Bakenam
02-14-2009, 03:46 PM
أيها المحامون لا تخافوا فانا لست خائفا"!
بقلم المحامي الدكتور محمد مغربي
بيروت في 14/11/2003
ان الخوف هو سلاح الاستبداد والفساد لأن الناس ، عندما يخافون ، يتنازلون عن حقوقهم ويعجزون عن الدفاع عن انفسهم ويدخلون في العقود دون رضاهم ورغما" عنهم . فلا عجب ان يشترط القانون توافر الرضى لصحة الاعمال القانونية ! وفي لبنان فان قانون الموجبات والعقود يعترف بالعيوب المعيبة للرضى ، وفي طليعتها الخوف ، التي تبطل الاعمال التي تشوبها!
وغالبا" ما يتولد الخوف عن التهديد الموجه إلى الشخص او اقربائه او امواله ، سواء كان صريحا" او مبطنا" . وفي الانظمة الاستبدادية فان كل مواطن يخاف لانه يشعر بأنه مهدد.
فهل يمكن او يجوز ان المحامين ، كسائر الناس ، يخافون على انفسهم واموالهم بسبب التهديد ؟
فاذا خاف المحامون ، ماذا يفعل سائر الناس ومن يدفع عنهم الخوف ويرشدهم إلى طريق الدفاع عن حقوقهم ؟ واذا خاف القضاة ، فمن يضمن حقوق الناس ؟
فالمحامون ، كما اتصورهم ، وكما يجب ان يكونوا ، احرار يعشقون الحرية لأنهم جند القانون وعماده وحملة رسالة العدالة والمدافعون عن الحقوق المدنية والانسانية ، لكن الحرية لا تعيش ولا تزدهر الا بحكم القانون ، وكذلك رسالة العدالة ومهنة المحاماة.
واذا كان كثير من المحامين يفكرون في الامتناع عن حضور الجمعية العمومية للنقابة يوم الاحد المقبل خوفا" ، او لأن حضورهم لن ينفع في تغيير النتائج المقررة سلفا" ، او لان ممارستهم لقناعتهم قد ترتد عليهم بالاذى ، فانني ادعوهم إلى الحضور ، وإلى تحكيم ضمائرهم وتغليب عقولهم ، لان مشاركتهم قد تحدث التغيير الذي ينشدونه.
تعالوا ايها المحامون وصوتوا لمن تقتنعون بهم ، ولو لم تكن اسماؤهم على قائمة النقابة الرسمية او منعوا من الترشيح ، ولا تصوتوا لمن لا تقتنعون بهم مهما علا شأنهم.
لا تجعلوا من الانتخابات النقابية نموذجا" مصغرا" عن الانتخابات النيابية العامة ، وحرروها من اوساخ الحزبية والطائفية والعشائرية ، لأن النقابة يجب ان تكون فوق الاحزاب والطوائف.
واقول لكم كما قال ابو العلاء المعري : لا امام سوى العقل ، وادعوكم إلى التفكير بحرية والتحدث بحرية ، وإلى ممارسة المهنة بكل حرية باحترام وتطبيق القانون والدفاع عن الحقوق.
وكيف يكون للوطن مستقبل اذا لم يستطع المحامون ان يفكروا بحرية ويمارسوا حرية القول وحق الدفاع ، وهل يجوز ان تقع النخبة المحتملة اسيرة للخوف؟
ايها المحامون : لا تخافوا ، لا تخافوا ، واعطوا المثل لزملائكم ولسائر المواطنين في التحرر من الخوف ، حتى يسقط هذا السلاح من يد الاستبداد والفساد ، ويقوم حكم القانون يضمنه قضاء مستقل نزيه ، لتكرس الحرية والديمقراطية لكل اللبنانيين.
لا تخافوا ! ومن جهتي فانا لست خائفا
__________________
نعــيب زماننا والعيب فيـــنا ومالزمــانــنا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ولم نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضا عيانــا
بقلم المحامي الدكتور محمد مغربي
بيروت في 14/11/2003
ان الخوف هو سلاح الاستبداد والفساد لأن الناس ، عندما يخافون ، يتنازلون عن حقوقهم ويعجزون عن الدفاع عن انفسهم ويدخلون في العقود دون رضاهم ورغما" عنهم . فلا عجب ان يشترط القانون توافر الرضى لصحة الاعمال القانونية ! وفي لبنان فان قانون الموجبات والعقود يعترف بالعيوب المعيبة للرضى ، وفي طليعتها الخوف ، التي تبطل الاعمال التي تشوبها!
وغالبا" ما يتولد الخوف عن التهديد الموجه إلى الشخص او اقربائه او امواله ، سواء كان صريحا" او مبطنا" . وفي الانظمة الاستبدادية فان كل مواطن يخاف لانه يشعر بأنه مهدد.
فهل يمكن او يجوز ان المحامين ، كسائر الناس ، يخافون على انفسهم واموالهم بسبب التهديد ؟
فاذا خاف المحامون ، ماذا يفعل سائر الناس ومن يدفع عنهم الخوف ويرشدهم إلى طريق الدفاع عن حقوقهم ؟ واذا خاف القضاة ، فمن يضمن حقوق الناس ؟
فالمحامون ، كما اتصورهم ، وكما يجب ان يكونوا ، احرار يعشقون الحرية لأنهم جند القانون وعماده وحملة رسالة العدالة والمدافعون عن الحقوق المدنية والانسانية ، لكن الحرية لا تعيش ولا تزدهر الا بحكم القانون ، وكذلك رسالة العدالة ومهنة المحاماة.
واذا كان كثير من المحامين يفكرون في الامتناع عن حضور الجمعية العمومية للنقابة يوم الاحد المقبل خوفا" ، او لأن حضورهم لن ينفع في تغيير النتائج المقررة سلفا" ، او لان ممارستهم لقناعتهم قد ترتد عليهم بالاذى ، فانني ادعوهم إلى الحضور ، وإلى تحكيم ضمائرهم وتغليب عقولهم ، لان مشاركتهم قد تحدث التغيير الذي ينشدونه.
تعالوا ايها المحامون وصوتوا لمن تقتنعون بهم ، ولو لم تكن اسماؤهم على قائمة النقابة الرسمية او منعوا من الترشيح ، ولا تصوتوا لمن لا تقتنعون بهم مهما علا شأنهم.
لا تجعلوا من الانتخابات النقابية نموذجا" مصغرا" عن الانتخابات النيابية العامة ، وحرروها من اوساخ الحزبية والطائفية والعشائرية ، لأن النقابة يجب ان تكون فوق الاحزاب والطوائف.
واقول لكم كما قال ابو العلاء المعري : لا امام سوى العقل ، وادعوكم إلى التفكير بحرية والتحدث بحرية ، وإلى ممارسة المهنة بكل حرية باحترام وتطبيق القانون والدفاع عن الحقوق.
وكيف يكون للوطن مستقبل اذا لم يستطع المحامون ان يفكروا بحرية ويمارسوا حرية القول وحق الدفاع ، وهل يجوز ان تقع النخبة المحتملة اسيرة للخوف؟
ايها المحامون : لا تخافوا ، لا تخافوا ، واعطوا المثل لزملائكم ولسائر المواطنين في التحرر من الخوف ، حتى يسقط هذا السلاح من يد الاستبداد والفساد ، ويقوم حكم القانون يضمنه قضاء مستقل نزيه ، لتكرس الحرية والديمقراطية لكل اللبنانيين.
لا تخافوا ! ومن جهتي فانا لست خائفا
__________________
نعــيب زماننا والعيب فيـــنا ومالزمــانــنا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ولم نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضا عيانــا