Warning: Function get_magic_quotes_gpc() is deprecated in /home/forumbs/public_html/includes/class_core.php on line 1960
اجتياح العنصرية فى المجتمع الاسرائيلى [الأرشيف] - منتديات بانى ستار

المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اجتياح العنصرية فى المجتمع الاسرائيلى



hakimm
02-27-2009, 11:36 PM
وهذا ماعبرت عنه نتائج الإنتخابات الإسرائيلية الأخيرة في الدولة العبرية , من صعود لتيار ليبرمان بتاريخية كاهانا المتمثلة في نتائج تلك الإنتخابات , وهذا ماعبر عنه جدعون ليفي في عدد هاآرتس 8 2 2009 إذ قال بالحرف الواحد : ليبرمان هو صوت الجمهور، وهذا الجمهور متعطش للكراهية والانتقام والدم. حرب عدمية مع مئات الأطفال القتلى استقبلت هنا بالتعاطف، إن لم نقل بالفرحة. حاولوا استبعاد القوائم العربية بمبادرة من أحزاب من الوسط ومن اليسار، وهذه القوائم مستبعدة مسبقًا من أية حسابات سياسية. الطلاب العرب لا يستطيعون استئجار شقة. عندما ستندلع هنا ذات مرة انتفاضة للعرب في إسرائيل سنعرف من الذي نوجه إليه أصابع الاتهام -من حرّض بصورة إجرامية ضدهم، وبدرجة لا تقل عن ذلك من حوّل هذا التحريض إلى مسألة دارجة مقبولة وشرعية. لقد امتد الورم الخبيث لكافة أنحاء المجتمع، ولم يتبق الآن إلا توجيه نداء يائس وصرخة اللحظة الأخيرة: أبعدوا أياديكم عن هذا البغيض. إياكم و «إسرائيل بيتنا» حتى لا يتحول هذا الحزب فعلاً -لا سمح الله- إلى «إسرائيلي بيتنا».

وقال في بداية مقاله :يمكن للحاخام مائير كاهانا أن يرقد بسلام وطمأنينة؛ عقيدته انتصرت. بعد عشرين سنة على رفض قائمته، وبعد 18 عاما على اغتياله، تحولت الكاهانية إلى نهج شرعي في الخطاب العام المركزي في إسرائيل. إذا كان ثمة ما يميز هذه الحملة الانتخابية الخاوية، التي ستنتهي بعد غد، فهو تحويل العنصرية والشوفينية إلى قيم مقبولة.

لو كان كاهانا حيًّا وتنافس في انتخابات الكنيست الثامن عشر، فلن يتوقف الأمر على عدم استبعاد قائمته بل كان سيفوز بأصوات كثيرة على غرار ما يتوقع لقائمة «إسرائيل بيتنا». المحظور أصبح مباحًا، والمنبوذ أصبح مقبولاً والمكروه أصبح موهوبًا وكفؤا.. هذا هو المنحدر الشديد الذي تدهور إليه المجتمع في إسرائيل خلال العقدين الأخيرين.
يري غيل سمسونوف في صحيفة غلوبس عدد 8 2 2009 مقارناً بين ماحدث في الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل قائلاً : إذا كانوا في الولايات المتحدة اضطروا للاختيار بين أوباما وماكين، فإن الطريقة العجيبة التي لدينا تمكننا من الحصول على الاثنين. وهنا فعليا تنتهي المعركة الانتخابية. لأنه إذا كان ممكنا الحصول على الجميع، فلماذا الخروج إلى الشوارع؟ لماذا التظاهر؟ إذا كان المرشحون منفتحين ومتواصلين مع بعضهم البعض، ويلتقون ببعضهم البعض، بل ويقولون إنهم سيقترحون على خصومهم مناصب وزارية رفيعة في الحكومة، فلماذا علينا نحن، الناخبين، الاقتناع بمرشح متنافس؟

وهذا مايدلل علي سقوط خيار الشفافية والديمقراطية في الدولة العبرية , فالغالبية منقادة لطريق الدم والعنصرية ولايوجد إتفاق بين الأحزاب الإسرائيلية إلا علي فاتورة الدم والعنصرية في تلك المرحلة البائسة من تاريخ الصراع في الشرق الأوسط , وعلي أخص وجه الصراع الفلسطيني / الإسرائيلي الذي يمثل الوجه الحقيقي للصراع , أو الصراع الزائف الذي يرسم علي أنه الصراع العربي / الإسرائيلي .

