المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سارق غزالة الكعبة



ORED_ELGANA
04-10-2008, 10:43 PM
كان أبولهب قد خاصمه حظه فخسر كل ما كان معه من مال على مائدة القمار حين جاء رجل يصيح: جاءت قافلة من الشام تحمل خمراً. نظر أبولهب إلى بعض الرجال وأشار لهم برأسه أن اتبعوني، فهبوا واقفين ثم ساروا خلف ابن سيد القوم وزعيم مكة. وانطلق أبولهب وخلفه رفاقه حتى دخلوا الكعبة وسرقوا واحدة من الغزالتين الذهبيتين المعلقتين داخلها، ثم هرعوا إلى القافلة القادمة من الشام واشتروا بالغزالة خمراً.
وتنفس الصبح وخرج الملِّيُّون ليطوفوا بالحرم، وفتح كاهن هبل بابها للراغبين في تقديم القرابين للإله المزعوم أو الاستقسام بالأزلام، وحانت من الكاهن التفاتة فلم يجد إلا غزالة واحدة معلقة، فندت منه صيحة استنكار وخرج مفزوعاً يعلن على الملأ النبأ الأليم. وانتشر الناس في مكة يبحثون عن غزالة الذهب التي سرقت من البيت المقدس، ووعد عبدالله بن جدعان بجائزة لمن يرشد إلى سارق الغزالة، فإذا بعقد الألسن تحل وإذا بأصابع الاتهام تشير إلى أبي لهب ورفاقه، فذهب عبدالله بن جدعان إلى رجال القافلة القادمة من الشام واسترد منهم الغزالة وانطلق في أثر أبي لهب ورفاقه المجان العابثين، وألقي القبض على بعض رفاق أبي لهب وقطعت أيديهم جزاء ما ارتكبوا من الجرم، وفرّ أبو لهب إلى أخواله من خزاعة طلباً للحماية.
وجاء عبدالله بن جدعان في نفر من قريش ليقبضوا على أبي لهب ولكن خزاعة منعت عنه قريشاً، فراح الرجال يعيرونه صائحين: “سارق غزالة الكعبة.. سارق غزالة الكعبة”. منعت خزاعة عن أبي لهب قريشاً، ونفذ حكم القطع في فريق دون فريق، ولم يكن ذلك بدعاً، فقد كان الشريف إذا سرق لم يقطع، بينما تقطع يد السارق إن لم يكن له ولي أو نصير. وخشي عبدالمطلب أن تسرق الغزالتان أو إحداهما فجاء بهما وضربهما في باب الكعبة، فكان أول ذهب حُلّيت به.