chahrazad
01-28-2009, 09:58 AM
http://img.aljasr.com/icon.aspx?m=blankاخواني اخواتي رواد منتدى القرآن الكريم (http://www.b7st.com/vb/--xx--:goTo('f.aspx?mode=f&f=1'))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهhttp://img144.imageshack.us/img144/8854/93439105bs0.gif
بعد الصلاة على خيرخلق الله سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى أله وصحبه والتابعين له إلى يوم الدين
.•.°.••i|[♥ .•:*ღ*:• إنا أنزلناه في ليلة مباركة .•:*ღ*:•♥]|i•.•.°.•|█||◄ الشيــــــــ أبو بكر الجزائري ـــــــخ ►|█|
الحمد للّه، والصلاة والسلام على رسول اللّه. وبعـد: إنها مناسبة طيبة أن يصدر هذا العدد من مجلة الجامعة الإسلامية لثلاثة شهور مباركة: رجب وشعبان ورمضان، وأن يكون في كل شهر منها ليلة مباركة وهي ليلة الإسراء والمعراج، وليلة النصف من شعبان، وليلة القدر من رمضان.
وإنا بعـد تفسير هذه الآية المباركة تفسيراً موجزاًَ نتحدث مع القراء الكرام على الشهور الثلاثة ولياليها المباركة، والتي ذهب كل شهر مبارك بواحدة منها، فكانت ليلة الإسراء في رجب الأصب، وليلة النصف في شعبان، وليلة القدر في الوتر من أواخر رمضان
قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ}
هذه الآية المباركة هي جواب قسم لله تعالى في قوله: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} ويلاحظ أنه عز وجل أقسم بالقرآن- إذ هو المراد من الكتاب المبين- على إنزاله له في ليلة مباركة.
واقتضى المقام الإقسام على هذا الخبر لأن مشركي العرب وبخاصة مشركي مكة أنكروا أن يكون القرآن الكريم وحياً أنزله اللّه تعالى على رسوله محمد صلى اللّه عليه وسلم، وبالغوا في الإنكار والجحود حتى قالوا فيه: إنه أساطير الأولين، وإنه سِحْرٌ يُؤْثَر. فاقتضى المقام الإقسام جرياً على أساليب العرب في مخاطبتهم، فالشاك في صحة ما يلقى إليه من الخبر يؤكد له بأداة من أدوات التوكيد كإن والقسم: ليطمئن قلبه إلى صدق المخبر وصحة ما أخبر بـه.
والمراد من إنزال القرآن إما بداية نزوله: إذ أول ما نزل منه آية {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} ثم توالى إنزاله حتى تَمَّ في خلال ثلاث وعشرين سنة. وإما إنزاله كله جملة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا، كما صح ذلك عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ومثل هذا لا يقال بالرأي، فهو إذاً من المروي المرفوع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
والمراد من الليلة المباركة إحدى ليلتين: وهما ليلة القدر من رمضان أو ليلة النصف من شعبان، كما ذهب إلى ذلك أحد الجلالين: المحلي أو السيوطي في تفسيرهما المبارك.
