expresso222
05-14-2008, 01:07 PM
القصف الأمريكي على الصومال المنسي
كتب عبد الرحمن سهل(مقديشو) : بتاريخ 13 - 5 - 2008http://www.almesryoon.com/Public/ALMasrayoon_Images/48574.jpg في ليلة الأحد الموافق1/5/2008م شن الطيران الحربي الأمريكي هجومًا مفاجئًا على مدينة طوسمريب وسط الصومال، مستهدفًا القائد العسكري لحركة الشباب المجاهدين في الصومال، معلم آدم حاشي فارح عيرو، البالغ من العمر 32عامًا، وقد أسفر القصف عن استشهاد القائد العسكري لحركة الشباب المجاهدين، والشيخ محيي الدين محمد عمر، أحد شيوخ الحركة أيضًا، إضافة إلى ثلاثة عشر شخصًا، أغلبهم مدنيون، بينهم امرأة صومالية ماتت في المستشفى متأثرة بجراح بالغة أصابتها جراء القصف، كما أصيب أكثر من 23 مدنيًا من بينهم ثلاثة أطفال، وقد لحقت جميع البيوت المجاورة للبيت المستهدف -في حدود100 متر مربع- أضرار بالغة.
ويأتي القصف الأمريكي في ذروة العمليات العسكرية التي تدور في أكثر من جبهة بين قوى المقاومة وقوات الاحتلال الإثيوبي، وهو القصف الثاني الأمريكي خلال أقل من ثلاثة أشهر، مخلفًا خسائر مادية وبشرية في صفوف المدنيين.
الهدف المشترك بين الغارات الأمريكية الجوية هو سقوط ضحايا مدنيين، وإن كان القصف الأخير أدى إلى استشهاد أحد أبرز القيادات العسكرية لقوى المقاومة الصومالية، بتبريرات واهية، وإعطاء تصريحات مقتضبة مفادها هجوم على مجموعة إرهابية موالية لتنظيم القاعدة في الصومال.
الضربة الجوية الأمريكية التي استشهد فيها القائد العسكري الشاب معلم آدم عيرو رحمه الله، تحمل عددًا من الرسائل السياسية والاستراتيجية والأمنية، والتي من بينها:
أولاً: تجريب صواريخ أمريكا الجديدة في الصومال، حيث تؤكد مصادر مطلعة أن الصواريخ التي أطلقت من السفن الحربية الأمريكية القابعة في مياه الإقليم البحري للصومال، مستهدفة مدينة طوبلي الصومالية، تم تصنيعها في 28/6/2005م، كما هو موضح في بقايا الصواريخ.
هذه مسألة مهمة للغاية بالنسبة للبنتاجون، وشركات تصنيع الأسلحة الأمريكية، علمًا بأن الأسلحة الفتاكة هذه تستهدف، بصورة شبه يومية، المواطنين الأبرياء في أفغانستان والعراق، واليوم في الصومال، إذ أن أبناء هذه الدول ليسوا بشرًا بنظر الأمريكان، بل هم إرهابيون، ويجب سحقهم وإبادتهم بجميع الوسائل المتاحة، أليس ما يجري الآن في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال جزءًا من مخطط يهدف إلى تدمير الشعوب الإسلامية؟ وترقبوا ما هو أخطر مما نتحدث عنه، وهو استخدام أمريكا أسلحة الدمار الشامل ضد الشعوب الإسلامية لصلفها وغطرستها، فقط هي ستختار التوقيت المناسب.
ثانيًا: وجود شبكة مخابراتية من العملاء الصوماليين في المدن الكبيرة، والتي تعمل لصالح المخابرات الأمريكية في تقصِّي المعلومات الدقيقة، ذات الصلة بقيادات قوى المقاومة الصومالية، وتحديد أماكن وجودهم أو اختبائهم، ورصد تحركاتهم، وكتابة أرقام هواتفهم النقالة، مما يسهّل على المخابرات الأمريكية تحديد الأهداف بدقة متناهية، وفعلاً مقتل القائد العسكري في الغارة الجوية الأخيرة هو انتصار للمخابرات الأمريكية، كما أنه يثير علامات استفهام واضحة، من أبرزها: ما مدى إمكانية اختراق المقاومة الصومالية؟ كما هي رسالة أمنية موجهة إلى جميع قيادات قوى المقاومة المسلحة، حيث إن كل من يحمل السلاح في وجه الحكومة الانتقالية إرهابي وعضو في تنظيم القاعدة، وهي معادلة صعبة وغير منطقية في نفس الوقت.
