no love
04-09-2008, 09:41 PM
http://www.alwafd.org/v3/upload/news/zenab_1198695927.jpg
بعد 23 سنة قضتها زينب محمد إبراهيم في السجن أخبرها مأمور سجن القناطر بالإفراج عنها.. انخرطت في البكاء.. سقطت علي الأرض.. لم تصدق نفسها من الفرحة.. انطلقت زغرودة عالية داخل العنبر وارتفعت الزغاريد بعدها لخروج الأم المثالية لهم وحصولها علي هذه الصفة لمدة 15 عاماً متواصلة.. تذكرت زينب لحظة القبض عليها أثناء قدومها من لبنان وفي يدها حقيبة المخدرات
.. صرخت في وجه مأمور الجمرك.. لم تصدق أنها تاجرة مخدرات، حيث إنها ذهبت مع جارتها للاتجار في الملابس الجاهزة وذهبت معها من أجل ألف جنيه عام 1985 لأن زوجها كان يمر بضائقة مالية وطفليها في حاجة إلي نقود.. تركتها مع زوجها أملاً في المال وألقي القبض عليها في حالة تلبس.. انفصلت عن الدنيا فور دخولها السجن.. لم يزرها زوجها ولا ابنها الذي يبلغ من العمر 14 عاماً في ذلك الوقت.. وبعد الحكم وصلت إليها ورقة الطلاق..
استسلمت لمصيرها المحتوم.. عاشت داخل العنبر هادئة.. تسمع كلام الحارسة وتتعامل مع الآخرين تتذكر طفلتها هدي الصغيرة وتشتاق كأي أم لها فما فعلته كان بدافع انتشالهم جميعاً من الفقر ولكنها كانت تخفي أمومتها بين ضلوعها خوفاً من دموعها التي كانت تلازمها طوال فترة العقوبة، حتي جاء يوم الإفراج الذي تنتظره كل سجينة.. وأرسلت لشقيقها جمال الذي كان يزورها بين الحين والآخر حتي يستقبلها في بيته حين انقطعت أخبار زوجها وأبنائه تماماً ولم يعد هناك أمل في الوصول إليه.
جمعت ملابسها وارتدت الثوب الأبيض ووسط زغاريد النزلاء خرجت زينب من باب السجن.. قدماها ثقيلتان تمكنانها من الخروج وقلبها يدق بسرعة خوفاً من المجهول الذي ينتظرها، فلم يعد هناك من يتحمل أحداً وشقيقها هاني يعول أسرة مكونة من 5 أبناء منهم 3 بنات علي باب الزواج ولا يعمل إلا قليلاً..
ذهبت معه إلي شقته الصغيرة.. استقبلتها زوجته وبناته استقبالاً حافلاً.. قضت يوماً جميلاً.. استغرقت في نوم عميق وفي الصباح تذكرت سنوات السجن الحزينة واكتشفت أن شقيقها باع شبكة ابنته حتي يمكن أن يستأجر تاكسياً لاستقبالها من السجن وتجهيز غرفة لإقامتها.. وجدت الحياة ضيقة جداً والظروف أصعب مما كانت تتخيل.. ذهبت لقسم الرعاية اللاحقة بالقليوبية للحصول علي شقة لتقيم فيها أو كشك خشبي يساعدها علي تحمل الحياة وهي في نهاية العقد السابع من عمرها وتقابلت مع المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية وتم إحالة الطلب إلي سكرتير عام محافظة القليوبية للنظر في حالتها، ولكن كل ما يقال عن رعاية المسجونين بعد خروجهم حبر علي ورق وكله كلام في كلام ولا رعاية لاحقة ولا دفاع اجتماعي لأن الحاجة زينب تتمني أن تعود للسجن مرة أخري وتدعو الله أن تجد مصيبة أخري تدخل بها السجن لتعيش مع المساجين ارحم من المعيشة مع البشر في الدنيا التي لا يحتمل أحد مثل هؤلاء المساجين بعد خروجهم..
