ORED_ELGANA
04-10-2008, 10:51 PM
كثيرا ما نجد أناسا يقبلون على العبادة من صلاة وصوم لأمور يطلبونها في دنياهم، أي لاغراض بعينها، فإذا ما وصلوا الى غايتهم ومبتغاهم، انحرفوا عن الجادة وهجروا ما كانوا يواظبون عليه من عبادة، قال الشاعر:
صلى وصام لأمر كان يقصده
فلما انقضى الأمر لا صلى ولا صاما
والقرآن الكريم يعبر عن ذلك أصدق تعبير. قال تعالى: “ومن الناس من يعبد الله على حرف، فإن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين” (سورة الحج 11).
اذن وحسب سياق الآية الكريمة ليس الأمر قاصرا على الغايات والأهداف المنشودة، وإنما يتعداها ايضا الى ما يحل بالمرء من ضراء تصيبه أو أزمات من اي لون تكتنف حياته فإنه يسخط ويتبرم مما يصيبه فيكون بذلك لم يخسر الدنيا فحسب بما أصابه فيها، ولكنه ايضا خسر آخرته بامتعاضه وسخطه على ما فقده وأصابه “وذلك هو الخسران المبين” كما عبر القرآن الكريم، فإذا اصابته مصيبة في مال أو نفس أو ثمرات وصبر واحتسب، فقد احتفظ بآخرته فلم يخسرها، عوض الفقد أو لم يعوض، أما إذا أنهار مع المصيبة فقد اصبحت خسارته فادحة، بل هي أفدح مما يتصوره لأن خسارة الدنيا لا تساوي شيئا بجانب خسارة الآخرة.
هذا هو شأن القلقين، المتقلبين، غير الثابتين في ايمانهم بالله وفي عبادتهم له، ولذلك نجد في الأدعية المأثورة قولنا: “اللهم يا مثبت القلوب، ثبت قلوبنا على الايمان بك وعلى طاعتك، ولا تفتنا في ديننا فننقلب على وجوهنا خاسرين”. قال الازهري: كأن الخير والخصب ناحية، والضر والشر والمكروه ناحية أخرى، فهما حرفان، وعلى العبد ان يعبد على حالتي السراء والضراء (مايسره وما يضره) فمن عبد الله على السراء وحدها دون أن يعبده على ضراء تصيبه أو يبتلى بها، فقد عبده على حرف وهذا الاضطراب والقلق في العبادة غير المستقرة، التي تكون على حرف، يحدث في كل زمان وفي كل مكان، فالآية الكريمة تعبر عن هذا الذي يحدث تعبيرا شاملا وعموميا وليس لخصوص سبب بعينه نزلت به، فالانحرافات قائمة من هؤلاء الذين يعبدون الله على حرف فينقلبون على وجوههم خاسرين الدنيا والآخرة، والعياذ بالله وانقلابهم هذا الى أين؟ يعبر عن ذلك القرآن في الآية التالية مباشرة لهذه الآية التي نحن بصددها، فنقرأ في الآية 12 قوله تعالى “يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه، ذلك هو الضلال البعيد” أيا ما كان هذا الذي هو من دون الله، صنما كان كما في الجاهلية الأولى أو عياذة بالجن أو الانس كما في الجاهليات الأخرى.
محمد الطيب عربي
منقول من جريدة الخليج
الإمارات
صلى وصام لأمر كان يقصده
فلما انقضى الأمر لا صلى ولا صاما
والقرآن الكريم يعبر عن ذلك أصدق تعبير. قال تعالى: “ومن الناس من يعبد الله على حرف، فإن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين” (سورة الحج 11).
اذن وحسب سياق الآية الكريمة ليس الأمر قاصرا على الغايات والأهداف المنشودة، وإنما يتعداها ايضا الى ما يحل بالمرء من ضراء تصيبه أو أزمات من اي لون تكتنف حياته فإنه يسخط ويتبرم مما يصيبه فيكون بذلك لم يخسر الدنيا فحسب بما أصابه فيها، ولكنه ايضا خسر آخرته بامتعاضه وسخطه على ما فقده وأصابه “وذلك هو الخسران المبين” كما عبر القرآن الكريم، فإذا اصابته مصيبة في مال أو نفس أو ثمرات وصبر واحتسب، فقد احتفظ بآخرته فلم يخسرها، عوض الفقد أو لم يعوض، أما إذا أنهار مع المصيبة فقد اصبحت خسارته فادحة، بل هي أفدح مما يتصوره لأن خسارة الدنيا لا تساوي شيئا بجانب خسارة الآخرة.
هذا هو شأن القلقين، المتقلبين، غير الثابتين في ايمانهم بالله وفي عبادتهم له، ولذلك نجد في الأدعية المأثورة قولنا: “اللهم يا مثبت القلوب، ثبت قلوبنا على الايمان بك وعلى طاعتك، ولا تفتنا في ديننا فننقلب على وجوهنا خاسرين”. قال الازهري: كأن الخير والخصب ناحية، والضر والشر والمكروه ناحية أخرى، فهما حرفان، وعلى العبد ان يعبد على حالتي السراء والضراء (مايسره وما يضره) فمن عبد الله على السراء وحدها دون أن يعبده على ضراء تصيبه أو يبتلى بها، فقد عبده على حرف وهذا الاضطراب والقلق في العبادة غير المستقرة، التي تكون على حرف، يحدث في كل زمان وفي كل مكان، فالآية الكريمة تعبر عن هذا الذي يحدث تعبيرا شاملا وعموميا وليس لخصوص سبب بعينه نزلت به، فالانحرافات قائمة من هؤلاء الذين يعبدون الله على حرف فينقلبون على وجوههم خاسرين الدنيا والآخرة، والعياذ بالله وانقلابهم هذا الى أين؟ يعبر عن ذلك القرآن في الآية التالية مباشرة لهذه الآية التي نحن بصددها، فنقرأ في الآية 12 قوله تعالى “يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه، ذلك هو الضلال البعيد” أيا ما كان هذا الذي هو من دون الله، صنما كان كما في الجاهلية الأولى أو عياذة بالجن أو الانس كما في الجاهليات الأخرى.
محمد الطيب عربي
منقول من جريدة الخليج
الإمارات