المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تبديل الجنس ضرورة طبية أم انتكاسة فطرية الشيخ عمر عبدالله حسن الشهابي



Cat
01-29-2009, 10:03 AM
تبديل الجنس ضرورة طبية أم انتكاسة فطرية الشيخ عمر عبدالله حسن الشهابي
بسم الله الرحمن الرحيم


تبديل الجنس ضرورة طبية أم انتكاسة فطرية !!


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين ، وبعد
فقد نشرت الصحف المحلية صدور حكم قضائي بتاريخ 24/4/2004م لصالح المدعي على كل من : وزارة الصحة ، ووزارة الداخلية ، ووزارة التربية ، ووزارة العدل ، ووزارة الدفاع، والهيئة العامة للمعلومات المدنية ، بتسجيله في جميع السجلات الرسمية أنه أنثى لتجري عليه أحكام الأنثى ، وذلك إثر قيام المدعي بعملية جراحية أزالت عضوه الذكري وخصيتيه، وصنعت له مدخلا مكان الذكر يشبه فرج الأنثى ، وقد صدر الحكم القضائي بأن هذا يحل له ، وأن الشريعة الإسلامية لا تمنع ذلك ، وأنه بذلك قد تحول إلى أنثى .
ولما كان هذا الحكم مناقضاً للشريعة المطهرة، وفاتحـاً لباب الفساد والشر والفاحشة على مصراعيه ، أحببت أن أضع بين يدي إخواني المسلمين حقيقة الأمر، و الحكم الشرعي الصحيح في مثل هذه القضية .
والله أسأل أن يعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن


كتبه : عمر عبد الله الشهابي



عملية تبديل الجنس من الذكر إلى الأنثى والعكس :ــ

هي عملية جراحية يتم فيها تغيير الأعضاء الظاهرية للذكر لتشبه الأعضاء الظاهرية للأنثى أو ( العكس ) .
حيث يقوم الجرَّاح إزاء الشخص المراد تبديل جنسه، إن كان رجلاً كامل الذكورة من الناحية الخلقية و الجينية بقطع القضيب والخصيتين، وإحداث شق ببقايا كيس الصفن أشبه بفرج المرأة ، ويعطي هرمونات الأنوثة لينمو الصدر، وربما اضطر إلى زراعته، وبتأثير الهرمونات يتحول الصوت ليشبه صوت الأنثى ، ويتغير توزيع الدهون في الجسم على هيئة توزيعها في جسم الأنثى .
وإن كان الشخص المراد تبديل جنسه امرأة كاملة الأنوثة، من الناحية الخلقية والجينية، فإن الجراح يقوم باستئصال الثديين والرحم والمبيض، ويقفل المهبل ويصنع لها قضيباً اصطناعياً، يمكن أن ينتصب بواسطة تيار كهربائي من بطارية مزروعة في الفخذ عند الحاجة، وتعطي المرأة هرمونات الذكورة بكمية كبيرة لتغير الصوت إلى طابع الخشونة، ونتيجة لذلك ينبت شعر الوجه واللحية!!
والتغيير هنا إنما هو تغيير ظاهري بحت في الأعضاء، لا يحصل معه أي تغيير في الوظائف.
فالرجل إذا تم تبديل بعض أعضائه إلى أعضاء الأنثى فإنه لا يمكن أن يحيض أو يحمل؛ لعدم وجود مبيض أو رحم، وبقطع ذكره وخصيته يكون قد فقد الإنجاب إلى الأبد.
والمرأة إذا تم تبديل بعض أعضائها ذكراً في الظاهر، فإنها لا تقذف منياً ، ولا يكون لها ولد من صلبها . (1)
ولا يدخل في هذا النوع من العمليات، التدخل الجراحي الذي يجريه الطبيب للخنثى بأنواعها، والفرق بينهما ظاهر، حيث إن ما نحن بصدده يجري لمن اكتمل خَـلْـقـُـه واستبانت أعضاؤه الدالة على جنسه وتتامت .


أما الخنثى : ــ الذي يعرفه الفقهاء : بأنه ما له شكل ذكر رجل وشكل فرج امرأة أو له مكان الفرج ثقب يخرج منه البول .
ويعرفه الأطباء : بأنه الشخص الذي تكون أعضاؤه الجنسية الظاهرة غامضة، ولذا فإن التدخل الجراحي فيه إنما يكون لإزالة تشوه خَـلْـقي قائم، وهذا يكون من قبيل تبين أو تثبيت الجنس، وليس من التبديل في شيء.

