المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «ضجة» حول شركة بريطانية عسكرية تملكها إسرائيل لها دور في مذابح غزة



الملك
01-26-2009, 01:11 AM
أصوات في لندن تطالب بوقف المبيعات العسكرية لتل أبيب





لندن - إلياس نصرالله
سلطت الأضواء في اليومين الأخيرين في بريطانيا على المساعدات التي تقدمها الحكومة البريطانية في مختلف المجالات لإسرائيل السياسية والاقتصادية والعسكرية، من خلال الجدل الذي أثارته على الساحة البريطانية الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، وبرز في شكل خاص ضمنها الأسلحة التي تبيعها بريطانيا إلى إسرائيل والتي استخدمت في قتل الأبرياء العزل من الفلسطينيين، خصوصا المحركات التي تستخدمها إسرائيل لصناعة الطائرات من دون طيار التي ساهمت قي شكل فعّال في الحرب، والتي تبين أنها من صنع شركة بريطانية مملوكة لمجموعة إسرائيلية تعتبر من أركان الصناعات العسكرية في إسرائيل، وأن من ضمن زبائن هذه الشركة دولا كثيرة في العالم من ضمنها عدد من الدول العربية.
وذكرت صحيفة «الغارديان»، أمس، أن شركة «سيلفر أرو» المتخصصة في صناعة الطائرات من دون طيار في إسرائيل هي المالكة لكامل الأسهم في شركة محركات «يو إيه في» في مدينة ليتشفيلد في منطقة ستافورد شاير والتي تعتبر أهم شركة في العالم لصناعة المحركات للطائرات من دون طيار التي توسع الاعتماد عليها واستخدامها في عدد من جيوش الدول في أنحاء مختلفة من العالم.
ويتضح أن «سيلفر أرو» هي فقط فرع لشركة «ألبت سيستمز» المتعهدة الرئيسية لدى وزارة الدفاع الإسرائيلية التي تزود الجيش الإسرائيلي بالأسلحة والعتاد.
وكانت الطائرات من دون طيار التي استخدمها الجيش الإسرائيلي في الأسبوعين الماضيين ضد قطاع غزة لفتت أنظار الرأي العام العالمي بتحليقها المتواصل فوق القطاع، حيث تبين أن دورها في هذه الحرب أساسي جدا وتقوم بالتجسس على الفلسطينيين ونقل المعلومات التي تحصل عليها مباشرة إلى طائرة «إف 16» الأميركية الصنع لتقوم هذه بتوجيه صواريخها إلى المواقع التي تحددها لها الطائرات من دون طيار، تلك الصواريخ التي أدت إلى مقتل عدد كبير جدا من الأطفال والنساء والمدنيين العزل الذين لا علاقة لهم بحركة «حماس» وبالعمل المسلح.
وساعد في تسليط الأضواء على المبيعات العسكرية البريطانية لإسرائيل، إعلان الطبيب الفلسطيني هشام الشويخ (52 عاماً) الذي يعمل في المستشفى المركزي لمنطقة لينكولن شاير في مؤتمر صحافي، أول من أمس، أنه «فقد 16 شخصا من أقربائه دفعة واحدة في القصف الذي تعرّضت له المدرسة التابعة للأمم المتحدة في غزة والتي سقط فيها 40 طفلاً وجرح ما يزيد على 60 آخرين». واستصرخ الشويخ الضمير الإنساني العالمي لوقف «المذبحة» التي ترتكبها إسرائيل ضد أبناء شعبه، وقال انه «مصاب بإحباط شديد كونه عاجزا عن تقديم المساعدة لأقربائه وأبناء شعبه وهو يشاهدهم يموتون في شكل جماعي».
وتعالت، أمس، في بريطانيا الأصوات المطالبة بمنع الشركات البريطانية من بيع الأسلحة أو قطع الغيار وغيرها من المعدات ذات الاستخدامات العسكرية إلى إسرائيل. ووجه عدد من نواب في مجلس العموم نداء إلى رئيس الوزراء غوردون براون، طالبوه بإصدار أمر فوري بوقف المبيعات العسكرية لإسرائيل.
وبرز من بين هذه الأصوات صوت النائب من حزب «العمال» الحاكم جيرمي كوربين، الذي روى أمام اجتماع تضامني حاشد مع الفلسطينيين حضره جمهور كبير من البريطانيين، أنه «مصاب بصدمة شديدة لأن الصواريخ الإسرائيلية أصابت مبنى كانت مجموعة من سكان يبنا، أحد مخيمات اللاجئين في جنوب القطاع، مجتمعين فيه خوفاً من الغارات».
وقال كوربين انه «يعرف يبنا جيدا وزارها أكثر من مرة والتقى أهلها، حيث نشأت بينه وبينهم علاقات صداقة متينة». وأضاف أنه «في وقت سابق من الأسبوع الجاري اتصل عن طريق الصدفة بالهاتف النقال لأحد أصدقائه في يبنا، الذي كان موجودا ضمن المجموعة الكبيرة المختبئة في المبنى. فطلب منه هذا الصديق أن يوجه كلمة إلى العشرات من الفلسطينيين المختبئين في المكان لرفع معنوياتهم، من خلال ربط الهاتف بجهاز يجعل المكالمة مسموعة للجميع». وقال كوربين انه «وافق وبدأ يتحدث، لكن فجأة انقطع الخط. فحاول جاهداً الاتصال مجدداً في الرقم نفسه، وكرر المحاولة عشرات المرات. لكنه تلقى لاحقا اتصالا من شخص آخر يبلغه بأن صاروخا ضرب المبنى الذي كان الناس مختبئين فيه وقتل وجرح عدد منهم».
وبلغ عدد نواب مجلس العموم الذين وقعوا على نداء في هذا الشأن إلى الحكومة حتى، أمس، أكثر من 100 نائب من مختلف الأحزاب.
وبرز من ضمن المطالبين بوقف المبيعات العسكرية البريطانية لإسرائيل تيم هانكوك، مدير الفرع البريطاني لمؤسسة العفو الدولية «أمنستي إنترناشينال» الذي قال انه «لا يكفي وقف المبيعات العسكرية المباشرة لإسرائيل، بل ينبغي أيضاً وقف المبيعات العسكرية غير المباشرة التي تتم أو من المحتمل أن تتم عن طريق طرف ثالث أو دولة أخرى