الرهان علي الشفافية في إسرائيل لم يعد مقبولاً لدي القادة في الدولة العبرية وإنما الرهان الصالح هو المعول عليه بالديمقراطية المنتقاة والموظفة لصالح ولاءات الدم والعنصرية , فالخيار المطروح علي طاولة السياسة بإرادة المجتمع الإسرائيلي , هو خيارالديمقراطية المبنية قواعدها علي الدم والعنصرية في مقابل إدعاء مزعوم مفاده أن الدم والعنصرية يجلبان الأمن للدولة العبرية , وهذا خيار خاطئ عن عمد وسوء قصد ترعاه وتسانده كفة المصالح السياسية لأحزاب اليمين الإسرائيلي واحزاب الوسط , المتصارعة علي كسب ولاءات الدم والعنصرية ضد الأطفال والنساء والشيوخ والعجزي والمصابين من الشعب الفلسطيني , في حالة تصورية ملعونة يؤكدها ويسعي لتفعيلها المجتمع الإسرائيلي بإختيارته المقامة علي أساسات مغلوطة وخائنة لقيم الإنسانية والأخلاق , التي تستمرئ الإجرام الدموي والعنصرية برايات دينية عنصرية مغلفة بأغلفة محتمية برايات سياسية مخادعة يصنعها قادة الأحزاب السياسية الإسرائيلية .

وكاهانا يسترجع تاريخيته ووصاياه لأفيجدور ليبرمان , وعلي حد قول جدعون ليفي : الآن يوشك مبتدع العنصرية الإسرائيلية الجديدة على التحول إلى قائد لحزب كبير، على ما يبدو سيكون شريكًا في الحكم مرة أخرى؛ فقد تعهد بنيامين نتنياهو بأن ليبرمان سيكون في حكومته وزيرًا هامًا.

لو أن شخصًا شبيهًا به انضم إلى حكومة ما في أوروبا لقطعت إسرائيل العلاقات معها.
ولو أن أحدا ما توقع في أيام كاهانا البائسة بأن الوعد بتحويل خليفته إلى وزير هام سيعتبر هنا ذات يوم ذُخرا انتخابيا، لقالوا إن هذا كابوس . ولكن الكابوس أصبح هنا والآن .

والحقيقة المغيبة والتي يعلمها القادة الإسرائيليين في الدولة العبرية أنه لايمكن أن تكون هناك حدود ثابتة للدولة العبرية في حالة غياب سلام حقيقي فلسطيني في الأساس , وأن خلفية الصراع الدموي ومحاولات تحقيق الأمن المفقود لن تحققها فواتير الدم والعنصرية التي يتم تغذية المجتمع الإسرائيلي بها بخلفياتها العدائية الدينية العنصرية الممقوتة والتي ترفضها الأخلاق وتمقتها الإنسانية .

إن الحدود التي تسعي الدولة العبرية إلي تثبيتها لايمكن أن تصل إلي حالة الإستاتيكية في ظل الصراع الدموي المستمر الذي يغذيه الساسه ويفتح له شلالات ومنابع , وينفذه الجيش الإسرائيلي بعدوانية وشراسة ضد الشعب الفلسطيني في غزة , والمحاولات البائسة التي ترعاه إسرائيل , والتي تجعل الشارع العربي شاخصاً بأبصاره لغزة / حماس علي أنهم أنبياء , ورامقاً للضفة / فتح علي انهم خونة .

