المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعبيرات قرأنية ..قال تعالى: “ومن يتقِ الله يجعل له "



ORED_ELGANA
04-10-2008, 10:56 PM
عبر القرآن الكريم في آيات عدة عن ارتباط سعة الرزق ويسره بالاستغفار والتقوى والايمان، وكان ذلك في سياق تناولنا للآيتين 10 و11 من سورة “نوح”، ونعود هنا مرة أخرى مع هذا التعبير ولكن في سياق وقالب آخر هو هذه المرة في الآيتين 2 و3 من سورة “الطلاق”، قال تعالى: “ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا، ويرزقْه من حيث لا يحتسب، ومن يتوكلْ على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره، قد جعل الله لكل شيء قدرا” سورة (الطلاق الآيتان 2 و3).


المخرج: هو اسم المكان، من الفعل خرج يخرج خروجا، وقد يكون هذا الخروج أو المخرج (السبيل الى الخروج) معنويا فعن النبي (صلى الله عليه وسلم) في معنى الآية قوله: “مخرجا من شبهات الدنيا ومن غمرات الموت ومن شدائد يوم القيامة” وعن ابي ذر رضي الله عنه ان النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “إني لأعلم آية لو أخذ بها الناس لكفتهم” ثم تلا الآية فما زال يكررها ويعيدها.

والتقوى، هذه التي ارتبطت عند الله بالتوسعة في الرزق وبالتيسير على المتأزم الواقع في مأزق لا يجد خروجا منه هي جماع الأمر كله، هي الوقوف عند حدود الله واجتناب معاصيه، يخرجه من الحرام الى الحلال ومن الضيق الى السعة. عن ابن عباس ان النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب”. وفي الحديث القدسي: “إذا توكل علي عبدي، لو كادته السموات والأرض جعلت له من بين ذلك المخرج”. هذا فيما يختص بالمخرج فإذا جئنا للرزق من حيث لا يحتسب، نجد المقصود من هذا التعبير أي من حيث لا يتوقع ولا يظن ان الرزق يأتيه من هذا الاتجاه. قالوا احتسب الشيء: بمعنى حسبه أو ظنه، أو هو بمعنى: عده، فيكون المقصود: “من حيث لا يحتسب: اي من حيث لا يظن أو يتوقع، أي من وجهة لا تخطر مطلقا على باله، وقال ابن عيينة: هو البركة في الرزق. وعن عمران بن حصين، قال رسول الله (صلى الله عليه

وسلم) “من انقطع الى الله كفاه الله كل مؤونة ورزقه من حيث لا يحتسب، ومن انقطع الى الدنيا وكله (أي سلمه) إليها” وليس معنى الانقطاع الى الله الجلوس عن السعي، كلا فالاسلام ليس فيه رهبانية ولكنه دين الحركة والبركة مع العمل الصالح. فالانقطاع الى الله عدم الانشغال بسواه بعيدا عنه انغماسا في المعاصي والشهوات وحب الدنيا والتكالب عليها ان تكون في معية الله تقوى وصلاحا وامتثالا لأوامره والانتهاء عما نهى عنه، وتفويض الامر إليه وحده لا اعتماد إلا عليه مع الأخذ بالاسباب وانتظار العون من مسبب الاسباب “ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم”.

walid_8281500
04-10-2008, 11:05 PM
شكرا اختى على موضوعك

walid_8281500
04-10-2008, 11:06 PM
تقبلى مرورى اللهم اجعله فى ميزان حسناتك ياارب