ومما يستحق الذكر هنا أن الأمريكان عجزوا عن العثور على قيادات المقاومة الصومالية أثناء وجودهم خارج المدن، مما يعني أن المخابرات الأمريكية زرعت أجهزة الكترونية حساسة في مدينة طوسمريب بالتنسيق مع عملائها الصوماليين، قبل وصول القائد العسكري لحركة الشباب المجاهدين، مما مكن للطائرات التجسسية تصوير المنزل المستهدف بسهولة.
ثالثًا: الثقة المتزايدة لدى معظم قيادات المقاومة الصومالية، وخاصة أثناء وجودهم في المدن الكبيرة، التي تنشط فيها المخابرات الأمريكية، وكأنها لا تدرك أن أمريكا دفعت بكل ثقلها العسكري والأمني في الصومال لتنفيذ أهدافها الواضحة، وهي تصفية المقاومة الصومالية والقضاء عليها عبر عدة وسائل، أهمها اغتيال القيادات البارزة، وتصنيف فصائل المقاومة كمجموعات إرهابية متطرفة، ومجموعات معتدلة، وتقديم الدعم الشامل للقوات الأجنبية الموجودة في الصومال.
وأعتقد أن الثقافة الأمنية بمفهومها الجديد غير متوفرة لدى معظم قيادات المقاومة، مثلاً هل تدرك قيادات المقاومة خطورة استخدام الهواتف، سواء كانت دولية أو محلية؟ وكيف تتعامل مع عشرات الطائرات التجسسية التي تحلّق في سماء الصومال ليل نهار؟ لمَ لمْ تستفد من الدروس المريرة التي ذاقتها قيادات المحاكم الإسلامية عقب النكسة مباشرة؟ فقد استشهد عشرات القيادات الميدانية للمحاكم الإسلامية، بسبب استخدامها الهاتف الدولي "ثريا"، وتكررت المأساة بعد سنة عبر الهواتف المحلية التي لا تقل خطرًا عن الهاتف الدولي "ثريا"، حسبما يؤكد خبراء الاتصال.
رابعًا: محاولة عزل حركة الشباب المجاهدين، بيد أن النتائج التي تحققت عقب استشهاد القائد العسكري للحركة كانت على العكس، حيث تطابقت وجهات النظر بين جميع فصائل المقاومة المسلحة حيال القصف الأمريكي الذي وُصف بأنه "عمل جبان"، فتحالف تحرير الصومال (المحاكم الإسلامية سابقًا) ندد واستنكر بشدة تلك الغارة، مؤكدًا أن أمريكا تنتقم من الشعب الصومالي، كما أصدرت الجبهة الإسلامية في الصومال بيانًا شديد اللهجة، أكدت فيه أن المجازر التي ترتكبها أمريكا بحق المدنيين ليست وليدة اليوم ولا الأمس القريب، ولكنها بدأت في عام 1992م، ولا تزال مستمرة، متعهدة بمضاعفة جهودها وجهادها ضد قوات الاحتلال الإثيوبي، كما تطابقت التصريحات بضرورة توحيد فصائل المجاهدين.
الكل يعلم أن المقاومة الصومالية لا علاقة لها بجهات خارجية، ولكن الحقيقة هي أن أمريكا هي أحد أطراف النزاع في الصومال، وأن كل من يقف ضدها فهو يدور في فلك محور الشر، بغض النظر عن مشاريعه التي يتبناها، والشعارات التي يرفعها، ولا أستبعد إصدار تصنيفات جديدة من وزارة الخارجية الأمريكية ضد المقاومة الصومالية لإعطاء تبريرات واهية لوجودها العسكري في المنطقة، وإنشاء قواعد عسكرية برية داخل الأراضي الصومالية، وأولها قاعدة "بربر" العسكرية الواقعة في أرض الصومال، إضافة إلى بقاء القوات الإثيوبية في الصومال لفترة أطول.
