهم .

http://www.9ll9.com/up/uploads/2105778686.gif (http://www.9ll9.com/up)

ahmedaboali
03-17-2009, 04:26 AM
سابعاً : الضبط والإتقان :

احرص على تصحيح ما تريد حفظه تصحيحاً متقناً ؛ إما على شيخ أو على غيره مما يعينك ، ثم احفظه حفظاً محكماً ثم أكثر من تكراره وتعاهده في أوقات معينه يومياً ، لئلا تنسى ما حفظته .

ثامناً : مطالعة الكتب :

بعد أن تحفظ المختصرات وتتقنها مع شرحها وتضبط ما فيها من الإشكالات والفوائد المهمات ، انتقل إلى بحث المبسوطات ، مع المطالعة الدائمة ، وتعليق ما يمر بك من الفوائد النفيسة ، والمسائل الدقيقة ، والفروع الغريبة ، وحل المشكلات ، والفروق بين أحكام المتشابهات ، من جميع أنواع العلوم ، ولا تستقل بفائدة تسمعها ، أو قاعدة تضبطها ، بل بادر إلى تعليقها وحفظها .

ولتكن همتك في طلب العلم عالية ؛ فلا تكتفِ بقليل العلم مع إمكان كثيره ، ولا تقنع من إرث الأنبياء صلوات الله عليهم بيسيره ، ولا تؤخر تحصيل فائدة تمكنت منها ولا يشغلك الأمل والتسويف عنها ؛ فإن للتأخير آفات ، ولأنك إذا حصلتها في الزمن الحاضر ؛ حصل في الزمن الثاني غيرها .

واغتنم وقت فراغك ونشاطك ، وزمن عافيتك ، وشرخ شبابك ، ونباهة خاطرك ، وقلة شواغلك ، قبل عوارض البطالة أو موانع الرياسة .

وينبغي لك أن تعتني بتحصيل الكتب المحتاج إليها ما أمكنك ؛ لأنها آلة التحصيل ، ولا تجعل تحصيلها وكثرتها (بدون فائدة) حظك من العلم ، وجمعها نصيبك من الفهم ، بل عليك أن تستفيد منها بقدر استطاعتك .

تاسعاً : اختيار الصاحب:

احرص على اتخاذ صاحب صالح في حاله ، كثير الاشتغال بالعلم ، جيد الطبع ، يعينك على تحصيل مقاصدك ، ويساعدك على تكميل فوائدك ، وينشطك على زيادة الطلب ،ويخفف عنك الضجر والنصب ، موثوقاً بدينه وأمانته ومكارم أخلاقه ، ويكون ناصحاً لله غير لاعبٍ ولا لاه ." انظر تذكرة السامع لابن جماعة .

" وإياك وقرين السوء ؛ فإن العرق دساس ، والطبيعة نقالة ، والطباع سراقة ، والناس كأسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض ، فاحذر معاشرة من كان كذلك فإنه المرض ، والدفع أسهل من الرفع .

عاشراً وأخيراً : التأدب مع الشيخ :

بما أن العلم لا يؤخذ ابتداءً من الكتب ، بل لابد من شيخ تتقن عليه مفاتيح الطلب ، لتأمن من الزلل ، فعليك إذاً بالأدب معه ، فإن ذلك عنوان الفلاح والنجاح ، والتحصيل والتوفيق . فليكن شيخك محل إجلال منك وإكرام وتقدير وتلطف ، فخذ بمجامع الأدب مع شيخك في جلوسك معه ، والتحدث إليه ، وحسن السؤال ، والاستماع ، وحسن الأدب في تصفح الكتاب أمامه ، وترك التطاول والمماراة أمامه ، وعدم التقدم عليه بكلام أو مسير أو إكثار الكلام عنده ، أو مداخلته في حديثه ودرسه بكلام منك ، أو الإلحاح عليه في جواب ، متجنباً الإكثار من السؤال لا سيما مع شهود الملأ ؛ فإن هذا يوجب لك الغرور وله الملل ، ولا تناديه باسمه مجرداً ، أو مع لقبه بل قل : " يا شيخي ، أو يا شيخنا " .

وإذا بدا لك خطأ من الشيخ ، أو وهم فلا يسقطه ذلك من عينك ، فإنه سبب لحرمانك من علمه ، ومن ذا الذي ينجو من الخطأ سالماً ." . انظر حلية طالب العلم للشيخ بكر أبو زيد .

نسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات ، وأن يُرينا اليوم الذي تكون فيه عالماً من علماء المسلمين ، مرجعاً في دين الله ، إماماً من أئمة المتقين ، آمين .. آمين .. وإلى لقاء قريب ، والسلام .


الشيخ محمد صالح المنجد

ahmedaboali
03-17-2009, 04:27 AM
السؤال: 407


هل يجب على كل مسلم أن يتبع أحد المذاهب (المالكي أو الحنفي أو الحنبلي أو الشافعي) ؟ إذا كان الجواب نعم فما أفضل مذهب ؟ هل صحيح أن مذهب أبي حنيفة هو أكثر مذهب منتشر بين المسلمين ؟.

الجواب:

الحمد لله

لا يجب على المسلم اتباع مذهب بعينه من هذه المذاهب الأربعة ، والناس متفاوتون في المدارك والفهوم والقدرة على استنباط الأحكام من أدلتها ، فمنهم من يجوز في حقه التقليد ، بل قد يجب عليه ، ومنهم من لا يسعه إلا الأخذ بالدليل . وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة بيان كاف شاف لهذه المسألة ، يحسن أن نذكره هنا بنصه :

السؤال :

ما حكم التقيد بالمذاهب الأربعة واتباع أقوالهم على كل الأحوال والزمان ؟

فأجابت اللجنة :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد :

أولا : المذاهب الأربعة منسوبة إلى الأئمة الأربعة الإمام أبي حنيفة والإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد ، فمذهب الحنفية منسوب إلى أبي حنيفة وهكذا بقية المذاهب.

ثانيا : هؤلاء الأئمة أخذوا الفقه من الكتاب والسنة وهم مجتهدون في ذلك ، والمجتهد إما مصيب فله أجران ، أجر اجتهاده وأجر إصابته ، وإما مخطئ فيؤجر على اجتهاده ويعذر في خطئه.

ثالثا : القادر على الاستنباط من الكتاب والسنة يأخذ منهما كما أخذ من قبله ولا يسوغ له التقليد فيما يعتقد الحق بخلافه ، بل يأخذ بما يعتقد أنه حق ، ويجوز له التقليد فيما عجز عنه واحتاج إليه.

رابعا : من لا قدرة له على الاستنباط يجوز له أن يقلد من تطمئن نفسه إلى تقليده ، وإذا حصل في نفسه عدم الاطمئنان سأل حتى يحصل عنده اطمئنان .

خامسا : يتبين مما تقدم أنه لا تتبع أقوالهم على كل الأحوال والأزمان ؛ لأنهم قد يخطئون ، بل يتبع الحق من أقوالهم الذي قام عليه الدليل ).

فتاوى اللجنة 5/28 .

وجاء في فتوى اللجنة رقم 3323

( من كان أهلا لاستنباط الأحكام من الكتاب والسنة ، ويقوى على ذلك ولو بمعونة الثروة الفقهية التي ورثناها عن السابقين من علماء الإسلام كان له ذلك ؛ ليعمل به في نفسه ، وليفصل به في الخصومات وليفتي به من يستفتيه . ومن لم يكن أهلا لذلك فعليه أن يسأل الأمناء الموثوق بهم ليتعرف الحكم من كتبهم ويعمل به من غير أن يتقيد في سؤاله أو قراءته بعالم من علماء المذاهب الأربعة ، وإنما رجع الناس للأربعة لشهرتهم وضبط كتبهم وانتشارها وتيسرها لهم.

ومن قال بوجوب التقليد على المتعلمين مطلقاً فهو مخطئ جامد سيئ الظن بالمتعلمين عموما ، وقد ضيق واسعا .

ومن قال بحصر التقليد في المذاهب الأربعة المشهورة فهو مخطئ أيضا قد ضيق واسعا بغير دليل . ولا فرق بالنسبة للأمي بين فقيه من الأئمة الأربعة وغيرهم كالليث بن سعد والأوزاعي ونحوهما من الفقهاء ) فتاوى اللجنة 5/41 .

وجاء في الفتوى رقم 1591 ما نصه :

( ولم يدعُ أحد منهم إلى مذهبه ، ولم يتعصب له ، ولم يُلزِم غيره العمل به أو بمذهب معين ، إنما كانوا يدعون إلى العمل بالكتاب والسنة ، ويشرحون نصوص الدين ، ويبينون قواعده ويفرعون عليها ويفتون فيما يسألون عنه دون أن يلزموا أحدا من تلاميذهم أو غيرهم بآرائهم ، بل يعيبون على من فعل ذلك ، ويأمرون أن يضرب برأيهم عرض الحائط إذا خالف الحديث الصحيح ، ويقول قائلهم " إذا صح الحديث فهو مذهبي " رحمهم الله جميعا .

ولا يجب على أحد اتباع مذهب بعينه من هذه المذاهب ، بل عليه أن يجتهد في معرفة الحق إن أمكنه ، أو يستعين في ذلك بالله ثم بالثروة العلمية التي خلفها السابقون من علماء المسلمين لمن بعدهم ، ويسروا لهم بها طريق فهم النصوص وتطبيقها . ومن لم يمكنه استنباط الأحكام من النصوص ونحوها لأمر عاقه عن ذلك سأل أهل العلم الموثوق بهم عما يحتاجه من أحكام الشريعة لقوله تعالى " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " وعليه أن يتحرى في سؤاله من يثق به من المشهورين بالعلم والفضل والتقوى والصلاح )

فتاوى اللجنة الدائمة 5/56 .

ومذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله قد يكون أكثر المذاهب انتشاراً بين المسلمين ، ولعل من أسباب ذلك تبني الخلفاء العثمانيين لهذا المذهب ، وقد حكموا البلاد الإسلامية أكثر من ستة قرون ، ولا يعني ذلك أن مذهب أبي حنيفة رحمه الله هو أصح المذاهب أو أن كل ما فيه من اجتهادات فهو صواب ، بل هو كغيره من المذاهب فيه الصواب والخطأ ، والواجب على المؤمن اتباع الحق والصواب بقطع النظر عن قائله .

والله أعلم .

ahmedaboali
03-17-2009, 04:27 AM
السؤال: 408


أنا في كلية هندسة ويوجد مشروع للتخرج في العام القادم إن شاء الله, فنظرا لأن عدد البنات قليل, وخاصة المجتهدات , وأنا والحمد لله الأولى على الدفعة, فهل يجوز العمل مع أولاد ، أم المجازفة والعمل مع مجموعة بنات مستواهم الدراسي منخفض وتحمل عبء العمل كله ؟.

الجواب:

الحمد لله

إن التعليم المختلط له مفاسده ومخاطره ، ولهذا أفتى جماعة من أهل العلم بتحريمه ،

ولاشك أن العمل في مشروع التخرج مع الرجال ، يزيد على الدراسة المجردة ، لكونه يحتاج إلى كثرة مخالطة واجتماع واتصال وتشاور ، ولهذا فالقول فيه أشد ، وما ذكرتيه ليس عذرا يبيح الإقدام على هذا العمل ؛ فمصلحة حفظ الدين مقدمة على سائر المصالح .

فاتقي الله تعالى ، واستعيني به ، وسليه التوفيق والتسديد ، واحذري مخالطة الرجال ، وثقي بأن الله مع المتقين والمؤمنين والمحسنين كما أخبر سبحانه .

وكوني في ما بقي لك من مدة الدراسة ، محافظة على الحجاب ، مجانبة للرجال ، ملتزمة غضَّ البصر ، وترك الزينة .

نسأل الله أن يوفقك ويهديك لما يحب ويرضى .

والله أعلم .

ahmedaboali
03-17-2009, 04:28 AM
السؤال: 409


هل يجوز للنساء أن يكون لهن حلقة أو درس خاص بهم في المسجد أو في أحد البيوت ؟ سمعت بأنه لا يجوز للنساء أن يكون لهن تجمع خاص بهن وإنما يحضرن حلقات العلماء كلما سنحت لهم الفرصة .
هل يمكن أن توضح هذا وتعطينا جواباً مفصلاً ، فإذا كان هذا خطأ فلن أشارك معهن ، وكيف أشرح للأخوات اللاتي يقلن إنه من الأفضل قضاء الوقت في التعلم بدلاً من تضييع الوقت والذهاب للأسواق .

الجواب:

الحمد لله

ليس هناك ما يمنع أن يكون للنساء حلقة علم خاصة بهن ، سواء كانت في المسجد أم في أحد البيوت ، بل هذا من الأمور المشروعة ، وقد طلبت النساء من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون لهن مجلس خاص بعيداً عن الرجال فأجابهن إلى ذلك .

روى البخاري (7310) ومسلم (2634) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ذَهَبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثِكَ [وفي رواية للبخاري (102) : غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ] فَاجْعَلْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ يَوْمًا نَأْتِيكَ فِيهِ تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ . فَقَالَ : اجْتَمِعْنَ فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا [وفي رواية أحمد (7310) : موعدكن بيت فلانة] فَاجْتَمَعْنَ ، فَأَتَاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ : مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْهَا مِنْ وَلَدِهَا ثَلاثَةً إِلا كَانُوا لَهَا حِجَابًا مِنْ النَّارِ . فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَوْ اثْنَيْنِ ؟ قَالَ : فَأَعَادَتْهَا مَرَّتَيْنِ ، ثُمَّ قَالَ : وَاثْنَيْنِ وَاثْنَيْنِ وَاثْنَيْنِ .

ولا شك أن قضاء المرأة وقتها تحرص على التعلم خير لها من تضييعه في الذهاب للأسواق أو غير ذلك ، لكن ينبغي أن لا تكون نيتها ملء الوقت حتى لا تذهب للأسواق ، بل تكون نيتها التعبد لله تعالى والتقرب إليه بطلب العلم ، ورفع الجهل عن نفسها حتى تعبد الله على بصيرة ، وتُعَلِّم غيرها من الأخوات المؤمنات ، وتُخَرِّج جيلا متربيا على أصول الإسلام وتعاليمه الفاضلة .

رزقنا الله تعالى العلم النافع والعمل الصالح .

ahmedaboali
03-17-2009, 04:28 AM
السؤال: 410


إذا كانت هناك مسألة ما ، وفيها أكثر من فتوى شرعية ، فتوى تقول بالتحليل ، وفتوى تقول بالتحريم ، وفتوى ما بين بين ، فالمسلم أي شيء يختار ، وخاصة في الأمور المستحدثة ، والتي يدخل فيها القياس ، والاجتهاد ، والتي لا نص فيها ، مثل : فوائد البنوك ، أو أياً كانت المسميات التي يسمونها ، بالاستمثار ، أو العائد الاستثماري .
وما موقف ما يقول إنها فتوى عالم ، وهو المسؤول عنها ، وإنها معلقة في رقبته ؟
وما موقف من يتتبع رخص العلماء ، وتسهيلات العلماء ورخصهم ؟ ويقولون إنهم هم هؤلاء أهل العلم والذكر وهذه فتواهم وهم أعلم منا بذلك ، وقد تكون فتواهم معارضة لفتوى شيوخ وعلماء آخرين في نفس الدولة أو في دول أخرى ، فأي منهم نتبع ؟ وكيف لنا السبيل أن نعرف الصحيح وغير الصحيح ؟ مع العلم أن عامة الناس ليس لديهم العلم الكافي للحكم على صحة هذه الفتوى التي تصدر من عالم أو مفتي ويعارضها علماء آخرون .

الجواب:

الحمد لله

قبل الجواب على هذا السؤال الهام ، لا بد أولاً من بيان الشروط التي يجب أن تتوفر في المفتي حتى يكون من أهل العلم الذين تعتبر أقوالهم ، ويعد خلافه خلافا بين العلماء ، وهي شروط كثيرة ، ترجع في النهاية إلى شرطين اثنين وهما :

1. العلم . لأن المفتي سوف يخبر عن حكم الله تعالى ، ولا يمكن أن يخبر عن حكم الله وهو جاهل به .

2. العدالة . بأن يكون مستقيما في أحواله ، ورعا عفيفا عن كل ما يخدش الأمانة . وأجمع العلماء على أن الفاسق لا تقبل منه الفتوى ، ولو كان من أهل العلم . كما صرح بذلك الخطيب البغدادي .

فمن توفر فيه هذان الشرطان فهو العالم الذي يعتبر قوله ، وأما من لم يتوفر فيه هذان الشرطان فليس هو من أهل العلم الذين تعتبر أقوالهم ، فلا عبرة بقول من عُرف بالجهل أو بعدم العدالة .

الخلاف بين العلماء أسبابه وموقفنا منه للشيخ ابن عثيمين ص: 23 .

http://www.9ll9.com/up/uploads/2105778686.gif (http://www.9ll9.com/up)

ahmedaboali
03-17-2009, 04:29 AM
فما هو موقف المسلم من اختلاف العلماء الذين سبقت صفتهم ؟

إذا كان المسلم عنده من العلم ما يستطيع به أن يقارن بين أقوال العلماء بالأدلة ، والترجيح بينها ، ومعرفة الأصح والأرجح وجب عليه ذلك ، لأن الله تعالى أمر برد المسائل المتنازع فيها إلى الكتاب والسنة ، فقال : (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) النساء/59. فيرد المسائل المختلف فيها للكتاب والسنة ، فما ظهر له رجحانه بالدليل أخذ به ، لأن الواجب هو اتباع الدليل ، وأقوال العلماء يستعان بها على فهم الأدلة .

