عز الدين القسام
01-16-2009, 12:20 AM
شكلت هذه العملية بداية مرحلة جديدة من عمليات مجموعة الشهداء في كتائب عز الدين القسام التي كان الشهيد القائد عماد عقل ضابط اتصالها. فقد كانت أول عملية يتم التخطيط لها بشكل جيد، وتكون موجهة ضد الآلة العسكرية الصهيونية، إذ اقتصر عمل المجموعة بعد المطاردة على العمليات التطهيرية للعملاء ومروجي الفساد والمخدرات، كما أنها شكلت أول حلقة من حلقات التعاون بين مجموعة الشهداء ورديفتها في مخيم الشاطئ والتي لم تكن مطاردة في ذلك الوقت. فقد أفادت المجموعة المجاهدة في مخيم الشاطئ والتي تولت عملية رصد الهدف بأن سيارة فورد بيضاء مثبتاً عليها إشارة ضباط الشرطة اعتادت على المرور بشكل يومي ثابت في تمام الساعة السابعة وخمس دقائق صباحاً على طريق الشيخ عجلين باتجاه مقر الإدارة المدنية حيث قيادة شرطة القطاع تتبعها سيارة حراسة تقل عدداً من ضباط وأفراد جهاز مخابرات الأمن العام (الشاباك). وبتوالي التقارير التي أرسلتها المجموعة التي كلفت فيما بعد بمتابعة عملية رصد هذا الهدف الثمين والتي استمرت حوالي الشهر، قررت قيادة كتائب الشهيد عز الدين القسام وضع خطة محكمة لنصب كمين لهاتين السيارتين تشترك فيه مجموعة الشهداء ومجموعة الشاطئ على الرغم من الظروف الصعبة التي كانت تمر بها المجموعتان، ولكن الإصرار على مواصلة طريق الجهاد ولهفة مقاتلة أعداء الله كانا أقوى من الصعاب والمثبطات عن الجهاد وقتال اليهود، فاستعدت المجموعتان لتنفيذ هذا الهجوم وتدافع أفرادها كل يريد أن يحظى بشرف هذه المهمة.
وضعت خطة الكمين على أساس مشاركة أربعة مجاهدين إلى جانب السائق، فتم اختيار اثنين من مجموعة الشهداء هما عماد عقل ومحمد أبو العطايا وثلاثة من مجموعة الشاطئ هم: أحمد انصيو الذي أشرف على عملية الرصد وخالد المغير إلى جانب السائق الماهر عبد الفتاح جابر، واكتفوا باستخدام بندقيتي كارل غوستاف وقنبلة يدوية يتم إلقاؤها لتغطية انسحاب المجاهدين بعد تنفيذ العملية. وعلى الرغم من هذا التسليح المتواضع لتنفيذ مهمة كبيرة من هذا النوع، إلا أن الإبداع القسامي الجريء في تحقيق عنصر المباغتة وإفقاد قوات الاحتلال القدرة على الرد تجلي عندما خطط المجاهدون لمهاجمة الهدف عن قرب وهم واقفون على الأرض -أي ثابتون – بينما كان الهدف متحركاً. وبعد أن تم الأخذ بالأسباب من جميع الجوانب ودراسة تفاصيل الخطة الموضوعة دراسة جيدة، انطلقت المجموعة المجاهدة نحو الهدف المرصود حيث تم إيقاف السيارة في شارع فرعي يطل على طريق الشيخ عجلين المؤدي إلى شارع صلاح الدين الذي يشكل خط سير سيارة قائد شرطة قطاع غزة وسيارة الحراسة التابعة للشاباك، واستعد الشباب بانتظار مرور الهدف، حيث تهيأ خالد المغير وعماد عقل لإطلاق النار من بنادق كارل غوستاف فيما تولى أحمد انصيو ومحمد أبو العطايا مهمة المراقبة وتغطية الانسحاب.