وعدم تعيين الجلالين أي الليلتين أراد الله تعالى بقوله في ليلة مباركة غير مانع من أن يجزم المحققون من أهل التفسير والحديث بأنها ليلة القدر كما جزم بذلك الإمام النووي والإمام ابن كثير رحمهما اللّه تعالى، وخلق لا يحصون عدّاً، وذلك لقوله تعالى: من سورة القدر: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}، وقوله من سورة البقرة: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} ولما ثبت بحجة التاريخ أن جبريل عليه السلام فاجأ الرسول صلى اللّه عليه وسلم بالوحي وهو في غار حراء فأقرأه قول اللّه تعالى {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}الآية، وكان ذلك في شهر رمضان بدليل الحديث الصحيح: "انقطع الوحي، ولم يبق إلا المبشرات، قالوا: وما المبشرات يا رسول اللّه؟ قال الرؤيا الصالحة ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة"
ومعنى كونها جزءاً من ستة وأربعين جزءاً: أن مدة الوحي كانت ثلاثاً وعشرين سنة منها نصف سنة أي ستة أشهر كان الوحي فيها مناما يراه الرسول صلى اللّه عليه وسلم فلا يرى رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح، وإذا قسمنا الثلاثة والعشرين سنة أنصافاً كانت ستة وأربعين نصفاً، وهو الجزء المعبر عنه في الحديث، ولما كان الوحي قد بدأ الرسول صلى اللّه عليه وسلم في شهر ربيع الأول كما قال: "شهر ولدت فيه وبعثت فيه" يعني ربيع الأول فإن شهر رمضان هو الشهر السابع من أشهر الوحي الستة، وعليه فبداية نزول الوحي يقظة لا مناماً كانت في رمضان ومن ثم كان المراد من قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} أَنها ليلة القدر لا ليلة النصف من شعبان؟ إذ القرآن بدأ قوله في رمضان بدليل قوله تعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ الآيـة....ومعنى مباركة: أنّ الله تعالى جعل فيها خيراً كثيراً وأثبته لها وأدامه عليها فلا تزال كذلك أبداً، وبذلك كانت خيراً من ألف شهر، فالعبادة فيها تعدل العبادة في غيرها بنسبة ألف إلى واحد فلذا يطلب الصالحون إحياءها بالعبادة، وقال الرسول صلى اللّه عليه وسلم "التمسوها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان وحسب هذه الليلة شرفاً وخيراً وبركة أن اللّه تعالى ابتدأ فيها نزول كتابه المبارك فقال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ}
وجملة {إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ} ذكرها تعالى علة لإنزاله الكتاب المبين فلو قال قائل: لِمَ أَنْزَلْتَ يا ربّ هذا الكتاب. لكان الجواب: لأنذر به بواسطة عبدنا ورسولنا محمد صلى اللّه عليه وسلم عبادنا المقيمين على الشرك باللّه تعالى والمعاصي عاقبة شركهم وعصيانهم، إذ عذاب الآخرة مرتّب على الشرك باللّه تعالى والفسق عن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم
وإنزال الربّ تبارك وتعالى الكتاب وإرساله الرسول للإنذار مظهر من مظاهر الرحمة الإلهيّة، إذ لولا رحمته بعباده لما أنذرهم وتركهم للعذاب، ولذا قال في سياق هذه الآيات: {رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
فلله الحمد، وله المنة.والآن وفاء بما وعدنا من الحديث على الشهور الثلاثة والليالي الثلاث نقول: إن شهر رجب من الأشهر الحرم بل هو أعظمها ويقال له رجب مضر لما كانت قبيلة مضر تعظمه وترجّبه وتحترمه، فلا تحل القتال فيه أبدأ، ويقال له رجب الأصبّ؛ لاعتقاد أن الخير يصب فيه صباً، ويقال له رجب الأصمّ لعدم سماع قعقعة السلاح فيه احتراماً له وتعظيماً، وفي الحديث الصحيح : "رجب مضر الذي بين جمادى وشعبان"وكان المشركون يذبحون فيه ذبيحة يسمونها العتيرة، فجاء الإسلام فأبطلها، لأنها من عادات الجاهلية وأعرافها. ففي الحديث: "هل تدرون ما العتيرة؟ هي التي تُسمونها الرجبيّة"
وبهذا ثبت أن رجباً كان معظماً في الجاهلية والإسلام، ووجب على كل مسلم أن يعظمه وذلك بالإكثار فيه من الطاعات وفعل الخيرات، فالصوم فيه ذو أجر عظيم، ولكن يصام فيه ويفطر، لا أن يصام كله، لأن الرسول صلى اللّه عليه وسلم لم يكمل صيام شهر قط إلا رمضان. ومن مظاهر تعظيم رجب بتعظيم الإسلام له أن لا يعصى فيه اللّه تبارك وتعالى بترك فرائضه، أو بارتكاب مناهيه. فالذي يعجز فيه عن الإكثار من الطاعات والمنافسة في الخيرات كإطعام الطعام، والصلاة والناس نيام، فليكفّ عن معصية اللّه والرسول فيه، فذلك من تعظيم رجب وفيه خير كبير.وزاد رجباً شرفاً وفضلا قيل: إن ليلة الإسراء والمعراج كانت به وهي ليلة الخامس والعشرين منه إن صح الخبر
والذي ينبغي أن يعلمه المسلم عن ليلة الإسراء هو أن الروايات مضطربة ومختلفة في كون الإسراء والمعراج كانا في رجب، وفي كون ليلة الخامس والعشرين منه هي تلك الليلة التاريخية التي تمت فيها أكبر معجزة في تاريخ الأنبياء بل البشرية جمعاء
ومن هنا أنكر أهل العلم على العوام إتخاذ ليلة الخامس والعشرين من رجب موسماً يحتفل فيه بأنواع من الطعام، أو بضرب من أَنواع العبادات ويسمونه بالرجبيِّة، وهذا الاسم كان لأهل الجاهلية، وقد تقدم قول الرسول صلى اللّه عليه وسلم فيه وهو "هل تدرون ما العتيرة؟ هي التي تسمونها الرجبيّة. وقد شاع اليوم بين المسلمين زيارة المسجد النبوي في شهر رجب، وأطلقوا على هذه الزيارة لفظ الرجبيّة، وهي بدعة أنكرها أهل العلم، ومازالوا ينكرونها على العوام ولكنهم لا ينتهون.