وأما إذا كان المسلم ليس عنده من العلم ما يستطيع به الترجيح بين أقوال العلماء ، فهذا عليه أن يسأل أهل العلم الذين يوثق بعلمهم ودينهم ويعمل بما يفتونه به ، قال الله تعالى : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) الأنبياء/43 . وقد نص العلماء على أن مذهب العامي مذهب مفتيه .

فإذا اختلفت أقوالهم فإنه يتبع منهم الأوثق والأعلم ، وهذا كما أن الإنسان إذا أصيب بمرض – عافانا الله جميعا – فإنه يبحث عن أوثق الأطباء وأعلمهم ويذهب إليه لأنه يكون أقرب إلى الصواب من غيره ، فأمور الدين أولى بالاحتياط من أمور الدنيا .

ولا يجوز للمسلم أن يأخذ من أقوال العلماء ما يوافق هواه ولو خالف الدليل ، ولا أن يستفتي من يرى أنهم يتساهلون في الفتوى .

بل عليه أن يحتاط لدينه فيسأل من أهل العلم من هو أكثر علماً ، وأشد خشية لله تعالى .

الخلاف بين العلماء للشيخ ابن عثيمين 26 . لقاء منوع من الشيخ صالح الفوزان ص: 25، 26 .

وهل يليق – يا أخي - بالعاقل أن يحتاط لبدنه ويذهب إلى أمهر الأطباء مهما كان بعيدا ، وينفق على ذلك الكثير من الأموال ، ثم يتهاون في أمر دينه ؟! ولا يكون له هَمٌّ إلا أن يتبع هواه ويأخذ بأسهل فتوى ولو خالفت الحق ؟! بل إن من الناس – والعياذ بالله – من يسأل عالماً ، فإذا لم توافق فتواه هواه سأل آخر ، وهكذا حتى يصل إلى شخص يفتيه بما يهوى وما يريد ‍‍!!

وما من عالم من العلماء إلا وله مسائل اجتهد فيها ولم يوفق إلى معرفة الصواب ، وهو في ذلك معذور وله أجر على اجتهاده ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ ) البخاري (7352) ومسلم (1716) .

فلا يجوز لمسلم أن يتتبع زلات العلماء وأخطاءهم ، فإنه بذلك يجتمع فيه الشر كله ، ولهذا قال العلماء : من تتبع ما اختلف فيه العلماء ، وأخذ بالرخص من أقاويلهم ، تزندق ، أو كاد .اهـ . إغاثة اللهفان 1/228 . والزندقة هي النفاق .

نسأل الله تعالى أن يلهمنا رشدنا ، ويوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح .



والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .



الشيخ محمد صالح المنجد

ahmedaboali
03-18-2009, 02:26 PM
السؤال: 531


ورد في قصة سليمان وملكة سبأ في سورة النمل الآية التالية : ( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
أنا أفهم أن المعنى : أنها ظلمت نفسها بالكفر ، وأنها أسلمت بعد أن تبين لها الحق ، ولكن لفظ الآية ، وعدم وجود علامة وقف بعد كلمة ( نفسي ) ، توحي بعكس هذا المعنى ، وهو أنها ظلمت نفسها بالإسلام - ومعاذ اللّه - ، فهل من توضيح ؟.

الجواب:

الحمد لله

يقول تعالى في سورة النمل : ( قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ، فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ، قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ، قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) . النمل/44

يحكي سبحانه وتعالى في هذه الآية المفاجأة الكبيرة التي كان أعدها سليمان عليه السلام لملكة سبأ ، وكانت قصرا من البلور ، أقيمت أرضيته فوق الماء ، فوقفت الملكة مدهوشة أمام هذه العجائب التي يعجز عن مثلها البشر ، فرجعت إلى الله ، وناجته معترفة بظلمها لنفسها فيما سلف من عبادة غيره ، معلنة إسلامها مع سليمان لله رب العالمين .

هذا هو فهم سياق القصة ، وهو أيضا ما تقتضيه قواعد اللغة العربية .

فإن قولها ( ظَلَمْتُ نَفْسِي ) جملة فعلية في محل رفع خبر ( إِنِّي )

ثم جاء حرف العطف ( الواو ) ليعطف جملة على جملة ، فقالت ( وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ )

انظر "إعراب القرآن وبيانه" محيي الدين درويش (7/216) ، "الجدول في إعراب القرآن" لمحمود صافي (9/415)

والتقدير : وإني أسلمت مع سليمان لله رب العالمين .

وهذا هو التقدير الصحيح ؛ لأن النحاة يقولون : إن حرف العطف إنما جيء به لاختصار التكرار في الجملة .

يقول ابن عقيل في "شرح ألفية ابن مالك" (2/208) :

" العطف على نية تكرار العامل " انتهى .

فبدل أن تقول : جاء زيد وجاء عمرو ، تختصر فتقول : جاء زيد وعمرو .

وكذلك الحال في عطف الجمل التي لها محل من الإعراب :

فبدل أن تقول : إن الله يعلم ما أنتم عليه ، وإن الله سيحاسبكم عليه .

تختصر فتقول : إن الله يعلم ما أنتم عليه وسيحاسبكم عليه .

فالواجب فهم الآية الكريمة على هذه القاعدة ، فيكون تقدير الآية :

( إني ظلمت نفسي ، وإني أسلمت مع سليمان لله رب العالمين )

ولا يلزم لغة - إذا كان العطف بين الجمل - أن تشترك في المعنى ، بل قد يكون المعنى متضادا .

يقول الأستاذ عباس حسن في "النحو الوافي" (3/557) :

" والعطف بالواو إذا كان المعطوف غير مفرد ، قد يفيد مطلق التشريك ، نحو : نبت الورد ونبت القصب ، أو لا يفيد ، نحو : حضرت الطيارة ولم تحضر السيارة " انتهى .

فحين يعطف الله تعالى قول ملكة سبأ ( وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ ) لا يجوز أن تفهم على أنها توضيح للمعطوف عليه أو بيان له ، من حيث أصل اللغة ، فكيف حين يكون بين المعنيين تضاد ظاهر .

والسياق يبين أن الملكة اعترفت بظلمها نفسها حين كانت تعبد الشمس من دون الله ، فتابت من ذلك الشرك ، وأسلمت وجهها ، ووحدت عبادتها لله رب العالمين .

وبهذا يكون المعنى سليما ، وينتفي التوهم الذي يظنه السائل في الآية .

قد يكون لإشكال السائل وجه – من حيث قواعد النحو - إذا كان سياق الكلام :

( إني ظلمت نفسي : أسلمت مع سليمان ) بحذف حرف العطف ، على أن الجملة الثانية بدل من الجملة الأولى ، كقوله تعالى :

( وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً : يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً ) الفرقان/68-69

فإن مضاعفة العذاب هي بيان وتوضيح للإثم الذي يلقاه مرتكب الكبائر .

كما قد يكون لهذا الإشكال وجه – من حيث قواعد اللغة – لو كان حرف العطف هو الفاء ، فكان الكلام : إني ظلمت نفسي فأسلمت مع سليمان .

فإن الفاء تفيد – كثيرا – مع الترتيب ( التسبب ) ، أي الدلالة على السببية في عطف الجمل ، نحو : رمى الصياد الطائر فقتله . انظر "النحو الوافي" (3/574)

أَمَا وقد جاء السياق القرآني على الوجه البَيِّنِ الجَلِيِّ :

( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )

فليس لإشكال السائل أي محل من الفهم الصحيح للسياق ، وقواعد النحو العربي .

والله أعلم .

ahmedaboali
03-18-2009, 02:26 PM
السؤال: 532


ما رأيكم فيما يسمي الكوكب العاشر أو كوكب العذاب كما يسمي وأنه متوقع اقترابه يوم 15/5/2003 وأنه سيسبب دمار الأخضر واليابس . هناك من يؤكد صحة هذا الأمر وأنه ما ورد ذكره في القرآن الكريم في سورة الطارق .
أفيدونا يرحمكم الله حيث أن من يؤيد ذلك يدعون الناس لترك منازلهم والهجرة لأماكن أخرى إن أرادوا النجاة .

الجواب:

الحمد لله

سئل الشيخ حامد العلي في موقعه على الإنترنت عن هذا الموضوع فقال : " يجب على المسلم أن يتقين ثلاثة أمور عندما يسمع مثل هذه الأخبار :

الأمر الأول : هو أن نهاية الحياة في الأرض لن تكون بحال من الأحوال إلا وفق ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وذلك أن نهاية التاريخ لن تحصل قبل ظهور علامات الساعة الصغرى والكبرى كلها ، ومن ذلك أن يتصارع أهل الحق وهم أهل الإسلام مع أهل الشر والباطل ، وهم كل الذين يعادون دين الحق دين الإسلام ، ويسعون لإطفاء نوره وأن ثمة محطتين بارزتين في هذا الصراع ستقع قبل نهاية الحياة ، الأولي صراع أهل الإسلام مع أهل الصليب كما صح في الأحاديث التي ذكرت ملاحم آخر الزمان .

والمحطة الثانية هي صراع أهل الإسلام في وقت نزول عيسى عليه السلام مع الدجال وأتباعه من اليهود ، ثم يخرج يأجوج ومأجوج ، ويموتون موتة رجل واحد .

ثم يحكم أهل الإسلام الأرض ، ثم يموت كل من في قلبه مثقال ذرة من إيمان بريح باردة تقبض أرواح المؤمنين ، ثم لا تلبث الساعة بعد ذلك أن تقوم وشيكا على شرار الخلق متفرقين على كوكب الأرض ، لأن الكون لا يخرب وعلى الأرض مؤمن ، فإن انعدم الإيمان خربت ، إذ الإيمان بالله سبب بقاء الحياة .

والحاصل أنه لا يجوز أن يعتقد المسلم أن نهاية الحياة ستكون بخلاف ما ذكر في النصوص الثابتة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .

الأمر الثاني : هو أنه لا يجوز للمسلم أن يعتقد أن الكواكب تهب النفع ، أو تدفع الضر ، أو يحصل بها الرزق أو هي التي تهب السعادة ، وتأتي بالشقاء ، وتوجه حياة البشر ونحو ذلك ، فهذه عقيدة شركية كان يعتقدها أهل الجاهلية وصح في الأحاديث أن من اعتقدها كفر ، وبهذا يعلم أن ما يزعمه كهان الأبراج كله كذب وكفر وشرك بالله تعالى .

فالكواكب ليست سوى أجرام مسخرة تسير بقدرة الله تعالى ، وتؤدي دورها في الكون ، وهذا لا يمنع أن يكون سيرها وفق نواميس أقام الله تعالى الكون عليها ، ويحصل بها تأثر فيما بينها ، ويترتب علي هذا التأثر ، حصول الكوارث والمصائب والزلازل ، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيميه أنه بسبــب كون الكسوف يؤثر على الأرض قال صلى الله عليه وسلم ( آية يخوف الله بها عباده ) ا.هـ بمعنى أنها تدل على قرب حدوث أمر مقدر من الله تعالى فيه تخويف وتذكير من الله تعالى ، تذكير بقدرته البالغة ، وتذكير بنهاية الحياة ، وتذكير للإنسان أن لا يطغى وأن يتذكر دائما أنه على أرض الله التي لو شاء لزلزلها من تحت رجليه ، فلا يستطيع صرفا ولا نصرا .

ولهذا عادة ما تحدث الزلازل بعد الكسوفات ، وكذلك الأعصاير المدمرة ، نعوذ بالله من غضبه ، كما ذكر رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ من القمر لأن له تأثيرا وإلا لما استعاذ منه ، وإنما تأثيره من جنس تأثير المؤثرات الحسية التي خلقها الله وخلق تأثيراتها .

ومادام المسلم يعتقد أن ذلك يحصل كله بتقدير الله تعالى ، وأنها آيات يخوف الله بها عباده ، فلا ضير ، لكن يجب أن تكون معرفة علاقة سير الكواكب، والشمس ، بحركة سير الأرض ، وطبقات الأرض ، وحركة الرياح فيها ، مبينا على أسس علمية ، كما تكتشف علاقات قوانين الطبيعة مع بعضها ، والإسلام لم يحرم بل أمر باكتشاف قوانين الكون التي خلقها الله تعالى لتسييره .

الأمر الثالث : هو أنه لا يجوز للمسلم أن ينزل الأحاديث التي ذكر فيها النبي صلى الله عليه وسلم ما سيحدث فيما سيأتي من الزمان ، على كلام علماء الطبيعة والفلك ، الذين قد يكون كلامهم تخريصا أو تخمينا أو توقعات لا تلبث حتى يعلم خطؤها ، فلا يصح أن يجزم أحد من الناس بقوله : إن زوال أمريكا ، أو خروج المهدي ، أو تغيير النظام العالمي ، أو موازين القوى في العالم ، سيحدث بمرور كوكب يحدث تأثيرات كارثية على الأرض ، في هذا العام ، أو غيره .

ومن جزم بهذا فهو متخرص ، قائل بغير علم ، متهجم على الغيب بغير حق ، فأما إن كان الكلام في دائرة ذكر الإمكان ، وما يمكن أن يقع ، فما هو ممكن الوقوع كثير ، ولكن لا يعلم ما سيقع ، ومتى يقع إلا الله تعالى وحده .

هذا وقد أمرنا أن نجاهد أعداءها بما أوتينا من قوة ، وأن نسعى أن نتفوق عليهم ، أو أن نساويهم ، أو نقاربهم ، فيما يملكون من أسباب القوة المادية والمعنوية ، ولا نتكل على حصول الكوارث على أعداءنا .

وقد علمنا من سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم ، أن نواجه الأعداء بتوكلنا على الله أولا ، ثم بما آتانا الله من إيمان عميق بعقيدتنا ، وعزيمة أكيدة على حقنا ، وصبر هائل على طريقنا ، وإصرار بغير حدود على رسالتنا ، وجهاد دؤوب يستمر عبر الأجيال حتى نصل إلى أهدافنا ، وهدفنا الأعلى وهو قيادة البشرية إلى الهدى والنور ، لتستمتع البشرية برسالة الرحمة التي بعث بها نبينا صلى الله عليه وسلم ، وذلك كما فعل صلى الله عليه وسلم في حياته ، ولنا فيه الأسوة الحسنة .

وبعد هذا نقول إن كل ما ذكره هذا المتكلم عن كوكب ( نيبيرو ) لا قيمة له حتى يثبت بأسس علمية صحيحة ، إن هذا الكوكب سيحصل بمروره قرب الأرض تأثيرات كارثية ، ثم إذا ثبت ذلك ، فالواجب علينا أن نتمسك بالثوابت الثلاثة التي ذكرتها قبل قليل ، ثم اللجوء إلى الله تعالى ، والتوجه إليه بالدعاء أن يجنبنا البلاء ، وإذا وقع أن يرفعه عنا ، ويجعل عاقبته خيرا لنا ولأهل الإسلام

مع أن غالب الظن أن هذا الكلام على الكوكب المذكور ، كله تخرص ، لا أساس له من الصحة ، أو هو مبالغ فيه ، والاهتمام به ، ليس من الحكمة في شيء .

والله أعلم " ا.هـ

وقد مر التاريخ الذي ذكره السائل في سؤاله ، ولم يحدث شيء ، مما يؤكد أن هذا الكلام من باب الخرص والقول بلا علم .

ahmedaboali
03-18-2009, 02:27 PM
السؤال: 533


أنا أعيش في روسيا وأدرس هناك ، ولدينا أكثر الأساتذة شيوعيون لا يؤمنون بوجود الخالق عز وجل ، أحدهم قال لنا كيف الله الذي عندكم يأمركم بترك الطعام و الشراب في النهار و هذا مضر بالصحة فما تنصحنا بالرد على هذا الشيوعي أذله الله .

الجواب:

الحمد لله

الصيام مع كونه - في الأساس - عبادة شرعية ، وفريضة إلهية ، فإنه مع ذلك من أنفع الأدوية ، وأنجع الوسائل لتقوية الصحة والبدن معا ، وهذا بشهادة الأطباء الكفرة ، فضلا عن المسلمين .

فالصوم يساهم مساهمة فعالة في علاج الاضطرابات النفسية ، وتقوية إرادة الصائم ، ورقة مشاعره ، وحبّه للخير ، والابتعاد عن الجدل والمشاكسة والميول العدوانية ، وإحساسه بسمّو روحه وأفكاره . وبالتالي تقوية وتدعيم شخصيته ، وزيادة تحمّلها للمشاكل والاعباء ، ومما لا شك فيه أنّ ذلك ينعكس بصورة تلقائية على صحّة الإنسان .

هذا من جانب ، ومن جانب آخر فالصوم يساهم في علاج الكثير من أمراض الجسم ، كأمراض الجهاز الهضمي ، مثل التهاب المعدة الحاد ، وتهيج القولون ، وأمراض الكبد ، وسوء الهضم ، وكذلك في علاج البدانة وتصلّب الشرايين ، وارتفاع ضغط الدّم ، وخناق الصدر ، والربو القصبي ، وغيرها.

وقد كتب الطّبيب السويسري بارسيلوس : ( إن فائدة الجوع في العلاج قد تفوق بمرّات استخدام الأدوية ) ، أمّا الدكتور هيلب ، فكان يمنع مرضاه من الطّعام لبضعة أيام ، ثمّ يقدّم لهم بعدها وجبات غذائية خفيفة . وبشكل عام فإنّ الصوم يساهم في هدم الأنسجة المتداعية وقت الجوع . ثمّ إعادة ترميمها من جديد عند تناول الطّعام ، وهذا هو السبب الذي دعا بعض العلماء ومنهم باشوتين ، أن يعتبروا أنّ للصوم تأثيراً معيداً للشباب .