وفي تمام الساعة السابعة وخمس دقائق من صباح يوم الرابع من أيار (مايو) 1992، وكما أكد الرصد العسكري الذي سبق التنفيذ، مرت سيارة قائد الشرطة الجنرال يوسيف افني تتبعها سيارة الشاباك. وهنا حدث ما لم يكن ضمن الخطة حيث لم يبادر البطلان بإطلاق النار فور استقبالهما للسيارتين وإنما بعد أن مرت السيارة الأولى، ولهذا نجا الجنرال يوسيف افني من الموت المحقق بينما تمكن المجاهدان من تحطيم زجاج السيارة الثانية بصليات من أسلحتهما الرشاشة موقعين إصابات محققة في ركابها بعد أن أصيبت بأربع وعشرين رصاصة، ودون أن يتمكن العدو من الرد على مصدر النيران حيث استمرت السيارتان في طريقهما فيما غادرت المجموعة المكان باتجاه شارع صلاح الدين في حي الزيتون.
لم تعترف سلطات الاحتلال بالعملية ولا بنتائجها رغم إغلاق قوات الجيش وحرس الحدود للمنطقة فيما بعد ومداهمة حي الزيتون الذي اختفى فيه أبطال المجموعة حيث تم اعتقال عشرات الشبان للتحقيق معهم. والغريب أن الصحف الإسرائيلية التي كشفت النقاب عن تعرض قائد الشرطة لإطلاق النار، لم تشر لا من قريب ولا من بعيد إلى سيارة الشاباك التي كانت ترافقه وما حل بركابها. فقد اكتفت صحيفة معاريف في عددها الصادر يوم 11 أيار (مايو) بنقل تصريح للجنرال افني الذي قالت إنه لم يصب بأذى. فقال افني "سافرت إلى غزة وعندما وصلنا إلى مفترق الشيخ عجلين سمعت صلية طويلة من الرصاص وصرخ السائق: إنهم يطلقون النار علينا فنظرت من النافذة ورأيت شاباً مكشوف الوجه يطلق النار وركب بعد ذلك سيارة وفر من المكان ولم نتمكن من إطلاق النار عليه أو مطاردته"، وأشارت الصحيفة نقلاً عن قائد الشرطة بأنه تم العثور على (24) رصاصة فارغة خلال عملية التمشيط التي قامت بها قوات الجيش والشرطة في وقت لاحق. ومهما يكن من أمر الإصابات التي لحقت بسيارة المخابرات الإسرائيلية المرافقة والنتائج التي أسفرت عنها العملية من جهة خسائر العدو البشرية، فإن مجرد التخطيط وتنفيذ هذا الكمين وبهذا المستوى من الجرأة والشجاعة بعد الرصد الدقيق، على الرغم من تواضع الإمكانيات في ذلك الوقت، يدل دلالة واضحة على أننا أمام نوع فريد من الرجال الذين لا يقبلون الهزيمة والأمر الواقع ويتخذون مما يواجهونه من صعوبات ومعاناة دافعاً ومحركاً قوياً نحو مواصلة الجهاد بتخطيط وتسليح وتنفيذ أكثر تطوراً وتقدماً.
وضعت خطة الكمين على أساس مشاركة أربعة مجاهدين إلى جانب السائق، فتم اختيار اثنين من مجموعة الشهداء هما عماد عقل ومحمد أبو العطايا وثلاثة من مجموعة الشاطئ هم: أحمد انصيو الذي أشرف على عملية الرصد وخالد المغير إلى جانب السائق الماهر عبد الفتاح جابر، واكتفوا باستخدام بندقيتي كارل غوستاف وقنبلة يدوية يتم إلقاؤها لتغطية انسحاب المجاهدين بعد تنفيذ العملية. وعلى الرغم من هذا التسليح المتواضع لتنفيذ مهمة كبيرة من هذا النوع، إلا أن الإبداع القسامي الجريء في تحقيق عنصر المباغتة وإفقاد قوات الاحتلال القدرة على الرد تجلي عندما خطط المجاهدون لمهاجمة الهدف عن قرب وهم واقفون على الأرض -أي ثابتون – بينما كان الهدف متحركاً. وبعد أن تم الأخذ بالأسباب من جميع الجوانب ودراسة تفاصيل الخطة الموضوعة دراسة جيدة، انطلقت المجموعة المجاهدة نحو الهدف المرصود حيث تم إيقاف السيارة في شارع فرعي يطل على طريق الشيخ عجلين المؤدي إلى شارع صلاح الدين الذي يشكل خط سير سيارة قائد شرطة قطاع غزة وسيارة الحراسة التابعة للشاباك، واستعد الشباب بانتظار مرور الهدف، حيث تهيأ خالد المغير وعماد عقل لإطلاق النار من بنادق كارل غوستاف فيما تولى أحمد انصيو ومحمد أبو العطايا مهمة المراقبة وتغطية الانسحاب.