فهل يقبل وزير الداخلية دخول الحاجة زينب السجن مرة أخري دون أن ترتكب جريمة وأن يرحمها من العذاب الذي تعيشه في هذه الدنيا وترفع الحرج عن شقيقها الفقير الذي لا حول له ولا قوة
بعد 23 سنة قضتها زينب محمد إبراهيم في السجن أخبرها مأمور سجن القناطر بالإفراج عنها.. انخرطت في البكاء.. سقطت علي الأرض.. لم تصدق نفسها من الفرحة.. انطلقت زغرودة عالية داخل العنبر وارتفعت الزغاريد بعدها لخروج الأم المثالية لهم وحصولها علي هذه الصفة لمدة 15 عاماً متواصلة.. تذكرت زينب لحظة القبض عليها أثناء قدومها من لبنان وفي يدها حقيبة المخدرات
.. صرخت في وجه مأمور الجمرك.. لم تصدق أنها تاجرة مخدرات، حيث إنها ذهبت مع جارتها للاتجار في الملابس الجاهزة وذهبت معها من أجل ألف جنيه عام 1985 لأن زوجها كان يمر بضائقة مالية وطفليها في حاجة إلي نقود.. تركتها مع زوجها أملاً في المال وألقي القبض عليها في حالة تلبس.. انفصلت عن الدنيا فور دخولها السجن.. لم يزرها زوجها ولا ابنها الذي يبلغ من العمر 14 عاماً في ذلك الوقت.. وبعد الحكم وصلت إليها ورقة الطلاق..
استسلمت لمصيرها المحتوم.. عاشت داخل العنبر هادئة.. تسمع كلام الحارسة وتتعامل مع الآخرين تتذكر طفلتها هدي الصغيرة وتشتاق كأي أم لها فما فعلته كان بدافع انتشالهم جميعاً من الفقر ولكنها كانت تخفي أمومتها بين ضلوعها خوفاً من دموعها التي كانت تلازمها طوال فترة العقوبة، حتي جاء يوم الإفراج الذي تنتظره كل سجينة.. وأرسلت لشقيقها جمال الذي كان يزورها بين الحين والآخر حتي يستقبلها في بيته حين انقطعت أخبار زوجها وأبنائه تماماً ولم يعد هناك أمل في الوصول إليه.
جمعت ملابسها وارتدت الثوب الأبيض ووسط زغاريد النزلاء خرجت زينب من باب السجن.. قدماها ثقيلتان تمكنانها من الخروج وقلبها يدق بسرعة خوفاً من المجهول الذي ينتظرها، فلم يعد هناك من يتحمل أحداً وشقيقها هاني يعول أسرة مكونة من 5 أبناء منهم 3 بنات علي باب الزواج ولا يعمل إلا قليلاً..
ذهبت معه إلي شقته الصغيرة.. استقبلتها زوجته وبناته استقبالاً حافلاً.. قضت يوماً جميلاً.. استغرقت في نوم عميق وفي الصباح تذكرت سنوات السجن الحزينة واكتشفت أن شقيقها باع شبكة ابنته حتي يمكن أن يستأجر تاكسياً لاستقبالها من السجن وتجهيز غرفة لإقامتها.. وجدت الحياة ضيقة جداً والظروف أصعب مما كانت تتخيل.. ذهبت لقسم الرعاية اللاحقة بالقليوبية للحصول علي شقة لتقيم فيها أو كشك خشبي يساعدها علي تحمل الحياة وهي في نهاية العقد السابع من عمرها وتقابلت مع المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية وتم إحالة الطلب إلي سكرتير عام محافظة القليوبية للنظر في حالتها، ولكن كل ما يقال عن رعاية المسجونين بعد خروجهم حبر علي ورق وكله كلام في كلام ولا رعاية لاحقة ولا دفاع اجتماعي لأن الحاجة زينب تتمني أن تعود للسجن مرة أخري وتدعو الله أن تجد مصيبة أخري تدخل بها السجن لتعيش مع المساجين ارحم من المعيشة مع البشر في الدنيا التي لا يحتمل أحد مثل هؤلاء المساجين بعد خروجهم..
فهل يقبل وزير الداخلية دخول الحاجة زينب السجن مرة أخري دون أن ترتكب جريمة وأن يرحمها من العذاب الذي تعيشه في هذه الدنيا وترفع الحرج عن شقيقها الفقير الذي لا حول له ولا قوة