ويقول " توم برنز" من مدرسة كولومبيا للصحافة :" إنني أعتبر الصوم تجربة روحية عميقة أكثر منها جسدية ، فعلى الرغم من أنني بدأت الصوم بهدف تخليص جسدي من الوزن الزائد إلا أنني أدركت أن الصوم نافع جدا لتوقد الذهن ، فهو يساعد على الرؤية بوضوح أكبر ، وكذلك على استنباط الأفكار الجديدة وتركيز المشاعر ، فلم تكد تمضي عدة أيام من صيامي في منتجع "بولنج" الصحي حتى شعرت أني أمر بتجربة سمو روحي هائلة "

وطبيعي أن يسبب الصوم ضرراً ومشقة زائدة لبعض الناس في حالات معينة ، وقد أعفاهم الله تعالى من الصيام كالمريض والمسافر .

كما أنّ فوائد الصوم المثلى تكون بالالتزام بآدابه ، ومنها تأخير السحور ، وتعجيل الفطور ، وعدم الإسراف في الطّعام كمّاً وكيفاً ، وتجنّب الإسراف في تنويع الأطعمة .

وتقول دائرة المعارف البريطانية : " إن أكثر الأديان قد فرضت الصيام وأوجبته ، فهو يلازم النفوس حتى في غير أوقات الشعائر الدينية ، يقوم به بعض الأفراد استجابة للطبيعة البشرية "

وفي القرن العشرين ظهر عدد من الكتب الطبية في أمريكا وأوروبا تتحدث عن فوائد الصوم الطبي ، فكان هناك " التداوي بالصوم " لشلتون . وكتاب " الصوم الطبي : النظام الغذائي الأمثل " لآلان كوت ، و " الصوم أكسير الحياة " لهنرك تانر ، و " العودة إلى الحياة السليمة بالصوم الطبي " للوتزنر .

وفي الصيام فائدة عظيمة لكثير من مرضى القلب ، وذلك لأن 10 % من كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمي أثناء عملية الهضم ، وتنخفض هذه الكمية أثناء الصوم حيث لا توجد عملية هضم أثناء النهار ، وهذا يعني جهدا أقل وراحة أكبر لعضلة القلب .

كما أن الصيام يفيد في علاج الأمراض الجلدية ، والسبب في ذلك أنه يقلل نسبة الماء في الدم فتقل نسبته بالتالي في الجلد ، مما يعمل على :

- زيادة مناعة الجلد ومقاومة الميكروبات والأمراض المعدية الجرثومية .

- التقليل من حدة الأمراض الجلدية التي تنتشر في مساحات كبيرة في الجسم مثل مرض الصدفية .

- تخفيف أمراض الحساسية والحد من مشاكل البشرة الدهنية.

- مع الصيام تقل إفرازات الأمعاء للسموم وتتناقص نسبة التخمر الذي يسبب دمامل وبثورا مستمرة .

هذه بعض فوائد الصوم الصحية ، وبه تعلم أن ما يقول ذلك الشيوعي الملحد لا أساس له من الصحة .

مع أننا نصوم امتثالاً لأمر الله تعالى لنا بالصيام في قوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) البقرة/183

ولو أمرنا الله تعالى بقتل أنفسنا لفعلنا ذلك إرضاء لربنا جل وعلا ، ولكننا نؤمن إيماناً جازماً أنه سبحانه لن يأمرنا إلا بما فيه مصلحتنا في الدنيا والآخرة

والله تعالى أعلم .

ahmedaboali
03-18-2009, 02:27 PM
السؤال: 534


قرأت في كتاب درة الناصحين في الوعظ والإرشاد ولعالم من علماء القرن التاسع الهجري اسمه : عثمان بن حسن بن أحمد الخوبري قرأت ما نصه : عن جعفر ابن محمد عن أبيه عن جده أنه قال : إن الله تعالى نظر إلى جوهرة فصارت حمراء ، لم نظر إليها ثانية فذابت وارتعدت من هيبة ربها ، ثم نظر إليها ثالثة فصارت ماء ، ثم نظر إليها رابعة فجمد نصفها فخلق من النصف العرش ومن النصف الماء ، ثم تركه على حاله ومن ثم يرتعد إلى يوم القيامة .
وعن علي رضي الله عنه أن الذين يحملون العرش أربعة ملائكة لكل ملك أربعة وجوه أقدامهم في الصخرة التي تحت الأرض السابعة مسيرة خمسمائة عام . أرجو الإفادة ؟.

الجواب:

الحمد لله

هذا الكتاب لا يعتمد عليه ، وهو يشتمل على أحاديث موضوعة وأحاديث ضعيفة لا يعتمد عليها ومنها هذان الحديثان فإنهما لا أصل لهما ، بل هما حديثان موضوعان مكذوبان على النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينبغي أن يعتمد على هذا الكتاب وما أشبهه من الكتب التي تجمع الغث والسمين والموضوع والضعيف ، فإن أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام قد خدمها العلماء من أئمة السنة وبينوا صحيحها من سقيمها ، فينبغي للمؤمن أن يقتني الكتب الجيدة المفيدة مثل الصحيحين ، وكتب السنن الأربع ، ومنتقى الأخبار لابن تيمية ، ورياض الصالحين للنووي ، وبلوغ المرام للحافظ ابن حجر ، وعمدة الحديث للحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي ، وأمثالها من الكتب المفيدة المعتمدة عند أهل العلم .

فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز 6 / 406

ahmedaboali
03-18-2009, 02:28 PM
ثلاث اسالة قادمة في سياق متقارب

السؤال: 535 ( 1 )


أنا طالب في الجامعة وكل دراستي نظريات غربية تنافي تعاليم الشرع فما رأيكم إذا علمت أنني أنوي نقد مثل هذه النظريات ونفع الأمة الإسلامية في دراستي الحالية وبعد تخرجي ؟.

الجواب:

الحمد لله

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ السؤال السابق فأجاب بقوله : أقول هذا لا شك أنه من الجهاد في سبيل الله , أن يدرس الإنسان هذه النظريات المخالفة للإسلام حتى يرد عليها عن علم .

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ وقد أرسله إلى اليمن : ( أنك ستأتي قوماً من أهل الكتاب ) أخرجه البخاري , كتاب الزكاة ( 1395 ) , ومسلم , كتاب الإيمان ( 29 ) . فأخبره بحالهم كي يستعد لهم , وكذلك العلماء الذي درسوا هذه الأمور كشيخ الإسلام ابن تيمية درس من العلوم والنظريات الفلسفية وغيرها ما يستطيع أن يرد به على أصحابها .

فإذا كنت تتعلم هذه الأمور للرد , وأنت واثق أن لديك المقدرة على الرد بحيث لا تتأثر بها , بأن يكون لديك عبادة وتقوى فأرجو إن شاء الله تعالى أن يكون هذا خيراً لك ونفعاً للمسلمين , وأما إذا كنت ترد عليها بشيء غير معقول أو ليس لديك دليل , فلا تنتهج هذا الطريق وكذلك تعرف نفسك أنك لست على يقين كامل وثبات راسخ فأنا أشير عليك أن تدع الأمور لأنها خطيرة , ولا ينبغي للإنسان أن يعترض للبلاء مع الخوف منه .


من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , الصفحة ( 132) .

ahmedaboali
03-18-2009, 02:28 PM
السؤال: 535 ( 2 )


ما رأي فضيلتكم في تعلم طالب العلم اللغة الإنجليزية لا سيما في سبيل استخدامها في الدعوة إلى الله ؟.

الجواب:

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ السؤال السابق فأجاب فضيلته بقوله :

رأينا في تعلم اللغة الإنجليزية أنها وسيلة لا شك , وتكون رديئة إذا كانت لأهداف رديئة , لكن الشيء الوحيد الذي يجب اجتنابه أن تُتخذ بديلاً عن اللغة العربية , فإن هذا لا يجوز , وقد سمعنا بعض السفهاء يتكلم بها بدلاً من اللغة العربية , حتى إن بعض السفهاء المغرمين الذين اعتبرهم أذناباً لغيرهم كانوا يعلمون أولادهم تحية غير المسلمين يعلمونهم أن يقولوا باي باي عند الوداع وما أشبه ذلك .

لأن إبدال اللغة العربية التي هي لغة القرآن وأشرف اللغات بهذه اللغة محرم وقد صح عن السلف النهي عن رطانة الأعاجم وهم من سوى العرب .

أما استعمالها وسيلة للدعوة فلا شك أنها واجب أحياناً , وأنا لم أتعلمها وأتمنى لو أني كنت تعلمتها ووجدت في بعض الأحيان أني أضطر إليها حتى المترجم لا يمكنه أن يعبر عما في قلبي تماماً .

وأذكر لكم قصة حدثت في مسجد المطار بجدة مع رجال التوعية الإسلامية نتحدث بعد صلاة الفجر عن مذهب التيجاني وأنه مذهب باطل وكفر بالإسلام وجعلت أتكلم بما أعلم عنه فجاءني رجل فقال : أريد أن تأذن أي أن أترجم بلغة الهوسا , فقلت لا مانع فترجم فدخل رجل مسرع فقال : هذا الرجل الذي يترجم عنك يمدح مذهب التيجانية فدهشت وقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون , فلو كنت أعلم مثل هذه اللغة ما كنت أحتاج إلى مثل هؤلاء الذين يخدعون , فالحاصل أن معرفة لغة من تخاطب لا شك أنها مهمة في إيصال المعلومات قال الله تعالى : ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ) إبراهيم / 4 .

من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , الصفحة ( 143 )

ahmedaboali
03-18-2009, 02:29 PM
السؤال: 535 ( 3 )


ما حكم تعلم اللغة الإنجليزية في الوقت الحاضر ؟.

الجواب:

الحمد لله

تعلمها وسيلة , فإذا كنت محتاجاً إليها كوسيلة في الدعوة إلى الله فقد يكون تعلمها واجباً , وإن لم تكن محتاجاً إليها فلا تشغل وقتك بها واشتغل بما هو أهم وأنفع , والناس يختلفون في حاجاتهم إلى تعلم اللغة الإنجليزية , وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت أن يتعلم لغة اليهود ( قال زيد بن ثابت : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعلمت له كتاب اليهود , وقال : ( إني والله ما آمن يهودي على كتابي ) فتعلمته , فلم يمر بي إلا نصف شهر إلا حذقته , فكنت أكتب له إذا كتب وأقرأ له إذا كتب إليه ) . أخرجه أبو داود , كتاب العلم , باب : رواية حديث أهل الكتاب , والإمام أحمد جـ 5 ص186, والحاكم في ( المستدرك ) جـ 1 ص75 , وقال (حديث صحيح) ووافقه الذهبي . )

فتعلم اللغة الإنجليزية وسيلة من الوسائل إن احتجت إليها تعلمتها وإن لم تحتج إليها فلا تضيّع وقتك فيها .

من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم الصفحة (120 )

ahmedaboali
03-18-2009, 02:29 PM
السؤال: 536


هل تعتقد أن الإنترنت مفيدة للمجتمع المسلم في نشر المعلومات؟.

الجواب:

الحمد لله

الجواب ما ترين لا ما تسمعين

ولا أظنّ القضية تحتاج إلى سؤال ، لكن السؤال ينبغي أن يكون عن السلبيات والمحرّمات وليس الإيجابيات لأنّها واضحة وملموسة ولكنّ كثرة المواقع المحتوية على شرّ عظيم هو الذي يدفع إلى التفكير بالوسائل اللازمة لتلافي شرورها وهذا واجب أهل الاختصاص من المسلمين في حقل شبكة الإنترنت .

الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد

ahmedaboali
03-18-2009, 02:30 PM
السؤال: 537


ما هي الإنجازات العلمية في الإسلام ؟ .

الجواب:

الحمد لله

أهمّ إنجاز للإسلام في حياة البشر أنّه أخرج النّاس من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد وليس القرآن الكريم كتاب اختراعات ومكتشفات حتى نسأل عن المكتشفات العلمية الدنيوية فيه ، وإنما هو كتاب نزل نورا وهداية من الضلالة ، وشفاء لما في الصّدور وفيه فتح المجال للبشر لعمارة الأرض والاستفادة مما فيها والنظر في آيات الله في خلقه ، ولذلك اتجّه المسلمون إلى دراسة الكون وقدّموا إنجازات عظيمة للبشرية في الطبّ والفلك والرياضيات وعلوم الطبيعة وغيرها ، وليس هذا المجال مناسبا لسرد دور العلماء المسلمين في المكتشفات والمخترعات والنظريات العلمية ، فلذلك كتب خاصة مؤلفة في هذا المجال ، ويمكنك أن تسأل المنصفين من الكفّار عمّا قدمه الخوارزمي في الرياضيات وابن الهيثم في الطبيعة وابن النفيس في الدورة الدموية والإدريسي في الجغرافيا وهكذا .


الشيخ محمد صالح المنجد

ahmedaboali
03-18-2009, 02:30 PM
السؤال: 538


مع كل ما يقال عن استكشاف الفضاء و"ما إذا كانت توجد حياة" خارج كوكبنا الجميل، ما رأي القرآن في المخلوقات الفضائية؟ وبالإضافة إلى ذلك، هل ينبغي أن نبحث عن وجود حياة على كوكب آخر، وكيف ينبغي أن يكون موقفنا تجاه هذا الاكتشاف الجديد؟
وقد يبدو هذا السؤال غريباً، ولكن الفكرة في رأيي تثير الاهتمام، الأمر الذي يطرح التساؤل حول العلم الذي لا يتمشى دائماً مع أي دين.
والسلام.

الجواب:

الحمد لله

الإسلام لا يحول بين الإنسان وبين محاولة اكتشاف الكون وما فيه من العجائب وأن ينظر في ملكوت الله وما خلق الله في السماوات والأرض كما أمر الله في كتابه .
ويحسن الانتباه هنا إلى أمرين :
أولا : الموازنة بين حجم الجهود والأوقات والأموال المبذولة من جهة ، ومقدار الفائدة المرجوّة من جهة أخرى .
وثانيا : أن يتعلّم الإنسان كيف يمشي على الأرض قبل أن يذهب بعيدا في أنحاء الفضاء.
وصلى الله على نبينا محمد


الشيخ محمد صالح المنجد

ahmedaboali
03-18-2009, 02:30 PM
السؤال: 539


ما القول فيمن نال الشهادة الجامعية في علوم الشريعة ونيته الوظيفة فهل يكون داخلا في حديث الوعيد أم أن التوبة تمحو عنه ذلك ؟ وهل بحصوله على الوظيفة بهذه الشهادة يصبح كسبه منها حراما ؟.

الجواب:

الحمد لله

ينبغي للإنسان أن يحسن النية في طلب العلم ، فيطلبه ابتغاء مرضاة الله تعالى ، وينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره ، وإذا سعى للحصول على شهادة من أجل الوظيفة ، فلا حرج في ذلك ، وينوي الاستعانة بهذه الوظيفة على طاعة الله تعالى ، وخدمة المسلمين .

أما إذا كانت نيته محصورة في الوظيفة من أجل الراتب أو المنصب ونحو ذلك من أمور الدنيا ، ولم ينو الاستعانة على طاعة الله ولا نفع المسلمين ، ولا غير ذلك من النيات الصالحة ، فهو على خطر عظيم ، ويدخل في الوعيد الشديد الوارد في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من تعلم علماً مما يبتغي به وجه الله عز وجل ، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا ، لم يجد عرف الجنة يوم القيامة ) يعني ريحها . رواه أبو داود ( 3664) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

وعليه أن يصحح نيته ، ويتوب إلى الله تعالى فإن التوبة تمحو ما سبق من الإثم ، فقد قال النبي صلى الله عليه : ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) . رواه ابن ماجة (4250) وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجة .

وأما الكسب الناشئ عن الوظيفة بهذه الشهادة ، فالذي يظهر أنه لا حرج فيه ، مادام العمل الذي يقوم به مباحاً .

وقد سئلت اللجنة الدائمة : هل يجوز الدراسة الدينية من أجل الشهادة ؟

فأجابت : لا بأس أن يدرس لأخذ الشهادة ، وعليه أن يجاهد نفسه في إصلاح النية حتى تكون الدراسة لله وحده ، وأن يكون أخذ الشهادة ليستعين بها على طاعة الله ورسوله ، وخدمة المسلمين " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (12/103).

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : يتحرج بعض طلبة العلم الشرعي عند قصدهم العلم والشهادة فكيف يتخلص طالب العلم من هذا الحرج ؟

فأجاب : " يجاب على ذلك بأمور :

أحدها : أن لا يقصدوا بذلك الشهادة لذاتها ، بل يتخذون هذه الشهادات وسيلة للعمل في الحقول النافعة للخلق ؛ لأن الأعمال في الوقت الحاضر مبنية على الشهادات ، والناس غالبا لا يستطيعون الوصول إلى منفعة الخلق إلا بهذه الوسيلة وبذلك تكون النية سليمة .

الثاني : أن من أراد العلم قد لا يجده إلا في هذه الكليات فيدخل فيها بنية طلب العلم ولا يؤثر عليه ما يحصل له من الشهادة فيما بعد .

الثالث : أن الإنسان إذا أراد بعمله الحسنيين حسنى الدنيا ، وحسنى الآخرة فلا شيء عليه في ذلك ؛ لأن الله يقول : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق/2 -3 ، وهذا ترغيب في التقوي بأمر دنيوي .

