المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعبيرات قرأنية ..يتطهر” و”يطّهر” و”يتذكر” و”يذّكر”



ORED_ELGANA
04-10-2008, 10:55 PM
كثيرة هي التعبيرات الواردة في كتاب الله الكريم على النحو الذي أوردناه من الابدال والحذف والذكر وما الى ذلك، وعلى سبيل المثال لا الحصر نشير الى مفردات مثل: “يتطهر” و”يطّهر” و”يتذكر” و”يذّكر” و”مكة” و”بكة” و”اللائي” و”اللاتي” أو “عتو” في مرة و”عتي” في أخرى، وهكذا. ونأتي على بعض الأمثلة:


قال تعالى: “وسيجنبها الأتقى، الذي يؤتي ماله يتزكي” (الليل: 17 18). وقال تعالى: “وما يدريك لعله يزّكّى” (عبس: 3). ففي سورة الليل يلاحظ ان التعبير جاء بالفعل “يتزكى” وفي عبس جاء التعبير ب “يزّكّى” وامتداداً لما سبق ذكره في هذا الخصوص، قالوا: إن الآية من سورة الليل هي في شأن إيتاء المال، وهو أمر مستمر مدى العمر، فجاء التعبير بالصيغة الطويلة للدلالة على الطول الزمني، في حين ان الثانية وهي من سورة عبس جاءت في شأن الأعمى “عبدالله بن أم مكتوم” على ما ورد في أسباب التنزيل، وقد جاء يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعرض عنه لا تقليلاً من شأنه ولكن حرصاً منه عليه الصلاة والسلام على اقناع بعض عتاولة قريش بالدخول في دعوة الحق، أما ابن ام مكتوم فهو من المؤمنين ولا بأس ان ينتظر، ومع ذلك فقد عاتب الله نبيه على التلهي عنه، ونعود الى موضوعنا فإن الموقف في عبس ليس له امتداد طويل فهو رهين لحظة معينة ولذلك جاء التعبير بالفعل الأقصر، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى جاء على لسان علمائنا ان التزكي الأول (سورة الليل) مقرون بإيتاء المال (الأطول أمدا) والتزكي الثاني (سورة عبس) مقترن بالخشية والذكر النافع وهو أمر يختص بالقلب.

ومثل ذلك نجده بالنسبة ل “المتطهرين” و”المطهرين” ونسوق مثالا عن التعبيرين. قال تعالى: “ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن، فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله، إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين” (البقرة: 222). وقال تعالى: “والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل، وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى، والله يشهد إنهم لكاذبون. لا تقم فيه أبداً، لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق ان تقوم فيه، فيه رجال يحبون ان يتطهروا، والله يحب المطهرين” (التوبة: 107 108) الآية الأولى بشأن الطهر من المحيض هو أمر متكرر متطاول على مشوار العمر، فجاء التعبير بالفعل الأطول “المتطهرين” أما الآية الثانية في مثالنا الذي أوردناه وهي آية سورة التوبة، فالأمر فيها مرتبط بطهر القلوب، ذلك انها نزلت بشأن مسجد الضرار الذي انشأه المنافقون يريدون به صرف الناس عن المسجد الذي أسس على التقوى، فهذا المسجد القصد منه تفريق بين المؤمنين الطاهري القلوب، إذن فطهر القلب أعمق وأقوى فجاء التعبير بصيغة المبالغة.

هذا هو القرآن في تعبيراته السامية ذات المقاصد الغنية

walid_8281500
04-10-2008, 11:07 PM
موضوع متميز ياارب دائما

walid_8281500
04-10-2008, 11:08 PM
تقبلى فائق احترامى

MeDo
04-10-2008, 11:31 PM
http://www.bunnyst.com/ImagesAll/Shkran.gif

MeDo
04-10-2008, 11:35 PM
http://www.bunnyst.com/ImagesAll/Sharek_M3na.gif

MeDo
04-10-2008, 11:39 PM
نتمنى المزيد من المشاركات الفعالة