وأَذكر أني مراراً أقول في هذه المناسبة: أيها الناس تعالوا نحتفي بهذه الذكرى الطبيبة، ثم أقول هيا بنا نحتفي ونحتفل! ولكن فماذا نصنع، ما الذي وضع لنا الشارع من العبادات، ما الذي نقول؟ ما الذي نفعل؟ فلم نجد أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم وضع لهذه الذكرى قولاً ولا عملاً، بل ولم يثبت عنه صلى اللّه عليه وسلم أنه يثبت ذكرها مجرد ذكر، فننتهي إلى القول بأنها بدعة يجب تركها والتنبيه عليها لأن الذي لم يكن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه ديناً لا يكون اليوم ديناً، ومالم يكن ديناً يتقرب به إلى ربنا ويطلب به رضاه فلا خير فيه وتركه واجب والإعراض عنه لازم.
أما شعبان فإنه لم يكن من الأشهر الحرم، ولم يرد في فضله شيء غير أنه يستحب الإكثار من الصوم فيه حيث صحت في ذلك أحاديث، منها حديث البخاري ونصه: عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: "كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان"
فهذا الحديث دليل واضح على استحباب الإكثار من الصيام في شهر شعبان.
وقد ورد في بيان علة الإكثار من الصوم في شعبان والحكمة في ذلك حديث النّسائي وأبي داود وابن حبان وصححه قوله صلى الله عليه وسلم- وقد سأله أسامة بن زيد قائلاً: لم أرَكَ تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: "ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى ربّ العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم" كما وردت في فضل الصوم فيه أحاديث أخرى بيد أنها ضعيفة فلا حاجة إلى ذكرها وما ذكرناه من الصحيح يغني ويكفي في التّرغيب في الصوم في هذا الشهر
ليلة النصف منه
أما ليلة النصف منه وهي ليلة الخامس عشر من شهر شعبان فقد رأى كثير أنها هي الليلة المباركة التـي قال فيها اللّه تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ والمراد من فرق الأمور فيها أن يفصل من اللوح المحفوظ =كتاب المقادير= كل أحداث السنة من حياة وموت، وحرب وسلم، وخصب وجدب، وخير وشر، ويسلم إلى مدبرات الأمور من الملائكة، فيتم ذلك حسب تقدير اللّه تعالى بلا زيادة ولا نقصان، ولا تبديل ولا تغيير، بل يقع كل شيء على صفته وفي زمانه ومكانه كما جرى به القلم قبل خلق السماوات والأرض، وهكذا في كل سنة من هذه الليلة المباركة يفصل من كتاب المقادير العام كل ما يحدث في خلال السنة مما قضاه اللّه وقدر وقوعه فيها من الأرزاق والآجال وغيرها من الأحداث الكونيّة وجزئياتها حتى إن الرجل ليتزوج ويولد له وهو في عداد الموتى
وهذا مما يرجح أن تكون هذه الليلة هي ليلة القدر من رمضان وليست ليلة النصف من شعبان بقرينة قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر،ِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ، سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}
فقوله {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} إشارة إلى فرق الأمور فيها وفصلها عن اللوح المحفوظ، وتسليم ذلك إلى المدبرات من الملائكة: ميكائيل، وإسرافيل وعزرائيل