فإن قيل : من أراد بعمله الدنيا كيف يقال بأنه مخلص ؟

فالجواب : أنه أخلص العبادة ولم يرد بها الخلق إطلاقا فلم يقصد مراءاة الناس ومدحهم على عبادته بل قصد أمرا ماديا من ثمرات العبادة ، فليس كالمرائي الذي يتقرب إلى الناس بما يتقرب به إلى الله ويريد أن يمدحوه به ، لكنه بإرادة هذا الأمر المادي نقص إخلاصه فصار معه نوع من الشرك وصارت منزلته دون منزلة من أراد الآخرة إرادة محضة .

وبهذه المناسبة أود أن أنبه على أن بعض الناس عندما يتكلمون على فوائد العبادات يحولونها إلى فوائد دنيوية ؛ فمثلا يقولون في الصلاة رياضة وإفادة للأعصاب ، وفي الصيام فائدة لإزالة الفضلات وترتيب الوجبات ، والمفروض ألا تجعل الفوائد الدنيوية هي الأصل ؛ لأن ذلك يؤدي إلى إضعاف الإخلاص والغفلة عن إرادة الآخرة ، ولذلك بين الله تعالى في كتابه حكمة الصوم - مثلا أنه سبب للتقوى ، فالفوائد الدينية هي الأصل ، والدنيوية ثانوية ، وعندما نتكلم عند عامة الناس فإننا نخاطبهم بالنواحي الدينية ، وعندما نتكلم عند ممن لا يقتنع إلا بشيء مادي فإننا نخاطبه بالنواحي الدينية والدنيوية ولكل مقام مقال " انتهى من كتاب "العلم" للشيخ ابن عثيمين رحمه الله .

والله أعلم .

ahmedaboali
03-18-2009, 02:31 PM
السؤال: 540


هل يجوز للرجل أن يحفظ مجموعة من النساء في المنزل مع العلم بحضور زوجة أحد هؤلاء النساء معه ووجود ستارة بين المحفظ وهؤلاء النساء أرجو الإفادة وبيان السند والأدلة الشرعية.

الجواب:

الحمد لله

أولا :

الأولى والأسلم أن تبحث هؤلاء الأخوات عن امرأة تتولى تحفيظهن القرآن ، في المنزل أو المسجد ؛ لما في ذلك من البعد عن الفتنة وأسبابها ، فإن لم يتيسر ذلك ، وأمكن الاكتفاء بالحفظ عن طريق المسجل والكمبيوتر ، مع تعاون هؤلاء الأخوات على أمر المراجعة والمتابعة ، فهذا حسن ، وهو أولى من الجلوس إلى رجل يحفظهنّ .

ثانيا :

إذا دعت الحاجة إلى قيام رجل بتدريسهن وتعليمهن ، إما لعدم وجود المعلمة ، أو لكونه مجودا متقنا ، يعلمهن أحكام التلاوة ، فلا حرج في ذلك إذا روعيت الضوابط التالية :

1- أن يكون تدريسه لهن من وراء حجاب .

2- أن لا يكون خضوع بالقول من إحداهن .

3- أن يكون الكلام مع المحفظ على قدر الحاجة فقط .

4- أن ينسحب المحفظ من هذا العمل إذا شعر بميل قلبه أو تلذذه بصوت إحداهن .

5- ينبغي أن يكون المعلم كبير السن ، متزوجا ، معروفا بالصلاح والاستقامة .

وينبغي التنبه إلى أن صوت المرأة ليس عورة على الراجح من قولي العلماء ، بشرط ألا تلين وتخضع بالقول .

قال في "كشاف القناع" من كتب الحنابلة (5/15) : " وصوتها - أي الأجنبية - ليس بعورة ، قال في الفروع وغيره : على الأصح ، ويحرم التلذذ بسماعه ولو كان بقراءةٍ ، خشية الفتنة " انتهى .

وقال في "مغني المحتاج" من فقه الشافعية (4/210) : " وصوت المرأة ليس بعورة , ويجوز الإصغاء إليه عند أمن الفتنة " انتهى .

وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة (12/156) : "

أولا : الاختلاط بين الرجال والنساء في المدارس أو غيرها من المنكرات العظيمة ، والمفاسد الكبيرة في الدين والدنيا ، فلا يجوز للمرأة أن تدرس أو تعمل في مكان مختلط بالرجال والنساء ، ولا يجوز لوليها أن يأذن لها بذلك .

ثانيا :

لا يجوز للرجل أن يعلم المرأة وهي ليست متحجبة ، ولا يجوز أن يعلمها خاليا بها ولو كانت بحجاب شرعي ، والمرأة عند الرجل الأجنبي عنها كلها عورة ، أما ستر الرأس وإظهار الوجه فليس بحجاب كامل .

ثالثا :

لا حرج في تعليم الرجل المرأة من وراء حجاب في مدارس خاصة بالنساء ، لا اختلاط فيها بين الطلاب والطالبات ، ولا المعلم والمتعلمات.

وإن احتجن للتفاهم معه ؛ فيكون عبر شبكات الاتصال المغلقة ، وهي معروفة ومتيسرة ، أو عبر الهاتف ، لكن يجب أن يحذر الطالبات من الخضوع بالقول بتحسين الكلام وتليينه " انتهى.

ahmedaboali
03-19-2009, 03:03 PM
نبدا ببسم الله الرحمن الرحيم

السؤال: 811

أنا مسلم عمري 19 سنة وأريد أن أتزوج بفتاة ، سألتها فوافقت ، المشكلة أنها إذا تزوجنا فهي تريد أن تواصل الدراسة الجامعية ، وحيث أنني أدرس في الجامعة الآن فأنا أعلم أن الجو الجامعي غير إسلامي مطلقاً ، حيث أن الذكور والإناث يختلطون ببعض بكل حرية ، الناس يتجولون أنصاف عراة ويشربون الخمر ويسبون ويشتمون والأدب معدوم تقريباً.
تريد أن تواصل الجامعة لكي لا تخذل أمها ، حيث أن أمها قالت لابنة عمها بأن ابنتها سوف تحصل على الشهادة الجامعية وإذا لم يتم هذا فسوف تلومني أمها وتقول بأنني كنت العائق في طريق دراستها.
ماذا يجب أن تفعل ؟ هل تذهب للجامعة بهذا المجتمع والجو الفاسد لترضي أمها أم لا تذهب ؟
بالإضافة لذلك فبعد أن أنهي دراستي الجامعية وأحصل على خبرة لمدة سنتين فسوف أغادر هذه البلاد الفاسدة إلى بلد إسلامي. وضعت أفغانستان على رأس قائمة البلاد التي أريد السفر إليها ، فما رأيك في هذه الفكرة ؟ إذا لم توافق فلأي البلاد أسافر ؟
شكراً لك على أي عون تقدمه لي والسلام

الجواب:

الحمد لله

إذا كان وضع الجامعة كما ذكرت فلا يجوز لها أن تدرس في هذا المكان ولا أن تدخله ، ومن القواعد الشرعية المقررة أنه : لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، فلا تطيع أمها في هذا الأمر ، وعليها أن تحاول إقناع أمها بحرمة ذلك بالرفق والأدب كما قال الله عز وجل : " وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا " فإن لم تقبل الأم فلا يحل للبنت طاعتها ولا إثم عليها في ذلك - إن شاء الله - .
ولكن هناك ملحوظة /
وهي أنه لا يجوز لك أن تكلم هذه الفتاة قبل العقد عليها ولا تجالسها فهذا مما حرمه الله عز وجل ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إياكم والدخول على النساء " وقال صلى الله عليه وسلم : " ما خلا رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان " فاحذر من ذلك .
وأما من جهة سفرك للإقامة : فانظر أرضا تقيم فيها شعائر الله عز وجل علنا وتامن فيها على دينك ونفسك وتعينك على طاعة ربك وتقل فيها الفتن . والله الموفق وهو الهادي لا إله إلا هو .


الشيخ محمد صالح المنجد

ahmedaboali
03-19-2009, 03:04 PM
السؤال: 812

بعض الطلاب في مذاكرة العلم الشرعي يجعلون من يخطئ في مسألة مطالباً بشراء كتاب مثلاً لمن أصاب فيها فهل هذا حلال ؟

الجواب:

الحمد لله

هذه مسابقة ، ويرى شيخ الإسلام أنه لا بأس بالمسابقة الشرعية ، وقد علل ذلك رحمه الله موضحاً أن الجهاد يكون إما بالعلم ، وإما بالسلاح ، واستدل كذلك بما ذكر عن أبي بكر رضي الله عنه لما نزل قوله تعالى ( الم ، غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون ، في بضع سنين ) فالفرس هم الذين غلبوا الروم ، والروم نصارى من أهل الكتاب والفرس مجوس ليس لهم كتاب ، قال الله تعالى : ( ويومئذ يفرح المؤمنون ، بنصر الله ) لأن المؤمنين يحبون انتصار النصارى على الفرس ، لأن النصارى أهل كتاب فهم أقرب إلى الإسلام من المجوس ، وقريش تحب أن ينتصر المجوس على الروم ، فقالت قريش : لا يمكن للروم أن تغلب الفرس ، لأن الفرس أقوى منهم ، وهم لا يؤمنون بالقرآن ، فراهنهم أبو بكر على شيء من الإبل مدة سبع سنين ، فمضت السنون السبع ولم يحدث شيء ، فذهب أبو بكر رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( زد في الأجل سنتين وزد في الرهان ) أخرجه ابن جرير في تفسيره 10/165،166 رقم 27876 ، لأن كلمة في بضع سنين من ثلاث إلى تسع ، فأمره أن يحتاط فيزيد في الأجل ويزيد في العوض ، ففعل أبو بكر ، فما مضت السنتان حتى جاءت الركبان بظهور الروم على فارس ، ومن هذه المسألة استدل شيخ الإسلام على جواز الرهان في مسائل العلم الشرعي .

لقاء الباب المفتوح لابن عثيمين /225

ahmedaboali
03-19-2009, 03:05 PM
السؤال: 814


أنا من بلد تركمنستان خرجت من بلدي لطلب العلم ، إلى مصر ، والآن أنا أدرس في معاهد الأزهر ، لكن في الأزهر فساد كثير وأنا لا أريد هذا . أنا أريد عقيدة صحيحة ، والآن أنا أريد أسافر إلى السعودية في وقت العمرة وهذا الطريق سهل بالنسبة لي ، وبعد العمرة أريد أن أبقى في السعودية بدون إقامة وأطلب العلم ، وأقدم الأوراق لجامعات وأنتظر حتى يخرج نتيجة من الجامعات ، هل هذا يجوز أم لا بدون إقامة في السعودية ؟

الجواب:

الحمد لله

أولاً :

أخي الكريم نهنئك على هذه الهمة العالية في طلب العلم ونربط على يديك ونحفزك على تعلم العقيدة الصحيحة ونصرتها ، عقيدة أهل السنة والجماعة .

ثانياً :

لا نشجعك أبداً بعد تحملك عناء السفر وحصولك على فرصة الدراسة في الأزهر التي يسرها الله لك لأمر مظنون قد يحصل وقد لا يحصل .

والعاقل لا يترك شيئاً إلا لما هو خير منه ، فلا تترك الخير الذي في يديك لأمر مشكوك فيه .

نعم ، في الأزهر أشياء تخالف عقيدة أهل السنة والجماعة ، ولكن ليس كل أساتذة الأزهر كذلك ، بل فيهم من هو من أهل السنة والجماعة ، فاجتهد أن تستفيد منهم ، وأن تتتلمذ على أيديهم ، ولو خارج المعهد والدراسة النظامية .

وهناك من الدعاة وطلبة العلم في مصر من ليسوا مدرسين ولا أساتذة في الأزهر ، ولكنهم معروفون بالحرص على تعلم السنة واتباعها ، فاحرص على صحبتهم وحضور مجالسهم .

ثالثاً :

لو أتيت إلى بلاد الحرمين بهذه الطريقة التي ذكرت فلن تستطيع أن تقدم أوراقك لأي جهة فضلاً عن أن تنتظر قبولاً لأنك ستكون مطارداً من الجهات الأمنية لمخالفتك لنظام الإقامة .

ويمكنك مراسلة الجامعات التي تريدها وأنت بمصر من غير أن تضيع الفرصة التي بين يديك ، فإن وجدت قبولاً فتستطيع وقتها أن تقارن بين الأصلح لك ، مع استخارة الله عز وجل ، واستشارة بعض إخوانك وأساتذتك .

نسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح .

والله أعلم .

ahmedaboali
03-19-2009, 03:05 PM
السؤال: 815


أنا شاب مسلم أعبد الله وأريد أن أعمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولكن المشكلة أنني أعيش في وسط قوم أكثرهم لا يصلون ولا يصومون ولا يتصدقون ، ويعملون بالبدع ومحدثات الأمور ، ويحلفون بغير الله ، وينذرون لغير الله ، وبعض الناس يكفر بالله ورسوله باللفظ ، وأنا شاب أدرس في المرحلة المتوسطة ، وأكثر طلابها سيئو الأخلاق ، لا يفعلون أوامر الله ، وتوجد معنا فتيات غير محجبات ، والمدرسات كذلك ، حتى أصبح فعل الشر سهلا وارتكاب المحرم ميسورا ، وأمورا يطول شرحها ، لكن والدي لا يسمح لي أن أترك الدراسة وأنا أرغب أن أترك هذه المدرسة ، وأبتعد عن هذا الجو ، وأعمل في الزراعة وأعبد الله بعيدا عن شر الناس ، لكن والدي لا يسمح لي بذلك ، وأريد أن أسأل هل يجوز لي أن أترك المدرسة ؟ وهل يجوز لي السفر من هذه البلاد إلى بلاد أخرى ، ولو لم يرض والدي ؟.

الجواب:

الحمد لله

إذا كان الحال ما ذكره السائل فالواجب عليك ترك هذه المدرسة والحذر من شرها والبعد عنها وعن أهلها ، حفاظا على دينك وحذرا على عقيدتك وأخلاقك من هؤلاء السيئين من طلبة وطالبات ومجتمع سيئ ، عليك أن تبذل وسعك في الانتقال إلى مدرسة سليمة أو إلى بلدة سليمة أو إلى مزرعة أو إلى ما تكون فيه بعيدا عن الخطر على دينك وعلى أخلاقك ، هذا هو الواجب عليك ، ولو لم يرض والدك ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما الطاعة في المعروف ) ، ولقوله صلى الله عليه وسلم أيضا : ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) فالجلوس بين أهل الشر وأهل الشرك وتاركي الصلوات وبين الفتيات المتبرجات والسافرات فيه خطر عظيم على العقيدة والأخلاق ، فلا يجوز للمسلم البقاء على هذه الحال ، بل يجب عليه أن يحذر هذا المجتمع ويبتعد عنه إلى مجتمع أصلح وأسلم لدينه ولو بالسفر من بلد إلى بلد آخر كمكة والمدينة للدراسة في المسجد الحرام والمسجد النبوي ، لوجود مدرسين فيهما من أهل العلم والفضل والعقيدة السلفية ، سواء رضيا والداه أم لم يرضيا ؛ لأن الطاعة لهما إنما تكون في المعروف لا في المعاصي ، كما تقدم ، والله المستعان .


مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز 6 / 344

ahmedaboali
03-19-2009, 03:06 PM
السؤال: 816


هل تعلُّم فقهِ البيوعِ والمعاملاتِ الماليَّةِ واجبٌ ( فرضُ عينٍ ) على كل من تعاملَ بالبيعِ والشراء ، كالصيادلةِ ومندوبي شركاتِ الأدوية ؟.

الجواب:

الحمد لله

إذا علمَ المسلمُ أن المقصدَ والغايةَ من خلقه في الحياةِ الدنيا هو الالتزامُ بتكاليفِ اللهِ وشرعِه ، والتعبدُ للهِ سبحانه وتعالى بذلك ، علمَ أيضًا أنه يجبُ عليه تعلُّمُ أحكامِ شرع الله ، ومعرفةُ تكاليفِه ، وذلك أن ما لا يتمُّ الواجبُ إلا به فهو واجبٌ .

وجاء في الحديثِ عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنه قالَ : ( طَلَبُ العِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَىْ كُلِّ مُسْلِمٍ ) . رواه ابن ماجه (224) وحسنه بكثرة طرقه وشواهده : المزي والزركشي والسيوطي والسخاوي والذهبي والمناوي والزرقاني ، وهو في "صحيح ابن ماجه" للألباني .

وقد نصَّ أهلُ العلمِ على صحَّةِ معنى هذا الحديثِ .

قال ابنُ عبدِ البرِّ رحمه الله :

" ولكنَّ معناه صحيحٌ عندهم ، وإن كانوا قد اختلفوا فيه اختلافًا متقاربًا " انتهى .

"جامع بيان العلم" (1/53) .

وبنحوه قال النووي في "المنثورات" (ص287) ، وابن القيم في "مفتاح دار السعادة" ( 1/480) .

وقال ابن عبد البر أيضاً :

" قد أجمعَ العلماءُ على أنَّ من العلمِ ما هو فرضٌ متعيِّنٌ على كل امرئٍ في خاصَّتِه بنفسِه ، ومنهُ ما هو فرضٌ على الكفاية ، إذا قامَ به قائمٌ سقطَ فرضُه على أهلِ ذلك الموضع " انتهى .

"جامع بيان العلم وفضله" (1/56) .