خامسًا: تعمد وقوع كارثة إنسانية، حيث استقبلت مدينة طوسمريب عاصمة محافظة جلجدود وسط الصومال، آلاف النازحين الصوماليين من العاصمة مقديشو جراء استهداف قوات الاحتلال الإثيوبي المدنيين العزّل بقتلهم بدم بارد، وهدم بيوتهم، وتدنيس المساجد، وتحويل المرافق العامة إلى ثكنات عسكرية، ولم تقدم الهيئات العالمية العاملة في المجال الإغاثي أي مساعدة إلى هؤلاء النازحين البائسين غير أمريكا، التي قدمت لهؤلاء مساعدات لكن من نوع آخر وهي صواريخ كروز، التي أسفرت عن سقوط 13 شخصًا وإصابة أكثر من 25 آخرين، هذه هي العدالة الأمريكية، والرحمة الأمريكية، والديمقراطية الأمريكية، التي من أبرز ملامحها إهداء صواريخها إلى النازحين الصوماليين، وحتى أبقار الصومال تحولت إلى مجموعات إرهابية، ولا أدري هل انتقل مرض جنون البقر إلى السلاح الجوي الأمريكي، ليرتكب كل هذه الحماقات التي لم تسلم منها قيادات المقاومة ولا المدنيون ولا حتى الأبقار.
إن استهداف أمريكا قيادات المقاومة الصومالية والمدنيين على السواء ليس مفاجئًا على الإطلاق، ولكن المفاجئ هو عدم اعترافها بالمجازر التي ارتكبتها في الصومال بحق المدنيين، والتزام السكوت عنها، وهو عكس ما يحدث في العراق وأفغانستان!
ويبدو أن السبب هو أن الإعلام الدولي مسلط على العراق وأفغانستان، بخلاف الصومال المنسي، حتى من أشقائه العرب والمسلمين.
المصدر: الإسلام اليوم
كتب عبد الرحمن سهل(مقديشو) : بتاريخ 13 - 5 - 2008http://www.almesryoon.com/Public/ALMasrayoon_Images/48574.jpg في ليلة الأحد الموافق1/5/2008م شن الطيران الحربي الأمريكي هجومًا مفاجئًا على مدينة طوسمريب وسط الصومال، مستهدفًا القائد العسكري لحركة الشباب المجاهدين في الصومال، معلم آدم حاشي فارح عيرو، البالغ من العمر 32عامًا، وقد أسفر القصف عن استشهاد القائد العسكري لحركة الشباب المجاهدين، والشيخ محيي الدين محمد عمر، أحد شيوخ الحركة أيضًا، إضافة إلى ثلاثة عشر شخصًا، أغلبهم مدنيون، بينهم امرأة صومالية ماتت في المستشفى متأثرة بجراح بالغة أصابتها جراء القصف، كما أصيب أكثر من 23 مدنيًا من بينهم ثلاثة أطفال، وقد لحقت جميع البيوت المجاورة للبيت المستهدف -في حدود100 متر مربع- أضرار بالغة.
ويأتي القصف الأمريكي في ذروة العمليات العسكرية التي تدور في أكثر من جبهة بين قوى المقاومة وقوات الاحتلال الإثيوبي، وهو القصف الثاني الأمريكي خلال أقل من ثلاثة أشهر، مخلفًا خسائر مادية وبشرية في صفوف المدنيين.
الهدف المشترك بين الغارات الأمريكية الجوية هو سقوط ضحايا مدنيين، وإن كان القصف الأخير أدى إلى استشهاد أحد أبرز القيادات العسكرية لقوى المقاومة الصومالية، بتبريرات واهية، وإعطاء تصريحات مقتضبة مفادها هجوم على مجموعة إرهابية موالية لتنظيم القاعدة في الصومال.