ولنا أن نسأل سؤالاً عن الصورة في الجانب الآخرالذي يريد لحدود أسرائيل أن تكوم ديناميكية ليستمر الصراع إلي الأبد ممثلاً في الجانب العربي / الفلسطيني ؟





العنصرية تجتاح المجتمع الإسرائيلي بعنف , وتبني في أركان دولة الإحتلال الصهيوني علي مزاعم دينية توراتية لترتجي آثارها المرضية الهميمنة علي المجتمع والدولة العبرية , وهذه التحولات الخطيرة في المجتمع الإسرائيلي الباحث عن الأمن المفقود طوال قيام الدولة وحتي الآن , والذي لم يسترح له بال ولم يغمض له جفن علي عين إلا بالأمل في الأمن والبحث عنه في كل مكان , فتارة بطريق المفاوضات واتفاقيات السلام المبرمة أساساً علي قواعد الأمن للدولة العبرية , والتي كانت تري أن حدودها ديناميكية متحركة للخارج باحثة عن أراضي جديدة يمكن أن تضاف إلي الدولة العبرية , إلا أنها قد باتت يائسة من حلم الدولة الديناميكية , بإقامتها الجدار العنصري العازل , والذي حدد إطاراً للدولة العبرية وجعل حدودها إستاتيكية ثابتة , وما الحلم الذي كان يراود العنصريين المتطرفين والإرهابيين في المجتمع الإسرائيلي وبعض قادة الدولة العبرية , والذي كان شاخصاً في الأمل بحدود لإسرائيل من النيل للفرات , اصبح يمكن تحقيقه ليس من خلال التوسع في الإستعمار للدول المجاورة , وإنما في التوسع في مفهوم الشرق الأوسط الجديد , أو الكبير , والذي سيكون فيه دور متعاظم لإسرائيل وتركيا في منطقة الشرق الأوسط , كبديل عن المنطقة العربية في المسمي فقط بإعتماد تركيا وإيران لهذه المنظومة الشرق أوسطية .

يري الدكتور عماد جاد أن : نتائج الانتخابات متوافقة إلي حد بعيد مع نتائج استطلاعات الرأي‏,‏ فقد سيطر معسكر اليمين علي اغلبية مقاعد البرلمان‏,‏ وتراجع اليسار تراجعا غير مسبوق‏,‏ فحزب العمل فقد ستة مقاعد‏(19‏ إلي‏13)‏ واحتل المرتبة الرابعة لأول مرة في تاريخه‏,‏ وحزب ميرتس فقد مقعدين‏(‏ من‏5‏ إلي‏3),‏ أما معسكر اليمين فقد قفز الليكود‏15‏ مقعدا‏(‏ من‏12‏ إلي‏27),‏ وزادت مقاعد إسرائيل بيتنا الأكثر عنصرية وتطرفا من‏12‏ إلي‏15,‏ أما تقدم كاديما علي الليكود بمقعد واحد عكس ما كانت تقول استطلاعات الرأي فمرده توجه شريحة من الأصوات العائمة غير المنتمية حزبيا إلي كاديما تأثرا بشخصية ليفني وما تم التركيز عليه من نزاهة اليد والرغبة في التغيير‏,‏ لكن هذا التقدم لن يفيد كاديما كثيرا نظرا لعدم حصول أحزاب المعسكر علي أغلبية تكفي لتشكيل الحكومة حتي مع الاستعانة بحزب شاس الديني‏.‏

الدولة العبرية لم تعي أن العنصرية والإرهاب هما البديل الغير حضاري الذي يعجل بزوال منظومة الأمن للدولة العبرية , وبالتالي زوال الدولة ذاتها .

في مقابل العنصرية والإرهاب الإسرائيلي واستخدام القوة كبديل لحل الصراعات والضغط علي الفلسطينين بالقوة والعنف للحصول علي الأمن , والحصول علي مزيد من المستوطنات في الأراضي الفلسطينية , لن تزيد تلك الأعمال إلا عنف وإرهاب مضاد , ستتوالد أجيال حاملة للعنف والإرهاب لما شاهدته وعايشته من قتل للأب او الأم , أو الأخ والأخت , ومنهم إبن العم والعمة والخال والخالة , أو الجد والجدة , مما يحفر معه ذكريات الدم والوجع والألم , خاصة وأن ميراث الدم التاريخي في والمعبأة به كتب التراث به مايكفي لإستمرار مسلسل العنف والإرهاب الدموي علي مستوي الجانبين .

