المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة الى السودان فمن قارئها



hakimm
02-27-2009, 11:35 PM
بداية اسمح لي أيها الرئيس السوداني عمر البشير أن أُحي ما بقي فيك من خير ورجولة ، ورغم أنها غير مكتملة إلا أنها دفعت أعداء الله إلى التآمر على سيادتكم ومحاولة إقصائكم وإبعادكم من أمام أهداف هذا الغزو الصليبي الهادف إلى إخضاع الإسلام والمسلمين وإذلالهم والرامي إلى استنزاف خيراتهم ، فهم لا يريدون لأحد أن يعترض على ذبحهم وتنكيلهم بالمسلمين واحتلال بلادهم فهم لا يريدون للضحية أن تحرك أرجلها وهي في رمقها الأخير ، فكنت أنت عائقاً أمام تلك الأهداف الرامية لوضع أيديهم على خيرات الغرب السوداني ،ولا بد من أن تزال حتى وإن لم تقف أمام أهدافهم كما وقف السلطان عماد الدين ونور الدين وصلاح الدين ومن تبعهم من المماليك الذين ردوا التتار والفرس والصليبين وأبعدوهم عن ديار الإسلام .
واسمح لي – أيها الرئيس – أن أقدم لحضرتكم ملاحظتين ونموذجين من التاريخ الذي سطره رجال من سلفنا الأبطال ، وأبوا أن يذلوا أنفسهم لأعدائهم واختاروا طريق العزة والكرامة ، فكان الله معهم فنصرهم وأعزهم وأكرمهم وجعلهم خلفاء الأرض فعمروها بالعدل والأمان ..
الحادثة الأولى – أيها الرئيس – عندما سيطر الرافضة على بلاد الشام في أعقاب دخول الصليبين إلى بلاد الشام وقاموا بالتعاون معهم وتم الاتفاق بينهم على أن يسلموا للصليبين مدينة دمشق وبلغت الوقاحة بزعيم الرافضة " بهرام " عندما استدعاه والي دمشق ليسأله عن هذا الخبر أن أجابه وبكل وقاحة وبدون خجل أو حياء – كما هو حال هذه الحكومات التافهة العميلة ، التي ما عاد يرف لها جفن وما عاد يهمها أي ردة فعل لخيانتها وجرائمها – فقال للوالي : وأنت من ضمن البيعة ، فما كان من هذا السلطان الشهم تاج الملوك إلا أن أمر بقتل هذا الخائن وأعمل فيهم مقتلة ً عظيمة ً مما حدا بالرافضة أن يسلموا بانياس إلى الصليبين وينتقلوا إلى بلادهم ، واجتمع الصليبيون بعدها لقتال تاج الملوك فلقيهم ونصره الله عليهم وذلك سنة 523 هـ / 1129م ، وكان لهذا الموقف الشجاع دور كبير في ظهور القائد عماد الدين ومن بعده نور الدين وصلاح الدين وتحرير المسجد الأقصى من يد الصليبين .
والحادثة الأخرى – أيها الرئيس – عندما اجتاح التتار البلاد الإسلامية وتمكنوا بخيانة الرافضة فيها من دخول دار الخلافة وقتل الخليفة المستنصر وإنهاء الخلافة في بغداد ، وامتدت جيوش التتار وسيطرت على بلاد الشام أن أرسلوا إلى مصر وفداً من أربعين فارساً ، وعندما دخلوا على المظفر قظز خاطبه رئيس الوفد بقوله : " ليس أمامك إلا الاستسلام أو قتلك وقتل شعبك " وسلمه رسالة كتبغا – قائد جيوش هولاكو في الشام – التي تحمل كل كلمات الذل والهوان والسخرية والعجرفة ، وشاور قظز بعض من حوله من قادة الذل والمسالمة فكان رأيهم التخذيل والاستسلام – كما هو حال قادة جيوشنا المنبطحين والمتخاذلين – فما التفت إليهم وشاور العلماء وعلى رأسهم سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام فأشاروا عليه بإعلان الجهاد وقتل الرسل فعلقت رؤوسهم على أبواب القاهرة ، وخرج للقاء التتار المغول فلقيهم في عين جالوت ونصره الله عليهم ورد الله الذين كفروا بغيظهم وقضى على مشاريعهم وأوقف زحفهم وردهم إلى بلادهم خائبين .