الضربة الجوية الأمريكية التي استشهد فيها القائد العسكري الشاب معلم آدم عيرو رحمه الله، تحمل عددًا من الرسائل السياسية والاستراتيجية والأمنية، والتي من بينها:
أولاً: تجريب صواريخ أمريكا الجديدة في الصومال، حيث تؤكد مصادر مطلعة أن الصواريخ التي أطلقت من السفن الحربية الأمريكية القابعة في مياه الإقليم البحري للصومال، مستهدفة مدينة طوبلي الصومالية، تم تصنيعها في 28/6/2005م، كما هو موضح في بقايا الصواريخ.
هذه مسألة مهمة للغاية بالنسبة للبنتاجون، وشركات تصنيع الأسلحة الأمريكية، علمًا بأن الأسلحة الفتاكة هذه تستهدف، بصورة شبه يومية، المواطنين الأبرياء في أفغانستان والعراق، واليوم في الصومال، إذ أن أبناء هذه الدول ليسوا بشرًا بنظر الأمريكان، بل هم إرهابيون، ويجب سحقهم وإبادتهم بجميع الوسائل المتاحة، أليس ما يجري الآن في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال جزءًا من مخطط يهدف إلى تدمير الشعوب الإسلامية؟ وترقبوا ما هو أخطر مما نتحدث عنه، وهو استخدام أمريكا أسلحة الدمار الشامل ضد الشعوب الإسلامية لصلفها وغطرستها، فقط هي ستختار التوقيت المناسب.
ثانيًا: وجود شبكة مخابراتية من العملاء الصوماليين في المدن الكبيرة، والتي تعمل لصالح المخابرات الأمريكية في تقصِّي المعلومات الدقيقة، ذات الصلة بقيادات قوى المقاومة الصومالية، وتحديد أماكن وجودهم أو اختبائهم، ورصد تحركاتهم، وكتابة أرقام هواتفهم النقالة، مما يسهّل على المخابرات الأمريكية تحديد الأهداف بدقة متناهية، وفعلاً مقتل القائد العسكري في الغارة الجوية الأخيرة هو انتصار للمخابرات الأمريكية، كما أنه يثير علامات استفهام واضحة، من أبرزها: ما مدى إمكانية اختراق المقاومة الصومالية؟ كما هي رسالة أمنية موجهة إلى جميع قيادات قوى المقاومة المسلحة، حيث إن كل من يحمل السلاح في وجه الحكومة الانتقالية إرهابي وعضو في تنظيم القاعدة، وهي معادلة صعبة وغير منطقية في نفس الوقت.
ومما يستحق الذكر هنا أن الأمريكان عجزوا عن العثور على قيادات المقاومة الصومالية أثناء وجودهم خارج المدن، مما يعني أن المخابرات الأمريكية زرعت أجهزة الكترونية حساسة في مدينة طوسمريب بالتنسيق مع عملائها الصوماليين، قبل وصول القائد العسكري لحركة الشباب المجاهدين، مما مكن للطائرات التجسسية تصوير المنزل المستهدف بسهولة.
ثالثًا: الثقة المتزايدة لدى معظم قيادات المقاومة الصومالية، وخاصة أثناء وجودهم في المدن الكبيرة، التي تنشط فيها المخابرات الأمريكية، وكأنها لا تدرك أن أمريكا دفعت بكل ثقلها العسكري والأمني في الصومال لتنفيذ أهدافها الواضحة، وهي تصفية المقاومة الصومالية والقضاء عليها عبر عدة وسائل، أهمها اغتيال القيادات البارزة، وتصنيف فصائل المقاومة كمجموعات إرهابية متطرفة، ومجموعات معتدلة، وتقديم الدعم الشامل للقوات الأجنبية الموجودة في الصومال.
وأعتقد أن الثقافة الأمنية بمفهومها الجديد غير متوفرة لدى معظم قيادات المقاومة، مثلاً هل تدرك قيادات المقاومة خطورة استخدام الهواتف، سواء كانت دولية أو محلية؟ وكيف تتعامل مع عشرات الطائرات التجسسية التي تحلّق في سماء الصومال ليل نهار؟ لمَ لمْ تستفد من الدروس المريرة التي ذاقتها قيادات المحاكم الإسلامية عقب النكسة مباشرة؟ فقد استشهد عشرات القيادات الميدانية للمحاكم الإسلامية، بسبب استخدامها الهاتف الدولي "ثريا"، وتكررت المأساة بعد سنة عبر الهواتف المحلية التي لا تقل خطرًا عن الهاتف الدولي "ثريا"، حسبما يؤكد خبراء الاتصال.
