Warning: Function get_magic_quotes_gpc() is deprecated in /home/forumbs/public_html/includes/class_core.php on line 1960
السلام : التحية المباركة الطيبة السلام على الموتى [الأرشيف] - منتديات بانى ستار

المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السلام : التحية المباركة الطيبة السلام على الموتى



expresso222
07-20-2008, 10:05 AM
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه، وبعد
الموت هو مفارقة الروح الجسد، وهو انتقال وتغير حال، قال تعالىإِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ الزمر وهو همزة وصل بين الحياة الدنيا وبين الحياة الآخرة
والموت هو الحقيقة التي لا شك فيها، فلا يبقى أحد على وجه الأرض حتى يموت، وهو حق على كل مخلوق
قال تعالى كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ آل عمران وقال سبحانه كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ القصص، وقال عز وجل كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ الرحمن ، فهو وحده سبحانه الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون، وكذلك الملائكة وحملة العرش، وينفرد الواحد الأحد بالديمومة والبقاء
والإسلام يكرم الإنسان حيًا وميتًا، ويعلم البشرية بأسرها كيفية التعامل مع الأموات
يقول ابن القيم ملخصًا هدي الإسلام في الجنائز إنه أكمل الهدي، مخالف لهدي سائر الأمم، إنه مشتمل على الإحسان للميت، ومعاملته بما ينفعه في قبره ويوم معاده، وعلى الإحسان إلى أهله وأقاربه، وعلى إقامة عبودية الحي فيما يعامل به الميت، وكان من هديه في الجنائز إقامة العبودية للرب تبارك وتعالى على أكمل الأحوال، والإحسان إلى الميت، وتجهيزه إلى الله على أحسن أحواله وأفضلها، ووقوفه، ووقوف أصحابه، صفوفًا يحمدون الله ويستغفرونه، ويسألونه المغفرة والرحمة والتجاوز عنه، ثم المشي بين يديه إلى أن يودعه قبره، ثم يقوم هو وأصحابه بين يديه على قبره سائلين له التثبيت أحوج ما كان إليه، ثم يتعاهده بالزيارة إلى قبره، والسلام عليه والدعاء له، كما يتعاهد الحي صاحبه في دار الدنيا
راجع زاد المعاد
والتقرب إلى الله تعالى عن الميت له صورتان
الصورة الأولى السلام على الميت، ويشمل الدعاء والاستغفار، ونحوهما
الصورة الثانية الأعمال الصالحة، وفيها تفصيل ليس هذا محله
أما الصورة الأولى وهي السلام على الميت
أولاً السلام على النبي
لا خلاف بين أهل العلم على مشروعية زيارة قبر النبي
قال الحافظ ابن حجر إن زيارة قبر الرسول من أفضل الأعمال، وأجل القربات الموصلة إلى ذي الجلال، وأن مشروعيتها محل إجماع بلا نزاع راجع فتح الباري
وقال القاضي عياض زيارة قبر النبي سنة من سنن المرسلين مجمع عليها، وفضيلة مرغب فيها
راجع الشفا بشرح الملا علي القاري
والأصل في الزيارة على الراجح، أن يكون المقصود زيارة المسجد النبوي، والقبر الشريف تابعًا له، إما في حال إرادة القبر للزيارة ابتداءً فلا يجوز، وهذا ما ذهب إليه الشافعية وابن تيمية من الحنابلة راجع فتح
ودليل ذلك ما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال «لا تُشدُّ الرحالُ إلا إلى ثلاثة مساجد مَسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى»
والحديث صريح في تحريم السفر للعبادة إلى غير المساجد الثلاثة، ويعظم الإثم إذا قصد المسافر بسفره قبرًا ليعظمه، ويغلو بصاحبه، فهذا إن كان يعتقد أن دعاء الله عنده أفضل فهو مبتدع، وإن كان يدعو صاحب القبر فهو مشرك
والبعض قال إن النهي عن شد الرحال لغير المساجد الثلاثة ليس على التحريم، لكون النبي كان يأتي مسجد قباء راكبًا، وتعقب بأن مجيئه إلى قباء إنما كان لمواصلة الأنصار، وتفقد أحوالهم، وحال من تأخر منهم عن حضور الجماعة معه، وهذا هو السر في تخصيص ذلك بالسبب