وبالرغم من نتائج الإنتخابات الإسرائيلية التي فازت فيها كتل العنصرية والتطرف والإرهاب , إلا أن العرب حسب المفهوم السلطوي والمفهوم الشعبوي الجماهيري , تنظر إلي هذه الإنتخابات بنظرات بعيدة عن الواقع , إذ أن النقد والنقض سوف يطول الدولة العبرية من جانب الشعوب والجماهير العربية والتي تدين بالإسلام , علي إعتبار أن الدولة العبرية دولة مستعمرة لكامل التراب الفلسطيني وانه يتوجب تحرير فلسطين من النهر للبحر , وأن ما تم سلبه بالقوة لايمكن أن يسترد إلا بالقوة , وهذا الخطاب يتم توجيهه للشعوب والجماهير من النخب والكاريزمات السياسية , في حالة تغيبية تصل لحد النشوة بالإنتقام الخطابي المنظم أو العفوي التلقائي , بالطبع فإن الشعوب والجماهير لاتعرف الفارق الدقيق بين اليمين واليسار في إسرائيل , وإنما هما في المنظور يقعان في خانة الإجرام والعنف والدموية , وعند الأنظمة العربية يتم النظر إلي اليمين واليسار الإسرائيلي من منظور ماقد يتم مفاجأة الأنظمة العربية به وإظهارها بمظهر الضعيف والخائن والعميل أمام الشعب أو الجمهور العربي .

والشعب والجمهور العربي الذي يقوده كاريزمات أضعفتها أنظمة الإستبداد والطغيان ووظفتها للتخديم علي مصالحها في البقاء علي كراسي الحكم والسلطة , فهي دائماً التي تلتفت عن ديمقراطية الدولة العبرية , حتي وإن كانت ديمقراطية العنف والدم , لأن هذه الديمقراطية نتاج مجتمع حر يؤمن بالتعددية السياسية وتداول الحكم والسلطة , وحتي يؤمن بالحكومات الإئتلافية , في مناخ من الحريات الفردية والحريات الجماعية , ولكن سيظل الأمر وكأن الديمقراطية والحرية وتداول الحكم والسلطة وإتاحة مناخ الحريات مرهون بحل القضية الفسطينية , ومن ثم تذهب النخب والكاريزمات السياسية إلي حيث تريد الأنظمة الحاكمة في الدول العربية , وتتحدث عن الإرهاب الصهيوني , وعنصرية الدولة العبرية , واحتلالها للتراب الفلسطيني , وجرائمها المنظورة في الماضي والحاضر , دون أن تتحدث عن الكيفية التي يمكن بها أن تخرج تلك الدول العربية من نفق الطغيان والفساد والإستبداد السياسي .

بل ومن غير القدرة بالحديث عن حل جزري للقضية الفلسطينية سواء بفاتورة دم عربية وتفعيل السلاح العربي , أو بالوصول عن طريق المفاوضات النهائية أو المرحلية مع الدولة العبرية , ولكن العجز الكامل عبر الأنظمة الحاكمة , وعبر الشعوب والجماهير التي يوجهها الإعلام الرسمي وشبه الرسمي , أصبحت لاتمثل إلا ظاهرة صوتية تأتي من الماضي , ويظل صداها مفعلا ً في الحاضر !!
الإنتخابات الإسرائيلية الأخيرة لن تأتي بخير علي الشعب الفلسطيني , لأنها محمولة علي فاتورة دم , وتضحيات جديدة سيدفع ثمنها الشعب الفلسطيني في غالبيته من أبناء غزة , ولن تستمر أي هدنة من أي نوع كانت بين الجانب الفلسطيني في غزة ممثلاً في الأجنحة المقاومة وعلي الرأس منها حركة المقاومة الإسلامية حماس , وسيظل العجز العربي كما هو , وستظل المقاومة الفلسطينية كما هي تستجدي العون والمدد من الأنظمة العربية التي دائماً تخذلها , وستظل الشعوب العربية , تقول أغيثوا غزة بالدعاء والرجاء !!