ويؤكد هذا أن الأحاديث الواردة في ليلة النصف من شعبان لم يصح منها شيء بل كلها ضعيفة، ولم يخرجها أصحاب السنن، وإنما ذكر بعضها الثعالبي والزمخشري، وأمثلها حديث: "إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن اللّه ينزل لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، يقول ألا مستغفر فأغفر له؟ أَلا مبتلىّ فأعافيه؟ ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا كذا أَلا كذا حتى يطلع الفجر
وخلاصة القول: إن فضل هذه الليلة لا يبعد أن يكون واقعاً، وعليه فلو أن مؤمناً صام يومها أو قام ليلها احتساباً وسأل الله تعالى يُرجى أن يثاب ويستجاب له غير أن اختصاص هذه الليلة بالقيام، ويومها بصيام لا يحسن إلا إذا كان يصوم قبلها أو بعدها، وكان يقوم في غيرها من الليالي طوال العام؛ إذ قيام الليل سنة فاضلة. وطريقة حميدة لا يحرم منها إلا محروم.
وأخيراً رمضـان
إن شهر رمضان حقاً هو شهر مبارك وهو شهر هذه الأمة المباركة فرض اللّه صيامه وسن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قيامه، شهر تضاعف فيه الحسنات، وتزداد فيه الخيرات والبركات، وتعتق فيه الرقاب، وتجاب فيه الدعوات، فيه ليلة القدر خير من ألف شهر، قال فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين" رواه البخاري في كتاب الصوم.
وماذا عسانا أن نقول عن رمضان واللّه تعالى يقول {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}؟ فحسبه شرفاً وفضلا أَن جعله اللّه تعالى ظرفاً لنول أعظم خير وهو القرآن الكريم.
وإنما الذي نقول: إن على المؤمن أن يعظم هذا الشهر بتعظيم اللّه تعالى له، فلا يغشى فيه ذنباً بترك واجب من الواجبات وما أكثرها، ولا بارتكاب منهيّ عنه من المنهيات، وأن يكثر فيه من الطاعات، ويسابق فيه في الخيرات، لأنه شهر الإغتنام فلا يفرط المؤمن في مثله، وهو قادر عليه. واللّه المستعان.
ليلة القـدر فيه
أمّا ليلة القدر فهي من أفضل لياليه، وبها زاد شرف رمضان وعظم فضله على سائر الشهور، وهي ليلة ذات قدر كبير وشرف عظيم، حيث عدلت ألف شهر لا ألف ليلة وهي هدف القائمين وبغية المتهجدين، جاء في الصحيح "من صام رمضان إيماناًَ واحتساباًَ غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباًَ غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه
أَجمع المسلمون على فضل هذه الليلة وفضل قيامها، وأن من ظفر بها فقد ظفر بخير عظيم، وقد تطلع إليها أصحاب رسول اللّه ولازموا المسجد من أجلها، فقال لهم صلى اللّه عليه وسلم: "تَحَرَّوْا ليلةَ القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان. فتحدد بذلك زمانها وهو شهر رمضان فلا تكون في غيره، وتعين موطن احتمال وجودها وهو الوتر من العشر الأواخر كالواحد والعشرين والثالث والعشرين والخامس والعشرين والسابع والعشرين والتاسع والعشرين من آخر رمضان.
وخير طريق للفوز بها هو الاعتكاف في العشر الأواخر، ومن جدَّ وجد، ومن طلب النفيس هان عليه ما يَبذلُ من الرخيص، وما أرخَصَ من شهوات النوم والجماع، وكثرة الأحاديث مع الأهل والإخوان!!