رابعًا: محاولة عزل حركة الشباب المجاهدين، بيد أن النتائج التي تحققت عقب استشهاد القائد العسكري للحركة كانت على العكس، حيث تطابقت وجهات النظر بين جميع فصائل المقاومة المسلحة حيال القصف الأمريكي الذي وُصف بأنه "عمل جبان"، فتحالف تحرير الصومال (المحاكم الإسلامية سابقًا) ندد واستنكر بشدة تلك الغارة، مؤكدًا أن أمريكا تنتقم من الشعب الصومالي، كما أصدرت الجبهة الإسلامية في الصومال بيانًا شديد اللهجة، أكدت فيه أن المجازر التي ترتكبها أمريكا بحق المدنيين ليست وليدة اليوم ولا الأمس القريب، ولكنها بدأت في عام 1992م، ولا تزال مستمرة، متعهدة بمضاعفة جهودها وجهادها ضد قوات الاحتلال الإثيوبي، كما تطابقت التصريحات بضرورة توحيد فصائل المجاهدين.
الكل يعلم أن المقاومة الصومالية لا علاقة لها بجهات خارجية، ولكن الحقيقة هي أن أمريكا هي أحد أطراف النزاع في الصومال، وأن كل من يقف ضدها فهو يدور في فلك محور الشر، بغض النظر عن مشاريعه التي يتبناها، والشعارات التي يرفعها، ولا أستبعد إصدار تصنيفات جديدة من وزارة الخارجية الأمريكية ضد المقاومة الصومالية لإعطاء تبريرات واهية لوجودها العسكري في المنطقة، وإنشاء قواعد عسكرية برية داخل الأراضي الصومالية، وأولها قاعدة "بربر" العسكرية الواقعة في أرض الصومال، إضافة إلى بقاء القوات الإثيوبية في الصومال لفترة أطول.
خامسًا: تعمد وقوع كارثة إنسانية، حيث استقبلت مدينة طوسمريب عاصمة محافظة جلجدود وسط الصومال، آلاف النازحين الصوماليين من العاصمة مقديشو جراء استهداف قوات الاحتلال الإثيوبي المدنيين العزّل بقتلهم بدم بارد، وهدم بيوتهم، وتدنيس المساجد، وتحويل المرافق العامة إلى ثكنات عسكرية، ولم تقدم الهيئات العالمية العاملة في المجال الإغاثي أي مساعدة إلى هؤلاء النازحين البائسين غير أمريكا، التي قدمت لهؤلاء مساعدات لكن من نوع آخر وهي صواريخ كروز، التي أسفرت عن سقوط 13 شخصًا وإصابة أكثر من 25 آخرين، هذه هي العدالة الأمريكية، والرحمة الأمريكية، والديمقراطية الأمريكية، التي من أبرز ملامحها إهداء صواريخها إلى النازحين الصوماليين، وحتى أبقار الصومال تحولت إلى مجموعات إرهابية، ولا أدري هل انتقل مرض جنون البقر إلى السلاح الجوي الأمريكي، ليرتكب كل هذه الحماقات التي لم تسلم منها قيادات المقاومة ولا المدنيون ولا حتى الأبقار.
إن استهداف أمريكا قيادات المقاومة الصومالية والمدنيين على السواء ليس مفاجئًا على الإطلاق، ولكن المفاجئ هو عدم اعترافها بالمجازر التي ارتكبتها في الصومال بحق المدنيين، والتزام السكوت عنها، وهو عكس ما يحدث في العراق وأفغانستان!
ويبدو أن السبب هو أن الإعلام الدولي مسلط على العراق وأفغانستان، بخلاف الصومال المنسي، حتى من أشقائه العرب والمسلمين.
المصدر: الإسلام اليوم