المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سقوط فلسطين بيد العرب وليست بيد اليهود



hakimm
02-27-2009, 08:01 AM
تتميز انتفاضة الأقصى عن سابقاتها، منذ عام 1920 وحتى يومنا هذا، ببلوغها تلك الذروة الإنسانية الرفيعة التي وضعتها إلى جانب الثورات المرموقة المحترمة في تاريخ البشرية. لقد واجه الفلسطينيون الحصار الإبادي الاستيطاني الطويل بسلسلة متصلة الحلقات من الإنتفاضات والثورات، وقد تميزت كل حلقة عن سابقاتها بالمزيد من العنفوان والإباء وحسن الأداء، لكنها قمعت جميعها بسبب افتقارها لشروط الثبات والديمومة، أما انتفاضة الأقصى الحالية فقد توفر لها من الشروط ما لم يتوفر لغيرها مثله من قبل أبداً، وأولها شرط الإجماع الوطني الستراتيجي المستند إلى رؤية مشتركة لطبيعة الصراع وعناصره وأطرافه، وعلى هذا الأساس نزل الشعب الفلسطيني إلى الميدان بكل قواه الذاتية الحيّة، بخطاب مشترك وبأداء مشترك هدفهما في حده الأدنى إرغام العدو على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة.
وبالمقابل، نزل العدو إلى الميدان بكل قواه المادية والسياسية، ليس الذاتية فحسب بل الإقليمية والدولية أيضاً، فبالإضافة إلى تسليحه بأحدث أدوات التدمير الشامل، وإطلاق يده في استخدامها، وفّرت واشنطن له تواطؤاً دولياً وإقليمياً غير مسبوق، فانطلق يقتل الصغار قبل الكبار، والعزّل قبل المسلحين، ينسف البيوت ويدمّر الحقول، ويحاول محاصرة كل كائن فلسطيني فرد وليس الشعب عموماً، بحيث لم يبق أمامه ما يفعله سوى استخدام قنابله النووية! غير أن هذه الإنتفاضة برهنت أنها ليست محكومة بالفشل سلفاً مثل سابقاتها، وأن طائرات العدو ودباباته، التي راح يستخدمها للإغتيالات الفردية مثل المسدّسات، عاجزة عن كسر إرادة الشعب شبه الأعزل، وشبه المعزول عن شعوب العالم بل وعن أشقائه العرب والمسلمين، فكان هذا حدثاً تاريخياً نوعياً، قلب الموقف رأساً على عقب، بحيث لن تعود الأمور أبداً بعد هذه الإنتفاضة المباركة إلى ما كانت عليه قبلها.


وثيقة جنيف محكومة بالفشل !
لقد عجزت القوى المادية الأميركية الصهيونية عن كسر إرادة الشعب الفلسطيني، وتحوّلت تكاليفها الباهظة المتصاعدة إلى عبء لا يحتمل، حيث الحرب بالنسبة إليهم تجارة يجب أن تستردّ بأقصى سرعة تكاليفها وفوقها الأرباح وإلا استحال الاستمرار في خوضها، ناهيكم عن تكاليفها السياسية السلبية التي نجحوا مؤقتاً في حجبها عن الأنظار، فكان أن سارعت واشنطن إلى ترتيب لقاءات جنيف، وإلى الخروج بتلك الوثيقة التي تحاول إقناع الفلسطينيين بالتنازل طوعاً عما لم يتنازلوا عنه قسراً، أي أن يتنازلوا عن حق السيادة في الضفة والقطاع والقدس، وأن يتنازلوا عن حق العودة للاجئين، فلماذا يفعلون ذلك، وماذا يفيدهم أن يقال بأن فلسطين كلها لهم من دون سيادة أمنية وعسكرية؟! ولذلك فإن وثيقة جنيف محكومة سلفاً بالفشل، ولعل العدو يعرف ذلك، وينظر إلى الوثيقة كمحاولة أخرى لإشعال فتيل حرب فلسطينية / فلسطينية، لأن هذه الوثيقة لن تكون قابلة للتنفيذ إلا عبر حرب تنجح في كسر الإرادة الفلسطينية، وهو ما لم يعد مضموناً سلفاً.
والحال أن اللجوء إلى لقاءات جنيف ووثيقتها يقطع بسوء نوايا الأميركيين والإسرائيليين، وإلا فلماذا امتناعهم عن إحالة القضية إلى الأمم المتحدة وعدم قبولهم بتنفيذ قراراتها؟ إن سوء النية هذا يستدعي عدم إغفال المخططات الأميركية التي تسعى إلى "تملّك" الأوطان العربية مباشرة، بلا حسيب ولا رقيب ولا شريك، من أقصى المغرب إلى أقصى المشرق، فوثيقة جنيف تأتي في نطاق السعي الأميركي لتحقيق كيان صهيوني ثنائي القومية في فلسطين، سواء في "دولة" واحدة أم في "دولتين" يهودية وعربية، تخضعان تماماً للأميركيين، وتضعان حدّاً للإنتفاضة التي صارت معوّقاً للمخططات الأميركية، على أن يبقى التفوق المطلق للعنصر اليهودي، وعلى هذا الأساس ترعى واشنطن اليوم أوساطاً عربية ويهودية، في فلسطين وفي البلاد العربية، تدين بالولاء لها وتعمل تحت إمرتها عن قناعة، ولا شك أن لقاء جنيف يأتي في هذا السياق، ويشير إلى الشوط الذي قطعته واشنطن في هذا الإتجاه.