وقد بيَّنَ العلماءُ رحمهم الله العلمَ الواجبَ وجوبًا عينيّاً ، وتكلموا في المقدارِ الذي هو فرضُ عينٍ على كل مسلمٍ تعلُّمُه , وذكروا أن منه : تعلم أحكام البيوع لمن يعمل بالتجارة , حتى لا يقع في الحرام أو الربا وهو لا يدري , وقد ورد عن بعض الصحابة رضي الله عنهم ما يؤيد ذلك .

قال عمرُ بنُ الخطابِ رضيَ اللهُ عنه : لاْ يَبِعْ فِيْ سُوْقِنَا إِلاْ مَنْ قَدْ تَفَقَّهَ فِيْ الدِّيْنِ . رواه الترمذي (487) وقال: حسن غريب . وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .

وقالَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضيَ اللهُ عنه : مَنِ اتَّجَرَ قبلَ أَنْ يَتَفَقَّهَ ارْتَطَمَ فِيْ الرِّبَا ، ثُمَّ ارْتَطَمَ ، ثُمَّ ارْتَطَمَ . أي : وقع في الربا .

"مغني المحتاج" (2/22) .

قال ابنُ عبدِ البر :

" والذي يلزمُ الجميعَ فرضُه من ذلك :

ما لا يسعُ الإنسانَ جهلُه من جملةِ الفرائضِ المفترضةِ عليه :

نحو : الشهادةُ باللسانِ والإقرار بالقلبِ بأنَّ اللهَ وحدَه لا شريكَ له... وأنَّه لم يزل بصفاتِه وأسمائِه ، ليس لأوَّليتِه ابتداءٌ ، ولا لآخريَّتِه انقضاءٌ ، وهو على العرشِ استوى .

والشهادةُ بأنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه ، وأنَّ البعثَ بعدِ الموتِ للمجازاةِ بالأعمالِ ، وأنَّ القرآنَ كلامُ الله ، وما فيه حقٌ .

وأنَّ الصلواتِ الخمسَ فرضٌ ، ويلزمُه من علمِها علمُ ما لا تتمُّ إلا به من طهارتِها وسائرِ أحكامِها .

وأنَّ صومَ رمضانَ فرضٌ ، ويلزمُه علمُ ما يُفسِدُ صومَه وما لا يتِمُّ إلا بِهِ .

وإن كان ذا مالٍ وقدرةٍ على الحجِّ ، لزمَه فرضًا أن يعرفَ ما تجبُ فيه الزكاةُ ، ومتى تجبُ ، وفي كم تجبُ ، ويلزمه أن يعلمَ بأن الحجَّ عليه فرضٌ مرةً واحدةً في دهرِه إن استطاعَ إليه سبيلًا .

إلى أشياءَ يلزمُه معرفةُ جُمَلِها ، ولا يُعذَرُ بجهلِها نحوُ : تحريمِ الزنا والربا ، وتحريمِ الخمرِ والخنزيرِ وأكلِ الميتةِ والأنجاسِ كلِّها ، والغصبِ والشهادةِ بالزورِ وأكلِ أموالِ الناسِ بالباطلِ ، وتحريمِ الظلمِ كلِّهِ ، وتحريمِ نكاحِ الأمهاتِ والأخواتِ ومن ذُكِرَ معهنَّ ، وتحريمِ قتلِ النفسِ المؤمنةِ بغيرِ حقٍ .

وما كان مثلَ هذا كلِّه مما قد نطقَ الكتابُ به ، واجتمعت الأمةُ عليه " انتهى .

"جامع بيان العلم" (1/57) .

http://www.9ll9.com/up/uploads/2105778686.gif (http://www.9ll9.com/up)

ahmedaboali
03-19-2009, 03:07 PM
وجاءَ في الموسوعةِ الفقهيةِ (30/293) :

" قال ابنُ عابدين نقلاً عن العَلاميّ :

وفرضٌ على كلِّ مكلّفٍ ومكلّفةٍ بعدَ تعلّمِه علمَ الدينِ والهدايةِ ، تعلُّمُ علمِ الوضوءِ والغسلِ والصلاةِ الصومِ وعلم الزكاة لمن له نصاب ، والحجّ لمن وجب عليه .

والبيوعِ على التّجّارِ ليحترزوا عن الشّبهاتِ والمكروهاتِ في سائرِ المعاملاتِ ، وكذا أهلِ الحِرَفِ .

وكلُّ من اشتغلَ بشيءٍ يُفرَضُ عليه علمُه وحكمُه ليمتنعَ عن الحرامِ فيه .

وقالَ النوويُّ : وأمّا البيعُ والنّكاحُ وشبههُما - ممّا لا يجبُ أصلُه - فيحرُمُ الإقدامُ عليه إلاّ بعدَ معرفةِ شرطِه " انتهى .

وقال الغزاليُّ رحمه اللهُ :

" كما أنَّه لو كان هذا المسلمُ تاجرًا وقد شاعَ في البلدِ معاملةُ الربا ، وجبَ عليهِ تعلُّمُ الحذرِ من الربا ، وهذا هو الحقُّ في العلمِ الذي هو فرضُ عينٍ ، ومعناه العلمُ بكيفيةِ العملِ الواجب " انتهى .

"إحياء علوم الدين" (1/33) .

وقالَ علي بن الحسن بن شقيق لابنِ المبارك :

ما الذي يسعُ المؤمنَ من تعليمِ العلمِ إلا أن يطلبَه ؟ وما الذي يجبُ عليه أن يتعلَّمَه ؟

قال : لا يسعُه أن يُقدِمَ على شيءٍ إلا بعلمٍ ، ولا يسعُه حتى يسألَ .

رواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1/56) .

وقال الغزاليُّ رحمه الله :

" كلُّ عبدٍ هو في مجاري أحوالِه في يومِه وليلتِه لا يخلو من وقائعَ في عبادتِه ومعاملاتِه عن تجددِ لوازمَ عليه ، فيلزمُه السؤالُ عن كلِّ ما يقعُ له من النوادرِ ، ويلزمُه المبادرةُ إلى تعلُّمِ ما يَتَوَقَّعُ وقوعَه على القربِ غالبًا " انتهى .

"إحياء علوم الدين" (1/34) .

والنصيحةُ لِمَن يشتغلُ بالتجارةِ والبيعِ والشراء ، أن يقرأَ بعضَ الكتبِ المختصرةِ في فقهِ المعاملاتِ ، مثل : "الملخص الفقهي" للشيخ صالح الفوزان , وكتاب "ما لا يسعُ التاجرَ جهلُه" للأستاذين عبد الله المصلح وصلاح الصاوي .

واللهُ أعلم

ahmedaboali
03-19-2009, 03:07 PM
السؤال: 817


كيف يتعامل المسلم مع كتب العلم ؟.

الجواب:

الحمد لله

الأمر الأول : كيف تتعامل مع الكتاب ؟

التعامل مع الكتاب يكون بعدة أمور :

الأول : معرفة موضوعه : حتى يستفيد الإنسان منه ؛ لأنه يحتاج إلى التخصص , ربما يكون كتاب سحر أو شعوذة أو باطل , فلا بد من معرفة موضوع الكتاب حتى تحصل الفائدة منه .

الثاني : معرفة مصطلحاته :

لأن معرفة المصطلحات يحصل بها أنك تحفظ أوقاتاً كثيرة , وهذا يفعله العلماء في مقدمات الكتب , فمثلاً نعرف أن صاحب ( بلوغ المرام ) إذا قال متفق عليه يعني رواه البخاري ومسلم , لكن صاحب (المنتقى) على خلاف ذلك فإذا قال - صاحب المنتقى - متفق عليه فإنه يعني رواه الإمام أحمد , والبخاري ومسلم , وكذلك في كتب الفقه يفرق كثيرٌ من العلماء بين القولين , والوجهين , والروايتين , والاحتمالين , فالروايتان عن الإمام , والوجهان عن الأصحاب , وهم أصحاب المذاهب الكبار أهل التوجيه , والاحتمالان للتردد بين قولين , والقولان أعم من ذلك كله .

كذلك يحتاج أن تعرف مثلاً إذا قال المؤلف إجماعاً أو وفاقاً , إذا قال إجماعاً يعني بين الأمة , وإذا قال وفاقاً يعني مع الأئمة الثلاثة كما هو اصطلاح "صاحب الفروع" في فقه الحنابلة , وكذلك بقية أصحاب المذاهب كل له اصطلاح , فلا بد أن تعرف اصطلاح المؤلف .

الثالث : معرفة أسلوبه وعباراته :

ولهذا تجد أنك إذا قرأت الكتاب أول تقرأ لا سيما في الكتب العلمية المملوءة علماً تجد أنه تمر بك العبارة تحتاج إلى تأمل وتفكير في معناها ؛ لأنك لم تألفه , فإذا كررت هذا الكتاب ألفته .

وهناك أيضاً أمر خارج مع الكتاب وهو : التعليق بالهوامش أو الحواشي , فهذا أيضاً مما يجب على طالب العلم أن يغتنمه , وإذا مرت به مسألة تحتاج إلى شرح أو إلى دليل , أو إلى تعليل , ويخشى أن ينساه فإنه يُعلّق إما بالهامش - وهو الذي على اليمين أو اليسار - أو بالحاشية - وهي التي بالأسفل - وكثيراً ما يفوت الإنسان مثل الفوائد التي لو علقها لم تستغرق عليه إلا دقيقة أو دقيقتين , ثم إذا عاد ليتذكرها بقي مدة يتذكرها وقد لا يذكرها .

فينبغي على طالب العلم أن يعتني بذلك لا سيما في كتب الفقه , يمر بك في بعض الكتب مسألة وحكمها ويحصل عندك توقف وإشكال , فإذا رجعت للكتب - التي أوسع من الكتاب الذي بين يديك - ووجدت قولاً يوضح المسألة فإنك تعلق القول من أجل أن ترجع إليه مرة أخرى إذا احتجت إليه دون الرجوع إلى أصل الكتاب الذي نقلت منه , فهذا مما يوفر عليك الوقت .

الأمر الثاني : مطالعة الكتب على نوعين :

أولاً : مطالعة تدبر وتفهم ,فهذه لا بد أن يتأمل الإنسان ويتأَنّى .

ثانياً : مطالعة استطلاع فقط ينظر من خلالها على موضوع الكتاب , وما فيه من مباحث , ويتعرف على مضمون الكتاب , وذلك من خلال تصفح وقراءة سريعة للكتاب , فهذه لا يحصل فيها من التأمل والتدبر ما يحصل في النوع الأول , والطريقة المثلى في قراءة الكتب , التدبر والتفكر في المعاني , والاستعانة بذوي الفهم من أهل العلم الصحيح , ولا يخفى أن أولى الكتب بذلك ؛ كتاب الله عز وجل . وعليك بالصبر والمثابرة , فما أعطى الإنسان عطاء خيراً وأوسع من الصبر .

http://www.9ll9.com/up/uploads/2105778686.gif (http://www.9ll9.com/up)

ahmedaboali
03-19-2009, 03:07 PM
الأمر الثالث : جمع الكتب :

ينبغي لطالب العلم أن يحرص على جمع الكتب , ولكن يبدأ بالأهم فالأهم , فإذا كان الإنسان قليل ذات اليد , فليس من الخير وليس من الحكمة أن يشتري كتباً كثيرة يُلزم نفسه بغرامة قيمتها , فإن هذا من سوء التصرف , وإذا لم يمكنك أن تشتري من مالك فيمكنك أن تستعير من أي مكتبة .

الأمر الرابع : الحرص على الكتب المهمة :

يجب على طالب العلم أن يحرص عل الكتب الأمهات الأصول دون المؤلفات حديثاً ؛ لأن بعض المؤلفين حديثاً ليس عنده العلم الراسخ , ولهذا إذا قرأت ما كتبوا تجد أنه سطحي , قد ينقل الشيء بلفظه , وقد يحرفه إلى عبارة طويلة لكنها غثاء , فعليك بالأمهات كتب السلف فإنها خير وأبرك بكثير من كتب الخلف .

لأن غالب كتب المتأخرين قليلة المعاني , كثيرة المباني , تقرأ صفحة كاملة يمكن أن تلخصها في سطر أو سطرين , لكن كتب السلف تجدها هينة , لينة , سهلة رصينة , لا تجد كلمة واحدة ليس لها معنى .

ومن أجلِّ الكتب التي يجب على طالب العلم أن يحرص عليها كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم - رحمهما الله - ومن المعلوم أن كتب ابن القيم أسهل و أسلس , لأن شيخ الإسلام ابن تيمية كانت عباراته قوية لغزارة علمه , وتوقد ذهنه , وابن القيم رأى بيتاً معموراً فكان منه التحسين والترتيب , ولسنا نريد بذلك أن نقول إن ابن القيم نسخة من ابن تيمية بل ابن القيم حر إذا رأى شيخه خالف ما يراه صواباً تكلم , لما رأى وجوب فسخ الحج إلى العمرة , وأن ابن عباس - رضي الله عنهما - يرى أنه يجب على من لم يسق الهدي إذا أحرم بحج أو قِران أن يفسخه إلى عمرة , وكان شيخ الإسلام أن الوجوب خاص بالصحابة , قال : وأنا إلى قوله أميل مني إلى قول شيخنا , فصرح بمخالفته , فهو رحمه الله مستقل , حر الفكر , لكن لا غرو أن يتابع شيخه رحمه الله فيما يراه حقاً وصواباً , ولا شك أنك إذا تأملت غالب اختيارات شيخ الإسلام وجدت أنها هي الصواب وهذا أمر يعرفه من تدبر كتبهما .

الأمر الخامس : تقويم الكتب :

الكتب تنقسم إلى ثلاثة أقسام :

القسم الأول : كتب خير .

القسم الثاني : كتب شر .

القسم الثالث : كتب لا خير ولا شر .

فاحرص على أن تكون مكتبتك خالية من الكتب التي ليس فيها خير أو التي فيها شر , وهناك كتب يقال إنها كتب أدب , ولكنها تقطع الوقت وتقتله من غير فائدة , وهناك كتب ضارة ذات أفكار معينة وذات منحى معين , فهذه أيضاً لا تدخل المكتبة سواء كان ذلك في المنهج أو كان ذلك في العقيدة مثل كتب المبتدعة التي تضر في العقيدة , والكتب الثورية التي تضر في المنهج .

وعموماً كل كُتُب تضر فلا تدخل مكتبتك ؛ لأن الكتب غذاء للروح كالطعام والشراب للبدن , فإذا تغذيت بمثل هذه الكتب صار عليك ضرر عظيم واتجهت اتجاهاً مخالفاً لمنهج طالب العلم الصحيح .


من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , من الصفحة ( 87) إلى ( 91 ) .

ahmedaboali
03-19-2009, 03:08 PM
السؤال: 818


أريد التخصص في حل مشاكل المجتمع - من الكتاب والسنة طبعاً - فما هي الكتب التي يجب دراستها ؟.

الجواب:

الحمد لله

مشكلات المجتمع كثيرة ، فمنها ما يتعلق بالأزواج ، وبالزوجات ، وبالشباب ، وبالبنات ، وبالمرأة ، وبالأسرة عموماً .

وقد أحسن الأخ السائل في سؤاله عن الكتب المتخصصة في حل هذه المشكلات وفق الكتاب والسنَّة ؛ لأنه لا خير في حلٍّ لا يستند إلى وحي الله تعالى الذي خلق الناس ويعلم ما يصلح لهم فدلَّهم عليه ، وحذَّرهم مما يضرهم .

ومن هذه الكتب التي تعتني بحل المشكلات – على تنوعها - :

1. " أثر تطبيق الشريعة الإسلامية في حل المشكلات الاجتماعية " ، إبراهيم بن مبارك الجوير .

2. " أسرة بلا مشاكل " ، مازن عبد الكريم الفريح .

3. " أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي " ، عبد الله قادري الأهدل .

4. " واجبات المرأة المسلمة في ضوء الكتاب والسنة " ، الشيخ خالد العك .

5. " من أخطاء الزوجات " ، الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد .

6. " تربية الأبناء والبنات في ضوء الكتاب والسنة " ، الشيخ خالد العك .

7. " التقصير في تربية الأولاد ، المظاهر ، سبل الوقاية ، العلاج " ، الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد .

8. " علاج الهموم " ، الشيخ محمد صالح المنجد .

9. " مشكلات وحلول " ، الشيخ محمد صالح المنجد .

10. " أربعون نصيحة لإصلاح البيوت " ، الشيخ محمد صالح المنجد .

11. " خمسون حالة نفسية " الدكتور محمد الصغير .

والله الموفق .

ahmedaboali
03-19-2009, 03:08 PM
السؤال: 819


هل يمكن طلب العلم الشرعي لمن بلغ عمره الخامسة والعشرين ولم يلتزم إلا من حوالي سنتين ونصف ولا يحفظ من القراًًن إلا ثلاثة أجزاء ؟
والمراد تعلمه هو معالي العلم بطريقة منهجية كما بينه مشايخنا الأفاضل كالشيخ ابن العثيمين في كتابه العلم ، وما أريده من تعلمي العلم هو رفع الجهل عن نفسي أولا وأن أعبد الله على علم ، ثم أحاول أن أرفع الجهل عمن حولى .

الجواب:

الحمد لله

اعلم أخي ـ وفقك الله ـ أن أعظم نعمة ينعمها الله على عبده أن يهديه من الضلال ، وينقذه من الغواية ، فإذا شرح الله صدر عبده لتعلم العلم الشرعي وتعليمه ، فقد أبلغ في الفضل وزاد في الإكرام ، فاستوجب ذلك من العبد مزيدا من الشكر لربه، والعمل بمرضاته .. ومن ذلك الاجتهاد في تحصيل العلم الموروث عن سيد الرسل صلى الله عليه وسلم ..