روى مسلم وغيره من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله يأتي مسجد قُباءِ راكبًا وماشيًا وفي رواية كان ابن عمر يأتي قُباءً كلَّ سبتٍ، وكان يقول رأيتُ النبيَّ يأتيه كُلَّ سبتٍ
ويمكن أن يُقال إن المراد من النهي عن شد الرحال، النهي عن السفر، وهذه المسافة لا يطلق عليها سفر، فتحريم السفر إلى غير المساجد الثلاثة هو سد لذريعة الشرك ووسائله المفضية إليه، فإن الشرك لم يحدث إلا من تعظيم البقاع والأمكنة التي لم يعظمها الله تعالى، ولم يشرع الرحلة إليها، لا سيما الأمكنة التي فيها قبور أنبياء، أو أولياء أو علماء ونحوهم
ففي الحديث المتفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها أن أم حبيبة ذكرت كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاويرُ، لرسول الله ، فقال رسول الله «إن أولئك إذا كان فيهم الرجلُ الصالحُ فمات بنوا على قبره مسجدًا وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة»
وفي رواية من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»
فالزيارة الشرعية إلى المدينة هي أن يقصد المسافر العبادة في المسجد النبوي الشريف، الذي جعل الله له ميزة وشرفًا، وضاعف فيه الثواب للأعمال الصالحة، روى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال «صلاة في مسجدي هذا خيرٌ من ألف صلاةٍ»، «أو كألف صلاةٍ» فيما سواه من المساجد، إلا أن يكون المسجد الحرام
فالزيارة الشرعية إلى المدينة هي أن يقصد المسافر العبادة في المسجد النبوي الشريف، فإذا وصل إليه زار القبر الشريف، وقبري الصاحبيْن الكريمين أبي بكر وعمر، رضي الله عنها؛ لحديث «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها» فهذه رحلة شرعية وقصد حسن مشروع راجع توضيح الأحكام من بلوغ المرام
آداب زيارة قبر النبي
من أهم الآداب التي يتحلى بها المسلم عند زيارة قبر النبي
عقد النية على زيارة المسجد النبوي، والقبر الشريف تبع له
عدم رفع الصوت عنده ؛ لقوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى الحجرات ،
وهذا الأدب الرفيع العالي في حضرة النبي ، وممتد بعد مماته، وكان عمر رضي الله عنه يعاقب من يرفع صوته في المسجد النبوي الشريف بعد موت رسول الله
فعن السائب بن يزيد قال كنت قائمًا في المسجد، فحصبني رجل، فنظرت، فإذا عمر بن الخطاب، فقال اذهب فأتني بهذين، فجئته بهما، قال من أنتما ؟ أو من أين أنتما ؟ قالا من أهل الطائف قال لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله ؟ رواه البخاري
قال القاضي أبو بكر بن العربي حرمة النبي ميتًا كحرمته حيًا وكلامه المأثور يعَدُّ كلامه المسموع في لفظه ، فإذا قرئ كلامه وجب على كل حاضر ألا يرفع صوته عليه
الوقوف بين يدي القبر الشريف، وتقديم السلام بتوقير دون تجاوز
يقول الإمام النووي رحمه الله ولا يجوز أن يطاف بقبره ، ويكره إلصاق الظهر والبطن بجدار القبر، كما يكره مسحه باليد وتقبيله المجموع بتصرف
ويقول ابن قدامة ولا يستحب التمسح بحائط قبر النبي ، فعليه أن يسلم عليه بأجمل ما يعرف من صيغ التسليم، والصلاة، فيقول السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، صلى الله عليك وسلم، وجزاك عن أمتك خيرًا
السلام على أبي بكر وعمر رضوان الله عليهما السلام عليك يا أبا بكر خليفة رسول الله ورحمة الله وبركاته، رضي الله عنك وجزاك عن أمة محمد خيرًا، ثم يخطو عن يمينه خطوة أو خطوتين ليقف أمام عمر رضي الله عنه، فيسلِّم عليه، فيقع قبره إلى اليمين قدر ذراع من قبر أبي بكر، ذلك أن رأسه عند كتف أبي بكر رضي الله عنهما، ثم يقول السلام عليك يا عمر أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، رضي الله عنك، وجزاك عن أمة محمد خيرًا
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله، والحمد لله رب العالمين وللحديث بقية

اعداد سعيد عامر