أسباب التهدئة في فلسطين ؟
إنه لمن نافل القول أن الإدارة الأميركية كانت تتمنى وتتوقع نجاح مستوطنيها اليهود في القضاء على الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين، فهذا يتفق تماماً مع ستراتيجيتها الثابتة، أما وقد فشلوا فقد صارت مضطرة لاحتوائه مؤقتاً، وإلى حين، كي تتفرّغ للجبهات الأخرى المستعصية، وأولها الجبهة العراقية، فقد تعهد الرئيس بوش علناً أن إدارته لن تسحب القوات الأميركية من العراق قبل إرساء الديمقراطية فيه، أي قبل انصياعه وتملّكها له بالكامل، وثبت أن تحقيق مثل هذا الهدف يفوق طاقة الولايات المتحدة منفردة، علماً أنها هي التي أصرّت على التفرّد عندما كانت تعتقد أن قواتها سوف تستقبل بالورود. إن أعوان الرئيس الأميركي من المحافظين المتصهينين يقولون اليوم ويكتبون أن "الإخفاق في العراق سوف يكون كارثة استراتيجية أسوأ من الانسحاب الأميركي من فيتنام قبل ثلاثين عاماً"! لقد أعلنوا عبر صحيفة "واشنطن بوست" أن "استراتيجيا الخروج الوحيدة المقبولة هي النصر في العراق"! وألحوّا من أجل ذلك على ضرورة زيادة حجم القوات الأميركية، وانتقدوا وزارة الدفاع لأنها لا تفعل ذلك، ووزارة الدفاع لا تختلف معهم حول ضرورة زيادة حجم القوات الميدانية، لكنها لا تستطيع إرسال المزيد من القوات الأميركية لأسباب عملية شديدة الأهمية في ما يتعلق بموقعها الدولي، ولذلك رأينا رامسفيلد يدعو قوات حلف الأطلسي وقوات حلفائه في العالم عموماً لدخول الحرب إلى جانبه في أفغانستان والعراق، ولا شك أن النظام الرسمي العربي والإسلامي مدعو بدوره للمساهمة في خروج القوات الأميركية من العراق وأفغانستان منتصرة، وإسهامه إما أن يكون عسكرياً وإما سياسياً وإما كلاهما معاً، فكيف يستجيب هذا النظام لدعوة واشنطن إذا ما تواصلت الحرب الصهيونية التي لا مثيل لوحشيتها ضدّ الفلسطينيين من دون أن تنجح في كسر إرادتهم وإنهاء انتفاضتهم؟ تلك هي الأسباب التي دعت إلى التهدئة مؤقتاً في فلسطين، بعقد لقاءات جنيف وما سبقها، وبالتلويح بمشروع دويلة فلسطينية يصلح بالدرجة الأولى كأساس للإقتتال بين الفلسطينيين، وهو الإقتتال الذي طالما سعوا إليه لأنه يعفيهم رسمياً من مسؤولية القتل، ويتفق تماماً مع استراتيجيتهم الإبادية، ويجعلهم يتفرغون أكثر لمهامهم الجسيمة في الجبهات الأخرى.


الإمبراطورية الخفية تصبح علنية !
يقول الرئيس الهندي الراحل جواهر لآل نهرو: "لا يتجشّم الأميركيون عناء ضمّ إحدى البلدان كما فعلت بريطانيا بضم الهند، فكل ما يعنيهم هو الربح، ولذلك هم يتخذون الخطوات التي تمكنهم من السيطرة على ثروات بلد ما، ومن خلال السيطرة على الثروة يكون سهلاً جداً عليهم السيطرة على شعب البلد بل وعلى أرضه. إنهم يسيطرون على البلد ويتقاسمون ثروته من دون أن يتكبّدوا متاعب كثيرة، ومن دون أن يصطدموا بالقومية المتحفّزة، وهذه الوسيلة الفريدة تسمى الاستعمار الإقتصادي، وهي لا تظهر على الخرائط، فقد تبدو إحدى البلدان حرة مستقلة إذا ما استرشدنا بالأطلس الجغرافي، ولكن إذا نظرنا خلف الستار فسوف نجد أنها في قبضة بلد آخر، بل الأصح في قبضة أصحاب البنوك ورجال الأعمال في ذلك البلد الآخر. إن هذه الإمبراطورية الخفية هي التي تمتلكها الولايات المتحدة"!
لقد بدأت الإمبراطورية الخفية بالتحول مرغمة إلى العلنية منذ عام 1969 تحت ضغط تفاقم الأزمات الدولية، وهاهي اليوم تلجأ مضطرة إلى أسلوب الاستعمار القديم في الاحتلال المباشر، كما في العراق، الأمر الذي يتناقض مع طبيعتها ويعرّض أسس نظامها الربوي العالمي للانهيار

safa2
05-05-2009, 12:40 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكووووووووووورا

تسلم ايدك