وأخيراً أرجو أَن أكون قد وفيت بما وعدت من الحديث على الشهور الثلاثة والليالي الثلاث. واللّه أسأل أن ينفع القارئ بما قرأ، والسامع بما يسمع من الخير والهدى، وأَن لا يحرمني أجر ما كتبت وما قلت إنه قدير وبالإجابة جدير. وصلى اللّه على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
http://i180.photobucket.com/albums/x207/abo3azab/12221803-2.gif?t=1206889412
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهhttp://img144.imageshack.us/img144/8854/93439105bs0.gif
بعد الصلاة على خيرخلق الله سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى أله وصحبه والتابعين له إلى يوم الدين
.•.°.••i|[♥ .•:*ღ*:• إنا أنزلناه في ليلة مباركة .•:*ღ*:•♥]|i•.•.°.•|█||◄ الشيــــــــ أبو بكر الجزائري ـــــــخ ►|█|
الحمد للّه، والصلاة والسلام على رسول اللّه. وبعـد: إنها مناسبة طيبة أن يصدر هذا العدد من مجلة الجامعة الإسلامية لثلاثة شهور مباركة: رجب وشعبان ورمضان، وأن يكون في كل شهر منها ليلة مباركة وهي ليلة الإسراء والمعراج، وليلة النصف من شعبان، وليلة القدر من رمضان.
وإنا بعـد تفسير هذه الآية المباركة تفسيراً موجزاًَ نتحدث مع القراء الكرام على الشهور الثلاثة ولياليها المباركة، والتي ذهب كل شهر مبارك بواحدة منها، فكانت ليلة الإسراء في رجب الأصب، وليلة النصف في شعبان، وليلة القدر في الوتر من أواخر رمضان
قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ}
هذه الآية المباركة هي جواب قسم لله تعالى في قوله: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} ويلاحظ أنه عز وجل أقسم بالقرآن- إذ هو المراد من الكتاب المبين- على إنزاله له في ليلة مباركة.
واقتضى المقام الإقسام على هذا الخبر لأن مشركي العرب وبخاصة مشركي مكة أنكروا أن يكون القرآن الكريم وحياً أنزله اللّه تعالى على رسوله محمد صلى اللّه عليه وسلم، وبالغوا في الإنكار والجحود حتى قالوا فيه: إنه أساطير الأولين، وإنه سِحْرٌ يُؤْثَر. فاقتضى المقام الإقسام جرياً على أساليب العرب في مخاطبتهم، فالشاك في صحة ما يلقى إليه من الخبر يؤكد له بأداة من أدوات التوكيد كإن والقسم: ليطمئن قلبه إلى صدق المخبر وصحة ما أخبر بـه.
والمراد من إنزال القرآن إما بداية نزوله: إذ أول ما نزل منه آية {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} ثم توالى إنزاله حتى تَمَّ في خلال ثلاث وعشرين سنة. وإما إنزاله كله جملة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا، كما صح ذلك عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ومثل هذا لا يقال بالرأي، فهو إذاً من المروي المرفوع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
والمراد من الليلة المباركة إحدى ليلتين: وهما ليلة القدر من رمضان أو ليلة النصف من شعبان، كما ذهب إلى ذلك أحد الجلالين: المحلي أو السيوطي في تفسيرهما المبارك.