وأما ما ذكرته من بلوغك سن الخامسة والعشرين ؛ فأي شيء في ذلك ؟!

فعليك بالاجتهاد في حفظ كتاب الله ، وما تيسر من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمتون العلمية النافعة ، ودراسة كتب أهل العلم ، وقراءتها ، وملازمة الشيوخ الربانيين أصحاب الاعتقاد الصحيح والفهم المستقيم ، سائراً في ذلك على المنهجية التي حث عليه العلماء من أمثال فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، وغيره من أهل العلم والفضل .

وستجد في هذا الموقع ، وفي موقع "المختار الإسلامي" زاوية خاصة متعلقة بالعلم وطلبه ، فعليك بتصفحها ، فستجد فيها بإذن الله إجابات كثيرة عما قد يجول في خاطرك من أسئلة حول هذا الموضوع .

واعلم بأن طريق العلم طريق طويل ، لكنه يسير على من يسره الله عليه ، فشد من عزمك ، واستعن بربك ، ولا يصدنك ما انقضى من عمرك ، فلعل ما بقي خير وأبرك مما مضى بإذن الله .

واعلم أن كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تعلموا العلم إلا والشيب يزين مفارقهم ، وقد مضى من عمرهم أكثر مما مضى من عمرك ، فلم يلبثوا إلا قليلا حتى صاروا سادة العلماء وأئمة الدنيا ، وفيهم أسوة لكل مؤتس ، كما أن أخبار العز بن عبد السلام وابن حزم وغيرهم ممن طلبوا العلم كباراً ليست عنا ببعيدة .. فاستعن بالله ولا تعجز .

سائلين الله لك التوفيق والسداد

والله أعلم .

ahmedaboali
03-19-2009, 03:09 PM
السؤال: 820


أسلمت أنا وزوجي منذ عدة سنوات وقد بدأت أتعلم عن الإسلام منذ إسلامي لكن زوجي لم يحاول التعلم . أريد أن أعرف ماذا أفعل لأجعل زوجي مهتماً بالإسلام ؟ إنه يجعل من الصعب علي أن أطبق تعاليم الإسلام وكذلك أولادي. أرجو منكم النصيحة.

الجواب:


الحمد لله

الإسلام يعني أن يؤمن الإنسان بربه تبارك وتعالى ، ويعبد الله عز وجل على ما شرعه ، ومن هنا يحتاج من يدخل في الدين أن يبذل جهدا في تعلم أحكامه ، فالمسلم لا يمكن أن يعرف الحلال والحرام ، أو كيفية العبادات وأحكامها ، وما يبطلها وما لا يبطلها ، وإذا أهمل تعلم العلم الشرعي فسوف يقع في الحرام ، ويرتكب مخالفات قد تؤدي إلى بطلان عبادته وعدم صحتها .

ومن الأمور التي يمكن أن تعين زوجك على تعلم أحكام الإسلام :

_ أن تربطيه بأحد المراكز الإسلامية القريبة .

_ أن تقومي بإحضار بعض الكتب والأشرطة المناسبة وتضعيها في المنزل .

_ أن تستفيدي من بعض المواقع الإسلامية في الإنترنت ، ويمكن أن تقومي بنسخ بعض المواد بحيث تكون قريبة من متناوله .


الشيخ محمد الدويش .

ahmedaboali
03-19-2009, 03:09 PM
السؤال: 813


عن طالب علم يريد أن يذهب مع إخوانه في الله لطلب العلم وكان الحائل بينه وبين الذهاب معهم هو أهله , والده وأمه , فما الحكم في خروج هذا الطالب ؟.

الجواب:

الحمد لله

هذا الطالب إن كان هناك ضرورة لبقائه عندهم فهذا الأفضل , مع أنه يمكنه أن يبقى عندهم مع طلب العلم ؛ لأن بر الوالدين مُقّدمٌ على الجهاد في سبيل الله , والعلم من الجهاد وبالتالي فيكون بر الوالدين مُقدّماً عليه إذا كانا في حاجة إليه .

أما إذا لم يكونا في حاجة إليه ويتمكن من طلب العلم أكثر إذا خرج فلا حرج عليه أن يخرج في طلب العلم في هذه الحال , ولكنه مع هذا لا ينسى حق الوالدين في الرجوع إليهما وإقناعهما إذا رجع , وأما إذا علم كراهة الوالدين للعلم الشرعي فهؤلاء لا طاعة لهما , ولا ينبغي له أن يستأذن منهما إذا خرج ؛ لأن الحامل لهما كراهة العلم الشرعي .


من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , الصفحة ( 149 )

ahmedaboali
03-20-2009, 03:00 PM
السؤال: 931


أنا ملتزم منذ فترة ولله الحمد ، ووفقني الله تعالى أن أواظب على الصلاة في جماعة في جميع الأوقات ولما رأت إدارة المسجد هذه المواظبة أصبحت مسؤولا عن فتح وغلق المسجد وعن الأذان ولكن هناك العديد من الدروس في الفقه والتوحيد تقام في مساجد بعيدة عن مسجدنا وقال لي الإخوة إن طلب العلم أفضل من الأذان وأنا أصبحت مرتبطا بالمسجد في جميع الأوقات مع أنني أحضرت أسطوانات لهذه الدروس وأسمعها فهل الأذان أفضل أم طلب العلم ؟.

الجواب:

الحمد لله

الأذان والتبكير إلى الصلاة ورعاية المسجد ، كل ذلك من القربات العظيمات ، والأعمال الصالحات النافعات ، وقد جاءت الشريعة بالحث على ذلك والترغيب فيه في أحاديث كثيرة مشهورة .

وكذلك دلت النصوص على فضل العلم وشرفه ، والترغيب في طلبه .

وينبغي أن يُعلم أن العلم قد يكون فرض عين على الإنسان ، وهو العلم الذي يصح به اعتقاده ، وتستقيم به عبادته ومعاملته ، فهذا لا يجوز التفريط فيه ، ولا الانشغال عنه ، لا بالأذان ولا بغيره .

ومن العلم المفروض : علم العقيدة والتوحيد إجمالا ، وعلم أحكام الصلاة والصيام ومعرفة أحكام الزكاة لمن عنده مال يزكيه ، وعلم أحكام الحج لمن أراد أن يحج .

ومن ذلك تعلم أحكام البيع والشراء لمن أراد أن يتعامل بذلك ، وكذا أحكام النكاح والطلاق والأطعمة والأشربة وغيرها من المعاملات لم أراد الإقدام على شيء منها.

قال المناوي رحمه الله : ( قد ‏تباينت الأقوال وتناقضت الآراء في هذا المفروض في نحو عشرين قولا ، وكل فرقة تقيم ‏الأدلة على علمها ....وأجود ما قيل قول ‏القاضي : ما لا مندوحة عن تعلمه كمعرفة الصانع [ الله عز وجل ] ونبوة رسله ، وكيفية ‏الصلاة ونحوها ، فإن تعلمه فرض عين) انتهى من فيض القدير 4/267

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ( طلب العلم الشرعي فرض كفاية إذا قام به من يكفي صار في حق الآخرين سنة ، وقد يكون طلب العلم واجبا على الإنسان عينا أي فرض عين ، وضابطه أن يتوقف عليه معرفة عبادة يريد فعلها أو معاملة يريد القيام بها ، فإنه يجب عليه في هذه الحال أن يعرف كيف يتعبد لله بهذه العبادة وكيف يقوم بهذه المعاملة ، وما عدا ذلك من العلم ففرض كفاية وينبغي لطالب العلم أن يُشْعِر نفسه أنه قائم بفرض كفاية حال طلبه ليحصل له ثواب فاعل الفرض مع التحصيل العلمي) انتهى من كتاب العلم

وقد أحسنت في إحضار أسطوانات الدروس ، فإن ذلك من وسائل طلب العلم ، وإن كان لا يغني عن مجالسة العلماء ، والتأدب بآدابهم ، وسؤالهم عما يغمض ويشكل .

http://www.9ll9.com/up/uploads/2105778686.gif (http://www.9ll9.com/up)

ahmedaboali
03-20-2009, 03:01 PM
والذي يظهر بالنسبة لحالك في مقام المفاضلة بين الأذان ورعاية المسجد، وبين طلب العلم غير المفروض عينا : أن تحاول الجمع بين الخيرين ، فتواظب على بعض الدروس ، وتستمر في رعاية المسجد ، وتعتمد فيما فاتك من الدروس على الأسطوانات ، مع سؤال أهل العلم عما أشكل فيها ، فإن لم ترض إدارة المسجد بغيابك بعض الأوقات ، فتفرغ لطلب العلم ، فإنه الشرف والرفعة في الدنيا والآخرة ، لاسيما وأن المسجد والأذان لن يعدم من يقوم عليه على وجهه ، أما العلم فإن المقبلين عليه بحرص وجدٍّ قليلون .

قال ابن القيم رحمه الله في بيان فضل العلم : ( الوجه الثامن والمائة: أن كثيرا من الأئمة صرحوا بأن أفضل الأعمال بعد الفرائض طلب العلم، فقال الشافعي: ليس شيء بعد الفرائض أفضل من طلب العلم ، وهذا الذي ذكر أصحابه عنه أنه مذهبه ، وكذلك قال سفيان الثوري وحكاه الحنفية عن أبي حنيفة ، وأما الإمام أحمد ، فحُكي عنه ثلاث روايات :

إحداهن أنه العلم، فإنه قيل له أي شيء أحب إليك ، أجلس بالليل أنسخ أو أصلي تطوعا ؟ قال : نسخك تعلم به أمور دينك ، فهو أحب إلي ، وذكر الخلال عنه في كتاب العلم نصوصا كثيرة في تفضيل العلم ، ومن كلامه فيه : الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب .

الرواية الثانية : أن أفضل الأعمال بعد الفرائض صلاة التطوع ، واحتج لهذه الرواية بقوله : " واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة "

وبقوله في حديث أبي ذر وقد سأله عن الصلاة فقال : " خير موضوع " وبأنه أوصى من سأله مرافقته في الجنة بكثرة السجود وهو الصلاة، وكذلك قوله في الحديث الآخر: "عليك بكثرة السجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة" وبالأحاديث الدالة على تفضيل الصلاة .

والرواية الثالثة : أنه الجهاد فإنه قال : لا أعدل بالجهاد شيئا من ذا يطيقه ، ولا ريب أن أكثر الأحاديث في الصلاة والجهاد .

وأما مالك فقال ابن القاسم : سمعت مالكا يقول : إن أقواما ابتغوا العبادة وأضاعوا العلم فخرجوا على أمة محمد بأسيافهم ، ولو ابتغوا العلم لحجزهم عن ذلك . قال مالك : وكتب أبو موسى الأشعري إلى عمر بن الخطاب أنه قرأ القرآن عندنا عدد كذا وكذا فكتب إليه عمر أن افرض لهم من بيت المال ، فلما كان في العام الثاني كتب إليه أنه قد قرأ القرآن عندنا عدد كثير لأكثر من ذلك، فكتب إليه عمر أن امحُهم من الديوان فإني أخاف من أن يسرع الناس في القرآن أن لا يتفقهوا في الدين فيتأولوه على غير تأويله . وقال ابن وهب : كنت بين يدي مالك بن أنس فوضعت ألواحي وقمت إلى الصلاة ، فقال : ما الذي قمت إليه بأفضل من الذي تركته) انتهى من مفتاح دار السعادة 1/119

والله أعلم .

ahmedaboali
03-20-2009, 03:01 PM
السؤال: 932


أريد طريقة سهلة لحفظ القرآن الكريم ؟.

الجواب:

الحمد لله

...

الطريق إلى حفظه هو :

أن يواظب الإنسان على حفظه وللناس في حفظه طريقان :

أحدهما : أن يحفظه آية آية أو آيتين آيتين أو ثلاثاً ثلاثاً حسب طول الآيات وقصرها .

الثاني : أن يحفظه صفحة صفحة .

والناس يختلفون منهم من يفضل أن يحفظه صفحة صفحة يرددها حتى يحفظها , ومنهم من يفضل أن يحفظ الآية ثم يرددها حتى يحفظها ثم يحفظ آية أخرى كذلك وهكذا حتى يتم .

ثم إنه أيضاً ينبغي سواء بالطريقة الأولى أو الثانية ألا يتجاوز شيئاً حتى يكون قد أتقنه لئلا يبني على غير أساس , وينبغي أن يستعيد ما حفظه كل يوم خصوصاً في الصباح , فإذا عرف أنه قد أجاد ما حفظه أخذ درساً جديداً .

من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم صفحة ( 157 , 158 ).

ahmedaboali
03-20-2009, 03:03 PM
السؤال: 933


ماذا يحتاج المرء حتى يصبح عالماً إسلامياً/ طالب علم شرعي ؟.

الجواب:

الحمد لله

لقد سألت عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسره الله عليه ، فالعلم هو عنوان التوفيق ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من يُرد الله به خيراً يفقهه في الدين " متفق عليه . مفهومه أن من لم يُرد الله به خيراً لا يفقهه في الدين .

وقال البخاري رحمه الله : " بَاب الْعِلْمُ قَبْلَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَبَدَأَ بِالْعِلْمِ وَأَنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَرَّثُوا الْعِلْمَ مَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ بِهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } وَقَالَ { وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ } وقال { وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ } وَقَالَ { هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ } وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ "

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ حُلَمَاءَ فُقَهَاءَ وَيُقَالُ الرَّبَّانِيُّ الَّذِي يُرَبِّي النَّاسَ بِصِغَارِ الْعِلْمِ قَبْلَ كِبَارِهِ "

وعن قَيْسِ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ الْمَدِينَةِ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ وَهُوَ بِدِمَشْقَ فَقَالَ مَا أَقْدَمَكَ يَا أَخِي فَقَالَ حَدِيثٌ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَمَا جِئْتَ لِحَاجَةٍ قَالَ لا قَالَ أَمَا قَدِمْتَ لِتِجَارَةٍ قَالَ لا قَالَ مَا جِئْتُ إِلا فِي طَلَبِ هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضَاءً لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ. " رواه الترمذي (2606) وصححه الألباني .

هذه بعض فضائل العلم وهي "غيض من فيضٌ " ولو ذُكرت فضائل العلم كلها لطال الكلام ولعل في ما ذُكر تذكرة لمن كان له قلب أو ألقىَ السمع وهو شهيد .

أما الطريق إلى نيل العلم فهي تقوى الله ومراقبته في السرِّ والعلن ، ثم الأخذ عن العلماء الموثوقين في علمهم ودينهم ، فإذا وجدت عالماً تتوفر فيه هذه الصفات فالزمه واستشره في طريقة أخذ العلم ، فإن لم تجد عالماً ، فابحث عن طالب علم ، فإن لم تجد فعليك بالدراسة عن طريق الأشرطة ، والكتب التأصيلية

http://www.9ll9.com/up/uploads/2105778686.gif (http://www.9ll9.com/up)

ahmedaboali
03-20-2009, 03:04 PM
فإن قلت ما هي الكتب التي نقوم بدراستها ؟

فالجواب : ينبغي أولاً التدرج في تحصيل العلم الشرعي ، ولكل فنٍ كتبٌ معينة ، فليكن أول ما تدرس من العلوم العقيدة ثم العلوم التي تساعد على فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من النحو وأُصول الفقه ، ومصطلح الحديث ، ثم الفقه والتفسير .... وقبل كل شئ ابدأ بحفظ القران فكل العلوم إنما تُدرس للوصول إلى فهم القران فهماً صحيحاً .

وإليك الآن قائمة بأسماء الكتب ، مرتبة على حسب الأولوية :

ففي العقيدة : تبدأ أولاً بكتاب الأصول الثلاثة ثم كتاب التوحيد ثم كتاب كشف الشبهات ، للشيخ محمد بن عبد الوهاب ثم كتاب العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية .

وبعد أن تنتهي من دراسة هذه الكتب وحفظها ، انتقل إلى كتاب الآجرومية في النحو ثم (كتاب الأصول من علم الأُصول في أُصول الفقه ثم كتاب أُصول التفسير ) الكتابان للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ثم انتقل إلى دراسة كتاب الأربعين النووية في الحديث ثم كتاب عمدة الأحكام في الحديث أيضاً ، ثم ابدأ في الفقه ولا بأس بدراسة متن فقهي لأحد المذاهب الفقهية المعتبرة مثل ( بداية السالكين - عمدة الفقه - متن أبي شجاع - متن خليل ) ، وليس مقصودنا أن تتعصب لمذهب معين وإنما تكون دراستك دراسةً مرتبة مبنية على الأصول المعتبرة ، حتى تتقوى في طلب العلم ، فتتبع الدليل ولا تتعصب لمذهبٍ معين .

وتنبه إلى أن الكتب السابقة لابد لدراستها من الحفظ والفهم . واحرص على اقتناء أشرطة العلماء الذين شرحوا تلك الكتب كالشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين والشيخ عبد الله بن جبرين وغيرهم .

ثم بعد الانتهاء من الفقه خذ كتاباً في التفسير ، وابدأ بكتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله ثم تفسير ابن كثير .

هذه أهم الكتب التي يدرسها طالب العلم ، فإذا انتهيت من دراستها فهناك كتب أعلى منها سنخبرك بها بعد انتهائك من الكتب المذكورة . فكن معنا على اتصال ، والسلام .



الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد

ahmedaboali
03-20-2009, 03:05 PM
السؤال: 934


ما رأي فضيلتكم في كتاب " صفوة التفاسير " للشيخ الصابوني , حيث إن بعض الشباب الملتزمين يعيبون علينا قراءة هذا الكتاب , ويقولون بأن عقيدة الشيخ الصابوني معتزلية أو أشعرية ، وتفسيره للقرآن كذلك , وحيث إني لا علم لي بهذا الشيخ فصرت أقرأ في هذا الكتاب لبساطتهِ ومنهجه الجذاب ، فما رأيكم في هذا الكتاب وفي مؤلفه ؟ وما الكتب التي توصون بها التي تهم كل مسلم (غير مختص بالعلوم الشرعية) في عقيدته وحياته من عبادات ومعاملات .

الجواب:

الحمد لله

أولاً :

الأستاذ محمد علي الصابوني , من أساتذة كلية الشريعة بمكة المكرمة ، كان له نشاط في علوم القرآن والتفسير, ومن ثم قام بتأليف عدة كتب في التفسير وعلوم القرآن , أكثرها مختصرات , كـ " مختصر تفسير ابن كثير " , و " مختصر تفسير الطبري " , و " التبيان في علوم القرآن " , و " روائع البيان في تفسير آيات الأحكام " , و " قبس من نور القرآن " , و " صفوة التفاسير " , وهو الكتاب الذي نحن بصدده .

وهـو تفسير موجز , قال عنه مؤلفه : إنه شامل ، جامع بين المأثور والمعقول , مستمد من أوثق التفاسير المعروفة كـالطبري والكشاف ! وابن كثير والبحر المحيط ! وروح المعاني , في أسلوب ميسر سهل التناول , مـع العناية بالوجوه البيانية واللغوية .

وقال في المقدمة :

وقد أسميت كتابي " صفوة التفاسير " , وذلك لأنه جامع لعيون ما في التفاسير الكبيرة المفصلة , مع الاختصار والترتيب , والوضوح والبيان .

طبع الكتاب في ثلاث مجلدات , وكان تاريخ التأليف سنة (1400 هـ ) .

أما من حيث اعتقاد المؤلِّف فهو أشعري الاعتقاد ، وهو ما جعل كتبه واختصاراته عرضة للنقد والرد ، بل جعله هذا يبتر بعض نصوص الأحاديث ، ويحرف بعض النقول عن العلماء كما سيأتي .

قال الشيخ سفر الحوالي :

أما الصابوني فلا يؤسفني أن أقول إن ما كتبه عن عقيدة السلف والأشاعرة يفتقر إلى أساسيات بدائية لكل باحث في العقيدة ، كما أن أسلوبه بعيد كثيراً عن المنهج العلمي الموثق وعن الأسلوب المتعقل الرصين .

" منهج الأشاعرة في العقيدة " ( ص 2 ) .

وقد رد عليه كثير من أهل العلم مثل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله والشيخ الألباني رحمه الله والشيخ صالح الفوزان والشيخ بكر أبو زيد والشيخ محمد جميل زينو وغيرهم .

وأما كتابه " صفوة التفاسير " فهو من أكثر كتبه التي ردَّ عليها العلماء ، وهذه قائمة بأسماء بعض من ردَّ عليه مع ذِكر أسماء كتبهم :

1. " الرد على أخطاء محمد علي الصابوني في كتابه " صفوة التفاسير " و " مختصر تفسير ابن جرير " ، للشيخ محمد جميل زينو – مدرس التفسير في دار الحديث في مكة - .

2. " تنبيهات هامة على كتاب " صفوة التفاسير " " ، للشيخ محمد جميل زينو .

3. " ملاحظات على كتاب " صفوة التفسير " " للشيخ سعد ظلاَّم – عميد كلية اللغة العربية في مصر - .

4. " ملاحظات على صفوة التفاسير " للشيخ عبد الله بن جبرين .

5. " ملاحظات عامة على كتاب " صفوة التفاسير " " للشيخ صالح الفوزان .

6. " التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير " للشيخ بكر أبو زيد ، وهو ضمن كتابه الكبير " الردود " .

وهذه الردود والتعقبات دفعت وزارة الأوقاف في المملكة العربية السعودية أن تمنع تداول الكتاب وتأمر بمصادرته ، وذلك في : " تعميم وزارة الحج والأوقاف برقم 945 / 2 / ص ، في 16 / 4 / 1408 هـ من المديرية العامة للأوقاف والمساجد في منطقة الرياض المتضمن مصادرة " صفوة التفاسير " وعدم توزيعه حتى يصلح ما فيه من أخطاء عقدية .

http://www.9ll9.com/up/uploads/2105778686.gif (http://www.9ll9.com/up)

ahmedaboali
03-20-2009, 03:06 PM
قال الشيخ بكر أبو زيد :

" صفوة التفاسير " اسم فيه تغرير وتلبيس ، فأنَّى له الصفاء وهو مبني على الخلط بين التبر والتبن ، إذ مزج بين تفسيري ابن جرير وابن كثير السلفييْن ، وتفسير الزمخشري المعتزلي ، والرضي الرافضي ، والطبرسي الرافضي ، والرازي الأشعري ، والصاوي الأشعري القبوري المتعصب ، وغيرهم ، ولا سيما وهذا المزج على يد من لا يعرف الصنعة ولا يتقنها كهذا الذي تسوَّر هذا الصرح بلا سلَّم ، وإلا فإن أهل العلم يستفيدون من المفسرين المتميزين بما لا يخرج عن الجادة : مسلك السلف ، وضوابط التفسير ، وسَنن لسان العرب .

" الردود " ( ص 311 ) .

وقال :

فيفيد وصفه بالجهل أنه : يصحح الضعاف ، ويضعِّف الصحاح ، ويعزو أحاديث كثيرة إلى الصحيحين ، أو السنن الأربعة أو غيرها وليس في الصحيحين – مثلاً – أو ليس في بعضها ، ويحتج بالإسرائيليات ، ويتناقض في الأحكام .

ويفيد وصفه بالإخلال بالأمانة العلمية : بتر النقول ، وتقويل العالم ما لم يقله ، وتحريف جمع من النصوص والأقوال ، وتقريره مذهب الخلَف في كتب السلف .

ويفيد خَلْفيته في الاعتقاد : مسخه لعقيدة السلف في مواضع من تفسير ابن جرير ، وتفسير ابن كثير ، وبأكثر في " صفوة التفاسير " ، وما تحريفه لعدد من النصوص إلا ليبرر هذه الغاية .

" الردود " ( ص 313 ، 314 ) .

وقد نصحه الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – قائلاً :

نوصيك بتقوى الله ، والحرص التام على التقيد بمذهب السلف الصالح في جميع مؤلفاتك ، ونوصيك أيضاً بالإكثار من تدبر القرآن الكريم ، والسنَّة المطهرة ، وكلام سلف الأمَّة ، والاستفادة مما كتبه الإمام العلاَّمة شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه العلاَّمة ابن القيم ، ونوصيك بمطالعة رسالتيْ " التدمرية " و " الحموية " لشيخ الإسلام ، و " الصواعق " و " اجتماع الجيوش الإسلاميَّة " لابن القيم ، وغيرها من كتب السلف .

" الردود " ( ص 375 ) .

ثانياً :

أما ما أردت بيانه من الكتب التي يحتاجها المسلم في حياته : فيمكنك الاطلاع على سؤال و تم تقديمة في هذا الموضوع ففيه بيان ما أردت وزيادة .

والله أعلم .

ahmedaboali
03-20-2009, 03:06 PM
السؤال: 935


هل يجوز لي السفر لبلد آخر لطلب العلم الشرعي دون إذنهما ؟ وماذا إذا لم يسمحا لي بالذهاب ؟ قرأت أن الإمام أحمد لا يرى بأساً في هذا .

الجواب:

الحمد لله

طلب العلم إذا كان هذا العلم فرضا فلا يشترط إذنهما ، أما إذا كان نفلا فلا بد من إذنهما .

روى مسلم (2549) عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : أقبل رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أبايعك على الهجرة والجهاد ، أبتغي الأجر من الله . قال : فهل من والديك أحد حي ؟ قال : نعم ، بل كلاهما . قال : فتبتغي الأجر من الله ؟ قال : نعم . قال : فارجع إلى والديك ، فأحسن صحبتهما .

وطلب العلم نوع من أنواع الجهاد ، فلا يجوز النفل منه إذا كان يقتضي السفر عنهما إلا بإذنهما .

قال ابن مفلح في الآداب الشرعية( 2/35-36 ) :

وأما من خرج يبتغي علما فلا بد له من الخروج بإذن الأبوين ؛ لأنه فضيلة فالنوافل لا تُبتغى إلا بإذن الآباء .

وقال المروذي لأبي عبد الله ( أي الإمام أحمد ) : الرجل يطلب العلم ويستأذن والدته ، فتأذن له ، وهو يعلم أن المقام أحب إليها ؟ قال : إذا كان جاهلا لا يدري كيف يُطلق ولا يصلي ، فطلب العلم أحب إلي ، وإن كان قد عرف فالمقام عليها أحب إلي .

وروى الخلال عنه أن رجلا سأله : إني أطلب العلم ، وإن أمي تمنعني من ذلك ، تريد حتى أشتغل في التجارة ؟ , قال لي : دارها وأرضها ، ولا تدع الطلب .

وقال له : رجل غريب عن بلده طلب العلم أحب إليك أم أرجع إلى أمي ؟ فقال له : إذا كان طلب العلم مما لا بد أن تطلبه فلا بأس .

وسأله رجل : قدمت الساعة وليس أدري شيئا ما تأمرني ؟ فقال أبو عبد الله : عليك بالعلم .

وقال إسحاق بن إبراهيم : سألت أبا عبد الله عن الرجل يكون له أبوان موسران يريد طلب الحديث ولا يأذنان له قال : يطلب منه بقدر ما ينفعه , العلم لا يعدله شيء ." أهـ

وقد تبين مما سبق ما هو المراد من كلام الإمام أحمد . وهو : إذا كان العلم فرضاً فلا يشترط إذن الوالدين ، وإذا كان نفلاً فلا بد من إذنهما .

والله أعلم .

ahmedaboali
03-20-2009, 03:07 PM
السؤال: 936


ما هي في رأيك العلوم التي تنصح بها المسلمين في الغرب ، حيث الظروف أحضرتنا هنا للدراسة الجامعية في العلوم الدنيوية ، لأنني حتى الآن لم أفكر بماذا أتخصص.

الجواب:

الحمد لله

عليك أن تراعي عند اختيارك لتخصص ما أموراً :
1- قدراتك الذاتية : فلا تختار تخصصاً لا يلائمك فتخفق فيه .
2- حاجة المسلمين لهذا التخصص : بحيث أنك تحاول سد كفاية المسلمين في هذا الباب .
3- الميول النفسية : فإنه قلَّ أن يجتمع الميول والرغبة في التعلم مع موافقة القدرات إلا أبدع الإنسان وابتكر .
4- سلامة هذا التخصص من المخالفات الشرعية أما التخصصات في العلوم المحرمة كعلم الموسيقى والفلسفة وما إلى ذلك فلا يجوز الدخول فيها ..
ثم استعن بالله على السداد ، وأصلح النية ، والتوفيق أولا وآخرا من الكريم الرحيم .


الشيخ محمد صالح المنجد

ahmedaboali
03-20-2009, 03:08 PM
السؤال: 937


إذا أراد الإنسان حفظ القرآن فبماذا تنصحونه ؟.

الجواب:

الحمد لله

سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى السؤال السابق فأجاب رحمه الله بقوله : الذي ننصحه به أن يبدأ من البقرة , إلا إذا كان حفظه من المفصل ؛ لأن بعض الناس يسهل عليه الحفظ من المفصل من أجل قصر سوره وآياته ، وكونه يسمعه من الأئمة في المساجد كثيراً , فإذا كان هذا سهل عليه فليبدأ بما هو أسهل , وننصحه أيضاً أن يهتم بما كان حَفِظَه أكثر من اهتمامه بكثرة الحفظ ؛ لأن العناية بالموجود أولى من العناية بالمفقود .


من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , الصفحة ( 212 ).

ahmedaboali
03-20-2009, 03:08 PM
السؤال: 938


ما رأيكم بمن يترك الدعوة بحجة التفرغ لطلب العلم , وأنه لا يتمكن من الجمع بين الدعوة والعلم في بداية الطريق , لأنه يغلب على ظنه ترك العلم إذا اشتغل بالدعوة , ويرى أن يطلب العلم حتى إذا أخذ منه نصيباً اتجه لدعوة الناس وتعليمهم وإرشادهم ؟.

الجواب:

الحمد لله

سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى السؤال السابق فأجاب فضيلته بقوله : لا شك أن الدعوة إلى الله تعالى مرتبة عالية ومقام عظيم , لأنه مقام الرسل عليهم الصلاة والسلام وقد قال الله تعالى : ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ) . فصلت /33 .. وأمر الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يقول : ( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ) . يوسف /108 .

ومن المعلوم أنه لا يمكن الدعوة بغير علم كما في قوله هنا ( على بصيرة ) وكيف يدعو الشخص إلى شيء لا يعلمه ؟ ومن دعا إلى الله تعالى بغير علم كان قائلاً على الله ما لا يعلم , فالعلم هو المرتبة الأولى للدعوة .

ويمكن الجمع بين العلم والدعوة في بداية الطريق ونهايته , فإن تعذر الجمع كان البدء بالعلم , لأنه الأصل التي ترتكز عليه الدعوة , قال البخاري رحمه الله في صحيحه في الباب العاشر من كتاب العلم : باب العلم قبل القول والعمل واستدل بقوله تعالى : ( فاعلم أنه لا إله إلاّ الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقّلبكم ومثواكم ) محمد /19 . قال فبدأ بالعلم .

ومن ظن أنه لا يمكن الجمع بين العلم والدعوة فقد أخطأ , فإن الإنسان يمكنه أن يتعلم ويدعو أهله وجيرانه وأهل حارته وأهل بلدته وهو في طلب العلم .

والناس اليوم في حاجة بل ضرورة إلى طلب العلم الراسخ المتمكن في النفوس المبني على الأصول الشرعية , وأما العلم السطحي الذي يعرف الإنسان به شيئاً من المسائل التي يتلقاها كما يتلقاها العامة دون معرفة لأصولها وما بنيت عليه فإنه علم قاصر جداً لا يتمكن الإنسان به من الدفاع عن الحق وقت الضرورة وجدال المبطلين .

فالذي أنصح به شباب المسلمين أن يكرسوا جهودهم لطلب العلم مع القيام بالدعوة إلى الله بقدر استطاعتهم وعلى وجه لا يصدهم عن طلب العلم , لأن طلب العلم جهاد في سبيل الله تعالى , ولهذا قال أهل العلم : إذا تفرغ شخص قادر على التكسب من أجل طلب العلم فإنه يُعطى من الزكاة , لأن ذلك من الجهاد في سبيل الله بخلاف ما إذا تفرغ للعبادة , فإنه لا يُعطى من الزكاة , لأنه قادر على التكسب .

من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , ص168 - 170.

ahmedaboali
03-20-2009, 03:09 PM
السؤال: 939


ذكر الخطيب البغدادي جانباً من جوانب تعلم العلم وهو لزوم أحد العلماء , أو أحد المشائخ فما رأي فضيلتكم ؟.

الجواب:

الحمد لله

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى السؤال السابق فأجاب رحمه الله بقوله : هذا جيد كون الإنسان يركز على شيخ من المشائخ يجعله هو الأصل لا سيما المبتدئ الصغير , المبتدئ الصغير إذا طلب العلم على عدة أناس تذبذب , لأن الناس ليسوا على رأي واحد خصوصاً في عصرنا الآن , كان فيما سبق أي قبل مدة كان الناس هنا في المملكة لا يخرجون أبداً عن الإقناع والمنتهى ؛ فتجد فتاواهم واحدة , وشروحهم واحدة , لا يختلف واحد عن آخر إلا في الإلقاء وحسن الأسلوب , لكن الآن لما كان كل واحد حافظاً حديثاً أو حديثين قال : أنا الإمام المقتدى به والإمام أحمد رجل ونحن رجال , فصارت المسألة فوضى , صار الإنسان يفتي , أحياناً تأتي الفتوى تبكي وتضحك وكنت أهمَّ أن أدوَّن مثل هذه الفتاوى لكن كنت أخشى أن أكون ممن تتبع عورات إخوانه فتركته تحاشيناً مني إلا نقلنا أشياء بعيدة عن الصواب بُعد الثريا عن الثرى .

فأقول : ملازمة عالم واحد مهمة جداً ما دام الطالب في أول الطريق لكي لا يتذبذب , ولهذا كان مشائخنا ينهوننا عن مطالعة المغني وشرح المهذب والكتب التي فيها أقوال متعددة عندما كنا في زمن الطلبة , وذكر لنا بعض مشائخنا أن الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بابطين ـ رحمه الله ـ وهو من كبار مشائخ نجد ذكروا أنه كان مكبَّاً على الروض المربع لا يطالع إلا إياه ويكرره , كل ما خلص منه كرره لكن يأخذه بالمفهوم والمنطوق والإشارة والعبارة فحصل خير كثير .

أما إن توسعت مدارك الإنسان فهذا ينبغي له أن ينظر أقوال العلماء يستفيد منها فائدة علمية وفائدة تطبيقية , لكن في أول الطلب أنا أنصح الطالب أن يركز على شيخ معين لا يتعداه .