وفي تمام الساعة السابعة وخمس دقائق من صباح يوم الرابع من أيار (مايو) 1992، وكما أكد الرصد العسكري الذي سبق التنفيذ، مرت سيارة قائد الشرطة الجنرال يوسيف افني تتبعها سيارة الشاباك. وهنا حدث ما لم يكن ضمن الخطة حيث لم يبادر البطلان بإطلاق النار فور استقبالهما للسيارتين وإنما بعد أن مرت السيارة الأولى، ولهذا نجا الجنرال يوسيف افني من الموت المحقق بينما تمكن المجاهدان من تحطيم زجاج السيارة الثانية بصليات من أسلحتهما الرشاشة موقعين إصابات محققة في ركابها بعد أن أصيبت بأربع وعشرين رصاصة، ودون أن يتمكن العدو من الرد على مصدر النيران حيث استمرت السيارتان في طريقهما فيما غادرت المجموعة المكان باتجاه شارع صلاح الدين في حي الزيتون.
لم تعترف سلطات الاحتلال بالعملية ولا بنتائجها رغم إغلاق قوات الجيش وحرس الحدود للمنطقة فيما بعد ومداهمة حي الزيتون الذي اختفى فيه أبطال المجموعة حيث تم اعتقال عشرات الشبان للتحقيق معهم. والغريب أن الصحف الإسرائيلية التي كشفت النقاب عن تعرض قائد الشرطة لإطلاق النار، لم تشر لا من قريب ولا من بعيد إلى سيارة الشاباك التي كانت ترافقه وما حل بركابها. فقد اكتفت صحيفة معاريف في عددها الصادر يوم 11 أيار (مايو) بنقل تصريح للجنرال افني الذي قالت إنه لم يصب بأذى. فقال افني "سافرت إلى غزة وعندما وصلنا إلى مفترق الشيخ عجلين سمعت صلية طويلة من الرصاص وصرخ السائق: إنهم يطلقون النار علينا فنظرت من النافذة ورأيت شاباً مكشوف الوجه يطلق النار وركب بعد ذلك سيارة وفر من المكان ولم نتمكن من إطلاق النار عليه أو مطاردته"، وأشارت الصحيفة نقلاً عن قائد الشرطة بأنه تم العثور على (24) رصاصة فارغة خلال عملية التمشيط التي قامت بها قوات الجيش والشرطة في وقت لاحق. ومهما يكن من أمر الإصابات التي لحقت بسيارة المخابرات الإسرائيلية المرافقة والنتائج التي أسفرت عنها العملية من جهة خسائر العدو البشرية، فإن مجرد التخطيط وتنفيذ هذا الكمين وبهذا المستوى من الجرأة والشجاعة بعد الرصد الدقيق، على الرغم من تواضع الإمكانيات في ذلك الوقت، يدل دلالة واضحة على أننا أمام نوع فريد من الرجال الذين لا يقبلون الهزيمة والأمر الواقع ويتخذون مما يواجهونه من صعوبات ومعاناة دافعاً ومحركاً قوياً نحو مواصلة الجهاد بتخطيط وتسليح وتنفيذ أكثر تطوراً وتقدماً.