وعدم تعيين الجلالين أي الليلتين أراد الله تعالى بقوله في ليلة مباركة غير مانع من أن يجزم المحققون من أهل التفسير والحديث بأنها ليلة القدر كما جزم بذلك الإمام النووي والإمام ابن كثير رحمهما اللّه تعالى، وخلق لا يحصون عدّاً، وذلك لقوله تعالى: من سورة القدر: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}، وقوله من سورة البقرة: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} ولما ثبت بحجة التاريخ أن جبريل عليه السلام فاجأ الرسول صلى اللّه عليه وسلم بالوحي وهو في غار حراء فأقرأه قول اللّه تعالى {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}الآية، وكان ذلك في شهر رمضان بدليل الحديث الصحيح: "انقطع الوحي، ولم يبق إلا المبشرات، قالوا: وما المبشرات يا رسول اللّه؟ قال الرؤيا الصالحة ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة"
ومعنى كونها جزءاً من ستة وأربعين جزءاً: أن مدة الوحي كانت ثلاثاً وعشرين سنة منها نصف سنة أي ستة أشهر كان الوحي فيها مناما يراه الرسول صلى اللّه عليه وسلم فلا يرى رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح، وإذا قسمنا الثلاثة والعشرين سنة أنصافاً كانت ستة وأربعين نصفاً، وهو الجزء المعبر عنه في الحديث، ولما كان الوحي قد بدأ الرسول صلى اللّه عليه وسلم في شهر ربيع الأول كما قال: "شهر ولدت فيه وبعثت فيه" يعني ربيع الأول فإن شهر رمضان هو الشهر السابع من أشهر الوحي الستة، وعليه فبداية نزول الوحي يقظة لا مناماً كانت في رمضان ومن ثم كان المراد من قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} أَنها ليلة القدر لا ليلة النصف من شعبان؟ إذ القرآن بدأ قوله في رمضان بدليل قوله تعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ الآيـة....ومعنى مباركة: أنّ الله تعالى جعل فيها خيراً كثيراً وأثبته لها وأدامه عليها فلا تزال كذلك أبداً، وبذلك كانت خيراً من ألف شهر، فالعبادة فيها تعدل العبادة في غيرها بنسبة ألف إلى واحد فلذا يطلب الصالحون إحياءها بالعبادة، وقال الرسول صلى اللّه عليه وسلم "التمسوها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان وحسب هذه الليلة شرفاً وخيراً وبركة أن اللّه تعالى ابتدأ فيها نزول كتابه المبارك فقال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ}
وجملة {إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ} ذكرها تعالى علة لإنزاله الكتاب المبين فلو قال قائل: لِمَ أَنْزَلْتَ يا ربّ هذا الكتاب. لكان الجواب: لأنذر به بواسطة عبدنا ورسولنا محمد صلى اللّه عليه وسلم عبادنا المقيمين على الشرك باللّه تعالى والمعاصي عاقبة شركهم وعصيانهم، إذ عذاب الآخرة مرتّب على الشرك باللّه تعالى والفسق عن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم
وإنزال الربّ تبارك وتعالى الكتاب وإرساله الرسول للإنذار مظهر من مظاهر الرحمة الإلهيّة، إذ لولا رحمته بعباده لما أنذرهم وتركهم للعذاب، ولذا قال في سياق هذه الآيات: {رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
فلله الحمد، وله المنة.والآن وفاء بما وعدنا من الحديث على الشهور الثلاثة والليالي الثلاث نقول: إن شهر رجب من الأشهر الحرم بل هو أعظمها ويقال له رجب مضر لما كانت قبيلة مضر تعظمه وترجّبه وتحترمه، فلا تحل القتال فيه أبدأ، ويقال له رجب الأصبّ؛ لاعتقاد أن الخير يصب فيه صباً، ويقال له رجب الأصمّ لعدم سماع قعقعة السلاح فيه احتراماً له وتعظيماً، وفي الحديث الصحيح : "رجب مضر الذي بين جمادى وشعبان"وكان المشركون يذبحون فيه ذبيحة يسمونها العتيرة، فجاء الإسلام فأبطلها، لأنها من عادات الجاهلية وأعرافها. ففي الحديث: "هل تدرون ما العتيرة؟ هي التي تُسمونها الرجبيّة"
وبهذا ثبت أن رجباً كان معظماً في الجاهلية والإسلام، ووجب على كل مسلم أن يعظمه وذلك بالإكثار فيه من الطاعات وفعل الخيرات، فالصوم فيه ذو أجر عظيم، ولكن يصام فيه ويفطر، لا أن يصام كله، لأن الرسول صلى اللّه عليه وسلم لم يكمل صيام شهر قط إلا رمضان. ومن مظاهر تعظيم رجب بتعظيم الإسلام له أن لا يعصى فيه اللّه تبارك وتعالى بترك فرائضه، أو بارتكاب مناهيه. فالذي يعجز فيه عن الإكثار من الطاعات والمنافسة في الخيرات كإطعام الطعام، والصلاة والناس نيام، فليكفّ عن معصية اللّه والرسول فيه، فذلك من تعظيم رجب وفيه خير كبير.وزاد رجباً شرفاً وفضلا قيل: إن ليلة الإسراء والمعراج كانت به وهي ليلة الخامس والعشرين منه إن صح الخبر
والذي ينبغي أن يعلمه المسلم عن ليلة الإسراء هو أن الروايات مضطربة ومختلفة في كون الإسراء والمعراج كانا في رجب، وفي كون ليلة الخامس والعشرين منه هي تلك الليلة التاريخية التي تمت فيها أكبر معجزة في تاريخ الأنبياء بل البشرية جمعاء
ومن هنا أنكر أهل العلم على العوام إتخاذ ليلة الخامس والعشرين من رجب موسماً يحتفل فيه بأنواع من الطعام، أو بضرب من أَنواع العبادات ويسمونه بالرجبيِّة، وهذا الاسم كان لأهل الجاهلية، وقد تقدم قول الرسول صلى اللّه عليه وسلم فيه وهو "هل تدرون ما العتيرة؟ هي التي تسمونها الرجبيّة. وقد شاع اليوم بين المسلمين زيارة المسجد النبوي في شهر رجب، وأطلقوا على هذه الزيارة لفظ الرجبيّة، وهي بدعة أنكرها أهل العلم، ومازالوا ينكرونها على العوام ولكنهم لا ينتهون.
