Warning: Function get_magic_quotes_gpc() is deprecated in /home/forumbs/public_html/includes/class_core.php on line 1960
سقوط الفانتوم والأباتشي من قبل فلسطين [الأرشيف] - منتديات بانى ستار

المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سقوط الفانتوم والأباتشي من قبل فلسطين



hakimm
02-27-2009, 07:32 AM
نجح الجزء الأول من الخطة الإسرائيلية بأكثر مما هو متوقع – يقول اوري أفنيري – فحياة الفلسطينيين تحولت إلى جحيم. أغلبيتهم يعيشون على حافة الجوع، وبعضهم يعاني من الجوع فعلاً. مئات الآلاف من الأطفال يعانون من سوء التغذية. كل قرية تحوّلت إلى معسكر احتجاز، مطوقة من جميع جهاتها. التنقل غير ممكن تقريباً. لا يمكن الوصول إلى أماكن العمل، المستشفيات، الجامعات والمدارس، ولا يمكن نقل المنتجات إلى الأسواق. قوات الجيش ترابط وتتجول في المدن والقرى، تفجّر البيوت وتعتقل النشطاء وتقتلهم. يقتل الأطفال والنساء بشكل اعتيادي. يقول أفنيري أن الحسابات الإسرائيلية الرياضية كانت تتوقع أن تصل حياة الفلسطينيين إلى نقطة الإنكسار. لن يكون بإمكانهم الاستمرار في العيش فيستسلمون، ويطأطئون رؤوسهم، ويقبلوا بما تتفضل به عليهم "حكومة إسرائيل". سوف يسلّمون مقاتليهم. سوف يعيشون في قطاعات (في كامبات معازل) تخصصها "إسرائيل" لهم، أو أنهم سيبحثون عن حياة إنسانية في دولة أخرى!
ولكن، على الرغم من صعوبة وصف حالة أكثر جحيماً من حالة الفلسطينيين، عدا تنفيذ مجزرة جماعية ضدّهم، وعلى الرغم من أنه، وفق الخطة، كان من شأن الفلسطينيين أن ينكسروا منذ زمن طويل، فإنه ويا للعجب – يقول أفينري – لم يحدث ذلك. الشعب الفلسطيني لم ينكسر. فقد رتّب الناس أمورهم في هذه الأوضاع المتفاقمة. استمّر التعاون المتبادل بين جميع العائلات. ما زالت أغلبية الفلسطينيين الساحقة تؤيّد العمليات الانتحارية. المنتحرون يتمتعون بتأييد عام ويملأون قلوب أبناء شعبهم بالفخر. ومقابل كل شهيد يقوم بتفجير نفسه هناك مئة ينتظرون دورهم للحاق به. والجدل الوحيد الذي يدور في الأوساط الفلسطينية هو: هل من المجدي الاستمرار في العمليات الانتحارية في المدن الإسرائيلية، أم من الأفضل التركيز على مهاجمة الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في المناطق المحتلة؟!


ما لم يقله اوري أفينري ؟
كل ما ورد أعلاه هو من مقالة لداعية السلام اليهودي اوري أفينري نشرت بتاريخ 20/11/2003، وكرّست بالدرجة الأولى للحديث عن الإنقلاب المدهش في موقف رئيس الأركان الصهيوني موشيه ايعالون، الذي تحوّل فجأة من ذئب إلى حَمَل، حيث كان الجنرال يدعو قبل فترة قصيرة إلى الفتك بالعرب، و تحويل حياة الفرد الفلسطيني إلى جحيم لا يطاق، وإلى منع خروجهم من قراهم ومدنهم، و تجفيف مصادر معيشة عائلاتهم، و إبعادهم عن أراضيهم، إلى أن يستسلموا ! أما اليوم، فإن الجنرال يدعو إلى منح الفلسطينيين تسهيلات للحصول على قوتهم، وإلى السماح لبضع مئات من التجار باجتياز الخط الأخضر وشراء البضائع الإسرائيلية (الاقتصاد الإسرائيلي بحاجة ماسّة إلى ذلك) وإلى إزالة الحواجز العسكرية من هذا المكان أو ذاك، وإلى الحدّ من استخدام القوة، وزيادة وتحسين التعامل! يقول أفينري أن الجنرال لم يصب فجأة بنوبة من الإنسانية، بل هو أحسّ بأن الجمهور بدأ يتراجع عن تأييد استراتيجيته، حيث حتى الأغبياء فهموا أن هذه الاستراتيجية منيت بالفشل الذريع. يضيف أفينري: بدّل ايعالون وجهته لأن الجمهور بدأ يبدّل وجهته!
لقد حصر أفينري الإنقلاب في تبدّل موقف رئيس الأركان الذي شعر بتبدّل موقف الإسرائيليين، غير أن ما لم يقله، وهو الأهم والأساسي، هو البعد الأميركي في موقف الجنرال الصهيوني، بعد أن نجح الإنسان العربي الفلسطيني في تحويل طائرة الفانتوم والأباتشي والدبابة القلعة إلى مجرّد أسلحة فردية في مستوى المسدّس وليس الرّشاش! فقد أصبحت وظيفة الطائرات الأميركية العملاقة، قاهرة الجيوش، اغتيال مدني فلسطيني أعزل، بعد أن تحوّلت، في أحسن أحوالها، إلى مجرّد مسدّس يتصدى لمسدّس، فكأنما هي أسقطت حقاً وفعلاً، فأية خيبة وأية هزيمة للأميركيين الصهاينة، وأي صمود وأي نصر للمقاوم العربي؟ ولو أنصفت أجهزة الإعلام قليلاً، وتحدّثت عما سوف يتحدث عنه التاريخ بإجلال في المستقبل، لكانت عرضت في المقام الأول هذه الظاهرة التي لم يشهد العالم مثيلاً لها من قبل؟