أسباب ودوافع إجراء عملية تبديل الجنس:ـــ
يغاير بعض النفسانيين بين الرغبة الشخصية في التحول الجنسي، وبين اضطراب الهوية الجنسية، وهو الاضطراب الناشئ عن عدم التوافق بين الصفات العضوية وبين شعور الإنسان الشخصي بالجنس الذي ينتمي إليه ، ووضعوا في ذلك نظريات لتبرير هذا الشذوذ.
وأبرز هذه النظريات ما يلي :-
1ــ تعرض الجنين داخل الرحم في المراحل الأولى للتكوين الجنيني لتأثير كميات زائدة من هرمون الأنوثة، في حالة الحمل بجنين ذكر والعكس، فتؤثر هذه الهرمونات على الجهاز العصبي والمخ في طور التكوين الكامل للأعضاء التناسلية، كما عزى البعض حالة الاضطراب إلى أسباب جنينية؛ استناداً إلى وجود بعض هذه الحالات في توأم البيضة الواحدة .
2ــ أنه ينشأ نتيجة قلق يتطور بالطفل إلى خيالات إصلاحية بالاندماج التكافلي، فالذكر مع والدته، والأنثى ربما مع والدها أو أخوها، وهذا ما يعلل لجوء الشخص لإجراء تغييرات جراحية، إذ من المقرر عندهم أن الهوية الجندرية ليست ثابتة بالولادة، بل ربما تغيرت، بمعنى أنها قد تكون متوافقة مع جنس المولود، ثم إنها تتغير بعوامل التربية والبيئة الاجتماعية ونحوها .
وبإرجاع الألفاظ إلى حقائقها وبوضع الأمور في نصابها، يتبين أن الشذوذ والهوى والتربية الفاسدة، هي العوامل الحقيقية وراء رغبة بعض الرجال الذكور أن يبدلوا أنفسهم إلى إناث، ونفس الدوافع وراء رغبة بعض الإناث أن يبدلوا جنسهم إلى ذكور .
وهذا الشذوذ والانحراف هو الذي بدأه قوم لوط _عليه السلام_، ولم يسبقهم من أحد من العالمين، فاستحبوا إتيان الذكور على الإناث، وقد قال لهم رسولهم : "أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ" (الشعراء:165، 166). وقال لهم: "وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ" (الأعراف:80). وقال لهم: "أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ" (النمل: من الآية54). وكان ردهم أنهم قد فعلوا هذا واستمرؤوه وأحبوه، مع ما يعلمون من نجاسته، وبعده عن الطهارة؛ ومن أجل ذلك قالوا: "أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ" (النمل: من الآية56).
وبانحراف الناس عن الفطرة وقع منهم في هذا الباب أنواع كثيرة من الشذوذ والانحراف ، كإتيان الذكور شهوة مع الإناث ، وكذا الاقتصار على الذكور مع النفور من الإناث ، وقد يكون الشاذ مفعولاً به فقط ، أو يكون فاعلاً ومفعولاً به .
والأنثى التي تكره جنسها، ولا تهوى إلا أنثى مثلها وهو السِّحَاق ، وللسحاقيات أحوال من الشذوذ، فمنهن من تمثل دور الفاعل، ومنهن من تمثل دور المفعول به، ومنهن من تستمتع بكل ذلك مع استمتاعها بالذكور.
ومن الذكور من لا يستمتع بشهوته إلا مع الحيوانات، ومن النساء من لا تستمتع إلا بالكلاب والقرود.
والانحراف عن الفطرة والخلق السوي في هذا الباب متعدد، وقبيح فاحش مقزز، لا يدرك لانحطاطه نهاية.
وفي كثير من دول الغرب الآن، أرجع الناس تشريعاتهم إلى أهوائهم، وجعلوا كل شذوذ وهوى مباحـاً، ما دامت تحبه النفوس وترتضيه وتميل إليه ، ومن أجل ذلك أقروا كل العلاقات الجنسية الشاذة، المنافية للفطرة والخلق، وصدرت القوانين بأن الذكر يمكن أن يتزوج الذكر، ويشكلا أسرة لكل منهما حقوق وواجبات، يقرها القانون ويحصل فيها التقاضي، وتسن لها التشريعات، منذ زمن إباحة كل هذه العلاقات الشاذة بين الرجال والنساء والحيوانات ، ومساواة الإنسان الشاذ بالإنسان السوي في كل الحقوق والواجبات، بما فيها رئاسة الدولة، ودخول الجيش وتقلد جميع المناصب والوظائف .
فليست المشكلة الآن هي في أن أناسـاً انحرفوا عن الفطرة وهم يمارسون الفاحشة خفاءً أو ظهوراً ، سراً أو علانية، بل المشكلة وما نحن بصدده إنما هو في التشريع لهذا الشذوذ بأنه مباح، بل وأن شريعة الله المطهرة شريعة الإسلام تقره وتبيحه، وأن من فعل ذلك فلا يجوز لومه ومعاقبته في الدنيا ، وهو لا يعاقب يوم القيامة؛ لأنه فعل ما يحل له!!

مقدمات بين يدي الموضوع

الإنسان ذكر أو أنثى فقط:ـــ
خلق الله البشر على جنســين لا ثالث لهما قال _تبــــارك وتعالـى_: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً" (النساء: من الآية1). وقال: "يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ" (الشورى: من الآية49). وقال: "فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى" (القيامة:39). وقال: "وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى" (الليل:3). إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة، التي تفيد حصر خلق البشر في هذين الجنسين .
قال الكاسائي : "الشخص الواحد لا يكون ذكراً وأنثى حقيقة، فإما أن يكون ذكراً وإما أن يكون أنثى" [ بدائع الصنائع ( 328 / 7 )] .
وقال الجصاص في أحكام القرآن: في تفسير قوله _تعالى_: "وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى" (النجم:45، 46). لما كان قوله: "الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى" اسماً للجنسين، استوعب الجميع، وهذا يدل على أنه لا يخلو من أن يكون ذكراً أو أنثى، وأن الخنثى وإن اشتبه علينا أمره فإنه لا يخلو من أحدهما ( 618 / 3 ).
فحالة الخنثى المشكل إنما يكون الإشكال والاشتباه علينا نحن، أما جنسها عند خالقها وبارئها فهو بيّن، لما جاء في الصحيحين من حديث أنس _رضي الله عنه_ في جمع خلق ابن آدم وقضاء الله بذلك (أي رب أذكر أم أنثى