واعلم – أيها الرئيس – أن هذا الخير الباقية بقيته في نفس حضرتكم .. سوف يقود بك إلى أن تقدم إلى خشبات الإعدام . فإن كان لا بد من الموت فمن العار أن تموت سيدي الرئيس جبانا أو مستسلماً لهم !؟
أيها الرئيس الموت قادم نحوكم لا محالة والسجن أو الإعدام في انتظاركم ، فليكن موقفكم حاسماً وقوياً ، ولتعلنوا كفركم بهذه الشرعية الكاذبة – شرعية الغاب شرعية البقاء للأقوى شرعية الظلم والعدوان ، التي يتشبث بها كل الخونة والعملاء ودول الرفض ، التي تدعي أنها دول مقاومة وممانعة ، ويصرون كل الإصرار على تطبيقها جبناً وخوفاً وتنفيذ أوامرها لكي لا تتطير رؤوسهم في الهواء بعيداً عن أجسادهم – ولتكن أنت أول زعيم مسلم يرفض التحاكم لغير شرع الله ويعلن تطبيق الشريعة الحق في بلادنا شريعة العدل والمساواة ويرفع لواء الجهاد نصرة ً لدين الله ورفعاً للظلم الواقع على العباد ، ولتكن أنت أول زعيم يسطر موقف عز وشرف وكرامة في وقت باع فيه الجميع وخان ، ولتكن وووو ..
لتنالوا رضى الرحمن – أيها الرئيس – بقيامكم بتطبيق ما أمركم به ليذكركم التاريخ وتسطر مواقفكم بالشجاعة ويقال أنكم أول من رفض هذه الشرعية شرعية الغاب وانتصف للحق وأهله ، وإن كان الرئيس العراقي – رحمه الله – قد أخطأ بعدم إقدامه على قتل خبراء فرق التفتيش وتعليق رؤوسهم على مداخل بغداد قبل أن يعيثوا في بلاد العراق فساداً ويغربلوه ويمسحوا المواقع العراقية جميعاً حتى أنهم دخلوا القصور الرئاسية غرفة ً غرفة ً .. وفتشوا أرض العراق شبراً شبراً وتأكد لهم خلوا البلد من أسلحة الدمار ، خرجوا من العراق ليطمئنوا دولهم أن لا أسلحة هناك وأرسلوا لهم بإحداثيات المواقع العسكرية .. فدخلوها وهم غير هائبين أو متخوفين ودمروا تلك المواقع ، إلى أن كانت نهايته – رحمه الله – الإعدام لأنه أبى أن يرضخ لما أرادوا منه فكان جزاءه أن أعدم في عيد الإسلام عيد الأضحى استخفافاً بالشعوب الإسلامية وحكامها وقادتها جميعاً ، وشارك في مقتله الرافضة والصليبيون والعلمانيون السنة ، فلا تخطيء الخطأ نفسه – أيها الرئيس – وأقدم فإن الموت واحد وإن العمر واحد ، وبدلاً من أن تُسجل في تاريخ المستسلمين والخانعين اختر أن تكتب مواقفك الشريفة بماء الذهب وتروى على مر الأجيال وتخلد كما خلد أجدادنا الأبطال أمثال المظفر قظز والظاهر بيبرس وأمثال السلطان تاج الملوك .

ولم أرَ في عيوب الناس شيئاً ... كنقصِ القادرين عن التمام

واعلم – أيها الرئيس – أنك إن قمت بما طلبه الله منك من دفاع عن دينه ورفع لكلمته ورد الظلم عن عباده المؤمنين فإنه ناصرك بإذن الله وإن وقفت كل أمم الأرض جميعاً أمامك من صليبين ورافضة وعلماني السنة وجندوا الجنود واعدو العدد ، وما عليك إلا أن تعد ما استطعت من عدة وإذا عزمت فتوكل على الله فإن نصره قريب (( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ )) الحج 40 ، وليس نصر غزة منك ببعيد .

وإذا لم يكن من الموت بدٌ ... فمنَ العجزِ أن تموت جبانا

واعلم – أيها الرئيس – إنك إن تقاعست عن هذا واستسلمت لما يريده عدوك منك فإن الله سيستبدلك ويأتي بقوم خير منك يحبهم الله ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون فيه لومة لائم .
وارجوا أن تتسع صدوركم لنصيحتنا فإن ديننا دين النصيحة ، كما وهي متسعة وبكل رحابة صدر لشرعية هولاكو بوش شرعية مصاصي الدماء والقتلة شرعية الظلم والعدوان والبقاء للأقوى ، ونأمل – أيها الرئيس – أن تصلكم إشارتنا تلك قبل أن يأتي يوم لن يفيدكم فيه ندم ، ووقتها لات حين مناص