إسقاط العرب من الحساب !
لقد عرض أفينري قناعته بأنه حتى لو تحوّلت الأراضي المحتلة إلى فردوس فإن الفلسطينيين سيستمرون في التطلع إلى التحرّر من الإحتلال، وإلى دولة خاصة بهم في كل من الضفة والقطاع، عاصمتها القدس الشرقية، وهذا كلام ناقص بدوره نقصاً فادحاً، لأن بلادنا العربية جميعها، وليس فلسطين وحدها، كانت وما زالت هدفاً مركزياً لقوى العنصرية والصهيونية الدولية على مدى القرون الماضية. لقد حوصرت أمتنا حصاراً محكماً منذ سقوط غرناطة عام 1492، فأغلقت ثغورها البحرية في المشرق والمغرب، وقطعت طرق مواصلاتها مع العالم، وأغرقت في العزلة والظلام الدامس عن سابق تصميم وتصور، وهاهي بلادنا وقد تحوّلت اليوم إلى خطوط أمامية في هذه الحرب العالمية الرهيبة التي تتحمل أمتنا القسط الأعظم من ويلاتها، وإنها لمعجزة، وإنه لإنتصار في حدّ ذاته، أن أمتنا صمدت في وجه جميع محاولات إستئصالها على مدى قرون، وأنها تتأهب اليوم للنهوض بعد أن أسقطت من كل حساب!
في عام 1942 استدعى الرئيس الأميركي روزفلت الزعيم الصهيوني حاييم وايزمان إلى واشنطن، وفي إحدى الجلسات شرح وايزمان للرئيس وجهة نظره في ما يتعلق باستيطان فلسطين فقال:"إذا اعتمد إنشاء الوطن القومي اليهودي على موافقة العرب فإنه لن ينشأ أبداً"! لقد اقترح وايزمان تجاهل العرب وإسقاطهم من الحساب، واقترح على الرئيس الأميركي اتخاذ موقف قوي، وإجبار العرب على الإذعان لمنطق القوة العارمة، مثلما أجبروا من قبل على الإذعان لتصريح بلفور وما تلاه بواسطة القوة!
كان الرئيس الأميركي روزفلت وزوجته اليانور من أبرز الشخصيات الصهيونية غير اليهودية في تلك الحقبة، وهو تحدّث عن "تفاهم عربي يهودي" في فلسطين يحقق لليهود "وطناً قومياً" آخذاً بالإعتبار مصالحه النفطية، في السعودية خاصة، وآخذاً بالإعتبار أيضاً ذلك الصراع الضاري الخفي الذي كان يدور بين واشنطن ولندن حول الأقطار العربية وخاصة النفطية منها، أما حاييم وايزمان فكان يخشى أن تعيق تلك الإعتبارات تحقيق حلمه الخاص، أو تنعكس على شكله ولونه وحجمه، حيث هو كان يدرك جيداً أن الكيان الصهيوني سوف يكون مجرّد مشروع استعماري لا تقوم له قائمة من دون رعاية العواصم الاستعمارية، ولذلك راح يوضح لسيده الأميركي أن صداقة العرب أو عداوتهم لا تؤثر على المصالح النفطية، بدليل أنهم رضخوا وأذعنوا لتصريح بلفور!


تقاطع المصالح العربية والأممية
لقد اختلف الحال اليوم، ولم يعد ممكناً أبداً إسقاط الأمة العربية من الحساب، بل لقد صار هناك تقاطع في المصالح بينها وبين الأمم الأخرى، حيث جبهاتها تدافع عن مصير الإنسان في جميع القارات، وقد سمعنا عمدة لندن يصف الرئيس بوش بأنه أكبر خطر تشهده الحياة على وجه الأرض! بينما وزير الدفاع الأميركي رامسفيلد يعلن أن العراق "سوف يكون كوريا جنوبية جديدة"، أي "إسرائيل" أخرى!
لم تعد أية أمة بمنأى عن الخطر في ظل هذه الديكتاتورية الدولية الأميركية الصهيونية التي لا تستثني من شرورها حتى أصدقائها. والبيانات والمظاهرات والمواقف السياسية الدولية ليست الأساس في مواجهة الديكتاتورية الباغية، بل الجبهات العربية والإسلامية هي الأساس الذي يعد بالخلاص العام، ولذلك فليس أكثر سوءاً من أولئك الذين أدمنوا احتقار أمتهم العربية والإسلامية، وواظبوا على تقريعها والإنتقاص من قدرها، بينما العالم يتطلع إلى نهوضها بفارغ الصبر!

safa2
05-05-2009, 12:51 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكووووووووووورا

تسلم ايدك