من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , الصفحة ( 107 ).

ahmedaboali
03-20-2009, 03:10 PM
السؤال: 940


إذا أراد طالب العلم الفقه فهل له الاستغناء عن أصول الفقه ؟.

الجواب:

الحمد لله

سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى السؤال السابق فأجاب فضيلته بقوله :

إذا أراد طالب العلم أن يكون عالماً في الفقه فلا بد أن يجمع بين الفقه وأصول الفقه ليكون متبحراً متخصصاً فيه ، وإلا فيمكن أن تعرف الفقه بدون علم الأصول ، ولكن لا يمكن أن تعرف أصول الفقه وتكون فقيهاً بدون علم الفقه أي أنه لا يمكن أن يستغني الفقيه عن أصول الفقه ولا يمكن أن يستغني الأصولي عن الفقه إذا كان يريد الفقه , ولهذا اختلف علماء الأصول هل الأولى لطالب العلم أن يبدأ بأصول الفقه حتى يبني الفقه عليها , أو بالفقه لدعاء الحاجة إليه , حيث إن الإنسان يحتاج إليه في عمله , في عبادته ومعاملاته قبل أن يتقن أصول الفقه , والثاني هو الأولى وهو المتبع غالباً .


من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , الصفحة ( 190 ) .

ahmedaboali
03-20-2009, 03:11 PM
السؤال: 940


إذا أراد طالب العلم الفقه فهل له الاستغناء عن أصول الفقه ؟.

الجواب:

الحمد لله

سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى السؤال السابق فأجاب فضيلته بقوله :

إذا أراد طالب العلم أن يكون عالماً في الفقه فلا بد أن يجمع بين الفقه وأصول الفقه ليكون متبحراً متخصصاً فيه ، وإلا فيمكن أن تعرف الفقه بدون علم الأصول ، ولكن لا يمكن أن تعرف أصول الفقه وتكون فقيهاً بدون علم الفقه أي أنه لا يمكن أن يستغني الفقيه عن أصول الفقه ولا يمكن أن يستغني الأصولي عن الفقه إذا كان يريد الفقه , ولهذا اختلف علماء الأصول هل الأولى لطالب العلم أن يبدأ بأصول الفقه حتى يبني الفقه عليها , أو بالفقه لدعاء الحاجة إليه , حيث إن الإنسان يحتاج إليه في عمله , في عبادته ومعاملاته قبل أن يتقن أصول الفقه , والثاني هو الأولى وهو المتبع غالباً .


من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , الصفحة ( 190 ) .

ahmedaboali
03-20-2009, 03:11 PM
السؤال: 940


إذا أراد طالب العلم الفقه فهل له الاستغناء عن أصول الفقه ؟.

الجواب:

الحمد لله

سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى السؤال السابق فأجاب فضيلته بقوله :

إذا أراد طالب العلم أن يكون عالماً في الفقه فلا بد أن يجمع بين الفقه وأصول الفقه ليكون متبحراً متخصصاً فيه ، وإلا فيمكن أن تعرف الفقه بدون علم الأصول ، ولكن لا يمكن أن تعرف أصول الفقه وتكون فقيهاً بدون علم الفقه أي أنه لا يمكن أن يستغني الفقيه عن أصول الفقه ولا يمكن أن يستغني الأصولي عن الفقه إذا كان يريد الفقه , ولهذا اختلف علماء الأصول هل الأولى لطالب العلم أن يبدأ بأصول الفقه حتى يبني الفقه عليها , أو بالفقه لدعاء الحاجة إليه , حيث إن الإنسان يحتاج إليه في عمله , في عبادته ومعاملاته قبل أن يتقن أصول الفقه , والثاني هو الأولى وهو المتبع غالباً .


من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , الصفحة ( 190 ) .

ahmedaboali
03-23-2009, 04:09 AM
السؤال: 1055


يتحرج بعض طلبة العلم الشرعي عند قصدهم العلم والشهادة فكيف يتخلص طالب العلم من هذا الحرج ؟.

الجواب:

الحمد لله

يجاب على ذلك بأمور :

أحدها : أن لا يقصدوا الشهادة لذاتها , بل يتخذون هذه الشهادات وسيلة للعمل في الحقول النافعة للخلق ؛ لأن الأعمال في الوقت الحاضر مبنية على الشهادات , والناس غالباً لا يستطيعون الوصول إلى منفعة الخلق إلا بهذه الوسيلة وبذلك تكون النية سليمة .

الثاني : أن من أراد العلم قد لا يجده إلا في هذه الكليات فيدخل فيها بنية طلب العلم ولا يؤثر عليه ما يحصل له من الشهادة فيما بعد .

الثالث : أن الإنسان إذا أراد بعمله الحسنيين حسنى الدنيا , وحسنى الآخرة فلا شيء عليه في ذلك ؛ لأن الله يقول : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً - ويرزقه من حيث لا يحتسب ) الطلاق/2-3 ، وهذا ترغيب في التقوى بأمر دنيوي .

فإن قيل : من أراد بعمله الدنيا كيف يُقال بأنه مخلص ؟

فالجواب :

أنه أخلص العبادة ولم يرد بها الخلق إطلاقاً فلم يقصد مراءاة الناس ومدحهم على عبادته بل قصد أمراً مادياً من ثمرات العبادة , فليس كالمرائي الذي يتقرب من الناس بما يتقرب به إلى الله ويريد أن يمدحوه به , لكنه بإرادة هذا الأمر المادي نقص إخلاصه فصار معه نوع من الشرك وصارت منزلته دون منزلة من أراد الآخرة إرادة محضة .

وبهذه المناسبة أود أن أنبه على أن بعض الناس عندما يتكلمون على فوائد العبادات يحولونها إلى فوائد دنيوية ؛ فمثلاً يقولون في الصلاة رياضة وإفادة للأعصاب , وفي الصيام فائدة لإزالة الفضلات وترتيب الوجبات , والمفروض ألا تجعل الفوائد الدنيوية هي الأصل ؛ لأن ذلك يؤدي إلى إضعاف الإخلاص والغفلة عن إرادة الآخرة , ولذلك بيَّن الله تعالى في كتابه حكمة الصوم - مثلاً -

أنه سبب للتقوى , فالفوائد الدينية هي الأصل , والدنيوية ثانوية , وعندما نتكلم عند عامة الناس فإننا نخاطبهم بالنواحي الدينية , وعندما نتكلم عند من لا يقتنع إلا بشيء مادي فإننا نخاطبه بالنواحي الدينية والدنيوية ولكل مقام مقال .


من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، كتاب العلم ، الصفحة ( 100) .

ahmedaboali
03-23-2009, 04:09 AM
السؤال: 1056


ما هي طرق تلقي العلم ؟ وما هي العقبات التي تواجه الطالب ؟.

الجواب:

الحمد لله

- ولنيل العلم طريقان :

أحدهما : أن يتلقى ذلك من الكتب الموثوق بها , والتي ألفها علماء معرفون بعلمهم , وأمانتهم , وسلامة عقيدتهم من البدع والخرافات .

وأخذ العلم من بطون الكتب لا بد للإنسان أن يصل فيه إلى غاية ما . لكن هناك عقبتان :

العقبة الأولى : الطول , فإن الإنسان يحتاج إلى وقت طويل , ومعاناة شديدة , وجهد جهيد حتى يصل إلى ما يرومه من العلم , وهذه عقبة قد لا يقوى عليها كثير من الناس , لا سيما وهو يرى من حوله قد أضاعوا أوقاتهم بلا فائدة , فيأخذه الكسل فيكل ويمل ثم لا يدرك ما يريد .

العقبة الثانية : أن الذي يأخذ العلم من بطون الكتب علمه ضعيف غالباً , لا ينبني على قواعد أو أصول , ولذلك نجد الخطأ الكثير من الذي يأخذ العلم من بطون الكتب ؛ لأنه ليس له قواعد وأصول يقَعِّد عليها ويبني عليها الجزئيات التي في الكتاب والسنة , نجد بعض الناس يمر بحديث ليس مذكوراً في كتب الحديث المعتمدة من الصحاح والمسانيد وهذا الطريق يخالف ما في هذه الأصول المعتمدة عند أهل العلم بل عند الأمة , ثم يأخذ هذا الحديث ويبني عقيدته عليه , وهذا لا شك أنه خطأ ؛ لأن الكتاب والسنة لهما أصول تدور عليها الجزئيات فلا بد أن ترد هذه الجزئيات إلى أصول بحيث إذا وجدنا في هذه الجزئيات شيئاً مخالفاً لهذه الأصول مخالفة لا يمكن الجمع فيها , فإننا ندع هذه الجزئيات .

الثاني :

من طرق تحصيل العلم أن تتلقى ذلك من معلم موثوق في علمه ودينه , وهذا الطريق أسرع وأتقن للعلم ؛ لأن الطريق الأول قد يضل فيه الطالب وهو لا يدري إما لسوء فهمه , أو قصور علمه , أو لغير ذلك من الأسباب , أما الطريق الثاني فيكون فيه المناقشة والأخذ والرد مع المعلم فينفتح بذلك للطالب أبواب كثيرة في الفهم , والتحقيق , وكيفية الدفاع عن الأقوال الصحيحة , ورد الأقوال الضعيفة , وإذا جمع الطالب بين الطريقين كان ذلك أكمل وأتم ، وليبدأ الطالب بالأهم فالأهم , وبمختصرات العلوم قبل مطولاتها حتى يكون مترقياً من درجة إلى درجة أخرى فلا يصعد إلى درجة حتى يتمكن من التي قبلها ليكون صعوده سليماً .


من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , ص/68-70 .

ahmedaboali
03-23-2009, 04:10 AM
السؤال: 1057

نحن طلبة نتلقى العلم , وندرس العقيدة على معلمين يدرسونا العقيدة الأشعرية , ويفسرون يد الله تعالى بقدرته أو نعمته واستواءه على عرشه بالاستيلاء عليه ونحو ذلك , فما حكم الدراسة على هؤلاء المعلمين .

الجواب:

الحمد لله

هؤلاء الذين يفسرون القرآن بهذا التفسير سواء سميناهم أشعرية أو غير هذا الاسم , لا شك أنهم أخطئوا طريقة السلف الصالح , فإن السلف الصالح لم يرد عنهم حرف واحد فيما ذهب إليه هؤلاء المتأولون , فليأتوا بحرف واحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن أبي بكر , أو عمر , أو عثمان , أو علي , أنهم أولوا اليد بالقدرة أو بالقوة أو أوَّلوا الاستواء بالاستيلاء , أو أولوا الوجه بالثواب , أو أولوا المحبة بالثواب أو بغير الثواب , ليأتوا بحرف واحد عن هؤلاء أنهم فسروا هذه الآيات وأمثالها بما فسَّر به هؤلاء ، فإذا لم يأتوا فيقال : إما أن يكون السلف الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو إمام المتقين عليه الصلاة والسلام إما أن يكونوا على جهل بمعاني هذه العقيدة العظيمة , وإما أن يكونوا على علم , ولكن كتموا الحق وكلا الأمرين لا يمكن أن يوصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من خلفائه الراشدين ولا من صحابته المرضيين , فإذا كان ذلك لا يمكن في هؤلاء وجب أن نسير على هديهم .

وأن نصيحتي لهؤلاء أن يتقوا الله عز وجل , وأن يدعوا قول فلان وفلان وأن يرجعوا إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين من بعده وأن يعلموا أن لهم مرجعاً يرجعون إلى الله تعالى فيه , ولا يمكن أن يكون لهم حجة فيما قال فلان وفلان , والله إنهم لن يغنوا عنهم من الله شيئاً إن الله تعالى يقول : ( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين ) القصص/65, ولم يقل ويوم يناديهم فيقول : ماذا أجبتم فلان وفلان وإن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه العظيم : ( فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون ) الأعراف / 158 . فأمر بالإيمان به واتباعه وإذا كان كذلك فهل يمكن أن يكون الإنسان مؤمناً بالله ورسوله تمام الإيمان ثم يعدل عن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم في عقيدته بربه ويحرف ما وصف الله به نفسه في كتابه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لمجرد وهميات يدعونها عقليات .

إنني أنصحهم أن يرجعوا إلى الله عز وجل وأن يدعوا كل قول , لقول الله ورسوله فإنهم إن ماتوا على ذلك ماتوا على خير وحق وإن خالفوا ذلك فهم على خطر عظيم , ولن يغنوا عنهم من الله شيئاً , قال الله تعالى : ( يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون ) النحل / 111.

أكرر النصيحة لكل مؤمن أن يرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , فيما يعتقده بربه ومعبوده جل وعلا وفيما يعتقده في الخلفاء الراشدين المهديين من بعده , وفيما كان عليه أئمة المسلمين الذين قادوا الناس بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , دون التحاكم إلى العقول التي هي وهميات في الحقيقة فيما يتعلق بالله تعالى وأسمائه وصفاته . ولقد أجاد شيخ الإسلام ابن تيمية حق الإجادة في قوله عن أهل الكلام : ( أنهم أوتوا فهوماً ولم يؤتوا علوماً , وأوتوا ذكاء ولم يؤتوا زكاء ) , فعلى الإنسان أن يوسع مداركه في العلوم المبنية على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , أسأل الله تعالى أن يتوفانا جميعاً على الإيمان , وأن نلقاه وهو راضٍ عنا إنه على كل شيءٍ قدير , والحمد لله رب العالمين , وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وإني أدعوكم يا طلبة العلم أن تدعوا إخوانكم إلى ما سمعتم , فإنه والله هو الحق , ومن اطلع على حق سواه فإننا له قابلون وبه مستمسكون .

من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , صفحة ( 226 )

ahmedaboali
03-23-2009, 04:10 AM
السؤال: 1058


هل تعليم الطالب الرياضيات إذا كان الشخص ينوي بها وجه الله له أجر أم لا ؟.

الجواب:

الحمد لله

إذا كانت هذه الرياضيات مما تنفع المسلمين في معاشهم ونوى الشخص بذلك نفع الناس بها فإنه يؤجر على نيته , ولكنها ليست كالعلوم الشرعية فإنها إذا كانت من المباحات تكون وسيلة , فإذا كانت وسيلة إلى ما ينفع الناس في معاشهم أثيب الشخص عليها ؛ لأن القاعدة الشرعية أن المباح قسم واسع فقد يكون حراماً وقد يكون مكروهاً وقد يكون مستحباً وقد يكون واجباً .

ونقول مثلاً : أن الأصل في البيع الحل ، ولكن قد يكون واجباً أحياناً وقد يكون حراماً , وقد يكون مستحباً , وقد يكون مكروهاً , فإذا أراد شخص أن يشتري منك شيئاً ينقذ به حياته مثل الطعام والشراب فما حكم البيع ؟ الحكم واجب , وشخص آخر أراد أن يشتري منك عنباً ليجعله خمراً فهذا البيع حرام , وشخص آخر أراد أن يشتري ماءً ليتوضأ به وليس عنه ماء فالشراء واجب ؛ فعلى هذا نقول : إن المباح إذا كان وسيلة لأمر مشروع كان مشروعاً وإذا كان ذريعة لأمر محرم كان محرماً


من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم ، الصفحة ( 143 ) .

ahmedaboali
03-23-2009, 04:10 AM
السؤال: 1059


بعض طلبة العلم يكتفون بسماع أشرطة العلماء من خلال دروسهم فهل تكفي في تلقي العلم ؟ وهل يعتبرون طلاب علم ؟ وهل يؤثر في معتقدهم ؟.

الجواب:

الحمد لله

لا شك أن هذه الأشرطة تكفيهم عن الحضور إلى أهل العلم إذا كان لا يمكنهم الحضور , وإلا فإن الحضور إلى العلماء أفضل وأحسن وأقرب للفهم والمناقشة , لكن إذا لم يمكنهم الحضور فهذا يكفيهم .

ثم هل يمكن أن يكونوا طلبة علم وهم يقتصرون على هذا ؟

نقول : نعم يمكن إذا اجتهد الإنسان اجتهاداً كثيراً ، كما يمكن أن يكون الإنسان عالماً إذا أخذ العلم من الكتب , ولكن الفرق بين أخذ العلم من الكتب والأشرطة وبين التلقي من العلماء مباشرة , أن التلقي من العلماء مباشرة أقرب إلى حصول العلم , لأنه طريق سهل تمكن فيه المناقشة بخلاف المستمع أو القارئ فإنه يحتاج إلى عناء كبير في جمع أطراف العلم والحصول عليه .

وأما قول السائل : هل يؤثر الاكتفاء بالأشرطة في معتقدهم ؟ !

فالجواب : نعم يؤثر في معتقدهم إذا كانوا يستمعون إلى أشرطة بدعية ويتبعونها , أما إذا كانوا يستمعون إلى أشرطة من علماء موثوق بهم , فلا يؤثر على معتقداتهم , بل يزيدهم إيماناً ورسوخاً واتباعاً للمعتقد الصحيح .

من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , صفحة ( 219 ) .

ahmedaboali
03-23-2009, 04:11 AM
السؤال: 1060


أيهما أفضل : التفرغ للدعوة إلى الله عز وجل أم التفرغ لطلب العلم ؟.

الجواب:

الحمد لله

طلب العلم أفضل وأولى , وبإمكان طالب العلم أن يدعو وهو يطلب العلم , ولا يمكن أن يقوم بالدعوة إلى الله وهو على غير علم , قال الله تعالى : ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة ) يوسف/108 , فكيف يكون هناك دعوة بلا علم ؟ ولا أحد دعا بدون علم أبداً , ومن يدعو بدون علم لا يُوفق .


من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم ، الصفحة ( 145).