hitman_47
01-31-2009, 01:11 AM
أصبح التضامن العربي شعاراً لا يثير أحداً. وبات في نظر كثيرين جزءاً من مخلفات الماضي، والتطلعات المثالية في السياسة العربية، لكن من يراجع نص ميثاق التضامن العربي الذي وقعه الزعماء العرب في الرباط عام 1965 سيجد انه لا علاقة له بالمثالية، فهو نص متواضع المطالب، وجرى صوغه في شكل مناشدة، تصلح لتنظيم علاقة الجيران في المدن والاحياء، فضلاً عن ان الميثاق استخدم وسائل غير مكلفة من الناحيتين المادية والمعنوية لتحقيق التضامن والانسجام والوفاق بين الدول العربية. يتكون ميثاق التضامن العربي من 6 بنود، تعالج توحيد المواقف السياسية في القضايا القومية، واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ومراعاة قواعد اللجوء السياسي، وخدمة القضايا العربية في الاعلام، والتمسك بحدود النقاش الموضوعي في معالجة القضايا العربية، وإيجاد تشريعات تمنع الاساءة الى العلاقات العربية - العربية. لكن المتأمل لبنود الميثاق يجد ان الهم الاعلامي سيطر على مضمونه، فاستأثر بنصف بنوده، اضافة الى ان ديباجة الميثاق ركزت على توفير »جو يسوده الود والاخاء»، لتحقيق التضامن.
لا شك في ان الخطاب الإعلامي السائد في المرحلة التي تم فيها توقيع الميثاق فرض هذا النص، فالمهاترات الاعلامية بين الدول العربية كانت في عزها، بل ان الحملات التي تظهر الآن بين فترة وأخرى بين الدول العربية تعود في أسلوبها وطريقتها الى تلك المرحلة الزاهرة، ولهذا فإن «ميثاق التضامن العربي» كان في الحقيقية «ميثاقاً للشرف الاعلامي»، لكنه اعطي عنواناً سياسياً لستر عورة الاعلام العربي. ومنذ ذلك التاريخ وقع العرب العديد من المواثيق والاتفاقيات الثنائية والجماعية وعلى مستويات مختلفة، لمحاصرة تأثير الاعلام على قضية التضامن العربي، ولكن من دون فائدة تذكر، فما زال الاعلام هو آفة التضامن العربي المفقود. اللافت، وان شئت المحزن، ان وسائل الاعلام العربية في الفترة التي شهدت توقيع ميثاق «التضامن العربي»، او «الشرف الاعلامي»، كانت تتعرض بطريق مباشر وغير مباشر بالتجريح للزعماء والحكومات وتحيّد الشعوب والدساتير والقوانين، لكنها اليوم اصبحت تتعرض للشعوب وتاريخها وتقاليدها وقوانينها. فإذا كان التضامن لم يتحقق في زمن شتم وتجريح الحكام والحكومات، فماذا عساه سيكون ونحن نرى الاعلام العربي لا يفرق بين الحكومة والدولة، ولا بين الشعب والسلطة.
لا شك في ان الخطاب الإعلامي السائد في المرحلة التي تم فيها توقيع الميثاق فرض هذا النص، فالمهاترات الاعلامية بين الدول العربية كانت في عزها، بل ان الحملات التي تظهر الآن بين فترة وأخرى بين الدول العربية تعود في أسلوبها وطريقتها الى تلك المرحلة الزاهرة، ولهذا فإن «ميثاق التضامن العربي» كان في الحقيقية «ميثاقاً للشرف الاعلامي»، لكنه اعطي عنواناً سياسياً لستر عورة الاعلام العربي. ومنذ ذلك التاريخ وقع العرب العديد من المواثيق والاتفاقيات الثنائية والجماعية وعلى مستويات مختلفة، لمحاصرة تأثير الاعلام على قضية التضامن العربي، ولكن من دون فائدة تذكر، فما زال الاعلام هو آفة التضامن العربي المفقود. اللافت، وان شئت المحزن، ان وسائل الاعلام العربية في الفترة التي شهدت توقيع ميثاق «التضامن العربي»، او «الشرف الاعلامي»، كانت تتعرض بطريق مباشر وغير مباشر بالتجريح للزعماء والحكومات وتحيّد الشعوب والدساتير والقوانين، لكنها اليوم اصبحت تتعرض للشعوب وتاريخها وتقاليدها وقوانينها. فإذا كان التضامن لم يتحقق في زمن شتم وتجريح الحكام والحكومات، فماذا عساه سيكون ونحن نرى الاعلام العربي لا يفرق بين الحكومة والدولة، ولا بين الشعب والسلطة.