وأَذكر أني مراراً أقول في هذه المناسبة: أيها الناس تعالوا نحتفي بهذه الذكرى الطبيبة، ثم أقول هيا بنا نحتفي ونحتفل! ولكن فماذا نصنع، ما الذي وضع لنا الشارع من العبادات، ما الذي نقول؟ ما الذي نفعل؟ فلم نجد أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم وضع لهذه الذكرى قولاً ولا عملاً، بل ولم يثبت عنه صلى اللّه عليه وسلم أنه يثبت ذكرها مجرد ذكر، فننتهي إلى القول بأنها بدعة يجب تركها والتنبيه عليها لأن الذي لم يكن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه ديناً لا يكون اليوم ديناً، ومالم يكن ديناً يتقرب به إلى ربنا ويطلب به رضاه فلا خير فيه وتركه واجب والإعراض عنه لازم.
أما شعبان فإنه لم يكن من الأشهر الحرم، ولم يرد في فضله شيء غير أنه يستحب الإكثار من الصوم فيه حيث صحت في ذلك أحاديث، منها حديث البخاري ونصه: عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: "كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان"
فهذا الحديث دليل واضح على استحباب الإكثار من الصيام في شهر شعبان.
وقد ورد في بيان علة الإكثار من الصوم في شعبان والحكمة في ذلك حديث النّسائي وأبي داود وابن حبان وصححه قوله صلى الله عليه وسلم- وقد سأله أسامة بن زيد قائلاً: لم أرَكَ تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: "ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى ربّ العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم" كما وردت في فضل الصوم فيه أحاديث أخرى بيد أنها ضعيفة فلا حاجة إلى ذكرها وما ذكرناه من الصحيح يغني ويكفي في التّرغيب في الصوم في هذا الشهر
ليلة النصف منه
أما ليلة النصف منه وهي ليلة الخامس عشر من شهر شعبان فقد رأى كثير أنها هي الليلة المباركة التـي قال فيها اللّه تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ والمراد من فرق الأمور فيها أن يفصل من اللوح المحفوظ =كتاب المقادير= كل أحداث السنة من حياة وموت، وحرب وسلم، وخصب وجدب، وخير وشر، ويسلم إلى مدبرات الأمور من الملائكة، فيتم ذلك حسب تقدير اللّه تعالى بلا زيادة ولا نقصان، ولا تبديل ولا تغيير، بل يقع كل شيء على صفته وفي زمانه ومكانه كما جرى به القلم قبل خلق السماوات والأرض، وهكذا في كل سنة من هذه الليلة المباركة يفصل من كتاب المقادير العام كل ما يحدث في خلال السنة مما قضاه اللّه وقدر وقوعه فيها من الأرزاق والآجال وغيرها من الأحداث الكونيّة وجزئياتها حتى إن الرجل ليتزوج ويولد له وهو في عداد الموتى
وهذا مما يرجح أن تكون هذه الليلة هي ليلة القدر من رمضان وليست ليلة النصف من شعبان بقرينة قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر،ِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ، سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}
فقوله {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} إشارة إلى فرق الأمور فيها وفصلها عن اللوح المحفوظ، وتسليم ذلك إلى المدبرات من الملائكة: ميكائيل، وإسرافيل وعزرائيل
ويؤكد هذا أن الأحاديث الواردة في ليلة النصف من شعبان لم يصح منها شيء بل كلها ضعيفة، ولم يخرجها أصحاب السنن، وإنما ذكر بعضها الثعالبي والزمخشري، وأمثلها حديث: "إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن اللّه ينزل لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، يقول ألا مستغفر فأغفر له؟ أَلا مبتلىّ فأعافيه؟ ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا كذا أَلا كذا حتى يطلع الفجر
وخلاصة القول: إن فضل هذه الليلة لا يبعد أن يكون واقعاً، وعليه فلو أن مؤمناً صام يومها أو قام ليلها احتساباً وسأل الله تعالى يُرجى أن يثاب ويستجاب له غير أن اختصاص هذه الليلة بالقيام، ويومها بصيام لا يحسن إلا إذا كان يصوم قبلها أو بعدها، وكان يقوم في غيرها من الليالي طوال العام؛ إذ قيام الليل سنة فاضلة. وطريقة حميدة لا يحرم منها إلا محروم.
وأخيراً رمضـان
إن شهر رمضان حقاً هو شهر مبارك وهو شهر هذه الأمة المباركة فرض اللّه صيامه وسن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قيامه، شهر تضاعف فيه الحسنات، وتزداد فيه الخيرات والبركات، وتعتق فيه الرقاب، وتجاب فيه الدعوات، فيه ليلة القدر خير من ألف شهر، قال فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين" رواه البخاري في كتاب الصوم.
وماذا عسانا أن نقول عن رمضان واللّه تعالى يقول {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}؟ فحسبه شرفاً وفضلا أَن جعله اللّه تعالى ظرفاً لنول أعظم خير وهو القرآن الكريم.
وإنما الذي نقول: إن على المؤمن أن يعظم هذا الشهر بتعظيم اللّه تعالى له، فلا يغشى فيه ذنباً بترك واجب من الواجبات وما أكثرها، ولا بارتكاب منهيّ عنه من المنهيات، وأن يكثر فيه من الطاعات، ويسابق فيه في الخيرات، لأنه شهر الإغتنام فلا يفرط المؤمن في مثله، وهو قادر عليه. واللّه المستعان.
ليلة القـدر فيه
أمّا ليلة القدر فهي من أفضل لياليه، وبها زاد شرف رمضان وعظم فضله على سائر الشهور، وهي ليلة ذات قدر كبير وشرف عظيم، حيث عدلت ألف شهر لا ألف ليلة وهي هدف القائمين وبغية المتهجدين، جاء في الصحيح "من صام رمضان إيماناًَ واحتساباًَ غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباًَ غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه
أَجمع المسلمون على فضل هذه الليلة وفضل قيامها، وأن من ظفر بها فقد ظفر بخير عظيم، وقد تطلع إليها أصحاب رسول اللّه ولازموا المسجد من أجلها، فقال لهم صلى اللّه عليه وسلم: "تَحَرَّوْا ليلةَ القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان. فتحدد بذلك زمانها وهو شهر رمضان فلا تكون في غيره، وتعين موطن احتمال وجودها وهو الوتر من العشر الأواخر كالواحد والعشرين والثالث والعشرين والخامس والعشرين والسابع والعشرين والتاسع والعشرين من آخر رمضان.
وخير طريق للفوز بها هو الاعتكاف في العشر الأواخر، ومن جدَّ وجد، ومن طلب النفيس هان عليه ما يَبذلُ من الرخيص، وما أرخَصَ من شهوات النوم والجماع، وكثرة الأحاديث مع الأهل والإخوان!!
وأخيراً أرجو أَن أكون قد وفيت بما وعدت من الحديث على الشهور الثلاثة والليالي الثلاث. واللّه أسأل أن ينفع القارئ بما قرأ، والسامع بما يسمع من الخير والهدى، وأَن لا يحرمني أجر ما كتبت وما قلت إنه قدير وبالإجابة جدير. وصلى اللّه على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
http://i180.photobucket.com/albums/x207/abo3azab/12221803-2.gif?t=1206889412